العدد : ١٧٢٢٠ - الجمعة ١٦ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٨ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢٢٠ - الجمعة ١٦ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٨ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

المجاعة تتفاقم في قطاع غزة المدمر وسط صمت العالم

بقلم: د. رمزي بارود {

الجمعة ١٦ مايو ٢٠٢٥ - 02:00

يُسلّط‭ ‬الوضع‭ ‬المأساوي‭ ‬الوخيم‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬اليوم‭ ‬الضوءَ‭ ‬بوضوح‭ ‬على‭ ‬حالة‭ ‬استثنائية‭ ‬اسمها‭ ‬إسرائيل،‭ ‬التي‭ ‬جعلت‭ ‬من‭ ‬تجويع‭ ‬مليوني‭ ‬فلسطيني‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬المحاصر‭ ‬والمدمّر‭ ‬تكتيكًا‭ ‬لانتزاع‭ ‬تنازلاتٍ‭ ‬سياسية‭ ‬من‭ ‬الفصائل‭ ‬الفلسطينية‭ ‬العاملة‭ ‬هناك‭.‬

في‭ ‬يوم‭ ‬23‭ ‬أبريل‭ ‬2025‭ ‬لم‭ ‬يتوان‭ ‬مكتب‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لتنسيق‭ ‬الشؤون‭ ‬الإنسانية‭ (‬أوتشا‭) ‬في‭ ‬وصف‭ ‬الوضع‭ ‬الإنساني‭ ‬المأسوي‭ ‬الحالي‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬بأنه‭ ‬الأسوأ‭ ‬على‭ ‬الإطلاق‭ ‬منذ‭ ‬بدء‭ ‬الحرب‭.‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬خطورة‭ ‬هذه‭ ‬التصريحات‭ ‬الأممية،‭ ‬فإنها‭ ‬غالباً‭ ‬ما‭ ‬تُعامل‭ ‬باعتبارها‭ ‬أخباراً‭ ‬روتينية‭ ‬لا‭ ‬غير،‭ ‬ولا‭ ‬تثير‭ ‬سوى‭ ‬القليل‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬الملموس‭ ‬أو‭ ‬المناقشات‭ ‬الموضوعية‭.‬

إن‭ ‬انتهاكات‭ ‬إسرائيل‭ ‬للقوانين‭ ‬الدولية‭ ‬والإنسانية‭ ‬المتعلقة‭ ‬باحتلالها‭ ‬لفلسطين‭ ‬حقائق‭ ‬راسخة،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬تبرز‭ ‬بُعدًا‭ ‬جديدا‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الحالة‭ ‬الاستثنائية،‭ ‬يتجلى‭ ‬في‭ ‬قدرة‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬تجويع‭ ‬شعب‭ ‬بأكمله‭ ‬عمدًا‭ ‬لفترة‭ ‬طويلة،‭ ‬حتى‭ ‬أن‭ ‬البعض‭ ‬بات‭ ‬يدافع‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬النهج‭ ‬الذين‭ ‬تنتهجه‭ ‬حكومة‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭.‬

وفي‭ ‬وخضم‭ ‬هذا‭ ‬الصمت‭ ‬العالمي‭ ‬المريب‭ ‬والمخزي،‭ ‬يظل‭ ‬سكان‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬يعيشون‭ ‬معاناة‭ ‬مأساوية،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬شهدوا‭ ‬خسارة‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬10‭ ‬في‭ ‬المائة‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬عددهم‭ ‬بسبب‭ ‬الوفيات‭ ‬والاختفاءات‭ ‬والإصابات‭.‬

يجد‭ ‬سكان‭ ‬غزة‭ ‬أنفسهم‭ ‬محاصرين‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬صغيرة‭ ‬مدمرة‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭ ‬تناهز‭ ‬مساحتها‭ ‬365‭ ‬كيلومترًا‭ ‬مربعًا،‭ ‬وهم‭ ‬يواجهون‭ ‬الموت‭ ‬بسبب‭ ‬أمراض‭ ‬يمكن‭ ‬علاجها‭ ‬ويفتقرون‭ ‬إلى‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬الخدمات‭ ‬الأساسية،‭ ‬وحتى‭ ‬المياه‭ ‬النظيفة‭.‬

ورغم‭ ‬هذه‭ ‬الظروف،‭ ‬تواصل‭ ‬إسرائيل‭ ‬العمل‭ ‬دون‭ ‬عقاب‭ ‬فيما‭ ‬يبدو‭ ‬أنه‭ ‬تجربة‭ ‬وحشية‭ ‬وطويلة‭ ‬الأمد،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬يراقب‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬العالم‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬بدرجات‭ ‬متفاوتة‭ ‬من‭ ‬الغضب‭ ‬والعجز‭ ‬أو‭ ‬التجاهل‭ ‬التام‭.‬

يبقى‭ ‬دور‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬محوريًا‭. ‬فبينما‭ ‬يُعدّ‭ ‬إنفاذ‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬جانبًا،‭ ‬فإنّ‭ ‬ممارسة‭ ‬الضغط‭ ‬اللازم‭ ‬لتمكين‭ ‬شعبٍ‭ ‬يواجه‭ ‬المجاعة‭ ‬من‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الضروريات‭ ‬الأساسية‭ ‬كالغذاء‭ ‬والماء‭ ‬جانبٌ‭ ‬آخر‭.‬

وبالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الأساسية‭ ‬تبدو‭ ‬الآن‭ ‬بعيدة‭ ‬المنال‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬عقود‭ ‬تضاءلت‭ ‬خلالها‭ ‬التوقعات‭.‬

وخلال‭ ‬جلسات‭ ‬الاستماع‭ ‬العامة‭ ‬في‭ ‬لاهاي‭ ‬التي‭ ‬بدأت‭ ‬في‭ ‬28‭ ‬أبريل‭ ‬الماضي،‭ ‬ناشد‭ ‬ممثلون‭ ‬من‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭ ‬استخدام‭ ‬سلطتها‭ ‬باعتبارها‭ ‬المحكمة‭ ‬العليا‭ ‬لإلزام‭ ‬إسرائيل‭ ‬بوقف‭ ‬تجويع‭ ‬الفلسطينيين‭.‬

وصرح‭ ‬ممثل‭ ‬جنوب‭ ‬أفريقيا،‭ ‬جيميون‭ ‬هندريكس،‭ ‬بأنه‭ ‬لا‭ ‬يجوز‭ ‬لإسرائيل‭ ‬معاقبة‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬المحميّ‭ ‬جماعيًا‭. ‬وأضاف‭ ‬المبعوث‭ ‬السعودي،‭ ‬محمد‭ ‬سعود‭ ‬الناصر،‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬حوّلت‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬إلى‭ ‬كومة‭ ‬من‭ ‬الأنقاض‭ ‬لا‭ ‬تصلح‭ ‬للعيش،‭ ‬بينما‭ ‬قتلت‭ ‬آلاف‭ ‬الأبرياء‭ ‬والمستضعفين‭.‬

وقد‭ ‬ردد‭ ‬ممثلون‭ ‬من‭ ‬الصين‭ ‬ومصر‭ ‬والجزائر‭ ‬وجنوب‭ ‬إفريقيا‭ ‬ودول‭ ‬أخرى‭ ‬هذه‭ ‬المشاعر،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يتوافق‭ ‬مع‭ ‬تقييم‭ ‬فيليب‭ ‬لازاريني،‭ ‬رئيس‭ ‬الأونروا،‭ ‬الذي‭ ‬صرح‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬مارس‭ ‬الماضي‭ ‬بأن‭ ‬إسرائيل‭ ‬تستخدم‭ ‬استراتيجية‭ ‬استخدام‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬كسلاح‭. ‬

مع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬الادعاء‭ ‬بأن‭ ‬استخدام‭ ‬الغذاء‭ ‬كسلاح‭ ‬يمثل‭ ‬تكتيكا‭ ‬إسرائيليا‭ ‬متعمدا‭ ‬لا‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬دليل‭ ‬خارجي؛‭ ‬فقد‭ ‬أعلنته‭ ‬إسرائيل‭ ‬نفسها‭. ‬فقد‭ ‬أعلن‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬آنذاك،‭ ‬يوآف‭ ‬غالانت،‭ ‬علنًا‭ ‬حصارًا‭ ‬شاملًا‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬في‭ ‬9‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023،‭ ‬بعد‭ ‬يومين‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬بدء‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية‭ ‬التي‭ ‬تشنها‭ ‬إسرائيل‭.‬

كان‭ ‬تصريح‭ ‬غالانت‭ ‬كالآتي‭ - ‬نفرض‭ ‬حصارًا‭ ‬شاملًا‭ ‬على‭ ‬غزة‭. ‬لا‭ ‬كهرباء،‭ ‬لا‭ ‬طعام،‭ ‬لا‭ ‬ماء،‭ ‬لا‭ ‬وقود‭ - ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬مُغلق‭. ‬نحن‭ ‬نحارب‭ ‬حيوانات‭ ‬بشرية‭ ‬ونتصرف‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ - ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬ذلك‭ ‬اندفاعًا‭ ‬عفويًا،‭ ‬بل‭ ‬سياسة‭ ‬متجذرة‭ ‬في‭ ‬خطاب‭ ‬مُهين‭ ‬للإنسانية،‭ ‬تُطبّق‭ ‬بعنف‭ ‬ووحشية‭. ‬

لقد‭ ‬تجاوز‭ ‬هذا‭ ‬التصرف‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬إغلاق‭ ‬المعابر‭ ‬الحدودية‭ ‬وعرقلة‭ ‬وصول‭ ‬المساعدات‭. ‬وحتى‭ ‬عندما‭ ‬سُمح‭ ‬بالمساعدات،‭ ‬استهدفت‭ ‬القوات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬المدنيين‭ ‬اليائسين،‭ ‬بمن‭ ‬فيهم‭ ‬الأطفال،‭ ‬الذين‭ ‬تجمعوا‭ ‬لتلقي‭ ‬الإمدادات،‭ ‬فقصفتهم‭ ‬مع‭ ‬شاحنات‭ ‬المساعدات‭ ‬وأردتهم‭ ‬بين‭ ‬قتلى‭ ‬وجرحي‭. ‬

وقد‭ ‬وقعت‭ ‬حادثة‭ ‬مدمرة‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬في‭ ‬29‭ ‬فبراير‭ ‬2024‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬غزة،‭ ‬حيث‭ ‬أشارت‭ ‬التقارير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬النيران‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬قد‭ ‬قتلت‭ ‬112‭ ‬فلسطينياً‭ ‬وأصابت‭ ‬750‭ ‬آخرين‭. ‬

كانت‭ ‬تلك‭ ‬الحادثة‭ ‬الأولى‭ ‬فيما‭ ‬عُرف‭ ‬لاحقًا‭ ‬باسم‭ ‬مجازر‭ ‬الطحين‭. ‬فقد‭ ‬وقعت‭ ‬حوادث‭ ‬مماثلة‭ ‬لاحقة،‭ ‬وفيما‭ ‬بين‭ ‬تلك‭ ‬الحوادث،‭ ‬واصلت‭ ‬إسرائيل‭ ‬قصف‭ ‬المخابز‭ ‬ومخازن‭ ‬المساعدات‭ ‬والأشخاص‭ ‬الذي‭ ‬تطوعوا‭ ‬للقيام‭ ‬بتوزيعها‭. ‬

وكان‭ ‬الهدف‭ ‬الذي‭ ‬ترمي‭ ‬إليه‭ ‬إسرائيل‭ ‬من‭ ‬وراء‭ ‬ذلك‭ ‬هو‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تجويع‭ ‬السكان‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬تسمح‭ ‬بالمساومة‭ ‬القسرية‭ ‬وربما‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬التطهير‭ ‬العرقي‭ ‬للشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬في‭ ‬القطاع‭. ‬

وفي‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬أبريل‭ ‬2025،‭ ‬عمدت‭ ‬إسرائيل‭ ‬إلى‭ ‬استخدام‭ ‬طائرة‭ ‬مسيرة‭ ‬لقصف‭ ‬موكب‭ ‬تابع‭ ‬لمنظمة‭ ‬وورلد‭ ‬سنترال‭ ‬كيتشن،‭ ‬مما‭ ‬أسفر‭ ‬عن‭ ‬مقتل‭ ‬ستة‭ ‬عمال‭ ‬إغاثة‭ ‬دوليين‭ ‬وسائقهم‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬وقد‭ ‬أدى‭ ‬ذلك‭ ‬العدوان‭ ‬إلى‭ ‬رحيل‭ ‬عددٍ‭ ‬كبيرٍ‭ ‬من‭ ‬عمال‭ ‬الإغاثة‭ ‬الدوليين‭ ‬المتبقين‭ ‬من‭ ‬غزة‭.‬

وبعد‭ ‬بضعة‭ ‬أشهر،‭ ‬وبدءاً‭ ‬من‭ ‬شهر‭ ‬أكتوبر‭ ‬2024،‭ ‬تم‭ ‬فرض‭ ‬حصار‭ ‬مشدد‭ ‬وجائر‭ ‬على‭ ‬شمال‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬بهدف‭ ‬إجبار‭ ‬السكان‭ ‬على‭ ‬النزوح‭ ‬جنوباً،‭ ‬وربما‭ ‬باتجاه‭ ‬صحراء‭ ‬سيناء‭.‬

رغم‭ ‬هذه‭ ‬الانتهاكات‭ ‬الصارخة‭ ‬والهجمات‭ ‬الوحشية‭ ‬وما‭ ‬نتج‭ ‬عنها‭ ‬من‭ ‬مجاعة،‭ ‬لم‭ ‬تنكسر‭ ‬إرادة‭ ‬سكان‭ ‬غزة‭. ‬بل‭ ‬بدأ‭ ‬مئات‭ ‬الآلاف،‭ ‬حسبما‭ ‬ورد،‭ ‬بالعودة‭ ‬إلى‭ ‬منازلهم‭ ‬وبلداتهم‭ ‬المدمرة‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬القطاع‭.‬

وعندما‭ ‬تراجعت‭ ‬إسرائيل،‭ ‬في‭ ‬18‭ ‬مارس‭ ‬الماضي‭ ‬عن‭ ‬اتفاق‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬الذي‭ ‬أعقب‭ ‬مفاوضات‭ ‬مكثفة،‭ ‬فقد‭ ‬لجأت‭ ‬مجددًا‭ ‬إلى‭ ‬استخدام‭ ‬سياسة‭ ‬التجويع‭ ‬كسلاح‭. ‬ولم‭ ‬تُثر‭ ‬عودة‭ ‬إسرائيل‭ ‬إلى‭ ‬الحرب‭ ‬وسياسات‭ ‬التجويع‭ ‬أي‭ ‬عواقب‭ ‬تُذكر،‭ ‬ولم‭ ‬تصدر‭ ‬بشأنها‭ ‬إدانة‭ ‬قوية‭ ‬من‭ ‬الحكومات‭ ‬الغربية‭. ‬

يُصنَّف‭ ‬استخدام‭ ‬تجويع‭ ‬المدنيين‭ ‬كأسلوب‭ ‬حرب‭ ‬كجريمة‭ ‬حرب‭ ‬بموجب‭ ‬القانون‭ ‬الدولي،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬نص‭ ‬عليه‭ ‬صراحةً‭ ‬نظام‭ ‬روما‭ ‬الأساسي‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬تُثار‭ ‬شكوك‭ ‬حول‭ ‬جدوى‭ ‬هذه‭ ‬الأطر‭ ‬القانونية‭ ‬عندما‭ ‬يفشل‭ ‬من‭ ‬يدافعون‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬القوانين‭ ‬ويعتبرون‭ ‬أنفسهم‭ ‬حماتها‭ ‬في‭ ‬تطبيقها‭ ‬أو‭ ‬إنفاذها‭. ‬

لقد‭ ‬أدى‭ ‬تقاعس‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬المعاناة‭ ‬الإنسانية‭ ‬المأساوية‭ ‬إلى‭ ‬تقويض‭ ‬أهمية‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬بشكل‭ ‬كبير،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬العواقب‭ ‬المحتملة‭ ‬لهذا‭ ‬التقاعس‭ ‬وخيمة،‭ ‬وهي‭ ‬تتجاوز‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬لتشمل‭ ‬البشرية‭ ‬جمعاء‭.‬

وبعيدًا‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الأطر‭ ‬القانونية،‭ ‬يبقى‭ ‬الأمل‭ ‬قائمًا‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬تتحرك‭ ‬فينا‭ ‬مشاعر‭ ‬الرحمة‭ ‬الإنسانية‭ ‬الأصيلة‭ ‬وتدفعنا‭ ‬إلى‭ ‬توفير‭ ‬الإمدادات‭ ‬الأساسية‭ ‬كالدقيق‭ ‬والسكر‭ ‬والماء‭ ‬لسكان‭ ‬غزة‭. ‬إن‭ ‬عدم‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬هذه‭ ‬المساعدات‭ ‬الأساسية‭ ‬سيُعمق‭ ‬الشكوك‭ ‬في‭ ‬إنسانيتنا‭ ‬المشتركة‭ ‬لسنوات‭ ‬قادمة‭.‬

 

‭ ‬{ أكاديمي‭ ‬وكاتب‭ ‬فلسطيني

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا