دمشق - (أ ف ب): اعتبرت سوريا أمس القصف الاسرائيلي الأخير في دمشق تصعيدا خطيرا ضدها، بينما أعلنت إسرائيل شن غارة على منطقة مجاورة للقصر الرئاسي في العاصمة السورية، مجددة تحذيرها السلطة الانتقالية من تهديد الأقلية الدرزية، رغم عودة الهدوء بعد اشتباكات دامية تسببت بأكثر من مائة قتيل خلال يومين.
وجاء القصف الاسرائيلي بعد ساعات من تأكيد المراجع الدينية والفصائل العسكرية الدرزية الخميس انها جزء لا يتجزأ من سوريا التي ترفض الانسلاخ عنها، داعية السلطات إلى تفعيل دور وزارة الداخلية والضابطة العدلية في محافظة السويداء من أبناء المحافظة.
وجاء التصعيد حيال الدروز بعد أكثر من شهر على أعمال عنف دامية في منطقة الساحل السوري قتل خلالها نحو 1700 شخص غالبيتهم العظمى من العلويين، سلطت الضوء على التحديات التي تواجهها إدارة الرئيس الانتقالي أحمد الشرع، في سعيها لتثبيت حكمها ورسم أطر العلاقة مع مختلف المكونات عقب إطاحة حكم الرئيس بشار الأسد في ديسمبر.
واستهدفت غارة اسرائيلية فجر أمس دمشق، تردد صداها في أنحاء العاصمة، وفق ما أفاد مراسلو فرانس برس وسكان.
وقال المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في منشور على منصّة إكس إنّ طائرات حربية أغارت على المنطقة المجاورة لقصر أحمد حسين الشرع في دمشق.
وعقب الغارة، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان مشترك مع وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس: هذه رسالة واضحة للنظام السوري. لن نسمح بنشر قوات جنوب دمشق أو بتهديد الطائفة الدرزية بأيّ شكل من الأشكال.
وأدانت الرئاسة السورية في بيان هذا القصف الذي قالت إنه طال القصر الرئاسي، معتبرة أنه يشكل تصعيدا خطيرا ضد مؤسسات الدولة وسيادتها. وأضافت أن هذا الهجوم المدان يعكس استمرار الحركات المتهورة التي تسعى لزعزعة الاستقرار وتفاقم الأزمات الأمنية، ويستهدف الأمن الوطني ووحدة الشعب السوري.
وأعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانتها بأشد العبارات الغارة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت محيط القصر الرئاسي في دمشق، مجددة رفضها القاطع للاعتداءات الإسرائيلية التي تستهدف سيادة الجمهورية العربية السورية الشقيقة وأمنها واستقرارها، وفقاً لبيان نشرته الخارجية في منصة إكس.
وأدانت الخارجية القطرية من جهتها الغارة التي اعتبرت أنها عدوان سافر على سيادة سوريا.
وشاهد مصور لفرانس برس إثر الغارة تعزيزات أمنية في طريقها من دمشق الى مرتفعات جبل قاسيون حيث القصر الرئاسي، فيما مُنع الصحفيون من التوجه الى المكان المستهدف.
وبعد اتفاقي تهدئة بين ممثلين عن الدروز ومسؤولين حكوميين، انتشرت قوات الأمن في صحنايا، وعززت من اجراءاتها الأمنية ليل الخميس في محيط جرمانا، حيث نص الاتفاق وفق السلطات على تسليم السلاح الثقيل بشكل فوري وزيادة انتشار قوات إدارة الأمن العام في المدينة.
وشاهد مصور لفرانس برس عند أطراف جرمانا في وقت متأخر الخميس تعزيزات أمنية انتشرت تباعا عند مداخل المدينة وتسلمت حواجز ونقاط تفتيش من مسلحين دروز، من دون أن يشاهد اي عمليات تسليم سلاح ثقيل.
وأفاد مسؤول المتابعة لأمن ريف دمشق محمّد حلاوة فرانس برس خلال إشرافه على التعزيزات العسكرية، بتشكيل طوق أمني حول المدينة للحفاظ عليها وعلى أهلها، مؤكدا إصدار توجيهات لعناصرنا وللإخوة الموجودين بعدم التعرض أو الإساءة لأي شخص كان. وأكد أن جميع السكان سيكونون تحت مظلة الدولة والقضاء.
في السويداء جنوبا، معقل دروز سوريا، أكدت المرجعيات الدينية والفصائل العسكرية إثر اجتماع موسع انها جزء لا يتجزأ من الوطن السوري الموحد، مضيفة: نرفض التقسيم أو الانسلاخ أو الانفصال.
وأرسلت السلطات، وفق المرصد، تعزيزات عسكرية للانتشار في محيط المحافظة، فيما أفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية «سانا» أمس بدء تفعيل إدارة الأمن العام في محافظة السويداء مع انتشار العناصر لحفظ الأمن وتعزيز استقرار المنطقة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك