في زمن تتسارع فيه وتيرة الحياة يشعر كثيرون حول العالم بأنهم يقضون معظم أوقاتهم في العمل، بينما لا تكفي عطلات نهاية الأسبوع للراحة أو إعادة شحن طاقتهم، لكن كيف تقارن ساعات عملك اليومية مع نظرائك في دول أخرى؟
تقرير صادر عن منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) يسلط الضوء على تفاوت عالمي لافت في عدد ساعات العمل السنوية.
تقوم المنظمة بحساب متوسط عدد ساعات العمل السنوية من خلال قسمة إجمالي عدد ساعات العمل الفعلية على عدد العاملين، مع استثناء فترات الإجازات الرسمية والمرضية والسنوية، وفقا لموقع StarsInsider.
وتكشف البيانات عن فجوات واسعة بين دول تتبنى نظم عمل مرنة وأخرى تعتمد على ساعات عمل طويلة.
وتصدرت المكسيك القائمة كأكثر دولة يعمل فيها الموظفون ساعات طويلة، بمتوسط سنوي بلغ 2257 ساعة، أي ما يعادل أكثر من 43 ساعة أسبوعيا.
وجاءت كوستاريكا في المرتبة الثانية بـ2179 ساعة، تليها كوريا الجنوبية بـ2024 ساعة.
كما برزت دول مثل روسيا (1980 ساعة) وبولندا (1895 ساعة) ضمن الأعلى عالمياً.
في المقابل، تصدّرت ألمانيا الدول الأقل من حيث ساعات العمل، بمتوسط سنوي لم يتجاوز 1356 ساعة، أي ما يعادل نحو 26 ساعة أسبوعيا فقط، وجاءت خلفها الدنمارك (1408 ساعات)، النرويج (1419 ساعة)، وهولندا (1433 ساعة)، وتميل معظم الدول الأوروبية الغربية إلى الحفاظ على توازن أفضل بين الحياة والعمل، مستفيدة من سياسات مرنة وإجازات طويلة.
وتراوحت بقية الدول بين هذين القطبين، حيث سجلت فرنسا (1514 ساعة)، السويد (1609 ساعات)، كندا (1695 ساعة)، واليابان (1710 ساعات)، بينما سجلت الولايات المتحدة نحو 1780 ساعة سنويا.
ويشير الخبراء إلى أن عدد ساعات العمل لا يعكس بالضرورة الإنتاجية أو جودة الحياة، فالدول التي تقل فيها ساعات العمل غالبا ما تتمتع بأنظمة اجتماعية متقدمة ومستويات عالية من الرفاه، بينما تعكس ساعات العمل الطويلة في بعض الدول تحديات اقتصادية أو ثقافية تتعلق بسوق العمل أو مستويات الدخل.
الرسالة الأبرز في هذا التقرير أن تقليل عدد ساعات العمل لا يعني تراجعا في الأداء، بل قد يرتبط بتحقيق توازن صحي ومستدام بين العمل والحياة الشخصية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك