أنقرة - (أ ف ب): عقد حزب العمال الكردستاني هذا الأسبوع «بنجاح» مؤتمرا حول نزع السلاح وحلّ نفسه ووضع حدّ لعقود من نزاع خلّف أكثر من 40 ألف قتيل، بحسب ما أوردت أمس الجمعة وكالة فرات للأنباء المقرّبة من المجموعة المسلّحة. وجاء في بيان نشرته الوكالة «عُقد المؤتمر الثاني عشر لحزب العمال الكردستاني بنجاح في مناطق الدفاع المشروع» في شمال العراق «في الفترة من 5 إلى 7 مايو الجاري (...) وانعقد بناء على دعوة القائد عبدالله أوجلان» في 27 فبراير لنزع الحزب سلاحه وحلّ نفسه. ونتج من هذا المؤتمر «قرارات ذات أهمية تاريخية» وفق البيان الذي أضاف «ستتم مشاركة نتائج المؤتمر (...) ومعلومات ووثائق مستفيضة ومفصلة عن القرارات التي تم اتخاذها مع الرأي العام في المستقبل القريب جدا». ورد حزب العمّال الكردستاني الذي تتحصن قيادته في جبال شمال العراق، إيجابا في الأول من مارس على دعوة زعيمه التاريخي المعتقل منذ 26 عاما، لحل الحركة ووضع حد لأربعين عاما من القتال ضد سلطات أنقرة. وأعلن الحزب الذي تصنفه أنقرة وحلفاؤها الغربيون «منظمة إرهابية»، وقف إطلاق النار بأثر فوري.
وفيما كانت جهود السلام مجمدة منذ حوالي عقد، أطلق معسكر الرئيس التركي رجب طيب أردوجان مبادرة قام حليفه الرئيسي القومي دولت بهجلي بطرحها عبر وفد من حزب المساواة وديمقراطية الشعوب، في أكتوبر على أوجلان المحكوم بالسجن مدى الحياة. ودعا بهجلي حينها أوجلان إلى نبذ العنف وحلّ حزبه، لقاء الإفراج المبكر عنه. ورحّب حزب المساواة وديمقراطية الشعوب أمس الجمعة في بيان بـ«القرارات التاريخية التي اتخذها حزب العمال الكردستاني»، معتبرا أنه «تم فتح صفحة جديدة على طريق سلام مشرّف وحل ديمقراطي». وتحدثت وسائل إعلام تركية عن إرجاء إعلان أعمال المؤتمر إثر وفاة النائب عن حزب المساواة وديمقراطية الشعوب سري سُريا أوندر (62 عاما) السبت، علما بأنه كان أحد مهندسي الحوار بين أنقرة وحزب العمال الكردستاني.
وردا على سؤال لوكالة فرانس برس، رجّح مسؤول بحزب المساواة وديموقراطية الشعوب «بنسبة عالية أن يكون حزب العمال الكردستاني قد عقد مؤتمره بالفعل لكنه أرجأ الإعلان عنه بسبب وفاة أوندر (...) وذلك يتناسب مع جدول زمني أعلنه في وقت سابق» بهجلي. وكان بهجلي قد اقترح أن يلتئم حزب العمال الكردستاني في الرابع من مايو في مدينة ملاذكرد قرب بحيرة وان في شرق تركيا. واستذكر المجتمعون في المؤتمر، وفق بيان حزب العمال الكردستاني، سري سُريا أوندر «بكل احترام وامتنان»، داعين «الجميع إلى العمل معا من أجل إنجاح أهداف السلام والمجتمع الديمقراطي لهذا الإنسان القيّم».
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوجان الذي وصف دعوة أوجلان بـ«الفرصة التاريخية»، قد توعّد بمواصلة العمليات العسكرية ضد حزب العمال الكردستاني «في حال لم يتم الإيفاء بالوعود المقطوعة». وفي منتصف مارس، أكّد حزب العمّال الكردستاني «استحالة» عقد مؤتمر لإعلان حلّه بسبب استمرار القصف التركي على مواقعه. وأوضح جميل بيك، أحد قادة الحزب لقناة ستيرك التلفزيونية الكردية «كل يوم، تحلق طائرات استطلاع (تركية)، كل يوم يقصفون، كل يوم يهاجمون». ولا يعرف حتى الآن ماذا سيكون مصير أوجلان، غير أن مسؤولا في حزب العدالة والتنمية الحاكم لمح إلى أن نظام اعتقاله «سيُخفّف»، دون أن يتطرّق إلى إمكان إطلاق سراحه، بحسب «صحيفة تركيا» الموالية للحكومة.
وقال هذا المسؤول: «ستُتخذ بعض التدابير الإدارية. سيُعيّن ضابط لمساعدته في (سجن) إمرالي. ستُخّفف ظروف الاعتقال (...) ستزداد كذلك وتيرة اجتماعاته مع حزب المساواة وديمقراطية الشعوب وعائلته». ولفت أيضا إلى أن الزعيم الكردي الذي يحظى باحترام كبير لدى أنصار حزبه، يخشى على حياته في حال خرج من السجن و«يعلم أنه سيواجه مشكلة أمنية حين يخرج».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك