العدد : ١٧٢٢٤ - الثلاثاء ٢٠ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٢ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢٢٤ - الثلاثاء ٢٠ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٢ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

أهمية الحوار والتواصل في عالم يعاني من الاستقطاب

بقلم: د. جيمس زغبي

الثلاثاء ٢٠ مايو ٢٠٢٥ - 02:00

قبل‭ ‬سنة‭ ‬من‭ ‬الآن،‭ ‬وفي‭ ‬ذروة‭ ‬الاضطرابات‭ ‬التي‭ ‬عمت‭ ‬الجامعات‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬بسبب‭ ‬الحرب‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬طُلب‭ ‬مني‭ ‬إلقاء‭ ‬كلمة‭ ‬في‭ ‬مؤتمر‭ ‬حول‭ ‬موضوع‭ ‬‮«‬كيفية‭ ‬إدارة‭ ‬الحوار‭ ‬المدني‮»‬،‭ ‬وقد‭ ‬سعدتُ‭ ‬بهذه‭ ‬الفرصة‭ ‬لأن‭ ‬مسألة‭ ‬كيفية‭ ‬إدارة‭ ‬الحوار‭ ‬المدني‭ ‬كانت‭ (‬ولا‭ ‬تزال‭) ‬مسالة‭ ‬ملحة‭ ‬وضرورية‭.‬

يعيش‭ ‬الأمريكيون‭ ‬في‭ ‬بيئة‭ ‬تتسم‭ ‬بالانقسامات‭ ‬والاستقطاب،‭ ‬حيث‭ ‬تبدو‭ ‬الفجوات‭ ‬السياسية‭ ‬والثقافية‭ ‬التي‭ ‬تفصل‭ ‬بينهم‭ ‬غير‭ ‬قابلة‭ ‬للتجسير،‭ ‬سواءً‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬الخارجية‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬نقاشات‭ ‬الكونغرس،‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬مجتمعاتها‭ ‬أو‭ ‬عائلاتها،‭ ‬وغالبًا‭ ‬ما‭ ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬أصحاب‭ ‬الآراء‭ ‬المتعارضة‭ ‬في‭ ‬القضايا‭ ‬أكثر‭ ‬اهتمامًا‭ ‬بتسجيل‭ ‬النقاط‭ ‬من‭ ‬السعي‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬التفاهم‭ ‬وسد‭ ‬الهوة‭.‬

عندما‭ ‬بدأت‭ ‬في‭ ‬إعداد‭ ‬كلمتي،‭ ‬فكرت‭ ‬في‭ ‬أربعة‭ ‬دروس‭ ‬مهمة‭ ‬تعلمتها‭ ‬من‭ ‬أشخاص‭ ‬كانوا‭ ‬مهمين‭ ‬في‭ ‬حياتي‭.‬

أعترف‭ ‬أنني‭ ‬كنتُ‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬مراهقتي‭ ‬أميل‭ ‬إلى‭ ‬معرفة‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬قبل‭ ‬أوانه‭. ‬كنتُ‭ ‬مولعًا‭ ‬بالأفكار،‭ ‬وكنتُ‭ ‬أناقش‭ ‬معتقداتي‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬أتعرف‭ ‬عليهم‭ ‬أو‭ ‬تتقاطع‭ ‬دروبي‭ ‬معهم‭. ‬في‭ ‬أحد‭ ‬الأيام،‭ ‬كنتُ‭ ‬أنا‭ ‬وأمي‭ ‬نزور‭ ‬عمتي،‭ ‬وسرعان‭ ‬ما‭ ‬انخرطتُ‭ ‬أنا‭ ‬وعمتي‭ ‬في‭ ‬جدال‭ ‬حول‭ ‬معنى‭ ‬إحدى‭ ‬قصص‭ ‬العهد‭ ‬الجديد‭.‬

وفي‭ ‬لحظة‭ ‬ما،‭ ‬تدخلت‭ ‬أمي‭ ‬قائلةً‭: ‬‮«‬توقف‭ ‬وانظر‭ ‬إلى‭ ‬نفسكِ‭. ‬أنتِ‭ ‬جالس‭ ‬على‭ ‬حافة‭ ‬مقعدكِ‭. ‬تقول‭ ‬ما‭ ‬لديك‭ ‬وتبدي‭ ‬رأيك،‭ ‬وفي‭ ‬اللحظة‭ ‬التي‭ ‬تبدأ‭ ‬فيها‭ ‬عمتك‭ ‬بالرد،‭ ‬تكون‭ ‬مستعدا‭ ‬للانقضاض‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تستمع‭ ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬كلمة‭ ‬مما‭ ‬تقوله،‭ ‬لأن‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬تفكر‭ ‬به‭ ‬هو‭ ‬ردك‭. ‬إن‭ ‬لم‭ ‬تستمع‭ ‬إليها‭ ‬بكل‭ ‬انتباه،‭ ‬فهي‭ ‬لن‭ ‬تسمعك‭ ‬لأنك‭ ‬تتحدث‭ ‬إليها‭ ‬لا‭ ‬معها‮»‬‭.‬

كانت‭ ‬أمي‭ ‬تقول‭ ‬لي‭ ‬أيضًا‭: ‬‮«‬لا‭ ‬تخطئ‭ ‬بأعلى‭ ‬صوتك‮»‬‭. ‬لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬ارتفاع‭ ‬الصوت‭ ‬ليس‭ ‬مقياسًا‭ ‬للصواب‭. ‬قد‭ ‬يُشعرك‭ ‬التحدث‭ ‬بصوت‭ ‬عالٍ‭ ‬بالراحة،‭ ‬لكن‭ ‬لأنه‭ ‬يُنفر‭ ‬من‭ ‬تُحادثهم،‭ ‬فبدلًا‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يُصغون‭ ‬إليك،‭ ‬فإنهم‭ ‬غالبًا‭ ‬ما‭ ‬يُنهون‭ ‬الحديث‭ ‬معك‭.‬

وعلى‭ ‬المنوال‭ ‬نفسه،‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬مسيرتي‭ ‬المهنية،‭ ‬كانت‭ ‬زوجتي‭ ‬إيلين‭ ‬تحضر‭ ‬خطاباتي‭ ‬وتجلس‭ ‬في‭ ‬آخر‭ ‬القاعة،‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬أستطيع‭ ‬رؤيتها‭ ‬فيه‭. ‬كنت‭ ‬شابًا،‭ ‬وكنت‭ ‬أميل‭ ‬إلى‭ ‬استخدام‭ ‬لغة‭ ‬نارية‭ ‬متشنجة‭.‬

وعندما‭ ‬كنت‭ ‬أتجاوز‭ ‬الحدود‭ ‬وأقول‭ ‬شيئًا‭ ‬قاسيًا‭ ‬أو‭ ‬فظًا،‭ ‬كانت‭ ‬إيلين‭ ‬تتأثر‭ ‬من‭ ‬طريقتي‭. ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬وجهة‭ ‬نظرها‭ ‬أنه،‭ ‬مع‭ ‬أنني‭ ‬قد‭ ‬أظن‭ ‬أن‭ ‬استخدام‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬اللغة‭ ‬يُحدث‭ ‬تأثيرا،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬في‭ ‬أحسن‭ ‬الأحوال‭ ‬تُشتت‭ ‬انتباه‭ ‬الكثيرين‭ ‬من‭ ‬الحضور،‭ ‬وفي‭ ‬أسوأ‭ ‬الأحوال‭ ‬تُنفرهم‭.‬

لقد‭ ‬تعلمتُ‭ ‬أنه‭ ‬إذا‭ ‬كنتُ‭ ‬أحاول‭ ‬التعبير‭ ‬عن‭ ‬معاناة‭ ‬شعبٍ‭ ‬مُحاصر،‭ ‬فإنني‭ ‬أتحمل‭ ‬مسؤولية‭ ‬مخاطبة‭ ‬أناسٍ‭ ‬لن‭ ‬يتمكنوا‭ ‬من‭ ‬مخاطبتهم‭. ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬عليّ‭ ‬احترام‭ ‬الجمهور‭ ‬الذي‭ ‬أحاول‭ ‬الوصول‭ ‬إليه‭ ‬حتى‭ ‬يرغب‭ ‬في‭ ‬سماع‭ ‬رسالتي‭.‬

وفي‭ ‬أعقاب‭ ‬هجمات‭ ‬الحادي‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬سبتمبر‭ ‬الإرهابية،‭ ‬أدركتُ‭ ‬التطبيقات‭ ‬الأوسع‭ ‬لهذه‭ ‬الدروس‭ ‬البسيطة‭ ‬في‭ ‬الإنصات‭ ‬والحوار‭ ‬المدني‭. ‬فقد‭ ‬دُعيتُ‭ ‬للعمل‭ ‬مع‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬خبراء‭ ‬السياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬ومسؤولين‭ ‬حكوميين‭ ‬سابقين‭ ‬منتخبين‭ ‬ومعينين‭ ‬في‭ ‬فريق‭ ‬عمل‭ ‬تابع‭ ‬لمجلس‭ ‬العلاقات‭ ‬الخارجية‭ ‬معني‭ ‬بالدبلوماسية‭ ‬العامة‭.‬

كانت‭ ‬المسألة‭ ‬المطروحة‭ ‬هي‭ ‬كيفية‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحقبة‭. ‬وبالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬بعض‭ ‬زملائي،‭ ‬تراوحت‭ ‬الأفكار‭ ‬المطروحة‭ ‬بين‭ ‬قصف‭ ‬العراق‭ ‬وإلقاء‭ ‬محاضرات‭ ‬عن‭ ‬الديمقراطية‭.‬

وفي‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭ ‬تقريبا،‭ ‬طلبت‭ ‬مؤسسات‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬العربي‭ ‬مني‭ ‬ومن‭ ‬أخي‭ ‬جون‭ ‬زغبي‭ ‬إجراء‭ ‬استطلاعين‭ ‬منفصلين‭ ‬للرأي‭: ‬الأول‭ ‬لمعرفة‭ ‬ما‭ ‬يفكر‭ ‬فيه‭ ‬العرب‭ ‬بشأن‭ ‬قيمهم‭ ‬ومخاوفهم،‭ ‬والثاني‭ ‬لقياس‭ ‬مواقف‭ ‬العرب‭ ‬تجاه‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭.‬

لقد‭ ‬أظهرت‭ ‬نتائج‭ ‬الاستطلاعين‭ ‬أن‭ ‬الاهتمامات‭ ‬الرئيسية‭ ‬لمعظم‭ ‬العرب‭ ‬كانت‭ ‬تتعلق‭ ‬بأسرهم‭ ‬ومستقبلهم‭. ‬فقد‭ ‬عبروا‭ ‬عن‭ ‬رغبتهم‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬وظائف‭ ‬جيدة،‭ ‬ورعاية‭ ‬صحية‭ ‬ملائمة،‭ ‬وفرص‭ ‬تعليمية‭ ‬لأطفالهم،‭ ‬والسلامة‭ ‬والأمن‭ ‬في‭ ‬مجتمعاتهم‭.‬

لقد‭ ‬تعلمنا‭ ‬أيضًا‭ ‬أنه،‭ ‬خلافًا‭ ‬للآراء‭ ‬السائدة‭ ‬بين‭ ‬الأمريكيين،‭ ‬فإن‭ ‬العرب‭ ‬يحبون‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ - ‬شعبها،‭ ‬ونظامها‭ ‬التعليمي،‭ ‬ومنتجاتها،‭ ‬وثقافتها‭ ‬وقيمها،‭ ‬لكن‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يعجبهم‭ ‬هو‭ ‬طريقة‭ ‬تعامل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬معهم‭.‬

لم‭ ‬تُسهم‭ ‬تلك‭ ‬النتائج‭ ‬في‭ ‬إثراء‭ ‬مناقشات‭ ‬فريق‭ ‬العمل‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬هيّأتني‭ ‬أيضًا‭ ‬لاجتماعات‭ ‬مع‭ ‬وكلاء‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬لشؤون‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬العامة‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬جورج‭ ‬دبليو‭ ‬بوش،‭ ‬وقد‭ ‬أتيحت‭ ‬لي‭ ‬فرصة‭ ‬مقابلة‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬عيّنه‭ ‬السيد‭ ‬بوش‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المنصب‭.‬

إن‭ ‬الشرط‭ ‬الأساسي‭ ‬لأي‭ ‬عملية‭ ‬تواصل‭ ‬حقيقية‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الاعتراف‭ ‬بأهمية‭ ‬فهم‭ ‬احتياجات‭ ‬ومخاوف‭ ‬‮«‬الآخر‮»‬‭.‬

وعندما‭ ‬سألني‭ ‬كلٌّ‭ ‬منهم‭ ‬عمّا‭ ‬أنصح‭ ‬به،‭ ‬اقترحتُ‭ ‬عليهم‭ ‬ألا‭ ‬يبدأوا‭ ‬بإلقاء‭ ‬المحاضرات‭ ‬في‭ ‬رحلاتهم‭ ‬إلى‭ ‬الدول‭ ‬العربية،‭ ‬بل‭ ‬أن‭ ‬يطرحوا‭ ‬الأسئلة‭ ‬وينصتوا‭. ‬كنتُ‭ ‬أقول‭: ‬‮«‬لا‭ ‬تفترضوا‭ ‬أنكم‭ ‬تعرفون‭ ‬ما‭ ‬يفكرون‭ ‬فيه‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يريدون‭ ‬سماعه‭ ‬منكم‮»‬‭.‬

وفي‭ ‬الوقت‭ ‬نفسه‭ ‬تقريبا،‭ ‬دعاني‭ ‬الشيخ‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬بن‭ ‬زايد،‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬ووزير‭ ‬الخارجية‭ ‬بدولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة،‭ ‬للقاء‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الوزراء‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬لمناقشة‭ ‬كيفية‭ ‬مساعدتهم‭ ‬في‭ ‬رأب‭ ‬الصدع‭ ‬بين‭ ‬منطقتهم‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭.‬

ومع‭ ‬تقدم‭ ‬الاجتماع،‭ ‬انتقد‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الوزراء‭ ‬الجهود‭ ‬الأمريكية‭ ‬الرامية‭ ‬إلى‭ ‬إشراكهم،‭ ‬وكانت‭ ‬لديهم‭ ‬وجهات‭ ‬نظر‭ ‬متباينة‭ ‬بشأن‭ ‬ما‭ ‬ينبغي‭ ‬عليهم‭ ‬فعله‭ ‬لتحسين‭ ‬صورتهم‭ ‬أمام‭ ‬الأمريكيين‭.‬

وخلال‭ ‬كل‭ ‬ذلك،‭ ‬استمع‭ ‬الشيخ‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬وفهم‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يفهمه‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬زملائه‭: ‬الأمريكيون‭ ‬لا‭ ‬يفهمون‭ ‬العرب،‭ ‬والعرب‭ ‬لا‭ ‬يفهمون‭ ‬الأمريكيين‭. ‬لذلك،‭ ‬ورغم‭ ‬حسن‭ ‬النيات،‭ ‬فإن‭ ‬جهود‭ ‬كلا‭ ‬الجانبين‭ ‬ستفشل‭.‬

وفي‭ ‬معرض‭ ‬حديثه‭ ‬عن‭ ‬المحاولات‭ ‬الفاشلة‭ ‬للدبلوماسية‭ ‬العامة‭ ‬من‭ ‬كلا‭ ‬الجانبين،‭ ‬قال‭: ‬‮«‬كما‭ ‬تعلمون،‭ ‬في‭ ‬النهاية،‭ ‬لن‭ ‬نتمكن‭ ‬نحن‭ ‬العرب‭ ‬من‭ ‬مساعدة‭ ‬الأمريكيين‭ ‬على‭ ‬فهمنا‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬نفهمهم‭ ‬أولاً‭. ‬وبالمثل،‭ ‬لن‭ ‬ينجح‭ ‬الأمريكيون‭ ‬في‭ ‬جهودهم‭ ‬لتعريفنا‭ ‬بشخصياتهم‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يخصصوا‭ ‬الوقت‭ ‬الكافي‭ ‬لمعرفتنا‭ ‬أولاً‮»‬‭.‬

يجب‭ ‬أن‭ ‬يُشكّل‭ ‬هذا‭ ‬الدرس‭ ‬البسيط‭ ‬أساسًا‭ ‬لأي‭ ‬جهدٍ‭ ‬في‭ ‬الحوار‭ ‬المدني‭. ‬فحيثما‭ ‬وُجدت‭ ‬اختلافات،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الشرط‭ ‬الأساسي‭ ‬لأي‭ ‬تواصل‭ ‬حقيقي‭ ‬هو‭ ‬إدراك‭ ‬أهمية‭ ‬فهم‭ ‬احتياجات‭ ‬‮«‬الآخر‮»‬‭ ‬وهمومه‭.‬

وكما‭ ‬قد‭ ‬يقول‭ ‬الناشط‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الحقوق‭ ‬المدنية‭ ‬والسياسي‭ ‬الأمريكي‭ ‬القس‭ ‬جيسي‭ ‬جاكسون‭: ‬فقط‭ ‬إذا‭ ‬حاولت‭ ‬أن‭ ‬أفهمهم‭ ‬وأخاطبهم‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر،‭ ‬فسوف‭ ‬يتمكنون‭ ‬من‭ ‬الانفتاح‭ ‬على‭ ‬فهمي‭.‬

وهكذا،‭ ‬فإن‭ ‬الدروس‭ ‬بسيطة‭: ‬استمع‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تتحدث،‭ ‬وتحدث‭ ‬بهدوء‭ ‬وتجنب‭ ‬الخطاب‭ ‬الفظ،‭ ‬واحترم‭ ‬جمهورك،‭ ‬وحاول‭ ‬التحدث‭ ‬عن‭ ‬مخاوفهم‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬فتح‭ ‬عقولهم‭ ‬لسماعك‭.‬

 

رئيس‭ ‬المعهد‭ ‬العربي‭ ‬الأمريكي

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا