العدد : ١٧٢٠٨ - الأحد ٠٤ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٦ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢٠٨ - الأحد ٠٤ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٦ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

عالم يتغير

فوزية رشيد

سفينة الحرية والعالم المأسور!

{‭ ‬سفينة‭ ‬أسطول‭ ‬الحرية‭ ‬لكسر‭ ‬الحصار‭ ‬وجرائم‭ ‬حرب‭ ‬القتل‭ ‬بالتجويع‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬والتي‭ ‬أبحرت‭ ‬من‭ ‬تونس‭ ‬إلى‭ ‬مالطا‭ ‬في‭ ‬طريقها‭ ‬إلى‭ ‬غزة‭ ‬حاملة‭ ‬على‭ ‬متنها‭ ‬مساعدات‭ ‬إنسانية‭ ‬و30‭ ‬ناشطا‭ ‬من‭ ‬أصحاب‭ ‬الضمير‭ ‬الحي‭ ‬تعرضت‭ ‬كما‭ ‬تناقلت‭ ‬الأخبار‭ ‬وصرحت‭ ‬به‭ ‬الصحفية‭ ‬والناشطة‭ ‬البريطانية‭ ‬إيفون‭ ‬ريدلي‭ ‬إلى‭ ‬غارة‭ ‬جوية‭ ‬شنتها‭ ‬طائرة‭ ‬دون‭ ‬طيار‭ ‬قبالة‭ ‬مالطا‭ ‬مما‭ ‬جعل‭ ‬الإرهاب‭ ‬غير‭ ‬مقتصر‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬أو‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬ولم‭ ‬يعد‭ ‬قضية‭ ‬مقتصرة‭ ‬على‭ ‬المنطقة‭ ‬العربية‭! ‬بل‭ ‬جلبت‭ ‬حكومة‭ ‬الإرهاب‭ ‬الصهيوني‭ ‬أساليب‭ ‬إرهابه‭ ‬إلى‭ ‬قلب‭ ‬أوروبا‭! ‬وتعريض‭ ‬سفينة‭ ‬الحرية‭ ‬وعليها‭ ‬ناشطون‭ ‬دوليون‭ ‬للغرق،‭ ‬مما‭ ‬جعل‭ ‬السفينة‭ ‬توجه‭ ‬نداء‭ ‬استغاثة‭ ‬‮«‬نحن‭ ‬نغرق‮»‬‭!‬

{‭ ‬تحالف‭ ‬أسطول‭ ‬الحرية‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬عار‭ ‬الصمت‭ ‬الدولي‭ ‬على‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬بالقتل‭ ‬والتجويع‭ ‬لأهل‭ ‬غزة‭ ‬هو‭ ‬تحالف‭ ‬يناضل‭ ‬لإنهاء‭ ‬الحصار‭ ‬الصهيوني‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬وقالت‭ ‬ياسمين‭ ‬أكار‭ ‬المسؤولة‭ ‬الإعلامية‭ ‬للتحالف‭ ‬لشبكة‭ ‬‮«‬CNN‮»‬‭ ‬عبر‭ ‬الهاتف‭ ‬من‭ ‬مالطا‭: ‬‮«‬هناك‭ ‬ثقب‭ ‬في‭ ‬السفينة‭ ‬الآن‭ ‬وهي‭ ‬تغرق‮»‬‭. ‬وأضافت‭ ‬أن‭ ‬السفينة‭ ‬أرسلت‭ ‬نداءات‭ ‬استغاثة‭ ‬إلى‭ ‬الدول‭ ‬المجاورة‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تعرضت‭ ‬لهجوم‭ ‬طائرة‭ ‬مسيرة‭ ‬مرتين‭! ‬وهذا‭ ‬يعيدنا‭ ‬إلى‭ ‬2010‭ ‬حين‭ ‬تعرضت‭ ‬سفينة‭ ‬مرمة‭ ‬التركية‭ ‬أثناء‭ ‬كسر‭ ‬الحصار‭ ‬آنذاك‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬أيضا‭ ‬لهجوم‭ ‬صهيوني‭ ‬لمنعها‭ ‬من‭ ‬تقديم‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬لأهل‭ ‬غزة‭ ‬المحاصرين‭ ‬بالقتل‭ ‬والتجويع‭ ‬والتعطيش‭ ‬مع‭ ‬فارق‭ ‬أن‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬مستمرة‭ ‬منذ‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬ونصف‭ ‬العام‭!‬

{‭ ‬أن‭ ‬يبلغ‭ ‬إرهاب‭ ‬الدولة‭ ‬الصهيونية‭ ‬هذا‭ ‬المبلغ‭ ‬من‭ ‬الإصرار‭ ‬على‭ ‬قتل‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وإبادته‭ ‬قتلا‭ ‬وجوعا‭ ‬وعطشا‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬الصمت‭ ‬الدولي‭ ‬أو‭ ‬العالمي‭ ‬المريب‭! ‬بل‭ ‬التمادي‭ ‬إلى‭ ‬الاعتداء‭ ‬على‭ ‬سفينة‭ ‬مساعدات‭ ‬تريد‭ ‬تقديم‭ ‬المساعدة‭ ‬بطريقة‭ ‬سلمية‭ ‬فيما‭ ‬الاعتداء‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬مالطا‭ ‬أو‭ ‬الحدود‭ ‬الأوروبية‭ ‬ورغم‭ ‬ذلك‭ ‬يستمر‭ ‬الصمت‭ ‬الغربي‭ ‬بدوره،‭ ‬بل‭ ‬يواصل‭ ‬دعمه‭ ‬لهذا‭ ‬الكيان‭ ‬الإرهابي‭! ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬رسالة‭ ‬إرهابية‭ ‬مكشوفة‭ ‬وبالغة‭ ‬الدلالة‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬العالم‭ ‬بأسره‭ ‬هو‭ ‬مأسور‭ ‬لهذا‭ ‬الكيان‭ ‬المجرم‭ ‬وبغطاء‭ ‬أمريكي‭ ‬غربي‭ ‬وبدعم‭ ‬مطلق‭ ‬لكي‭ ‬يتصرف‭ ‬هذا‭ ‬الكيان‭ ‬وكأنه‭ ‬استثناء‭ ‬دولي‭ ‬يرتكب‭ ‬ما‭ ‬يشاء‭ ‬من‭ ‬مجازر‭ ‬وجرائم‭ ‬حرب‭ ‬وإرهاب‭ ‬يطال‭ ‬حتى‭ ‬ناشطين‭ ‬دوليين‭ ‬وكل‭ ‬ذلك‭ ‬دون‭ ‬حساب‭ ‬أو‭ ‬عقاب‭! ‬ودون‭ ‬أي‭ ‬موقف‭ ‬دولي‭ ‬وعربي‭ ‬وإسلامي‭ ‬يتكاتف‭ ‬لإيقاف‭ ‬آلة‭ ‬القتل‭ ‬الصهيونية،‭ ‬بل‭ ‬إنه‭ ‬بعد‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬ونصف‭ ‬العام‭ ‬يريد‭ ‬توسيع‭ ‬حربه‭ ‬على‭ ‬غزة‭ ‬والضفة‭ ‬بآليات‭ ‬عسكرية‭ ‬جديدة‭ ‬تضمن‭ ‬له‭ ‬إبادة‭ ‬المزيد‭ ‬والمزيد‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬والنساء‭ ‬والمدنيين‭ ‬بحجة‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬حماس‭!‬

{‭ ‬لكأنه‭ ‬طوال‭ ‬17‭ ‬شهرا‭ ‬كان‭ ‬يمارس‭ ‬تسلية‭ ‬عسكرية‭! ‬أو‭ ‬لكأنه‭ ‬لم‭ ‬يستخدم‭ ‬كل‭ ‬آليات‭ ‬الفتك‭ ‬والتدمير‭ ‬والقتل‭ ‬والتجويع‭ ‬والتعطيش؟‭! ‬أو‭ ‬لكأنه‭ ‬لم‭ ‬يرتو‭ ‬من‭ ‬الدم‭ ‬الفلسطيني‭ ‬المراق‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مكان‭ ‬في‭ ‬غزة؟‭! ‬أو‭ ‬لكأن‭ ‬العالم‭ ‬لم‭ ‬يشهد‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يشهده‭ ‬قط‭ ‬من‭ ‬وحشة‭ ‬تجاوزت‭ ‬كل‭ ‬الحدود؟‭! ‬أو‭ ‬لكأن‭ ‬الدوس‭ ‬على‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬والإنسانية‭ ‬أصبحت‭ ‬لعبة‭ ‬في‭ ‬سلوكيات‭ ‬هذا‭ ‬الكيان‭ ‬الذي‭ ‬يتباهى‭ ‬أمام‭ ‬العالم‭ ‬بجرائمه‭ ‬وإرهابه‭ ‬ووحشيته؟‭! ‬ويفعل‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬لأنه‭ ‬ضامن‭ ‬شراكة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وبريطانيا‭ ‬وغيرهما‭ ‬لإرهابه‭! ‬مثلما‭ ‬هو‭ ‬لعدم‭ ‬وجود‭ ‬من‭ ‬يردعه‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العربي‭ ‬أو‭ ‬الإسلامي‭ ‬أو‭ ‬الدولي‭! ‬فإنه‭ ‬تحول‭ ‬إلى‭ ‬الوحش‭ ‬الذي‭ ‬يتخبط‭ ‬يمنة‭ ‬ويسرة،‭ ‬ليوسع‭ ‬حربه‭ ‬وجرائمه‭ ‬وإبادته‭ ‬في‭ ‬غزة‭! ‬ويضرب‭ ‬متى‭ ‬ما‭ ‬يشاء‭ ‬وكيفما‭ ‬يشاء‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬ولبنان‭ ‬ويحتل‭ ‬ما‭ ‬يشاء‭ ‬ويستخدم‭ ‬كل‭ ‬أساليب‭ ‬إرهاب‭ ‬الدولة‭ ‬والعالم‭ ‬يتصرف‭ ‬وكأنه‭ ‬لا‭ ‬يرى،‭ ‬لا‭ ‬يسمع،‭ ‬لا‭ ‬ينطق‭! ‬فلسفة‭ ‬القرود‭ ‬الثلاث‭! ‬

{‭ ‬هل‭ ‬بات‭ ‬العالم‭ ‬مأسورا‭ ‬لإرهاب‭ ‬هذا‭ ‬الكيان‭ ‬وداعميه‭ ‬وشريكه‭ ‬الأكبر‭ ‬وهو‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة؟‭! ‬هل‭ ‬ضاق‭ ‬الفضاء‭ ‬العالمي‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬الحد‭ ‬في‭ ‬الوقوف‭ ‬ضد‭ ‬حرب‭ ‬الإبادة‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬بعد‭ ‬مرور‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الأشهر‭ ‬الطويلة‭ ‬التي‭ ‬يسقط‭ ‬فيها‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬المئات‭ ‬والعشرات‭ ‬من‭ ‬الأطفال‭ ‬والنساء‭ ‬والمدنيين‭ ‬بحجة‭ ‬حماس‭ ‬وكأن‭ ‬لا‭ ‬شيء‭ ‬يحدث؟‭! ‬هل‭ ‬تقلصت‭ ‬محيطات‭ ‬العالم‭ ‬وبحاره‭ ‬وأصبحت‭ ‬مأسورة‭ ‬بدورها‭ ‬للإرهاب‭ ‬الصهيوني،‭ ‬حتى‭ ‬إذا‭ ‬تحركت‭ ‬سفينة‭ ‬واحدة‭ ‬بعد‭ ‬كل‭ ‬الفظائع‭ ‬وجرائم‭ ‬الحرب‭ ‬المرتكبة‭ ‬لتقدم‭ ‬مساعدات‭ ‬إنسانية‭ ‬من‭ ‬نشطاء‭ ‬دوليين‭ ‬لا‭ ‬يتجاوز‭ ‬عددهم‭ ‬الـ30‭ ‬ناشطا،‭ ‬فيتم‭ ‬شن‭ ‬غارتين‭ ‬عليها‭ ‬بهدف‭ ‬الإغراق‭! ‬وحتى‭ ‬لا‭ ‬يتجرأ‭ ‬أحد‭ ‬على‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬فك‭ ‬الحصار‭ ‬وإنقاذ‭ ‬الأطفال‭ ‬وإن‭ ‬بشكل‭ ‬جزئي‭ ‬ومحدود؟‭! ‬هل‭ ‬هو‭ ‬إعلان‭ ‬التحدي‭ ‬الصهيوني‭ ‬الإجرامي‭ ‬لكل‭ ‬البشرية؟‭!‬

{‭ ‬ثم‭ ‬ما‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬الخنوع‭ ‬العربي‭ ‬والإسلامي‭ ‬والدولي؟‭! ‬وإلى‭ ‬أي‭ ‬مدى‭ ‬سيستمر‭ ‬الصمت‭ ‬وعدم‭ ‬الفاعلية‭ ‬الدولية؟‭! ‬وهل‭ ‬الأفواه‭ ‬المغلقة‭ ‬والعيون‭ ‬المغمضة‭ ‬والآذان‭ ‬الصماء‭ ‬ستبقى‭ ‬هكذا‭ ‬فيما‭ ‬كيان‭ ‬نشاز‭ ‬وعار‭ ‬على‭ ‬البشرية،‭ ‬يستمر‭ ‬في‭ ‬بطشه‭ ‬وإرهابه‭ ‬ومجازره،‭ ‬بل‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬توسيعها‭ ‬بآليات‭ ‬عسكرية‭ ‬وتقنية‭ ‬جديدة‭ ‬للاستمرار‭ ‬في‭ ‬الإبادة؟‭! ‬إنه‭ ‬عالم‭ ‬مفضوح‭ ‬ومكلل‭ ‬بالعار‭ ‬والغباء‭ ‬ومشارك‭ ‬كله‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬جريمة‭ ‬حرب‭ ‬يرتكبها‭ ‬هذا‭ ‬الكيان‭ ‬ضد‭ ‬كل‭ ‬شيء‭! ‬وأي‭ ‬عار؟‭!‬

إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا