العدد : ١٧٢١٧ - الثلاثاء ١٣ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٥ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢١٧ - الثلاثاء ١٣ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ١٥ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

أثر الاتفاق الحوثي -الأمريكي على أمن اليمن والأمن الإقليمي

بقلم: د. أشرف محمد كشك {

الاثنين ١٢ مايو ٢٠٢٥ - 02:00

في‭ ‬السادس‭ ‬من‭ ‬مايو‭ ‬2025‭ ‬أعلن‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق‭ ‬مع‭ ‬الحوثيين‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬لوقف‭ ‬استهدافهم‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬مقابل‭ ‬وقف‭ ‬الغارات‭ ‬الأمريكية‭ ‬على‭ ‬الحوثيين‭ ‬فوراً،‭ ‬ولاشك‭ ‬أنها‭ ‬خطوة‭ ‬مهمة‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬لتحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬في‭ ‬مضيق‭ ‬باب‭ ‬المندب‭ ‬والبحر‭ ‬الأحمر‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬قناة‭ ‬السويس،‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تقييم‭ ‬تلك‭ ‬الخطوة‭ ‬بشكل‭ ‬صحيح‭ ‬يجب‭ ‬وضعها‭ ‬ضمن‭ ‬الإطار‭ ‬الإقليمي،‭ ‬وقبيل‭ ‬ذلك‭ ‬لوحظ‭ ‬كثرة‭ ‬الجدل‭ ‬حول‭ ‬الربح‭ ‬والخسارة،‭ ‬بمعنى‭ ‬آخر‭ ‬الاتفاق‭ ‬انتصار‭ ‬لمن‭ ‬وخسارة‭ ‬لمن؟‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬تصوري‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬الحالة‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬الحديث‭ ‬فيها‭ ‬عن‭ ‬الربح‭ ‬والخسارة‭ ‬بمعناها‭ ‬المادي،‭ ‬إذ‭ ‬يمكن‭ ‬اعتباره‭ ‬اتفاق‭ ‬الضرورة،‭ ‬وفيه‭ ‬مصلحة‭ ‬مؤكدة‭ ‬لطرفيه،‭ ‬فالولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬التي‭ ‬أسست‭ ‬وقادت‭ ‬تحالف‭ ‬حارس‭ ‬الازدهار‭ ‬في‭ ‬ديسمبر‭ ‬2023‭ ‬ويضم‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬لحماية‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة،‭ ‬أثير‭ ‬جدل‭ ‬على‭ ‬المستويين‭ ‬الإقليمي‭ ‬والعالمي‭ ‬حول‭ ‬مدى‭ ‬فاعلية‭ ‬الجهود‭ ‬العسكرية‭ ‬لحماية‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬بعد‭ ‬مرور‭ ‬16‭ ‬شهرا‭ ‬على‭ ‬بدء‭ ‬تلك‭ ‬العمليات،‭ ‬ذلك‭ ‬الجدل‭ ‬الذي‭ ‬أحدث‭ ‬انقساما‭ ‬داخل‭ ‬وزارة‭ ‬الدفاع‭ ‬الأمريكية‭ ‬ذاتها‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬مؤيد‭ ‬لاستمرار‭ ‬العمليات‭ ‬بل‭ ‬والحديث‭ ‬عن‭ ‬التدخل‭ ‬البري‭ ‬وما‭ ‬بين‭ ‬معارض‭ ‬لاستمرارها‭ ‬لأسباب‭ ‬عديدة‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬تكلفة‭ ‬الصاروخ‭ ‬التي‭ ‬تبلغ‭ ‬مليوني‭ ‬دولار‭ ‬لإسقاط‭ ‬طائرة‭ ‬مسيرة‭ ‬‮«‬درونز‮»‬‭ ‬تبلغ‭ ‬تكلفتها‭ ‬عشرات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الدولارات،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬تزامن‭ ‬الاتفاق‭ ‬مع‭ ‬المفاوضات‭ ‬النووية‭ ‬الإيرانية،‭ ‬والتي‭ ‬تسود‭ ‬بشأنها‭ ‬رؤيتان‭ ‬الأولى‭ ‬لدى‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬بضرورة‭ ‬أن‭ ‬يشمل‭ ‬الاتفاق‭ ‬مسألة‭ ‬الصواريخ‭ ‬والثانية‭ ‬إيرانية‭ ‬ترى‭ ‬أنه‭ ‬لن‭ ‬يتم‭ ‬التفاوض‭ ‬بشأن‭ ‬قدراتها‭ ‬الدفاعية‭ ‬بل‭ ‬إنها‭ ‬أعلنت‭ ‬تدشين‭ ‬صاروخ‭ ‬باليستي‭ ‬جديد‭ ‬يعمل‭ ‬بالوقود‭ ‬الصلب،‭ ‬ويبلغ‭ ‬مداه‭ ‬1200‭ ‬كيلومتر‭ ‬تزامناً‭ ‬مع‭ ‬توقف‭ ‬المفاوضات‭ ‬مع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬ثالثة‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬الاتفاق‭ ‬جاء‭ ‬قبل‭ ‬أيام‭ ‬من‭ ‬الزيارة‭ ‬المرتقبة‭ ‬للرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬لعدد‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬وبالطبع‭ ‬ستكون‭ ‬الصراعات‭ ‬الإقليمية‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬اليمن‭ ‬محل‭ ‬نقاش‭ ‬موسع‭ ‬خلال‭ ‬تلك‭ ‬الزيارة‭ ‬واللقاء‭ ‬المرتقب‭ ‬مع‭ ‬قادة‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬الست‭ ‬في‭ ‬الرياض،‭ ‬وعلى‭ ‬جانب‭ ‬جماعة‭ ‬الحوثي،‭ ‬فلا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬التطورات‭ ‬الإقليمية‭ ‬ألقت‭ ‬بظلالها‭ ‬على‭ ‬دوافعها‭ ‬لإبرام‭ ‬مثل‭ ‬ذلك‭ ‬الاتفاق،‭ ‬فنتائج‭ ‬عام‭ ‬ونصف‭ ‬والعام‭ ‬منذ‭ ‬السابع‭ ‬من‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023‭ ‬كانت‭ ‬عديدة‭ ‬وخاصة‭ ‬على‭ ‬الجماعات‭ ‬دون‭ ‬الدول‭ ‬حماس،‭ ‬حزب‭ ‬الله،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬التحولات‭ ‬التي‭ ‬شهدتها‭ ‬سوريا‭ ‬ومجملها‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬يطلق‭ ‬عليه‭ ‬محور‭ ‬المقاومة‭ ‬في‭ ‬تراجع‭ ‬بما‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬عزل‭ ‬الحوثيين‭ ‬عن‭ ‬الإطار‭ ‬والدعم‭ ‬الإقليمي‭ ‬بشكل‭ ‬كبير،‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬ثانية‭ ‬ربما‭ ‬يكون‭ ‬الاتفاق‭ ‬فرصة‭ ‬للحوثيين‭ ‬لإعادة‭ ‬تنظيم‭ ‬صفوفهم‭ ‬مجدداً‭ ‬أخذا‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬وجود‭ ‬تقديرات‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الحوثيين‭ ‬أطلقوا‭ ‬حوالي‭ ‬1600‭ ‬صاروخ‭ ‬منذ‭ ‬بدء‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬لتهديد‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬وبعضها‭ ‬باتجاه‭ ‬إسرائيل‭ ‬كان‭ ‬آخرها‭ ‬صاروخ‭ ‬باليستي‭ ‬فرط‭ ‬صوتي‭ ‬ويبلغ‭ ‬مداه‭ ‬من‭ ‬1600‭- ‬2000‭ ‬كم‭ ‬استهدف‭ ‬مطار‭ ‬بن‭ ‬جوريون،‭ ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬توقف‭ ‬الملاحة‭ ‬الجوية‭ ‬في‭ ‬المطار‭ ‬مدة‭ ‬ثلاثين‭ ‬دقيقة،‭ ‬وأنه‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬لدى‭ ‬الحوثيين‭ ‬عدد‭ ‬مماثل‭ ‬من‭ ‬الصواريخ‭ ‬التي‭ ‬تم‭ ‬إطلاقها‭.‬

وبغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬دوافع‭ ‬الطرفين‭ ‬لإبرام‭ ‬ذلك‭ ‬الاتفاق‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬بوساطة‭ ‬عمانية‭ ‬وكان‭ ‬محل‭ ‬ترحيب‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬أطراف‭ ‬إقليمية‭ ‬ودولية،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬التي‭ ‬طالبت‭ ‬أطراف‭ ‬الاتفاق‭ ‬بالالتزام‭ ‬بمضامينه،‭ ‬فإن‭ ‬له‭ ‬انعكاسات‭ ‬إقليمية‭ ‬مهمة،‭ ‬وخاصة‭ ‬أن‭ ‬جماعة‭ ‬الحوثي‭ ‬أعلنت‭ ‬أن‭ ‬وقف‭ ‬الاعتداء‭ ‬على‭ ‬السفن‭ ‬في‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬لا‭ ‬يشمل‭ ‬السفن‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬بما‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬استمرار‭ ‬تهديد‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬عموماً،‭ ‬بما‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬ثمة‭ ‬نتائج‭ ‬محدودة‭ ‬لذلك‭ ‬الاتفاق‭ ‬أيضاً‭ ‬على‭ ‬إيرادات‭ ‬قناة‭ ‬السويس‭ ‬التي‭ ‬خسرت‭ ‬حوالي‭ ‬7‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2024‭ ‬بسبب‭ ‬تهديد‭ ‬الحوثي‭ ‬للملاحة‭ ‬البحرية‭.‬

وفي‭ ‬تقديري‭ ‬أن‭ ‬الاتفاق‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬مقدمة‭ ‬لإعادة‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬الاستقرار‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬مجدداً،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬ثمة‭ ‬جهود‭ ‬إقليمية‭ ‬ودولية‭ ‬مطلوبة‭ ‬لمشروع‭ ‬سياسي‭ ‬أمني‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬يحول‭ ‬دون‭ ‬تحوله‭ ‬لملاذ‭ ‬آمن‭ ‬لبعض‭ ‬الجماعات‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تستهدف‭ ‬أمن‭ ‬دول‭ ‬الجوار،‭ ‬بل‭ ‬ووقف‭ ‬تدمير‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬لليمن،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬الاعتداءات‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬لها‭ ‬تأثير‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬الحوثيين‭ ‬مقارنة‭ ‬بتدمير‭ ‬الموانئ‭ ‬والمطارات‭ ‬وبعض‭ ‬المصانع‭ ‬مما‭ ‬زاد‭ ‬من‭ ‬معاناة‭ ‬الشعب‭ ‬اليمني،‭ ‬وبرؤية‭ ‬استراتيجية‭ ‬بعيدة‭ ‬المدى‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬الحيلولة‭ ‬دون‭ ‬عسكرة‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬وتدويلها‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬التي‭ ‬تتقاطع‭ ‬عندها‭ ‬مصالح‭ ‬أطراف‭ ‬إقليمية‭ ‬ودولية‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬تعدد‭ ‬القواعد‭ ‬العسكرية‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬الإفريقي‭ ‬عموماً‭ ‬مؤشرات‭ ‬وإن‭ ‬حققت‭ ‬الأمن‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬القريب‭ ‬بيد‭ ‬أنها‭ ‬تنذر‭ ‬بمواجهات‭ ‬أيضاً‭ ‬حال‭ ‬حدوث‭ ‬اختلاف‭ ‬في‭ ‬المصالح‭ ‬بين‭ ‬أطرافها،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬ثمة‭ ‬مصلحة‭ ‬استراتيجية‭ ‬للدول‭ ‬المشاطئة‭ ‬للبحر‭ ‬الأحمر،‭ ‬سواء‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬مصر‭ ‬واستعادة‭ ‬عوائدها‭ ‬من‭ ‬قناة‭ ‬السويس‭ ‬والتي‭ ‬تسهم‭ ‬بنصيب‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬الدخل‭ ‬القومي‭ ‬لمصر،‭ ‬والمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬ضمن‭ ‬مشروعاتها‭ ‬التنموية‭ ‬على‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬لتفعيل‭ ‬الأطر‭ ‬الإقليمية‭ ‬لتأمين‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة‭ ‬وأهمها‭ ‬مجلس‭ ‬الدول‭ ‬المطلة‭ ‬على‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬والذي‭ ‬تأسس‭ ‬بموجب‭ ‬مبادرة‭ ‬سعودية‭ ‬عام‭ ‬2020‭ ‬ويضم‭ ‬ثماني‭ ‬دول،‭ ‬ومن‭ ‬ناحية‭ ‬ثانية‭ ‬وبغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬مبررات‭ ‬الحوثيين‭ ‬لاستمرار‭ ‬هجماتهم‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬ضرورة‭ ‬لنزع‭ ‬فتيل‭ ‬الأزمات‭ ‬الإقليمية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ثلاثة‭ ‬مؤشرات‭ ‬تنذر‭ ‬بعواقب‭ ‬وخيمة‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬عموماً‭ ‬مستقبلاً‭ ‬أولها‭: ‬توظيف‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬في‭ ‬الصراعات‭ ‬فالصواريخ‭ ‬والمسيرات‭ ‬هي‭ ‬سبب‭ ‬إطالة‭ ‬الصراع‭ ‬في‭ ‬اليمن‭ ‬والسودان‭ ‬بل‭ ‬والحرب‭ ‬الأوكرانية،‭ ‬والنتيجة‭ ‬واحدة‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬حدود‭ ‬ومنشآت‭ ‬الدول‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬في‭ ‬مأمن،‭ ‬وثانيها‭: ‬وجود‭ ‬مسارات‭ ‬تصالحية‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬وإيران‭ ‬لتغليب‭ ‬معطيات‭ ‬الجغرافيا‭ ‬على‭ ‬اعتبارات‭ ‬السياسة‭ ‬وهي‭ ‬رؤية‭ ‬تعكس‭ ‬أسس‭ ‬تحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي،‭ ‬وثالثها‭: ‬إن‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬هو‭ ‬حاصل‭ ‬الوحدات‭ ‬المكونة‭ ‬له،‭ ‬ومن‭ ‬الصعب‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬أمن‭ ‬إقليمي‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬احتدام‭ ‬الصراعات‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الجوار‭ ‬التي‭ ‬تلقي‭ ‬بظلالها‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭.‬

إعادة‭ ‬بناء‭ ‬اليمن‭ ‬وتأمين‭ ‬طرق‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬والحرب‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬جميعها‭ ‬قضايا‭ ‬ترتبط‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬وثيق،‭ ‬وفي‭ ‬تقديري‭ ‬أن‭ ‬المدخل‭ ‬الرئيسي‭ ‬لتحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬وخاصة‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬القوى‭ ‬الكبرى‭ ‬هو‭ ‬عدم‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬كل‭ ‬قضية‭ ‬على‭ ‬حدة،‭ ‬فالوضع‭ ‬الإقليمي‭ ‬يزداد‭ ‬توتراً‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬يبقى‭ ‬الصراع‭ ‬منضبطا‭ ‬وعدم‭ ‬خروجه‭ ‬عن‭ ‬السيطرة‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬سهولة‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬العسكرية‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الجماعات‭ ‬دون‭ ‬الدول،‭ ‬وعدم‭ ‬وجود‭ ‬اتفاق‭ ‬حول‭ ‬الأولويات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬وأخيراً‭ ‬فكرة‭ ‬التحالفات‭ ‬والتحالفات‭ ‬المضادة‭ ‬بما‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬تراجع‭ ‬مضامين‭ ‬الأمن‭ ‬التعاوني‭ ‬لصالح‭ ‬الأمن‭ ‬العسكري‭ ‬الذي‭ ‬وإن‭ ‬أنهى‭ ‬خطرا‭ ‬راهنا‭ ‬ولكن‭ ‬تأثيراته‭ ‬السلبية‭ ‬على‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬تبقى‭ ‬سنوات،‭ ‬بما‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬نزع‭ ‬فتيل‭ ‬الأزمات‭ ‬أضحى‭ ‬ضرورة‭ ‬استراتيجية‭ ‬للأطراف‭ ‬كافة‭ ‬ضمن‭ ‬قضايا‭ ‬تبدو‭ ‬مترابطة‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬واضح‭.  ‬

{ مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬بمركز‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا