بقلم: علي حسين الامارة
تحوّلت قمة بغداد إلى مشهد دبلوماسي باهت عكس واقع العزلة العربية المتفاقمة التي يواجهها العراق، إذ غابت الغالبية الساحقة من القادة العرب، واكتفت معظم الدول بإيفاد ممثلين ثانويين، في موقف جماعي يُفسَّر على أنه رسالة سياسية واضحة برفض الانخراط في أي مبادرة تُدار من عاصمة باتت تخضع للنفوذ الإيراني المقيت.
ويأتي هذا العزوف العربي في ظل التماهي المتزايد للسلطة العراقية مع طهران، واستمرار هيمنة المليشيات المسلحة التابعة للحرس الثوري الإيراني على مفاصل الدولة العراقية، مما أفقد بغداد مكانتها التاريخية كمركز توازن عربي وإقليمي.
الرسالة التي بعثتها الدول العربية الأصيلة بمستوى تمثيلها كانت صريحة:
لا مكان لبغداد في محيطها العربي ما دامت أسيرة للقرار الإيراني، ومختطفة من قبل قوى اللادولة التي تزعزع أمن العراق والمنطقة على السواء.
هذا الفشل في تأمين حضور عربي فعّال يعبّر عن انكشاف سياسي خطير، وانهيار لمحاولات الترويج لدور عربي للعراق في ظل وضع داخلي مأساوي تُمسكه أذرع عسكرية خارجية الولاء.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك