العدد : ١٧٢١٩ - الخميس ١٥ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٧ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢١٩ - الخميس ١٥ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٧ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

تنامي الرأي العام الأمريكي المطالب بإنهاء حرب الإبادة في غزة

بقلم: د. جيمس زغبي {

الخميس ١٥ مايو ٢٠٢٥ - 02:00

يرغب‭ ‬الناخبون‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬إنهاء‭ ‬الحرب‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬الدائرة‭ ‬رحاها‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬وهم‭ ‬يريدون‭ ‬من‭ ‬الرئيس‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬حجب‭ ‬المساعدات‭ ‬الأمريكية،‭ ‬إذا‭ ‬لزم‭ ‬الأمر،‭ ‬للضغط‭ ‬على‭ ‬إسرائيل‭ ‬لإنهائها‭.‬

خلال‭ ‬حملته‭ ‬الانتخابية‭ ‬العام‭ ‬الماضي،‭ ‬وعد‭ ‬ترامب‭ ‬بتغييرات‭ ‬جذرية‭ ‬في‭ ‬سياسة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬تجاه‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬حيث‭ ‬صرّح‭ ‬بأن‭ ‬حرب‭ ‬غزة‭ ‬ما‭ ‬كانت‭ ‬لتحدث‭ ‬لو‭ ‬كان‭ ‬رئيسًا؛‭ ‬ووعد‭ ‬بإنهائها،‭ ‬كما‭ ‬تباهى‭ ‬بأن‭ ‬ضغطه‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬أجبر‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬قبول‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار؛‭ ‬ثم‭ ‬اقترح،‭ ‬كرئيس،‭ ‬إجلاء‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬من‭ ‬غزة‭ ‬لإفساح‭ ‬المجال‭ ‬لإقامة‭ ‬منتجع‭ ‬أشبه‭ ‬بالريفييرا‭.‬

قبيل‭ ‬انتخابات‭ ‬عام‭ ‬2024،‭ ‬أجرينا‭ ‬استطلاعًا‭ ‬للرأي‭ ‬بين‭ ‬الناخبين‭ ‬الأمريكيين،‭ ‬وقد‭ ‬أظهرت‭ ‬نتائجه‭ ‬تأييدًا‭ ‬عامًا‭ ‬لإنهاء‭ ‬الحرب‭ ‬واستخدام‭ ‬المساعدات‭ ‬الأمريكية‭ ‬لإسرائيل‭ ‬كوسيلة‭ ‬ضغط‭ ‬عليها‭ ‬لإنهاء‭ ‬احتلال‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬وإنهاء‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬غزة‭. ‬وقد‭ ‬انطبق‭ ‬هذا‭ ‬على‭ ‬أغلبية‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الديمقراطيين،‭ ‬مع‭ ‬موافقة‭ ‬بعض‭ ‬الجمهوريين‭ ‬أيضًا‭.‬

لقد‭ ‬مضى‭ ‬الآن‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ثلاثة‭ ‬أشهر‭ ‬على‭ ‬الولاية‭ ‬الثانية‭ ‬للرئيس‭ ‬ترامب،‭ ‬وقد‭ ‬أنهت‭ ‬إسرائيل‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار،‭ ‬واستأنفت‭ ‬حملة‭ ‬القصف،‭ ‬واستأنفت‭ ‬فرض‭ ‬‮«‬التهجير‮»‬‭ ‬الجماعي‭ ‬القسري‭ ‬للمدنيين،‭ ‬وأعادت‭ ‬فرض‭ ‬الحصار‭ ‬على‭ ‬إدخال‭ ‬الغذاء‭ ‬والدواء‭ ‬للسكان‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬غزة‭.‬

في‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي،‭ ‬في‭ ‬استطلاع‭ ‬جديد‭ ‬للرأي،‭ ‬كررنا‭ ‬الأسئلة‭ ‬نفسها‭ ‬عام‭ ‬2024‭. ‬وكانت‭ ‬النتائج‭ ‬الإجمالية‭ ‬متقاربة،‭ ‬مع‭ ‬اختلاف‭ ‬جوهري‭ ‬واحد‭. ‬فبعد‭ ‬ثلاثة‭ ‬أشهر‭ ‬من‭ ‬توليه‭ ‬منصبه،‭ ‬لا‭ ‬الديمقراطيون‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬قاعدة‭ ‬من‭ ‬ناخبي‭ ‬الرئيس‭ ‬ترامب‭ ‬الجمهوريين‭ ‬أيضًا،‭ ‬يطالبونه‭ ‬باتخاذ‭ ‬موقف‭ ‬أكثر‭ ‬صرامة‭ ‬للضغط‭ ‬على‭ ‬إسرائيل‭ ‬لتغيير‭ ‬سلوكها‭.‬

كان‭ ‬هذا‭ ‬أحد‭ ‬أهم‭ ‬نتائج‭ ‬الاستطلاع‭ ‬الذي‭ ‬نشرته‭ ‬مؤسسة‭ ‬المعهد‭ ‬العربي‭ ‬الأمريكي‭ ‬في‭ ‬30‭ ‬أبريل‭ ‬الماضي‭. ‬وقد‭ ‬كلفت‭ ‬المؤسسة‭ ‬شركة‭ ‬جون‭ ‬زغبي‭ ‬ستراتيجيز‭ ‬باستطلاع‭ ‬آراء‭ ‬ألف‭ ‬ناخب‭ ‬أمريكي‭ ‬لتقييم‭ ‬مواقفهم‭ ‬تجاه‭ ‬سياسات‭ ‬إدارة‭ ‬ترامب‭ ‬تجاه‭ ‬حرب‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬غزة‭.‬

وما‭ ‬يتضح‭ ‬جليًا‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬الاستجابات‭ ‬العامة‭ ‬لم‭ ‬تتغير‭ ‬بشكل‭ ‬ملحوظ‭ ‬بين‭ ‬نوفمبر‭ ‬2024‭ ‬وأبريل‭ ‬2025،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬أهم‭ ‬ما‭ ‬تغير‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬تفقد‭ ‬شعبيتها‭ ‬لدى‭ ‬الجمهوريين،‭ ‬الذين‭ ‬يطالبون‭ ‬الآن‭ ‬الرئيس‭ ‬ترامب‭ ‬باتخاذ‭ ‬موقف‭ ‬أكثر‭ ‬حزمًا‭ ‬لكبح‭ ‬جماح‭ ‬إسرائيل‭.‬

مع‭ ‬ذلك،‭ ‬لا‭ ‬يعني‭ ‬هذا‭ ‬غياب‭ ‬دعم‭ ‬ناخبي‭ ‬الحزب‭ ‬الجمهوري‭ ‬لسياسات‭ ‬الرئيس‭ ‬الداخلية‭ ‬المتعلقة‭ ‬بمزاعم‭ ‬معاداة‭ ‬السامية،‭ ‬وقمع‭ ‬الجامعات،‭ ‬وترحيل‭ ‬الطلاب‭ ‬المشاركين‭ ‬في‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬المؤيدة‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬والمعادية‭ ‬لإسرائيل‭.‬

أظهر‭ ‬الاستطلاع‭ ‬أن‭ ‬تعاطف‭ ‬الناخبين‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬أعلى‭ ‬قليلاً‭ ‬منه‭ ‬مع‭ ‬الفلسطينيين‭. ‬لكن‭ ‬بهامش‭ ‬كبير‭ (‬46%‭ ‬مقابل‭ ‬30%‭)‬،‭ ‬يرى‭ ‬الناخبون‭ ‬الأمريكيون‭ ‬أن‭ ‬سياسة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬منحازة‭ ‬للغاية‭ ‬لصالح‭ ‬إسرائيل،‭ ‬حيث‭ ‬وافق‭ ‬39%‭ ‬من‭ ‬الجمهوريين‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬بينما‭ ‬عارضه‭ ‬37%‭.‬

ومما‭ ‬لا‭ ‬شك‭ ‬فيه‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬يمثل‭ ‬هذا‭ ‬تحولا‭ ‬كبيرا‭ ‬عن‭ ‬عام‭ ‬2024‭ ‬عندما‭ ‬اعتبر‭ ‬33%‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬الناخبين‭ ‬الجمهوريين‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬السياسة‭ ‬مؤيدة‭ ‬لإسرائيل‭ ‬بشكل‭ ‬مفرط‭ ‬مقابل‭ ‬43%‭ ‬قالوا‭ ‬إنها‭ ‬ليست‭ ‬كذلك‭ ‬وخالفوا‭ ‬هذا‭ ‬الرأي‭.‬

وبفارق‭ ‬2‭ ‬إلى‭ ‬1،‭ ‬يتفق‭ ‬الناخبون‭ ‬الأمريكيون‭ ‬أيضاً‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الرئيس‭ ‬ترامب‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬‮«‬يمارس‭ ‬ضغوطاً‭ ‬أكبر‭ ‬على‭ ‬إسرائيل‭ ‬لإنهاء‭ ‬احتلالها‭ ‬للأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬والسماح‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬بإنشاء‭ ‬دولة‭ ‬مستقلة‭ ‬خاصة‭ ‬بهم‮»‬‭.‬

ورغم‭ ‬أن‭ ‬نسبة‭ ‬الموافقة‭/‬الاختلاف‭ ‬هذه‭ ‬تتوافق‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭ ‬مع‭ ‬نتائج‭ ‬العام‭ ‬الماضي،‭ ‬فإن‭ ‬الفارق‭ ‬الرئيسي‭ ‬في‭ ‬نتائج‭ ‬هذا‭ ‬العام‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬الزيادة‭ ‬الكبيرة‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬الجمهوريين‭ ‬الذين‭ ‬يوافقون‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الرئيس‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يطبق‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الضغوط‭ ‬على‭ ‬إسرائيل‭.‬

وفي‭ ‬عام‭ ‬2024،‭ ‬كانت‭ ‬نسبة‭ ‬الموافقة‭ ‬والرفض‭ ‬بين‭ ‬الجمهوريين‭ ‬37%‭ ‬مقابل‭ ‬40%‭. ‬الآن،‭ ‬يوافق‭ ‬49%‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬ممارسة‭ ‬ضغط‭ ‬أكبر،‭ ‬مقابل‭ ‬29%‭ ‬فقط‭ ‬ممن‭ ‬يعارضون‭.‬

وعند‭ ‬سؤالهم‭ ‬عمّا‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬ينبغي‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬الاستمرار‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬مساعدات‭ ‬غير‭ ‬مقيدة‭ ‬لإسرائيل،‭ ‬أو‭ ‬تقييدها‭ ‬إذا‭ ‬‮«‬استمرت‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬العمل‭ ‬بطريقة‭ ‬تُعرّض‭ ‬حياة‭ ‬المدنيين‭ ‬للخطر‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬ولبنان‮»‬،‭ ‬كانت‭ ‬النتائج‭ ‬الإجمالية‭ ‬لهذا‭ ‬العام‭ ‬مطابقةً‭ ‬تقريبًا‭ ‬لنتائج‭ ‬العام‭ ‬الماضي،‭ ‬إذ‭ ‬أيّد‭ ‬23%‭ ‬المساعدات‭ ‬غير‭ ‬المقيدة،‭ ‬بينما‭ ‬عارضها‭ ‬53%‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬أغلبية‭ ‬الناخبين‭ ‬الأمريكيين‭ ‬تتفق‭ ‬مع‭ ‬قرارات‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭ ‬التي‭ ‬خلصت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬حرب‭ ‬إسرائيل‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬ترتقي‭ ‬إلى‭ ‬الإبادة‭ ‬الجماعية،‭ ‬وقرار‭ ‬المحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‭ ‬بإصدار‭ ‬مذكرة‭ ‬اعتقال‭ ‬بحق‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو‭ ‬بتهمة‭ ‬ارتكاب‭ ‬جرائم‭ ‬حرب‭.‬

والخلاصة‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نخرج‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬النتائج‭ ‬الأولية‭ ‬هي‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬يظل‭ ‬الأمريكيون‭ ‬متعاطفين‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل،‭ ‬فإنهم‭ ‬يواصلون‭ ‬معارضة‭ ‬السياسات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬ويريدون‭ ‬من‭ ‬الرئيس،‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬ديمقراطيا‭ ‬أو‭ ‬جمهوريا،‭ ‬استخدام‭ ‬المساعدات‭ ‬الأمريكية‭ ‬كوسيلة‭ ‬ضغط‭ ‬لتغيير‭ ‬تصرفات‭ ‬إسرائيل‭.‬

والأمر‭ ‬الأهم‭ ‬الآن‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬أغلبية‭ ‬من‭ ‬الناخبين‭ ‬الجمهوريين،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يعرّفون‭ ‬أنفسهم‭ ‬بأنهم‭ ‬‮«‬مسيحيون‭ ‬مولودون‭ ‬من‭ ‬جديد‮»‬،‭ ‬يريدون‭ ‬أيضاً‭ ‬من‭ ‬الرئيس‭ ‬الذي‭ ‬صوتوا‭ ‬له‭ ‬أن‭ ‬يتخذ‭ ‬إجراءات‭ ‬صارمة‭ ‬ضد‭ ‬سياسات‭ ‬إسرائيل‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بقصف‭ ‬المدنيين‭ ‬واحتلال‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭.‬

لكن‭ ‬الاستجابات‭ ‬تختلف‭ ‬عندما‭ ‬يتعلق‭ ‬الأمر‭ ‬بقياس‭ ‬تقييم‭ ‬الناخبين‭ ‬لتعامل‭ ‬الرئيس‭ ‬ترامب‭ ‬مع‭ ‬التداعيات‭ ‬المحلية‭ ‬للحرب‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭.‬

كذلك‭ ‬لا‭ ‬تتفق‭ ‬الأغلبية‭ ‬مع‭ ‬قرارات‭ ‬الإدارة‭ ‬بترحيل‭ ‬حاملي‭ ‬تأشيرات‭ ‬الطلبة‭ ‬بسبب‭ ‬مشاركتهم‭ ‬في‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬المؤيدة‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬والمعادية‭ ‬لإسرائيل‭ (‬قائلين‭ ‬إنهم‭ ‬‮«‬معادون‭ ‬للسامية‭ ‬ويشكلون‭ ‬تهديدا‭ ‬للسياسة‭ ‬الخارجية‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‮»‬‭) ‬أو‭ ‬خفض‭ ‬التمويل‭ ‬عن‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬الجامعات‭ ‬متهمين‭ ‬إياها‭ ‬بعدم‭ ‬الموافقة‭ ‬على‭ ‬المطالبات‭ ‬ببذل‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الجهود‭ ‬لمحاربة‭ ‬مزاعم‭ ‬معاداة‭ ‬السامية‭.‬

ولكن‭ ‬هناك‭ ‬انقسام‭ ‬حزبي‭ ‬عميق‭ ‬بشأن‭ ‬هذه‭ ‬القضايا،‭ ‬حيث‭ ‬يعارض‭ ‬الديمقراطيون‭ ‬والناخبون‭ ‬المستقلون‭ ‬بشكل‭ ‬ساحق‭ ‬تصرفات‭ ‬الإدارة،‭ ‬بينما‭ ‬يدعم‭ ‬الجمهوريون‭ (‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الناخبون‭ ‬الذين‭ ‬‮«‬ولدوا‭ ‬من‭ ‬جديد‮»‬‭) ‬سياسات‭ ‬الرئيس‭ ‬ترامب‭ ‬بقوة‭.‬

وما‭ ‬يتضح‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬النتائج‭ ‬هو‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬أن‭ ‬أغلبية‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الناخبين‭ ‬الديمقراطيين‭ ‬والمستقلين‭ ‬قد‭ ‬اختلفوا‭ ‬منذ‭ ‬فترة‭ ‬طويلة‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل‭ ‬بسبب‭ ‬حرب‭ ‬غزة‭ ‬والاحتلال،‭ ‬فإن‭ ‬الجمهوريين‭ ‬وقاعدتهم‭ ‬المسيحية‭ ‬الإنجيلية‭ ‬يفقدون‭ ‬الآن‭ ‬صبرهم‭ ‬أيضاً‭ ‬تجاه‭ ‬السياسات‭ ‬الإسرائيلية‭.‬

ولكن‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬نعرفه‭ ‬هو‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬التغيير‭ ‬في‭ ‬موقفهم‭ ‬نابعا‭ ‬من‭ ‬إحباط‭ ‬أكبر‭ ‬إزاء‭ ‬العدوان‭ ‬والسياسات‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬يرجع‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬وجود‭ ‬رئيس‭ ‬جمهوري‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬الأبيض،‭ ‬تُرى‭ ‬على‭ ‬أنها‭ ‬تجعل‭ ‬مهمة‭ ‬الرئيس‭ ‬أكثر‭ ‬صعوبة‭.‬

وفي‭ ‬كلتا‭ ‬الحالتين،‭ ‬فإن‭ ‬ما‭ ‬يظهره‭ ‬الاستطلاع‭ ‬هو‭ ‬أنه‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬لدى‭ ‬الرئيس‭ ‬ترامب‭ ‬الإرادة‭ ‬للتحرك‭ ‬لكبح‭ ‬جماح‭ ‬إسرائيل‭ ‬وحكومتها،‭ ‬فسوف‭ ‬يحظى‭ ‬بدعم‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬كلا‭ ‬الحزبين‭ ‬للقيام‭ ‬بذلك‭.‬

 

{ رئيس‭ ‬المعهد‭ ‬العربي‭ ‬الأمريكي

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا