العدد : ١٧٢٠٦ - الجمعة ٠٢ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٤ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢٠٦ - الجمعة ٠٢ مايو ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٤ ذو القعدة ١٤٤٦هـ

مقالات

إلى روح الفقيد عبدالعزيز بوحجي

الفقيد الراحل عبدالعزيز بوحجي.

الأربعاء ٣٠ أبريل ٢٠٢٥ - 02:00

الحمد‭ ‬لله‭ ‬الذي‭ ‬أنعم‭ ‬علينا‭ ‬بنعمة‭ ‬الإيمان‭ ‬والصبر‭ ‬على‭ ‬قضائه‭ ‬والرضا‭ ‬بحكمه‭ ‬والإخلاص‭ ‬في‭ ‬التوكل‭ ‬عليه،‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى،‭ ‬وأن‭ ‬نؤمن‭ ‬بما‭ ‬قدّره‭ ‬لنا‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحياة،‭ ‬ولكل‭ ‬إنسان‭ ‬ما‭ ‬سعى‭. ‬فقد‭ ‬خلقنا‭ ‬الله‭ ‬للعمل‭ ‬والعبادة‭ ‬وأن‭ ‬يتجلى‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬ترك‭ ‬أثر‭ ‬طيب‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬الحياة‭ ‬حتى‭ ‬يرضي‭ ‬الله‭ ‬عنا،‭ ‬ومن‭ ‬رضي‭ ‬الله‭ ‬عنه،‭ ‬رضي‭ ‬عنه‭ ‬عباده‭.‬

أقول‭ ‬هذه‭ ‬الكلمات،‭ ‬بعد‭ ‬رحيل‭ ‬أخونا‭ ‬الكبير‭ ‬وفقيد‭ ‬البحرين‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬بن‭ ‬محمد‭ ‬بوحجي‭ ‬‮«‬أبو‭ ‬محمد‮»‬‭ ‬والذي‭ ‬عبرت‭ ‬البحرين‭ ‬بكل‭ ‬فئاتها‭ ‬عن‭ ‬حبها‭ ‬لذلك‭ ‬الرجل‭ ‬الطيب‭ ‬في‭ ‬أخلاقه،‭ ‬الرائع‭ ‬في‭ ‬صفاته‭. ‬وهذا‭ ‬الأمر‭ ‬من‭ ‬الشواهد‭ ‬على‭ ‬حب‭ ‬الله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭. ‬ففي‭ ‬الحديث‭ ‬الشريف‭ (‬إن‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬إذا‭ ‬أحب‭ ‬عبداً،‭ ‬دعا‭ ‬جبريل‭ ‬فقال‭: ‬إني‭ ‬أحب‭ ‬فلانًا‭ ‬فأحببه،‭ ‬فيحبه‭ ‬جبريل،‭ ‬ثم‭ ‬ينادي‭ ‬في‭ ‬السماء‭ ‬فيقول‭: ‬إن‭ ‬الله‭ ‬يحب‭ ‬فلانًا‭ ‬فأحبوه،‭ ‬فيحبه‭ ‬أهل‭ ‬السماء،‭ ‬ثم‭ ‬يوضع‭ ‬له‭ ‬القبول‭ ‬في‭ ‬الأرض‭).‬

أخي‭ ‬وقدوتي‭ ‬في‭ ‬الحياة‭.. ‬إن‭ ‬ألم‭ ‬فقدك‭ ‬يحيرني‭: ‬هل‭ ‬أرثيك‭ ‬أم‭ ‬أرثي‭ ‬نفسي؟‭ ‬فقد‭ ‬عشت‭ ‬معك‭ ‬عمري‭ ‬كله،‭ ‬ورأيت‭ ‬فيك‭ ‬الرجل‭ ‬الذي‭ ‬يملك‭ ‬كل‭ ‬الخصال‭ ‬والمعنى‭ ‬الحقيقي‭ ‬للرجولة‭. ‬رأيتك‭ ‬في‭ ‬أصعب‭ ‬المواقف‭ ‬وأشدها‭ ‬قسوة‭ ‬على‭ ‬الانسان،‭ ‬صابرا‭ ‬ومحتسبا‭ ‬ومبتسما‭. ‬تعلمت‭ ‬منك‭ ‬أن‭ ‬الحياة‭ ‬تمضي‭ ‬بيسر،‭ ‬حين‭ ‬تدرك‭ ‬أن‭ ‬الله‭ ‬مٌيسر‭ ‬الأمور‭.. ‬كنت‭ ‬إنسانا‭ ‬بمعنى‭ ‬الكلمة،‭ ‬تنشر‭ ‬الايجابية‭ ‬أينما‭ ‬حللت،‭ ‬صادقا‭ ‬مع‭ ‬نفسك‭ ‬والآخرين،‮ ‬صراحتك‭ ‬التي‭ ‬يتقبلها‭ ‬الكل‭ ‬بحب،‭ ‬لأنك‭ ‬تحبهم‭ ‬بصدق‭.‬

فحين‭ ‬نقول‭ ‬عنك‭ ‬طيبا،‭ ‬فأنت‭ ‬في‭ ‬قمة‭ ‬الطيبة،‭ ‬وحين‭ ‬نقول‭ ‬عنك‭ ‬مخلصا،‭ ‬فأنت‭ ‬في‭ ‬قمة‭ ‬الإخلاص‭. ‬حتى‭ ‬في‭ ‬غضبك،‭ ‬كنت‭ ‬حكيما‭ ‬ومبتسما‭. ‬علمتنا‭ ‬أن‭ ‬الانسان‭ ‬بعطائه‭ ‬الصادق،‭ ‬يكتسب‭ ‬محبة‭ ‬الناس‭ ‬واحترامهم‭.‬

أخي‭ ‬الكبير‭ ‬بو‭ ‬محمد‭.. ‬كانت‭ ‬رؤيتك‭ ‬واضحة‭ ‬في‭ ‬الحياة،‭ ‬مؤمنا‭ ‬أن‭ ‬السعادة‭ ‬في‭ ‬الحياة،‭ ‬لا‭ ‬تتحقق‭ ‬بالرضا‭ ‬والهناء‭ ‬الشخصي‭ ‬فقط،‭ ‬وإنما‭ ‬بخدمة‭ ‬الناس‭ ‬والتأثير‭ ‬الإيجابي‭ ‬فيهم‭. ‬عملت‭ ‬طوال‭ ‬حياتك‭ ‬على‭ ‬مخافة‭ ‬الله‭ ‬واحترام‭ ‬الآخرين،‭ ‬ورحلت‭ ‬عن‭ ‬عالمنا‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬تترك‭ ‬أي‭ ‬خلافات‭ ‬شخصية،‭ ‬بل‭ ‬رصيدا‭ ‬وافرا‭ ‬من‭ ‬حب‭ ‬واحترام‭ ‬الناس،‭ ‬لأنك‭ ‬كنت‭ ‬صادقا‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مفاصل‭ ‬الحياة‭.‬

ستفتقدك‭ ‬البحرين،‭ ‬يا‭ ‬ناشر‭ ‬الحب‭ ‬والسعادة‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬صباح،‭ ‬فأنت‭ ‬صوت‭ ‬الأمن‭ ‬والأمان‭ ‬بروحك‭ ‬الجميلة‭ ‬التي‭ ‬تجدد‭ ‬صباحنا‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬يوم‭. ‬هذه‭ ‬الروح‭ ‬لم‭ ‬تفارقك‭ ‬وأنت‭ ‬على‭ ‬فراش‭ ‬المرض،‭ ‬حيث‭ ‬ظلت‭ ‬روحك‭ ‬الايجابية‭ ‬حاضرة‭ ‬ولم‭ ‬يشعر‭ ‬أحد‭ ‬بمعاناتك‭ ‬من‭ ‬آلام‭ ‬المرض‭.‬

ولروحك‭ ‬الطاهرة‭ ‬أقول‭: ‬إنك‭ ‬علمتني‭ ‬الكثير‭ ‬في‭ ‬مسيرة‭ ‬حياتي‭ ‬الخاصة‭ ‬والعملية،‭ ‬فأنت‭ ‬من‭ ‬وضعتني‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬حياتي‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬التوعية‭ ‬والتثقيف‭ ‬الأمني،‭ ‬ولم‭ ‬تبخل‭ ‬علي‭ ‬بالنصح‭ ‬والارشاد‭ ‬والتوجيه‭ ‬لأنك‭ ‬وثقت‭ ‬في‭ ‬إمكانياتي‭. ‬وإذا‭ ‬كنت‭ ‬قد‭ ‬رحلت‭ ‬عنا،‭ ‬فإننا‭ ‬سنشتاق‭ ‬إليك‭ ‬وإلى‭ ‬ضحكاتك‭ ‬وحديثك،‭ ‬الذي‭ ‬عشنا‭ ‬معه‭ ‬أجمل‭ ‬اللحظات‭ ‬والأيام‭ ‬والمواقف‭.. ‬ستبقى‭ ‬في‭ ‬القلب‭ ‬والعقل،‭ ‬وعلما‭ ‬من‭ ‬أعلام‭ ‬البحرين،‭ ‬وتظل‭ ‬رسالتك‭ ‬في‭ ‬حب‭ ‬الوطن،‮ ‬الذي‭ ‬أحبك‭ ‬وأحببته،‭ ‬مضيئة‭ ‬للأجيال‭. ‬وإن‭ ‬أصعب‭ ‬لحظات‭ ‬العمر‭ ‬أن‭ ‬يغادر‭ ‬من‭ ‬نحبهم‭ ‬بدون‭ ‬وداع‭. ‬رحم‭ ‬الله‭ ‬عبدالعزيز‭ ‬بوحجي‭ ‬وأسكنه‭ ‬فسيح‭ ‬جناته‭.‬

‮ ‬

بقلم‭: ‬اللواء‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬دينه

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا