عالم يتغير

فوزية رشيد
سفينة الحرية والعالم المأسور!
{ سفينة أسطول الحرية لكسر الحصار وجرائم حرب القتل بالتجويع في غزة والتي أبحرت من تونس إلى مالطا في طريقها إلى غزة حاملة على متنها مساعدات إنسانية و30 ناشطا من أصحاب الضمير الحي تعرضت كما تناقلت الأخبار وصرحت به الصحفية والناشطة البريطانية إيفون ريدلي إلى غارة جوية شنتها طائرة دون طيار قبالة مالطا مما جعل الإرهاب غير مقتصر على غزة أو الشرق الأوسط ولم يعد قضية مقتصرة على المنطقة العربية! بل جلبت حكومة الإرهاب الصهيوني أساليب إرهابه إلى قلب أوروبا! وتعريض سفينة الحرية وعليها ناشطون دوليون للغرق، مما جعل السفينة توجه نداء استغاثة «نحن نغرق»!
{ تحالف أسطول الحرية وفي ظل عار الصمت الدولي على حرب الإبادة بالقتل والتجويع لأهل غزة هو تحالف يناضل لإنهاء الحصار الصهيوني على غزة وقالت ياسمين أكار المسؤولة الإعلامية للتحالف لشبكة «CNN» عبر الهاتف من مالطا: «هناك ثقب في السفينة الآن وهي تغرق». وأضافت أن السفينة أرسلت نداءات استغاثة إلى الدول المجاورة بعد أن تعرضت لهجوم طائرة مسيرة مرتين! وهذا يعيدنا إلى 2010 حين تعرضت سفينة مرمة التركية أثناء كسر الحصار آنذاك على غزة أيضا لهجوم صهيوني لمنعها من تقديم المساعدات الإنسانية لأهل غزة المحاصرين بالقتل والتجويع والتعطيش مع فارق أن حرب الإبادة هذه المرة مستمرة منذ أكثر من عام ونصف العام!
{ أن يبلغ إرهاب الدولة الصهيونية هذا المبلغ من الإصرار على قتل الشعب الفلسطيني وإبادته قتلا وجوعا وعطشا في ظل الصمت الدولي أو العالمي المريب! بل التمادي إلى الاعتداء على سفينة مساعدات تريد تقديم المساعدة بطريقة سلمية فيما الاعتداء يصل إلى مالطا أو الحدود الأوروبية ورغم ذلك يستمر الصمت الغربي بدوره، بل يواصل دعمه لهذا الكيان الإرهابي! فإن ذلك رسالة إرهابية مكشوفة وبالغة الدلالة أن هذا العالم بأسره هو مأسور لهذا الكيان المجرم وبغطاء أمريكي غربي وبدعم مطلق لكي يتصرف هذا الكيان وكأنه استثناء دولي يرتكب ما يشاء من مجازر وجرائم حرب وإرهاب يطال حتى ناشطين دوليين وكل ذلك دون حساب أو عقاب! ودون أي موقف دولي وعربي وإسلامي يتكاتف لإيقاف آلة القتل الصهيونية، بل إنه بعد أكثر من عام ونصف العام يريد توسيع حربه على غزة والضفة بآليات عسكرية جديدة تضمن له إبادة المزيد والمزيد من الأطفال والنساء والمدنيين بحجة القضاء على حماس!
{ لكأنه طوال 17 شهرا كان يمارس تسلية عسكرية! أو لكأنه لم يستخدم كل آليات الفتك والتدمير والقتل والتجويع والتعطيش؟! أو لكأنه لم يرتو من الدم الفلسطيني المراق في كل مكان في غزة؟! أو لكأن العالم لم يشهد ما لم يشهده قط من وحشة تجاوزت كل الحدود؟! أو لكأن الدوس على القانون الدولي والإنسانية أصبحت لعبة في سلوكيات هذا الكيان الذي يتباهى أمام العالم بجرائمه وإرهابه ووحشيته؟! ويفعل كل ذلك لأنه ضامن شراكة الولايات المتحدة وبريطانيا وغيرهما لإرهابه! مثلما هو لعدم وجود من يردعه سواء على المستوى العربي أو الإسلامي أو الدولي! فإنه تحول إلى الوحش الذي يتخبط يمنة ويسرة، ليوسع حربه وجرائمه وإبادته في غزة! ويضرب متى ما يشاء وكيفما يشاء في سوريا ولبنان ويحتل ما يشاء ويستخدم كل أساليب إرهاب الدولة والعالم يتصرف وكأنه لا يرى، لا يسمع، لا ينطق! فلسفة القرود الثلاث!
{ هل بات العالم مأسورا لإرهاب هذا الكيان وداعميه وشريكه الأكبر وهو الولايات المتحدة؟! هل ضاق الفضاء العالمي إلى هذا الحد في الوقوف ضد حرب الإبادة في غزة بعد مرور كل هذه الأشهر الطويلة التي يسقط فيها كل يوم المئات والعشرات من الأطفال والنساء والمدنيين بحجة حماس وكأن لا شيء يحدث؟! هل تقلصت محيطات العالم وبحاره وأصبحت مأسورة بدورها للإرهاب الصهيوني، حتى إذا تحركت سفينة واحدة بعد كل الفظائع وجرائم الحرب المرتكبة لتقدم مساعدات إنسانية من نشطاء دوليين لا يتجاوز عددهم الـ30 ناشطا، فيتم شن غارتين عليها بهدف الإغراق! وحتى لا يتجرأ أحد على التفكير في فك الحصار وإنقاذ الأطفال وإن بشكل جزئي ومحدود؟! هل هو إعلان التحدي الصهيوني الإجرامي لكل البشرية؟!
{ ثم ما كل هذا الخنوع العربي والإسلامي والدولي؟! وإلى أي مدى سيستمر الصمت وعدم الفاعلية الدولية؟! وهل الأفواه المغلقة والعيون المغمضة والآذان الصماء ستبقى هكذا فيما كيان نشاز وعار على البشرية، يستمر في بطشه وإرهابه ومجازره، بل يعمل على توسيعها بآليات عسكرية وتقنية جديدة للاستمرار في الإبادة؟! إنه عالم مفضوح ومكلل بالعار والغباء ومشارك كله في كل جريمة حرب يرتكبها هذا الكيان ضد كل شيء! وأي عار؟!
إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك