إذا كان فريق المحرق قد أكد أنه أول السباقين للوصول إلى نهائي كأس ولي العهد (أغلى كؤوس الطائرة) بعد نسخة انتصارية ثانية على حساب منافسه فريق النجمة بثلاثية نظيفة، بانتظار المتأهل من المواجهة الفاصلة بين الأهلي ودار كليب، هذا الأخير هو الآخر نجح بامتياز في فرض مباراة حاسمة مقرر لها يوم 3 مايو الجاري، بعدما انتفض أمام الأهلي ورد اعتباره بفوز صريح قوامه ثلاثة أشواط بنفسجية نظيفة، أعاد بها التوازن من جديد إلى سلسلة نصف النهائي، وفتح باب الإثارة على مصراعيه.
في هذه المحطة نسلط الأضواء على الأسباب التي رجحت فوز فريقي دار كليب والمحرق، والعوامل التي أثرت على خسارة ممثلي العاصمة الأهلي والنجمة.
المحرق × النجمة 3-0
انتهت المواجهة بتفوق المحرق بثلاثة أشواط دون رد جاءت كالتالي: 25-19، 25-19، 25-18، وأدارها الدوليان منير مكي (حكم أول) وجعفر إبراهيم (حكم ثان).
هجوم شامل
لعب المحرق بأسلوب هجومي متنوع قاده قائده وصانع ألعابه محمود العافية من مختلف مراكز اللعب وبنسب مختلفة كان للاعبي الأطراف السويدي جاكوب لنك وناصر عنان وسيد هاشم سيد عيسى نصيب الأسد، إذ بدأ العافية في استعادة عافيته البدنية والفنية نسبيا وشكل دورا محوريا في توزيع وتنويع ألعابه مما كان لها الأثر في إرباك وتشتيت حائط صد النجمة.
ثبات في الأداء
خاض المحرق المباراة بتشكيل ثابت ضم محمود العافية وجاكوب لنك وناصر عنان وسيد هاشم سيد عيسى وعباس الخباز ومحمد عمر والمدافعين الحرين بدر محمد ناصر ومحمد شاكر، هذا التشكيل المستقر من شأنه منح تماسكا للخط الخلفي في التغطية والدفاع، وأريحية على مستوى الهجوم.
استقرار التشكيلة وتماسك الخط الخلفي في التغطية والدفاع أعطى أريحية للهجوم، فالفريق حافظ على توازن المستوى على مدار الأشواط الثلاثة دون فترات تراجع واضحة.
حائط الصد والإرسال
قدم المحرق أداء مميزا على مستوى انضباط الإرسال التكتيكي، وقلل من أخطائه، ووجهه إلى مراكز اختيارية تكتيكية ضغط به على استقبال المنافس.
وحائط الصد كان حاضرا وناجحا سوى من عمق مركز 3 بقيادة عباس الخباز ومحمد عمر أو على الأطراف لمواجهة ضاربي النجمة خاصة أطرافه.
استثمار تأخر النجمة
استغل المحرق تأخر النجمة في الدخول في أجواء المباراة، وفرض إيقاعه من البداية.
ولجأ المحرق إلى توظيف مثالي للتبديلات، إذ لم يحتج إلى تغييرات جذرية مما عكس جاهزية التشكيل الأساس الذي لعب به الأشواط الثلاثة.
أسباب خسارة النجمة
بدأ النجمة المباراة بحذر مفرط، وظهر مترددا في الهجوم، مما اضطر مدربه الكابتن مشعل تركي إلى إجراء تغييرات على مستوى التشكيل ابتداء من الشوط الثاني لإعادة فريقه إلى الأجواء، ورغم إيجابية هذا التغيير الذي انعكس على مردود الفريق إلا أنه لم يكن كافيا، إذ غابت عن النجمة الحلول الهجومية أمام صلابة حائط صد المحرق وخبرة لاعبيه في التعامل مع الضغط.
تراجع الحماسة
افتقد النجمة للروح القتالية خاصة بعد منتصف كل شوط جراء سيطرة المحرق على المقدمة مما ولد ضغطا نفسيا على ضاربي النجمة خاصة الشابين أحمد صادق وخالد سعود مما أفقدهما حسن التصرف وأوقعهما في مطبات هجومية.
خلاصة فنية
بثقة الكبار وخبرة البطولات، دخل المحرق مواجهة النجمة واضعا في اعتباره أهمية الحسم المبكر، ونجح في فرض سيطرته منذ النقطة الأولى، عبر الأداء المتماسك من كافة المراكز، جعل الفريق يتفوق في الهجوم والدفاع وحائط الصد، ليحسم الأشواط الثلاثة بذات الثبات.
على مستوى فريق النجمة الذي حاول مدربه الكابتن مشعل إنقاذ ما يمكن إنقاذه بإجراء تغييرات ابتداء من الشوط الثاني، انعكست على الأداء بشكل إيجابي، لكنها لم تكن كافية لإيقاف المحرق الذي تعامل بذكاء مع كل محاولة للعودة، لينهي اللقاء بأسلوب الكبار ويحجز مكانه في النهائي بثبات.
دار كليب × الأهلي 3-0
أنهى دار كليب المباراة لصالحه بثلاثية نظيفة 25-19، 26-24، 25-22، وأدارها الدوليان حسين الكعبي(حكم أول) وجعفر المعلم (حكم ثان).
عودة قوية
أظهر فريق دار كليب شراسة هجومية، خاصة من الأطراف الكرواتي توميسلاف ومحمود عبدالواحد ويوسف خالد، بتنوع في الضربات الهجومية والتكتيك الذي قاده صانع ألعابه المتميز علي حبيب، وشكل ثنائي مركز 3 حسن الورقاء وحسن عليوي ثنائيا قويا على مستوى حائط الصد، مما حرم الأهلي من بناء هجمات فعالة، والتدخلات الهجومية الخاطفة.
قراءة ممتازة
توقعنا أن يجري دار كليب تغييرا على تشكيله، ولكن الجهاز الفني بقيادة الكابتن يوسف عبد الواحد حافظ على قوام التركيبة، وحاول الاستفادة من خبرة فاضل عباس على مستوى حائط الصد خلال بعض المواقف الحاسمة.
فمدرب دار كليب أعد فريقه على الضغط منذ البداية، وهو ما ظهر من التقدم المبكر على مستوى النتيجة في الشوط الأول، وكانت هناك قراءة جيدة لتحركات الأهلي، ونجاح في إغلاق الزوايا المفتوحة.
صد معنوي
شكل الشوط الثاني موقفا مفصليا في المواجهة، وصب في صالح دار كليب، إذ كانت النتيجة معلقة حتى الرمق الأخير 24-24 عندما حسم عنيد دار كليب الشوط بحائط صد محكم أمام علي إبراهيم أبرز ضاربي النسور، هذا الصد كان له أثر معنوي كبير انعكس بظلاله على الشوط الثالث.
الحسم بأخطاء الخصم
الشوط الثالث انتهى لصالح دار كليب بخطأ هجومي من سيد محمد العبار عبر الكرة الهجومية التي أراد أن يحصل من ورائها ملامسة لحائط الصد غير أن ذلك لم يحصل بشهادة تقنية «الجلنج» ما يدل على ضغط نفسي عال تعرض له لاعبو الأهلي.
لماذا خسر الأهلي؟
يمكن الإشارة إلى أن الأهلي يعاني من شتات ذهني وضغط، وقلنا في غير هذا المكان: إذا كان الفريق قد عاد في نصف النهائي الأول ليقلب المعطيات لصالحه، غير أنه ليس في كل مرة تسلم الجرة.
خطأ الإرسال والثبات الذهني
وبغض النظر عن كثرة وقلة الإرسالات الضائعة من الأهلي، إلا أنها ارتكبت في أوقات حاسمة ومهمة، ورغم وجود فترات تفوق مؤقتة للأهلي، إلا أن غياب الحماسة والتركيز تسبب في خسارة الأشواط.
الهجوم والإعداد
الشوط الأول فتح شهية دار كليب الذي استفاد من غياب فاعلية الأهلي الهجومية، باستثناء حضور علي إبراهيم، ولم يكن صانع ألعابه حسين منصور موفقا في أكثر من كرة خاصة من مركز 3 التي اضطر الأهلي إلى إعطائها هدايا مجانية.
رسالة قوية
دار كليب أرسل رسالة قوية بعد فوزه على الأهلي، وأثبت أن خسارته الأولى كانت مجرد كبوة، المواجهة الثالثة القادمة لن تنقسم على اثنين، ولن تعرف (يمه ارحميني).
خلاصة فنية
دار كليب ينتفض ويحرج الأهلي، فزملاء محمود عبد الواحد كانوا على الموعد في المباراة، إذ دخلوا برغبة واضحة في التعويض، فقدموا أداء صلبا ومتماسكا، خصوصا من لاعبي الأطراف الذين تفوقوا هجوميا بشكل لافت. وكان لحائط الصد دور محوري بقيادة حسن الورقاء وحسن عليوي في إبطال مفعول مفاتيح لعب الأهلي.
على الجانب الآخر، لم يظهر الأهلي بروحه المعتادة، وافتقد للتركيز في الإرسال والتنفيذ الهجومي، باستثناء محاولات فردية من علي إبراهيم، وشوط المباراة الثاني كان الأكثر ندية، لكنه انتهى بخبرة دار كليب، الذي عرف كيف يحسم النقاط الحاسمة.
صراع بطاقة النهائي الثانية يشتعل بهذه النتائج، فإذا كان المحرق قد تأهل مباشرة إلى النهائي، فيما يشتعل الصراع على البطاقة الثانية بين الأهلي ودار كليب في اللقاء الفاصل المرتقب يوم 3 مايو، الأهلي سيبحث عن استعادة شخصيته، بينما يدخل دار كليب بثقة دفعته الأخيرة وروح قتالية مرتفعة قد تقلب الموازين.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك