العدد : ١٧٢٢١ - السبت ١٧ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٩ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢٢١ - السبت ١٧ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٩ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

هل ارتكبت أمريكا إبادة بيئية شاملة في حرب فيتنام؟

بقلم: د. إسماعيل محمد المدني

السبت ١٧ مايو ٢٠٢٥ - 02:00

نشرتُ‭ ‬مقالا‭ ‬في‭ ‬صحيفة‭ ‬أخبار‭ ‬الخليج‭ ‬في‭ ‬19‭ ‬أبريل‭ ‬2025‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬الإبادة‭ ‬البيئية‭ ‬الشاملة‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬وأوكرانيا‮»‬‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬المقال‭ ‬بيَّنت‭ ‬الدمار‭ ‬الشامل،‭ ‬والفساد‭ ‬العظيم‭ ‬الذي‭ ‬نزل‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬مكونات‭ ‬بيئة‭ ‬غزة‭ ‬الحية‭ ‬وغير‭ ‬الحية،‭ ‬من‭ ‬ماءٍ،‭ ‬وهواءٍ،‭ ‬وتربة،‭ ‬وحياة‭ ‬فطرية‭ ‬نباتية‭ ‬وحيوانية،‭ ‬ومزارع‭ ‬غذائية‭ ‬مُشيدة‭ ‬من‭ ‬أشجار‭ ‬الزيتون‭ ‬التاريخية‭ ‬والمعمرة‭.‬

وفي‭ ‬الحقيقة‭ ‬فإن‭ ‬إثبات‭ ‬حجم‭ ‬الدمار‭ ‬النوعي‭ ‬والكمي‭ ‬الذي‭ ‬وقع‭ ‬على‭ ‬البيئة‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬صعبا،‭ ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬تنقل‭ ‬وتغطي‭ ‬على‭ ‬الهواء‭ ‬مباشرة‭ ‬بالصوت‭ ‬والصورة‭ ‬الحية‭ ‬هذه‭ ‬الكارثة‭ ‬البيئية‭ ‬الشاملة‭ ‬التي‭ ‬حلَّت‭ ‬على‭ ‬سكان‭ ‬وبيئة‭ ‬غزة،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬المقابلات‭ ‬الشخصية‭ ‬مع‭ ‬شهود‭ ‬العيان،‭ ‬وسكان‭ ‬غزة‭ ‬عامة،‭ ‬أكدوا‭ ‬حجم‭ ‬الضرر‭ ‬الكبير‭ ‬وعلى‭ ‬نطاق‭ ‬واسع‭ ‬الذي‭ ‬وقع‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬عناصر‭ ‬بيئتهم‭.‬

وكل‭ ‬هذه‭ ‬الإبادة‭ ‬البيئية‭ ‬الشاملة‭ ‬والجامعة‭ ‬كانت‭ ‬بأيد‭ ‬يهودية‭ ‬صهيونية‭ ‬في‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيوني،‭ ‬وبأسلحة‭ ‬أمريكية‭ ‬مسيحية‭ ‬صهيونية‭ ‬ودعم‭ ‬أمريكي‭ ‬سياسي‭ ‬ومالي‭ ‬وعسكري‭ ‬لم‭ ‬يتوقف‭ ‬يوما‭ ‬ما،‭ ‬وبأسلحة‭ ‬فتاكة‭ ‬توازي‭ ‬في‭ ‬مجموعها‭ ‬قوة‭ ‬ودمار‭ ‬أسلحة‭ ‬الدمار‭ ‬الشامل‭ ‬النووية‭.‬

وهذا‭ ‬الجُرم‭ ‬البيئي‭ ‬الشامل،‭ ‬وهذا‭ ‬البطش‭ ‬والتنكيل‭ ‬والكرب‭ ‬الشديد‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬يسبق‭ ‬له‭ ‬مثيل‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬وتَعَرضَ‭ ‬له‭ ‬سكان‭ ‬غزة‭ ‬المستضعفين،‭ ‬والذي‭ ‬شاركت‭ ‬في‭ ‬ارتكابه‭ ‬أيادي‭ ‬الحكومات‭ ‬الأمريكية‭ ‬السابقة‭ ‬والحالية،‭ ‬ليس‭ ‬بغريبٍ‭ ‬ولا‭ ‬جديد‭ ‬على‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬فهذا‭ ‬هو‭ ‬ثقافتهم،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬سلوكهم‭ ‬أثناء‭ ‬الحرب،‭ ‬فلا‭ ‬يرقُبون‭ ‬في‭ ‬بشر،‭ ‬ولا‭ ‬حجر،‭ ‬ولا‭ ‬شجر‭ ‬إلًّا‭ ‬ولا‭ ‬ذمة‭.‬

وتاريخ‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬المظلم،‭ ‬وسيرتها‭ ‬السوداء‭ ‬القاتمة،‭ ‬ستبقى‭ ‬خالدة‭ ‬في‭ ‬ذاكرة‭ ‬البشرية،‭ ‬وستبقى‭ ‬تلاحقها‭ ‬أبد‭ ‬الدهر‭ ‬كالكابوس‭ ‬المزعج‭ ‬الذي‭ ‬سيجثم‭ ‬على‭ ‬قلوبهم،‭ ‬وكُتبْ‭ ‬التاريخ‭ ‬تمتلئ‭ ‬بجرائم‭ ‬أمريكا،‭ ‬سواء‭ ‬جرائم‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬للشعوب،‭ ‬أو‭ ‬جرائم‭ ‬الإبادة‭ ‬الشاملة‭ ‬لبيئات‭ ‬كوكبنا‭ ‬حول‭ ‬العالم‭. ‬

ومن‭ ‬الجرائم‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬بها‭ ‬أيدي‭ ‬البطش‭ ‬والعدوان‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬وقوعها‭ ‬قبل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬60‭ ‬عاما،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الأبحاث‭ ‬والدراسات‭ ‬مازالت‭ ‬تُجرى‭ ‬لسبر‭ ‬غورها،‭ ‬والتعرف‭ ‬من‭ ‬كثب‭ ‬على‭ ‬تفاصيلها،‭ ‬والدخول‭ ‬في‭ ‬أعماق‭ ‬إثباتها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الدليل‭ ‬العلمي‭ ‬الموثوق‭ ‬كجرائم‭ ‬إبادة‭ ‬بيئية‭ ‬شاملة،‭ ‬وهي‭ ‬بالتحديد‭ ‬عند‭ ‬غزو‭ ‬واحتلال‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لفيتنام‭ ‬في‭ ‬الستينيات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬المنصرم‭.‬

فقد‭ ‬خصصتْ‭ ‬مجلة‭ ‬بحثية‭ ‬أمريكية‭ ‬مرموقة،‭ ‬‮«‬العلوم‮»‬‭ (‬Science‭)‬،‭ ‬في‭ ‬عددها‭ ‬الأخير‭ ‬المنشور‭ ‬في‭ ‬24‭ ‬أبريل‭ ‬2025‭ ‬حول‭ ‬الإبادة‭ ‬البيئية‭ ‬الشاملة‭ ‬للأنظمة‭ ‬البيئية‭ ‬المختلفة‭ ‬برمتها‭ ‬في‭ ‬فيتنام،‭ ‬فجاء‭ ‬عنوان‭ ‬الغلاف‭: ‬‮«‬إرث‭ ‬العميل‭ ‬البرتقالي‮»‬،‭ ‬وشملت‭ ‬عدة‭ ‬مقالات‭ ‬منها‭ ‬المقال‭ ‬تحت‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬هل‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ارتكبت‭ ‬إبادة‭ ‬بيئية‭ ‬شاملة‭ ‬خلال‭ ‬حرب‭ ‬فيتنام»؟،‭ ‬ومقال‭ ‬آخر‭ ‬عنوانه‭: ‬‮«‬ضباب‭ ‬الحرب‮»‬‭.‬

فأعمال‭ ‬الإبادة‭ ‬البيئية‭ ‬الشاملة‭ ‬بدأتْ‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1961‭ ‬وانتهت‭ ‬بعد‭ ‬عقدٍ‭ ‬طويل‭ ‬من‭ ‬الزمن،‭ ‬وبالتحديد‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1971،‭ ‬حيث‭ ‬ارتكبت‭ ‬أيدي‭ ‬الأمريكيين‭ ‬الآثمة‭ ‬جريمة‭ ‬بشعة،‭ ‬وعقابا‭ ‬جماعيا‭ ‬ظالما‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬3‭ ‬ملايين‭ ‬من‭ ‬سكان‭ ‬فيتنام،‭ ‬المقاومين‭ ‬منهم‭ ‬والمدنيين‭ ‬العزل‭ ‬على‭ ‬حدٍ‭ ‬سواء‭. ‬فمن‭ ‬أجل‭ ‬تطويق‭ ‬مصدر‭ ‬الغذاء‭ ‬كلياً،‭ ‬وتجويع‭ ‬المقاومين‭ ‬وغيرهم،‭ ‬ومنعهم‭ ‬من‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الغذاء،‭ ‬وبهدف‭ ‬تعرية‭ ‬مواقعهم‭ ‬الآمنة‭ ‬التي‭ ‬يختبئون‭ ‬فيها‭ ‬في‭ ‬الأدغال‭ ‬الكثيفة،‭ ‬وغابات‭ ‬الحشائش‭ ‬والأعشاب‭ ‬المرتفعة‭ ‬التي‭ ‬تقيهم‭ ‬وتحميهم‭ ‬من‭ ‬عيون‭ ‬العدوان،‭ ‬قامت‭ ‬أمريكا‭ ‬برش‭ ‬مبيدٍ‭ ‬سام‭ ‬وقاتل‭ ‬للأعشاب‭ ‬والبشر‭ ‬مُخزن‭ ‬في‭ ‬براميل‭ ‬خاصة‭ ‬عليها‭ ‬علامات‭ ‬برتقالية،‭ ‬فأُطلق‭ ‬عليها‭ (‬العميل‭ ‬البرتقالي‭)‬،‭ ‬أو‭ ‬علامات‭ ‬وردية،‭ ‬أو‭ ‬بيضاء،‭ ‬وهذه‭ ‬يمكن‭ ‬اعتبارها‭ ‬من‭ ‬ضمن‭ ‬أسلحة‭ ‬الدمار‭ ‬الشامل،‭ ‬أو‭ ‬القنابل‭ ‬الكيميائية‭ ‬المحرمة‭ ‬دوليا‭.‬

فقد‭ ‬بلغ‭ ‬حجم‭ ‬المبيد‭ ‬المسرطن‭ ‬والسام‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬رشه‭ ‬جوا‭ ‬وبرًا‭ ‬وبحرًا،‭ ‬بوساطة‭ ‬الطائرات،‭ ‬والشاحنات،‭ ‬والسفن‭ ‬قرابة‭ ‬74‭ ‬مليون‭ ‬لتر،‭ ‬وغطى‭ ‬مساحة‭ ‬شاسعة‭ ‬من‭ ‬غابات‭ ‬فيتنام‭ ‬الجنوبية‭ ‬الفطرية‭ ‬العذراء،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬المستنقعات‭ ‬الواسعة‭ ‬لأشجار‭ ‬القرم،‭ ‬أو‭ ‬المانجروف،‭ ‬وقُدرت‭ ‬المساحة‭ ‬بأكبر‭ ‬من‭ ‬22‭ ‬ألف‭ ‬كيلومتر‭ ‬مربع،‭ ‬أي‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬مساحة‭ ‬البحرين‭ ‬بـ‭ ‬23‭ ‬مرة،‭ ‬كما‭ ‬غطت‭ ‬السموم‭ ‬دولاً‭ ‬أخرى‭ ‬مجاورة‭ ‬مثل‭ ‬كمبوديا‭. ‬

فسلاح‭ ‬الدمار‭ ‬الشامل‭ ‬المتمثل‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المبيدات،‭ ‬كان‭ ‬يحتوي‭ ‬على‭ ‬أخطر‭ ‬مادة‭ ‬صنعها‭ ‬الإنسان،‭ ‬وأشدها‭ ‬تنكيلاً‭ ‬وتدميراً‭ ‬لصحته‭ ‬وصحة‭ ‬البيئة،‭ ‬وتُعرف‭ ‬بمجموعة‭ ‬مركبات‭ ‬‮«‬الديكسين‮»‬‭. ‬وهذه‭ ‬المركبات‭ ‬لا‭ ‬تتحلل‭ ‬بسهولة‭ ‬وبسرعة‭ ‬عندما‭ ‬تدخل‭ ‬في‭ ‬عناصر‭ ‬البيئة،‭ ‬ولذلك‭ ‬فهي‭ ‬تتراكم‭ ‬ويزيد‭ ‬تركيزها‭ ‬مع‭ ‬الزمن،‭ ‬فتبقى‭ ‬في‭ ‬تربة‭ ‬فيتنام‭ ‬سنوات‭ ‬طويلة،‭ ‬وتمكث‭ ‬في‭ ‬مياهها‭ ‬السطحية‭ ‬والجوفية‭ ‬لعقود‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬الزمن،‭ ‬وتنتقل‭ ‬عبر‭ ‬السلسلة‭ ‬الغذائية‭ ‬حتى‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬الحياة‭ ‬الفطرية‭ ‬من‭ ‬أسماك،‭ ‬وحيوانات‭ ‬برية،‭ ‬وطيور،‭ ‬ثم‭ ‬أخيرا‭ ‬إلى‭ ‬الإنسان‭. ‬

فأيادي‭ ‬العدوان‭ ‬الأمريكي‭ ‬المباشرة‭ ‬على‭ ‬سكان‭ ‬وبيئة‭ ‬فيتنام‭ ‬توقفت‭ ‬عام‭ ‬1975،‭ ‬ولكن‭ ‬تداعياتها‭ ‬تغلغلت‭ ‬في‭ ‬أعماق‭ ‬جسم‭ ‬الإنسان‭ ‬وسلامة‭ ‬البيئة‭ ‬والحياة‭ ‬الفطرية،‭ ‬ومركبات‭ ‬الديكسين‭ ‬تجذرت‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬عناصر‭ ‬البيئة‭ ‬وأعضاء‭ ‬جسم‭ ‬الإنسان،‭ ‬فشملت‭ ‬كل‭ ‬كائن‭ ‬حي‭ ‬وغير‭ ‬حي،‭ ‬ومازالت‭ ‬تداعيات‭ ‬هذه‭ ‬الإبادة‭ ‬الشاملة‭ ‬للبشر‭ ‬والشجر‭ ‬والحجر‭ ‬متأصلة‭ ‬حتى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا،‭ ‬ويعاني‭ ‬منها‭ ‬الشعب‭ ‬الفيتنامي،‭ ‬بل‭ ‬حتى‭ ‬الجنود‭ ‬الأمريكيين‭ ‬أنفسهم‭ ‬الذين‭ ‬تعرضوا‭ ‬لمبيد‭ ‬الأعشاب‭ ‬والسم‭ ‬الذي‭ ‬يحتويه‭. ‬

ومن‭ ‬هذه‭ ‬التداعيات‭ ‬للإبادة‭ ‬البيئية‭ ‬الشاملة‭ ‬ما‭ ‬يلي،‭ ‬حسب‭ ‬نتائج‭ ‬الدراسات‭ ‬والأبحاث‭ ‬المنشورة‭:‬

أولاً‭: ‬الإبادة‭ ‬الشاملة‭ ‬للأراضي‭ ‬الزراعية‭ ‬التي‭ ‬تلوثت‭ ‬بالمبيدات‭ ‬وبمادة‭ ‬الديكسين‭ ‬خاصة،‭ ‬بحيث‭ ‬أصبحت‭ ‬كليا‭ ‬غير‭ ‬صالحة‭ ‬لزراعة‭ ‬المحاصيل‭ ‬التي‭ ‬يتغذى‭ ‬عليها‭ ‬الإنسان،‭ ‬مما‭ ‬يعني‭ ‬التأثير‭ ‬المباشر‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬للشعب‭.‬

ثانياً‭: ‬سموم‭ ‬المبيدات‭ ‬تراكمت‭ ‬مع‭ ‬الزمن‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المكونات‭ ‬البيئية‭ ‬من‭ ‬ماءٍ،‭ ‬وهواءٍ،‭ ‬وتربة،‭ ‬ثم‭ ‬انتقلت‭ ‬إلى‭ ‬جميع‭ ‬أنواع‭ ‬الحياة‭ ‬الفطرية،‭ ‬وأخيراً‭ ‬وصلت‭ ‬جسم‭ ‬الإنسان،‭ ‬وتركزت‭ ‬في‭ ‬أعضائه،‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬حليب‭ ‬الأم‭ ‬تلوث‭ ‬بالديكسين‭ ‬والملوثات‭ ‬الأخرى‭.‬

ثالثاً‭: ‬وجود‭ ‬الديكسين‭ ‬في‭ ‬البيئة‭ ‬بمستويات‭ ‬مرتفعة‭ ‬وفي‭ ‬جسم‭ ‬الإنسان،‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬بروز‭ ‬أزمات‭ ‬صحية‭ ‬خطيرة‭ ‬للشعب‭ ‬الفيتنامي،‭ ‬ومنها‭ ‬19‭ ‬نوعا‭ ‬من‭ ‬السرطان،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬أمراضٍ‭ ‬أخرى،‭ ‬كتعقيدات‭ ‬الحمل،‭ ‬وولادة‭ ‬أجنة‭ ‬مشوهة‭ ‬خَلْقيا،‭ ‬وتعاني‭ ‬من‭ ‬مشكلات‭ ‬عقلية‭ ‬وذهنية‭. ‬علماً‭ ‬بأن‭ ‬البعض‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الأمراض‭ ‬انكشف‭ ‬أيضاً‭ ‬على‭ ‬الجنود‭ ‬الأمريكيين‭ ‬وجنود‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬ساعدت‭ ‬أمريكا‭ ‬في‭ ‬الحرب،‭ ‬مثل‭ ‬كوريا‭ ‬الجنوبية،‭ ‬وأستراليا،‭ ‬ونيوزلندا‭.‬

رابعاً‭: ‬هذه‭ ‬السموم‭ ‬لم‭ ‬تؤثر‭ ‬في‭ ‬جيل‭ ‬واحد‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬الفيتناميين‭ ‬وإنما‭ ‬انتقلت‭ ‬عبر‭ ‬الأجيال،‭ ‬من‭ ‬جيل‭ ‬الحرب‭ ‬المباشر‭ ‬إلى‭ ‬أربعة‭ ‬أجيال‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬توقف‭ ‬الحرب،‭ ‬أي‭ ‬أن‭ ‬السموم‭ ‬عَبَرتْ‭ ‬حدود‭ ‬الأجيال‭ ‬المتلاحقة،‭ ‬ولا‭ ‬يعلم‭ ‬أحد‭ ‬إلى‭ ‬أي‭ ‬جيل‭ ‬ستبلغ‭ ‬هذه‭ ‬السموم‭.‬

 

ismail‭.‬almadany@gmail‭.‬com

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا