لاهاي - (أ ف ب): رفضت أعلى محكمة تابعة للأمم المتحدة أمس دعوى رفعها السودان ضد الإمارات العربية المتحدة بتهمة «التواطؤ في ارتكاب إبادة جماعية» في الحرب التي تمزق البلاد منذ أكثر من عامين، بحجّة أنها لا تتمتّع بالاختصاص القضائي للبتّ في القضيّة.
وفي مارس، اتّهم السودان الإمارات أمام محكمة العدل الدولية بـ«التواطؤ في إبادة جماعية» في حقّ قبيلة المساليت من خلال دعمها قوات الدعم السريع المنخرطة منذ أبريل 2023 في حرب مع الجيش السوداني.
لكن الإمارات أدخلت لدى توقيعها اتفاقية الأمم المتحدة لمنع الإبادة الجماعية عام 2005 «تحفظا» عن بند رئيسي يُمكّن الدول من ملاحقة إحداها الأخرى أمام محكمة العدل الدولية في أي نزاعات تنشأ بينهما.
وقالت المحكمة في قرارها: «في ضوء التحفّظ الصادر عن الإمارات العربية المتحدة... لا تتمتّع المحكمة كما يبدو بوضوح بالصلاحية اللازمة للبتّ في طلب السودان». وأشادت ممثّلة الإمارات بالقرار.
وفي بيان لوكالة فرانس برس، قالت نائب مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية ممثلة دولة الإمارات أمام محكمة العدل الدولية ريم كتيت: إن الدعوى التي رفعها السودان «لا تستند إلى أسس قانونية أو واقعية.. ما يجعل الادعاءات الموجهة ضدها لا أساس لها من الصحة».
ولطالما نفت الإمارات تقديم دعم لقوات الدعم السريع، واصفة القضية بأنها «مسرحية سياسية» تنطوي على «محاولة أخرى لصرف الانتباه عن هذه الحرب الكارثية» التي أودت بعشرات آلاف الأشخاص وشرّدت الملايين وتسبّبت بمجاعة في أجزاء كبيرة من البلاد الواقعة في شمال شرق إفريقيا.
ويشهد السودان، ثالث أكبر دولة إفريقية من حيث المساحة، منذ أبريل 2023 حربا مدمرة اندلعت على خلفية صراع على السلطة بين قائد الجيش عبدالفتاح البرهان، الحاكم الفعلي للسودان منذ انقلاب عام 2021، ونائبه السابق قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو.
وأسفرت الحرب عن سقوط عشرات آلاف القتلى وتشريد 13 مليون نسمة فيما تعاني بعض المناطق المجاعة، وسط «أسوأ أزمة إنسانية» في العالم بحسب الأمم المتحدة.
وتأكد مقتل نحو 540 مدنيا في ولاية شمال دارفور السودانية في الأسابيع الأخيرة. وندّدت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي بأعداد «مرعبة» للقتلى وبتفشي العنف الجنسي.
وأصبحت ولاية شمال دارفور ساحة معركة رئيسية في الحرب التي اندلعت في 15 أبريل 2023.
ووفق تقرير مدعوم من الأمم المتحدة، تضرب المجاعة خمس مناطق في السودان، بما في ذلك مخيما زمزم وأبوشوك وأنحاء في جنوب البلاد.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك