العدد : ١٧٢١٧ - الثلاثاء ١٣ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٥ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢١٧ - الثلاثاء ١٣ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٥ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

لماذا جاءت البحرين في صدارة تقرير التنمية البشرية لعام 2025؟

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الاثنين ١٢ مايو ٢٠٢٥ - 02:00

يعمل‭ ‬برنامج‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الإنمائي‭ (‬UNDP‭) ‬في‭ ‬170‭ ‬دولة‭ ‬ومنطقة‭ ‬حول‭ ‬العالم؛‭ ‬لتعزيز‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية،‭ ‬بما‭ ‬يتماشى‭ ‬مع‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬والتي‭ ‬تُركز‭ ‬على‭ ‬قضايا‭ ‬الفقر،‭ ‬وعدم‭ ‬المساواة،‭ ‬والحوكمة،‭ ‬والمرونة،‭ ‬والبيئة،‭ ‬والطاقة،‭ ‬والمساواة‭ ‬بين‭ ‬الجنسين‭.‬

ومنذ‭ ‬صدور‭ ‬أول‭ ‬تقرير‭ ‬له‭ ‬عام‭ ‬1990،‭ ‬دأب‭ ‬البرنامج‭ ‬على‭ ‬إصدار‭ ‬تقرير‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية‭ ‬بشكل‭ ‬سنوي‭ ‬تقريبًا،‭ ‬مع‭ ‬بعض‭ ‬الإصدارات‭ ‬المزدوجة‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬أعوام‭ (‬2007-2008،‭ ‬و2021‭-‬2022،‭ ‬و2023‭-‬2024‭)‬،‭ ‬بينما‭ ‬توقّف‭ ‬الإصدار‭ ‬في‭ ‬أعوام‭ (‬2012،‭ ‬و2017،‭ ‬و2018‭). ‬وتُعد‭ ‬هذه‭ ‬التقارير‭ ‬مرجعًا‭ ‬رئيسيًا‭ ‬لأحدث‭ ‬نتائج‭ ‬مؤشر‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية‭ (‬HDI‭)‬،‭ ‬الذي‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬مزيج‭ ‬إحصائي‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬مقاييس‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية‭ ‬حول‭ ‬العالم،‭ ‬في‭ ‬مقدمتها‭ ‬متوسط‭ ‬العمر‭ ‬المتوقع،‭ ‬ومستوى‭ ‬التعليم،‭ ‬ونصيب‭ ‬الفرد‭ ‬من‭ ‬الدخل‭.‬

ويتناول‭ ‬كل‭ ‬تقرير‭ ‬من‭ ‬تقارير‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية‭ ‬محورًا‭ ‬محددًا‭ ‬يُخصص‭ ‬للتحليل‭ ‬وبلورة‭ ‬التوصيات،‭ ‬بدءًا‭ ‬من‭ ‬قضايا‭ ‬الأمن‭ ‬البشري،‭ ‬مرورًا‭ ‬بالنوع‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬وآثار‭ ‬الاستهلاك‭ ‬المتزايد،‭ ‬والأمن‭ ‬المائي،‭ ‬والاستدامة،‭ ‬وصولًا‭ ‬إلى‭ ‬التأثيرات‭ ‬البيئية‭ ‬للتنمية‭ ‬البشرية‭ ‬على‭ ‬الغلاف‭ ‬الجوي‭. ‬ففي‭ ‬تقرير‭ ‬عام‭ ‬2023‭/‬2024،‭ ‬ركّز‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬تعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬في‭ ‬عالم‭ ‬يشهد‭ ‬تصاعدًا‭ ‬في‭ ‬الاستقطاب‭ ‬والانقسامات‭.‬

وفي‭ ‬تقرير‭ ‬عام‭ ‬2025،‭ ‬تم‭ ‬تسليّط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬قضايا‭ ‬جوهرية،‭ ‬مثل‭ ‬الناس‭ ‬والإمكانيات‭ ‬في‭ ‬عصر‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬حيث‭ ‬أثار‭ ‬مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الإنمائي،‭ ‬أخيم‭ ‬شتاينر،‭ ‬تساؤلات‭ ‬حول‭ ‬المفارقة‭ ‬بين‭ ‬السرعة‭ ‬التي‭ ‬تتقدم‭ ‬بها‭ ‬تكنولوجيا‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬وبين‭ ‬جمود‭ ‬مسار‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية‭ ‬عالميًا‭. ‬وتساءل‭ ‬عمّا‭ ‬إذا‭ ‬كنا‭ ‬نقف‭ ‬على‭ ‬أعتاب‭ ‬نهضة‭ ‬يقودها‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬أم‭ ‬أننا‭ ‬نسير‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬وعي‭ ‬نحو‭ ‬مستقبل‭ ‬يتسم‭ ‬بتفاقم‭ ‬عدم‭ ‬المساواة‭ ‬وتآكل‭ ‬الحريات؟

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بأحدث‭ ‬مؤشر‭ ‬للتنمية‭ ‬البشرية،‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تحقيقه‭ ‬قيمة‭ ‬عالمية‭ ‬إجمالية‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬مستوى‭ ‬قياسي،‭ ‬فإن‭ ‬نموه‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬المنصرم‭ ‬هو‭ ‬الأدنى‭ ‬له‭ ‬منذ‭ ‬35‭ ‬عامًا،‭ ‬حيث‭ ‬أظهر‭ ‬أن‭ ‬فجوة‭ ‬التنمية‭ ‬بين‭ ‬البلدان‭ ‬ذات‭ ‬المستوى‭ ‬المرتفع‭ ‬جدًا،‭ ‬والمنخفض‭ ‬آخذة‭ ‬في‭ ‬الاتساع،‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬تقلصها‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬السنوات‭ ‬الأربع‭ ‬الماضية‭.‬

وفي‭ ‬أحدث‭ ‬تصنيفات‭ ‬المؤشر،‭ ‬احتلت‭ ‬البحرين،‭ ‬المرتبة‭ ‬38‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬193‭ ‬دولة،‭ ‬بقيمة‭ (‬0.899‭)‬،‭ ‬بتصنيفها‭ ‬كدولة‭ ‬تحظى‭ ‬بـتنمية‭ ‬بشرية‭ ‬عالية‭ ‬جدًا،‭ ‬لتأتي‭ ‬بجانب‭ ‬جيرانها‭ ‬في‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي،‭ ‬حيث‭ ‬تبعت‭ ‬الإمارات،‭ ‬والسعودية‭ ‬في‭ ‬قائمة‭ ‬المتصدرين‭ ‬العالميين‭.‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالتنمية‭ ‬الوطنية،‭ ‬تضع‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬مقاييس‭ ‬تحسين‭ ‬التعليم،‭ ‬والرعاية‭ ‬الصحية،‭ ‬والوصول‭ ‬إلى‭ ‬الموارد،‭ ‬والمساواة‭ ‬بين‭ ‬الجنسين،‭ ‬كعناصر‭ ‬أساسية،‭ ‬ومن‭ ‬ثمّ،‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬المستغرب‭ ‬أن‭ ‬تتضمن‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬السبعة‭ ‬عشر‭ ‬للمنظمة‭ -‬والتي‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬تحقيقها‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2030‭- (‬القضاء‭ ‬على‭ ‬الفقر‭ ‬والجوع‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬وضمان‭ ‬التعليم‭ ‬الشامل‭ ‬والجيد‭ ‬للجميع،‭ ‬وتمكين‭ ‬النساء‭ ‬والفتيات،‭ ‬وضمان‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬المياه‭ ‬النظيفة‭ ‬وخدمات‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي،‭ ‬وتوفير‭ ‬الطاقة‭ ‬بأسعار‭ ‬معقولة‭ ‬وموثوقة،‭ ‬وتعزيز‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬المستدام‭)‬،‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬بالتزامن‭ ‬مع‭ ‬اتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬لمكافحة‭ ‬تغير‭ ‬المناخ،‭ ‬وتعزيز‭ ‬السلام‭ ‬والعدالة‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الدولي‭. ‬

وفي‭ ‬أحدث‭ ‬تصنيفات‭ ‬الدول‭ ‬المتقدمة‭ ‬بالعالم،‭ ‬احتلت‭ ‬الاقتصادات‭ ‬المتقدمة‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭ ‬الغربية‭ ‬مكانة‭ ‬بارزة،‭ ‬حيث‭ ‬شغلت‭ ‬أيسلندا‭ ‬المرتبة‭ ‬الأولى‭ ‬بقيمة‭ (‬0.972‭)‬،‭ ‬تليها‭ ‬النرويج‭ ‬وسويسرا‭ (‬كلاهما‭ ‬0.970‭)‬،‭ ‬والدنمارك‭ (‬0.962‭)‬،‭ ‬وألمانيا‭ (‬0.959‭). ‬ومن‭ ‬بين‭ ‬أبرز‭ ‬الاقتصادات‭ ‬العالمية،‭ ‬احتلت‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬المرتبة‭ ‬13‭ (‬0.946‭)‬،‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬المرتبة‭ ‬17‭ (‬0.938‭)‬،‭ ‬واليابان‭ ‬المرتبة‭ ‬23‭ (‬0.925‭)‬،‭ ‬وفرنسا‭ ‬المرتبة‭ ‬26‭ (‬0.920‭)‬،‭ ‬بينما‭ ‬جاءت‭ ‬الصين‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬78،‭ ‬بنتيجة‭ (‬0.797‭).‬

‮ ‬وبإجمالي‭ ‬نقاط‭ (‬0.899‭)‬،‭ ‬احتلت‭ ‬البحرين‭ ‬المرتبة‭ ‬38‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬العالم‭. ‬وتمت‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬متوسط‭ ‬العمر‭ ‬المتوقع‭ ‬فيها‭ -‬البالغ‭ ‬81‭.‬3‭ ‬عامًا‭- ‬يُضاهي‭ ‬متوسطات‭ ‬الاقتصادات‭ ‬المتقدمة‭ ‬في‭ ‬أوروبا‭ ‬الغربية‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬سنوات‭ ‬الدراسة‭ ‬المتوقعة‭ ‬حاليًا‭ (‬15.9‭ ‬عامًا‭)‬،‭ ‬ومتوسط‭ ‬سنوات‭ ‬الدراسة‭ (‬11.1‭ ‬عامًا‭)‬،‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬مثيلاتها‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬وأمريكا‭ ‬الشمالية‭ ‬الرائدة؛‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الرقم‭ ‬السابق‭ ‬أعلى‭ ‬من‭ ‬الرقم‭ ‬المسجل‭ ‬في‭ ‬الإمارات‭ (‬15.6‭ ‬عامًا‭)‬،‭ ‬وفي‭ ‬كلا‭ ‬الفئتين،‭ ‬تحتل‭ ‬المملكة‭ ‬مرتبة‭ ‬أعلى‭ ‬من‭ ‬قطر،‭ ‬وسلطنة‭ ‬عُمان،‭ ‬والكويت‭. ‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بمقياس‭ ‬نصيب‭ ‬الفرد‭ ‬من‭ ‬الدخل‭ ‬القومي‭ ‬الإجمالي‭ ‬كمقياس‭ ‬لتقييم‭ ‬التنمية؛‭ ‬فإن‭ ‬نسبة‭ ‬البحرين‭ ‬البالغة‭ (‬52,819‭ ‬دولارًا‭ ‬أمريكيًا‭)‬،‭ ‬تظهر‭ ‬أنها‭ ‬أقل‭ ‬بقليل‭ ‬من‭ ‬درجة‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ (‬54,372‭ ‬دولارًا‭ ‬أمريكيًا‭) ‬وكندا‭ (‬54,688‭ ‬دولارًا‭ ‬أمريكيًا‭)‬،‭ ‬وأعلى‭ ‬من‭ ‬مستوى‭ ‬كوريا‭ ‬الجنوبية،‭ ‬واليابان‭ (‬49,726‭ ‬دولارًا‭ ‬أمريكيًا‭ ‬و47,775‭ ‬دولارًا‭ ‬أمريكيًا‭ ‬على‭ ‬التوالي‭). ‬وعلى‭ ‬الصعيد‭ ‬الإقليمي،‭ ‬تحتل‭ ‬أيضًا‭ ‬مرتبة‭ ‬أعلى‭ ‬من‭ ‬السعودية‭ (‬50,299‭ ‬دولارًا‭ ‬أمريكيًا‭)‬،‭ ‬وعُمان‭ (‬36,096‭ ‬دولارًا‭ ‬أمريكيًا‭). ‬

ويتجلى‭ ‬التقدم‭ ‬المتواصل‭ ‬لمؤشر‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الارتفاع‭ ‬الملحوظ‭ ‬في‭ ‬قيمته،‭ ‬حيث‭ ‬سجّل‭ ‬نموًا‭ ‬من‭ (‬0.734‭) ‬في‭ ‬عام‭ ‬1990،‭ ‬إلى‭ (‬0.810‭) ‬مع‭ ‬مطلع‭ ‬الألفية‭ ‬الجديدة،‭ ‬ثم‭ ‬واصل‭ ‬ارتفاعه‭ ‬ليبلغ‭ ‬حاليًا‭ (‬0.899‭) ‬بعد‭ ‬مضي‭ ‬خمسةٍ‭ ‬وعشرين‭ ‬عامًا‭. ‬وبلغ‭ ‬متوسط‭ ‬النمو‭ ‬السنوي‭ ‬للمؤشر‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬1990‭ ‬وحتى‭ ‬الآن‭ ‬نحو‭ ‬0‭.‬62%،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬شهدت‭ ‬الفترة‭ ‬بين‭ ‬عامي‭ ‬2010‭ ‬و2023‭ ‬أعلى‭ ‬معدلات‭ ‬التقدم،‭ ‬حيث‭ ‬نما‭ ‬خلالها‭ ‬بمعدل‭ ‬سنوي‭ ‬بلغ‭ ‬0‭.‬81%‭.‬

ووفقًا‭ ‬لبيانات‭ ‬اليونسكو،‭ ‬الواردة‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية‭ ‬ذاته،‭ ‬فإن‭ ‬46%‭ ‬من‭ ‬خريجي‭ ‬مجالات‭ ‬العلوم‭ ‬والتكنولوجيا،‭ ‬والهندسة،‭ ‬والرياضيات‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬النساء،‭ ‬وهي‭ ‬نسبة‭ ‬تفوق‭ ‬المتوسط‭ ‬العالمي‭ ‬البالغ‭ ‬35%،‭ ‬كما‭ ‬تتجاوز‭ ‬هذه‭ ‬النسبة‭ ‬مثيلتها‭ ‬في‭ ‬الإمارات‭ (‬45%‭)‬،‭ ‬وفي‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الأوروبية،‭ ‬مثل‭ ‬ألمانيا‭ (‬28%‭)‬،‭ ‬وفرنسا‭ (‬31%‭).‬

وبالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬بقية‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬جاءت‭ ‬الإمارات‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬الـ15‭ ‬عالميًا‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬مؤشر‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية،‭ ‬بدرجة‭ ‬تبلغ‭ (‬0.946‭)‬،‭ ‬متقدمة‭ ‬بذلك‭ ‬على‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة،‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬واليابان،‭ ‬وفرنسا‭. ‬بينما‭ ‬احتلت‭ ‬السعودية‭ ‬المرتبة‭ ‬الـ37‭ (‬0.900‭)‬،‭ ‬وقطر‭ ‬الـ43‭ (‬0.886‭)‬،‭ ‬تلتها‭ ‬سلطنة‭ ‬عمان‭ (‬0.858‭)‬،‭ ‬ثم‭ ‬الكويت‭ (‬0.852‭). ‬وعلى‭ ‬مستوى‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا،‭ ‬كانت‭ ‬إسرائيل‭ ‬هي‭ ‬الأعلى‭ ‬تصنيفًا‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬الـ27،‭ ‬بينما‭ ‬جاءت‭ ‬الجزائر‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬الـ96،‭ ‬كأعلى‭ ‬دولة‭ ‬عربية‭ ‬غير‭ ‬خليجية،‭ ‬بدرجة‭ (‬0.763‭)‬،‭ ‬تلتها‭ ‬مصر،‭ ‬والأردن‭ (‬كلاهما‭ ‬0‭.‬754‭)‬،‭ ‬ثم‭ ‬لبنان‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬102‭. ‬أما‭ ‬في‭ ‬ذيل‭ ‬الترتيب‭ ‬العالمي،‭ ‬فقد‭ ‬جاءت‭ ‬فلسطين‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬133‭ (‬0.674‭)‬،‭ ‬وسوريا‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬162،‭ ‬واليمن‭ ‬في‭ ‬المرتبة‭ ‬184‭.‬

ويبلغ‭ ‬متوسط‭ ‬مؤشر‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ (‬0.719‭)‬،‭ ‬وهو‭ ‬أعلى‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬منطقتي‭ ‬جنوب‭ ‬آسيا‭ ‬وإفريقيا‭ ‬جنوب‭ ‬الصحراء‭ ‬الكبرى‭. ‬أما‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬مؤشر‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية‭ ‬للمرأة،‭ ‬فقد‭ ‬سجلت‭ ‬البحرين،‭ ‬درجة‭ (‬0.870‭)‬،‭ ‬وهي‭ ‬أعلى‭ ‬من‭ ‬الدرجات‭ ‬المسجلة‭ ‬في‭ ‬السعودية،‭ ‬وسلطنة‭ ‬عمان،‭ ‬والكويت،‭ ‬ويبلغ‭ ‬متوسط‭ ‬العمر‭ ‬المتوقع‭ ‬للنساء‭ ‬بها‭ ‬82‭ ‬عامًا‭.‬

وفيما‭ ‬يخص‭ ‬مؤشر‭ ‬التنمية‭ ‬بين‭ ‬الجنسين،‭ ‬فإن‭ ‬متوسط‭ ‬درجة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬يبلغ‭ (‬0.871‭)‬،‭ ‬وهو‭ ‬الأدنى‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم،‭ ‬وأقل‭ ‬بقليل‭ ‬من‭ ‬متوسط‭ ‬جنوب‭ ‬آسيا‭ (‬0.872‭)‬،‭ ‬ويقل‭ ‬كثيرًا‭ ‬عن‭ ‬مستوى‭ ‬دول‭ ‬منظمة‭ ‬التعاون‭ ‬الاقتصادي‭ ‬والتنمية‭ (‬0.986‭).‬

وتجدر‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تقرير‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية‭ ‬لعام‭ ‬2025،‭ ‬يركّز‭ ‬على‭ ‬تطبيقات‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬والتي‭ ‬وصفها‭ ‬بأنها‭ ‬بطاقة‭ ‬جامحة‭ ‬للتنمية،‭ ‬مشيرا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬التركيز‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬تناول‭ ‬هذه‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬ينصب‭ ‬على‭ ‬سباقات‭ ‬التسلح،‭ ‬والسياسات‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالمخاطر،‭ ‬متجاهلًا‭ ‬الجوانب‭ ‬الإيجابية‭ ‬لها،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬إمكانية‭ ‬تشكيل‭ ‬إمكانياتها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬خيارات‭ ‬الناس‭ ‬بصورة‭ ‬منضبطة‭.‬

ويؤكد‭ ‬التقرير‭ ‬أن‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يشكّل‭ ‬أداة‭ ‬فعّالة‭ ‬لتعزيز‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية،‭ ‬وبالتالي‭ ‬فإن‭ ‬السؤال‭ ‬المطروح‭ ‬هو‭: ‬ما‭ ‬الخيارات‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬اتخاذها‭ ‬لجعل‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬يعمل‭ ‬لصالح‭ ‬الناس؟‭ ‬وقد‭ ‬علّق‭ ‬برنامج‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الإنمائي،‭ ‬بأن‭ ‬الاعتبارات‭ ‬التنموية‭ ‬تعتمد‭ ‬بدرجة‭ ‬أقل‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬تستطيع‭ ‬هذه‭ ‬التقنيات‭ ‬فعله،‭ ‬وأكثر‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬تحفيز‭ ‬خيال‭ ‬البشر‭ ‬لإعادة‭ ‬تشكيل‭ ‬الاقتصادات‭ ‬والمجتمعات،‭ ‬وتحقيق‭ ‬أكبر‭ ‬فائدة‭ ‬ممكنة‭ ‬منه‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬أوضح‭ ‬التقرير‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يقارب‭ ‬20%‭ ‬من‭ ‬المشاركين‭ ‬في‭ ‬استطلاع‭ ‬عالمي،‭ ‬يستخدمون‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬حاليًا،‭ ‬بينما‭ ‬يتوقع‭ ‬ثلثا‭ ‬الأفراد‭ ‬في‭ ‬البلدان‭ ‬ذات‭ ‬التصنيف‭ ‬المنخفض‭ ‬والمتوسط‭ ‬والعالي‭ ‬بمؤشر‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية،‭ ‬استخدام‭ ‬هذه‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬في‭ ‬مجالات،‭ ‬مثل‭ ‬التوظيف،‭ ‬والتعليم،‭ ‬والرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬المقبل‭.‬

ومع‭ ‬التفاوت‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬مستويات‭ ‬جاهزية‭ ‬الدول‭ ‬الـ193،‭ ‬التي‭ ‬شملها‭ ‬تقييم‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لدمج‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬في‭ ‬مجتمعاتها؛‭ ‬أوصى‭ ‬تقرير‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية‭ ‬بعدد‭ ‬من‭ ‬السياسات‭ ‬التي‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يعتمدها‭ ‬صناع‭ ‬القرار‭. ‬في‭ ‬مقدمتها‭ ‬الدعوة‭ ‬إلى‭ ‬بناء‭ ‬اقتصاد‭ ‬تكميلي،‭ ‬يتفاعل‭ ‬بفعالية‭ ‬مع‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬ويسهم‭ ‬في‭ ‬توجيه‭ ‬استخدامه،‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬الاكتفاء‭ ‬برد‭ ‬الفعل‭ ‬تجاهه،‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬اعتماد‭ ‬الابتكار‭ ‬بالقصد،‭ ‬حيث‭ ‬يُوظف‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬لدعم‭ ‬وتعزيز‭ ‬العمليات‭ ‬الإبداعية‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يحل‭ ‬محلها‭. ‬وأخيرًا،‭ ‬ضرورة‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬القدرات‭ ‬الجوهرية،‭ ‬عبر‭ ‬تسخير‭ ‬مرونة‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬في‭ ‬ميادين‭ ‬حيوية‭ ‬كالصحة‭ ‬والتعليم،‭ ‬بما‭ ‬يحفز‭ ‬نشوء‭ ‬نماذج‭ ‬تعاون‭ ‬أعمق‭ ‬بين‭ ‬الإنسان‭ ‬والتكنولوجيا‭.‬

ومع‭ ‬تسارع‭ ‬انتشار‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي،‭ ‬وزيادة‭ ‬قدراته‭ ‬وتطبيقاته‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬التخصصات،‭ ‬يؤكد‭ ‬برنامج‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الإنمائي،‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬تحمل‭ ‬في‭ ‬طياتها‭ ‬فرصًا‭ ‬كبيرة‭ ‬لتعزيز‭ ‬التنمية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم‭. ‬وفي‭ ‬حالة‭ ‬البلدان‭ ‬المصنفة‭ ‬في‭ ‬فئة‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية‭ ‬المرتفعة‭ ‬جدًا،‭ ‬مثل‭ ‬البحرين،‭ ‬يُتوقع‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬تقنياته،‭ ‬محركًا‭ ‬رئيسيًا،‭ ‬لمزيد‭ ‬من‭ ‬النمو‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬لاسيما‭ ‬في‭ ‬قطاعي‭ ‬التعليم،‭ ‬والرعاية‭ ‬الصحية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬سينعكس‭ ‬إيجابًا‭ ‬على‭ ‬مكونات‭ ‬مؤشر‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية‭ ‬الثلاثة‭: ‬متوسط‭ ‬العمر‭ ‬المتوقع،‭ ‬وسنوات‭ ‬التعليم،‭ ‬والدخل‭ ‬القومي‭ ‬الإجمالي‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا