اطلالة

هالة كمال الدين
halakamal99@hotmail.com
أفكار سرطانية
مؤخرا قرأت تعليقا لإحدى الناشطات على وسائل التواصل الاجتماعي على تويته لشخص ما، وهو من الشباب المؤثرين، يقول فيها إن تجربة الزواج الأولى هي للتعلم، لأنها غالبا لا تنجح من أول مرة، مؤكدا أن معظم الزيجات حاليا قائمة بسبب الأعراف الاجتماعية فقط.
وتساءلت الناشطة:
من أين جاء هذا الشاب بهذه الثقة التي يتحدث بها عن ندرة نجاح الزواج من أول مرة؟
وهل لديه إحصائية أو دراسة مسحية تؤكد ذلك؟
والسؤال الأهم:
هل فكر هذا المدعو في مدى تأثير ما قاله على المتابعين من الشباب وخاصة الذين ينوون الارتباط؟
وما هو حجم الكارثة التي يخلفها بآرائه الشاذة هذه في المجتمع؟
فعليا هناك آراء كثيرة نراها اليوم ترمي إلى تسميم عقول الشباب وتعزيز نظرية الفردية، وإلى انهيار مؤسسة الأسرة، ومن ثم تفكيك المجتمعات، وهو ما كشفت عنه دراسة أعدتها شركة استطلاعات رأي خاصة بجمهورية مصر العربية أشارت إلى أن نسبة الزواج انخفضت بنحو 20% خلال السنوات الثلاث الأخيرة، وذلك بسبب انتشار فكرة الاستقلالية ووجود صورة ذهنية مشوهة للزواج.
وأضافت الدراسة أن الزواج لم يعد ضمن أولويات الشباب المصري، وأن هناك 12 مليون فتاة فوق سن الخامسة وثلاثين غير متزوجات، وهو مؤشر خطير جدا ينمّ عن أن مفهوم الأسرة اليوم يعاني أزمة حقيقية، وذلك بسبب ما طرأ علينا من تغيرات ثقافية وقيمية مجتمعية يجب التوقف عند آثارها السلبية، وكيفية التصدي لها، والعودة بقيمة العلاقة الزوجية إلى سابق عهدها.
إن العزوف عن الزواج أصبح مشكلة تؤرق ليس فقط المجتمع المصري بل والخليجي والعربي عامة، وهي تخالف عاداتنا وتقاليدنا وتعاليمنا الدينية، ولا شك أن الطموح العلمي والعملي وتنامي الشعور بالفردية والأنانية وتكريس القوة الأنثوية والأوضاع الاقتصادية والعلاقات السريعة والخفية من أهم أسباب تحولها إلى ظاهرة عصرية مفزعة يروج لها الكثيرون، وخاصة هؤلاء الذين ينشرون آراءهم السرطانية بين الشباب للعب بأفكارهم، وإبرازها كالبعبع الذي يرفضه العقل حتى وإن مال القلب ليبقى السؤال:
كيف نعيد لهذه العلاقة قدسيتها؟!
إقرأ أيضا لـ"هالة كمال الدين"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك