العدد : ١٧٢١١ - الأربعاء ٠٧ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٩ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢١١ - الأربعاء ٠٧ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٩ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

قراءة في أبعاد زيارة الرئيس ترامب لمنطقة الخليج

بقلم: د. أشرف محمد كشك

الأربعاء ٠٧ مايو ٢٠٢٥ - 02:00

يعتزم‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬زيارة‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬من‭ ‬13‭-‬16‭ ‬مايو‭ ‬2025‭ ‬وسوف‭ ‬تشمل‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬السعودية‭ ‬والإمارات‭ ‬وقطر،‭ ‬وكما‭ ‬هو‭ ‬معتاد‭ ‬قبيل‭ ‬أي‭ ‬زيارة‭ ‬رفيعة‭ ‬المستوى‭ ‬تتناقل‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام‭ ‬العالمية‭ ‬تصريحات‭ ‬عديدة،‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬أهمها‭ ‬تصريح‭ ‬الرئيس‭ ‬ترامب‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬الزيارة‭ ‬‮«‬سوف‭ ‬تتضمن‭ ‬تفاهمات‭ ‬اقتصادية‭ ‬أكبر‭ ‬مع‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‮»‬‭.‬

لاشك‭ ‬أن‭ ‬اختيار‭ ‬الرئيس‭ ‬ترامب‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬لتكون‭ ‬أول‭ ‬جولة‭ ‬خارجية‭ ‬له‭ ‬منذ‭ ‬توليه‭ ‬مقاليد‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬يناير‭ ‬2025‭ ‬يعكس‭ ‬أهمية‭ ‬وطبيعة‭ ‬العلاقات‭ ‬الأمريكية‭- ‬الخليجية،‭ ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬فترات‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬عكست‭ ‬تباينات‭ ‬في‭ ‬وجهات‭ ‬النظر‭ ‬حيال‭ ‬بعض‭ ‬القضايا‭ ‬ولكن‭ ‬لم‭ ‬يصل‭ ‬الأمر‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬التصادم،‭ ‬ولوضع‭ ‬تلك‭ ‬الزيارة‭ ‬في‭ ‬سياقها‭ ‬الصحيح‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬خبرة‭ ‬الماضي‭ ‬ومستجدات‭ ‬الحاضر‭ ‬وضرورات‭ ‬المستقبل‭ ‬لتلك‭ ‬العلاقات‭ ‬التي‭ ‬تمتد‭ ‬عبر‭ ‬عقود‭ ‬خلت،‭ ‬فالماضي‭ ‬يؤكد‭ ‬أن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬هي‭ ‬التي‭ ‬قادت‭ ‬التحالفات‭ ‬العسكرية‭ ‬لمواجهة‭ ‬التهديدات‭ ‬الأمنية‭ ‬التي‭ ‬واجهت‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬واستهدفت‭ ‬تغيير‭ ‬توازن‭ ‬القوى‭ ‬فيها،‭ ‬ابتداءً‭ ‬بتأسيس‭ ‬الرئيس‭ ‬ريجان‭ ‬تحالفا‭ ‬عسكريا‭ ‬بحريا‭ ‬لحماية‭ ‬السفن‭ ‬خلال‭ ‬الحرب‭ ‬العراقية‭- ‬الإيرانية‭ ‬في‭ ‬الثمانينيات‭ ‬ومروراً‭ ‬بقيادة‭ ‬الرئيس‭ ‬بوش‭ ‬الأب‭ ‬تحالفاً‭ ‬دولياً‭ ‬مكوناً‭ ‬من‭ ‬34‭ ‬دولة‭ ‬لتحرير‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬عام‭ ‬1991وانتهاءً‭ ‬بتأسيس‭ ‬الرئيس‭ ‬ترامب‭ ‬تحالفين‭ ‬لأمن‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬الأول‭ ‬عام‭ ‬2019‭ ‬والثاني‭ ‬تحالف‭ ‬الازدهار‭ ‬عام‭ ‬2023‭ ‬وهذه‭ ‬أمثلة‭ ‬تؤكد‭ ‬وبما‭ ‬لا‭ ‬يدع‭ ‬مجالاً‭ ‬للشك‭ ‬أهمية‭ ‬الدور‭ ‬المحوري‭ ‬الأمريكي‭ ‬تجاه‭ ‬أمن‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭.‬

ومع‭ ‬أهمية‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬يثار‭ ‬التساؤل‭ ‬حول‭ ‬مستجدات‭ ‬الحاضر،‭ ‬وبكلمات‭ ‬موجزة‭ ‬هل‭ ‬ثمة‭ ‬متغيرات‭ ‬أثرت‭ ‬على‭ ‬مسار‭ ‬تلك‭ ‬الشراكة؟‭ ‬وواقع‭ ‬الأمر‭ ‬أن‭ ‬النظرة‭ ‬التقليدية‭ ‬لتلك‭ ‬الشراكة‭ ‬‭ ‬حتى‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬تصورات‭ ‬الباحثين‭ ‬‭ ‬كانت‭ ‬ترتكز‭ ‬على‭ ‬أمرين‭ ‬الأول‭: ‬أهمية‭ ‬الخليج‭ ‬النفطية،‭ ‬والثاني‭: ‬انحسار‭ ‬الشراكة‭ ‬في‭ ‬البعد‭ ‬الأمني،‭ ‬وربما‭ ‬يكون‭ ‬ذلك‭ ‬صحيحاً‭ ‬في‭ ‬جزء‭ ‬منه‭ ‬ولا‭ ‬يزال،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬التطورات‭ ‬الإقليمية‭ ‬قد‭ ‬أوجدت‭ ‬مستجدات‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬في‭ ‬بؤرة‭ ‬تلك‭ ‬الشراكة‭ ‬وتكون‭ ‬محركاً‭ ‬لتطويرها‭ ‬أولها‭: ‬أن‭ ‬أمن‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬يرتبط‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬وثيق‭ ‬بالدائرة‭ ‬الإقليمية‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ما‭ ‬يمكن‭ ‬وصفه‭ ‬بـ‮«‬الانهيارات‭ ‬الإقليمية‮»‬‭ ‬في‭ ‬دول‭ ‬الجوار،‭ ‬مما‭ ‬يتيح‭ ‬الفرصة‭ ‬لعمل‭ ‬المليشيات‭ ‬المسلحة،‭ ‬وثانيها‭: ‬المسألة‭ ‬النووية‭ ‬الإيرانية،‭ ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬ليست‭ ‬طرفاً‭ ‬في‭ ‬المفاوضات‭ ‬ولكنها‭ ‬معنية‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬مبادئ‭ ‬راسخة‭ ‬في‭ ‬السياسات‭ ‬الخارجية‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬بشأن‭ ‬التسوية‭ ‬السلمية‭ ‬للصراعات‭ ‬ومنع‭ ‬استخدام‭ ‬القوة،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬المسارات‭ ‬التصالحية‭ ‬بين‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬وإيران‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن،‭ ‬وثالثها‭: ‬تغير‭ ‬طبيعة‭ ‬التهديدات‭ ‬الأمنية‭ ‬ذاتها،‭ ‬فلم‭ ‬تعد‭ ‬التهديدات‭ ‬التقليدية‭ ‬هي‭ ‬التهديد‭ ‬بالغزو‭ ‬ولكن‭ ‬توظيف‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬العسكرية‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الجماعات‭ ‬دون‭ ‬الدول‭ ‬لاستهداف‭ ‬المنشآت‭ ‬الحيوية‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭.‬

ويعني‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬ثمة‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬تجديد‭ ‬الشراكة‭ ‬الأمريكية‭ ‬‭ ‬الخليجية‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬معادلة‭ ‬النفط‭ ‬والسلاح،‭ ‬فدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬أثبتت‭ ‬أنها‭ ‬مقدمة‭ ‬للأمن‭ ‬أيضاً‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬دورها‭ ‬في‭ ‬إخلاء‭ ‬رعايا‭ ‬الدول‭ ‬الغربية‭ ‬خلال‭ ‬الانسحاب‭ ‬الغربي‭ ‬من‭ ‬أفغانستان‭ ‬واندلاع‭ ‬الصراع‭ ‬في‭ ‬السودان،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬بروز‭ ‬أدوار‭ ‬الوساطة‭ ‬الخليجية‭ ‬في‭ ‬الصراعات‭ ‬الإقليمية‭ ‬والعالمية‭ ‬والتي‭ ‬أسست‭ ‬لتفاهمات‭ ‬بين‭ ‬الأطراف‭ ‬المختلفة‭ ‬بل‭ ‬تحرير‭ ‬أسرى‭.‬

من‭ ‬المؤكد‭ ‬أن‭ ‬الزيارة‭ ‬لن‭ ‬تكون‭ ‬ذات‭ ‬طابع‭ ‬اقتصادي‭ ‬بحت‭ ‬برغم‭ ‬أهمية‭ ‬العلاقات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أهدافها‭ ‬تنويع‭ ‬مصادر‭ ‬الدخل‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تعزيز‭ ‬الاستثمارات،‭ ‬لكن‭ ‬هناك‭ ‬مجالات‭ ‬عديدة‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تحظى‭ ‬بالنقاش‭ ‬منها‭ ‬حاجة‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬للتكنولوجيا‭ ‬العسكرية،‭ ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬قيودا‭ ‬تضعها‭ ‬شركات‭ ‬السلاح‭ ‬الكبرى‭ ‬معظمها‭ ‬أمريكية،‭ ‬ولكن‭ ‬توطين‭ ‬الصناعات‭ ‬العسكرية‭ ‬هدف‭ ‬استراتيجي‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬ومنها‭ ‬السعودية‭ ‬التي‭ ‬تستهدف‭ ‬توطين‭ ‬نسبة‭ ‬50%‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الصناعات‭ ‬بحلول‭ ‬2030،‭ ‬وعلى‭ ‬مستوى‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬دعم‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬للمجلس‭ ‬ودوره‭ ‬الإقليمي‭ ‬يعد‭ ‬الضمانة‭ ‬الأساسية‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬توازن‭ ‬القوى‭ ‬وذلك‭ ‬أساس‭ ‬تحقيق‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي،‭ ‬من‭ ‬ناحية‭ ‬ثانية‭ ‬فإن‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬مجالات‭ ‬جديدة‭ ‬للتعاون‭ ‬مثل‭ ‬الطاقة‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬النووية‭ ‬السلمية‭ ‬بين‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والسعودية‭ ‬أمر‭ ‬مهم‭ ‬ويعزز‭ ‬من‭ ‬مضامين‭ ‬تلك‭ ‬الشراكة‭ ‬نحو‭ ‬آفاق‭ ‬أرحب‭ ‬ضمن‭ ‬خطط‭  ‬بعض‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬للاعتماد‭ ‬على‭ ‬تلك‭ ‬الطاقة‭ ‬في‭ ‬الأغراض‭ ‬السلمية،‭ ‬ومن‭ ‬ناحية‭ ‬ثالثة‭ ‬وللبناء‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬سبق‭ ‬تظل‭ ‬هناك‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬تجديد‭ ‬آلية‭ ‬الحوار‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬بين‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ودول‭ ‬الخليج،‭ ‬الاتفاقيات‭ ‬والزيارات‭ ‬رفيعة‭ ‬المستوى‭ ‬مهمة‭ ‬بيد‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬غنى‭ ‬عن‭ ‬قناة‭ ‬تنسيق‭ ‬دائمة‭ ‬لمراجعة‭ ‬مسار‭ ‬الشراكة‭ ‬ومستجداتها‭.‬

إن‭ ‬نجاح‭ ‬الشراكات‭ ‬يرتبط‭ ‬بالتزامات‭ ‬متبادلة‭ ‬من‭ ‬طرفيها،‭ ‬ولكن‭ ‬نجاح‭ ‬وتطور‭ ‬تلك‭ ‬الشراكات‭ ‬ليس‭ ‬مرتهناً‭ ‬بإرادة‭ ‬ورغبة‭ ‬طرفيها‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬إنها‭ ‬تعمل‭ ‬في‭ ‬بيئة‭ ‬إقليمية‭ ‬وأخرى‭ ‬دولية‭ ‬تتيح‭ ‬فرصاً‭ ‬ولكنها‭ ‬تفرض‭ ‬تحديات‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته،‭ ‬وفي‭ ‬تصوري‭ ‬أن‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬الحالية‭ ‬تدرك‭ ‬ذلك‭ ‬جيداً،‭ ‬الآن‭ ‬لدى‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬تنوع‭ ‬في‭ ‬الشراكات‭ ‬الدولية‭ ‬ليست‭ ‬بديلاً‭ ‬عن‭ ‬الشراكة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬مع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ولكن‭ ‬تلك‭ ‬الشراكات‭ ‬الجديدة‭ ‬مهمة‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬الصين‭ ‬أو‭ ‬روسيا‭ ‬أو‭ ‬الهند‭ ‬وكذلك‭ ‬توجه‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬نحو‭ ‬التكتلات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الجديدة‭ ‬ومنها‭ ‬تجمع‭ ‬البريكس،‭ ‬ودول‭ ‬الخليج‭ ‬أيضاً‭ ‬تدرك‭ ‬جيدًا‭ ‬أهمية‭ ‬البعد‭ ‬الأمني‭ ‬في‭ ‬الشراكة‭ ‬لتحقيق‭ ‬مفهوم‭ ‬الردع‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬توازن‭ ‬القوى‭ ‬الإقليمي‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬مفهوم‭ ‬الأمن‭ ‬تغير‭ ‬جذرياً‭ ‬خاصة‭ ‬بعد‭ ‬حدثين‭ ‬مهمين‭ ‬وهما‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬والحرب‭ ‬في‭ ‬أوكرانيا،‭ ‬فأصبح‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬والصحي‭ ‬مكونين‭ ‬مهمين‭ ‬من‭ ‬مكونات‭ ‬الأمن،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬تأثير‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬في‭ ‬مسار‭ ‬وأمد‭ ‬الصراعات‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬الأوكرانية‭.‬

إن‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬التي‭ ‬استقبلت‭ ‬عبر‭ ‬تاريخها‭ ‬عدداً‭ ‬هائلاً‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬والشراكات‭ ‬من‭ ‬أطراف‭ ‬دولية‭ ‬منها‭ ‬حلف‭ ‬شمال‭ ‬الأطلسي‭ ‬‮«‬الناتو‮»‬‭ ‬2004‭ ‬وروسيا‭ ‬2021و‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬2022‭ ‬والصين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مبادرتها‭ ‬للشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬عام‭ ‬2021‭ ‬هي‭ ‬بحاجة‭ ‬اليوم‭ ‬إلى‭ ‬تجديد‭ ‬الشراكة‭ ‬مع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬ليس‭ ‬عبر‭ ‬المسارات‭ ‬التقليدية‭ ‬وإنما‭ ‬الأخذ‭ ‬بالاعتبار‭ ‬التحولات‭ ‬الجيوسياسية‭ ‬والمستجدات‭ ‬الأمنية‭ ‬والتنافس‭ ‬الدولي‭ ‬غير‭ ‬المسبوق‭ ‬تجاه‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬والتي‭ ‬ترى‭ ‬دولها‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الشراكات‭ ‬الجديدة‭ ‬فرصاً‭ ‬هائلة‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الاقتصادي‭.‬

وبغض‭ ‬النظر‭ ‬عما‭ ‬سوف‭ ‬تحتوي‭ ‬عليه‭ ‬أجندة‭ ‬الزيارة‭ ‬القادمة‭ ‬للرئيس‭ ‬ترامب‭ ‬فإن‭ ‬الرسائل‭ ‬الأمريكية‭ ‬بتجديد‭ ‬تلك‭ ‬الشراكات‭ ‬والرغبة‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬قدرات‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬والأخذ‭ ‬بالاعتبار‭ ‬مخاوفها‭ ‬بشأن‭ ‬تهديدات‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬ووضع‭ ‬أطر‭ ‬جديدة‭ ‬لتطوير‭ ‬تلك‭ ‬الشراكة‭ ‬لتحقيق‭ ‬مصالح‭ ‬الطرفين‭ ‬بشكل‭ ‬متوازن‭ ‬تبقى‭ ‬تطلعات‭ ‬خليجية‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الزيارة‭ ‬التي‭ ‬تأتي‭ ‬في‭ ‬توقيت‭ ‬مهم‭ ‬للغاية‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬بالنسبة‭ ‬لأمن‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬ولكن‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬الأمن‭ ‬الإقليمي‭ ‬الذي‭ ‬يرتبط‭ ‬بالأمن‭ ‬العالمي‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬وثيق،‭ ‬حيث‭ ‬أكدت‭ ‬كافة‭ ‬الأحداث‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الماضية‭ ‬مقولة‭ ‬مهمة‭ ‬أشرت‭ ‬إليها‭ ‬سابقاً‭ ‬وهي‭ ‬أن‭ ‬‮«‬أمن‭ ‬العالم‭ ‬يبدأ‭ ‬من‭ ‬الخليج‮»‬‭ ‬ويحتاج‭ ‬إلى‭ ‬سياسات‭ ‬متكاملة‭ ‬ليكون‭ ‬قولاً‭ ‬وفعلاً‭.‬

{‭ ‬مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬بمركز‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا