غزة – الوكالات: ندّدت منظمة العفو الدولية أمس بـإبادة جماعية ترتكبها إسرائيل «على الهواء مباشرة» في غزة حيث وقع الفلسطينيون في براثن اليأس بفعل العدوان وحرمانهم من المساعدات الإنسانية.
وأكّدت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من جهتها أن رفض إسرائيل إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع «يقتل بصمت» الأطفال والمرضى في المقام الأوّل.
«يتفرّج العالم على شاشاته على إبادة جماعية على الهواء مباشرة»، وفق ما كتبت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية أنييسس كالامار في توطئة التقرير السنوي في مجال حقوق الإنسان الذي أصدرته هذه الهيئة غير الحكومية أمس.
وتابعت كالامار «لقد تفرّجت الدول، كما لو أنّها عاجزة تماما، على إسرائيل وهي تقتل آلاف الفلسطينيات والفلسطينيين، وترتكب مجازر بحقّ عائلات بأكملها من عدة أجيال، وتدمّر المنازل وسبل العيش والمستشفيات والمؤسسات التعليمية».
وجدّدت منظمة العفو الدولية اتهام إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في حقّ الفلسطينيين في غزة، في الشقّ المخصّص للشرق الأوسط من تقريرها الشامل. وقد سبق لها أن وجّهت في نهاية 2024 الاتّهام نفسه لإسرائيل.
وتطرّق التقرير إلى جرائم قتل وانتهاكات جسيمة للسلامة الجسدية أو النفسية للمدنيين والتهجير والاختفاء القسريين وفرض متعمّد لظروف معيشية تهدف إلى التسبّب في التدمير الجسدي للأشخاص.
وقالت جولييت توما الناطقة باسم الأونروا في إحاطة عبر الإنترنت إن حصار غزة يقتل بصمت. وتابعت أن «أطفال غزة ينامون وهم يتضوّرون جوعا. ويعجز المرضى والجرحى عن تلقّي الرعاية الطبية بسبب النقص» في الرعاية الطبية بعد استهداف المستشفيات.
وندّدت توما بـ«تفشّي الجوع واليأس، في حين تستخدم آليات المساعدة الغذائية والإنسانية كسلاح. وقد أمست غزة أرضَ قُنوط».
وأكّد المفوّض العام للأونروا فيليب لازاريني من جهته أن أكثر من 50 موظفا من الوكالة التي حظرت إسرائيل أنشطتها داخلها، بينهم معلّمون وأطباء وعاملون اجتماعيون، احتجزتهم السلطات الإسرائيلية وعوملوا بطرق هي الأشدّ ترويعا وأبعد ما تكون عن المعاملة الإنسانية، وأفادوا بأنهم تعرضوا للضرب واستخدموا كدروع بشرية. وتمّ الإفراج عنهم جميعا.
وارتفعت الحصيلة الإجمالية للشهداء في قطاع غزة منذ اندلاع العدوان في أكتوبر 2023 إلى 52365 شهيدا على الأقل، أغلبهم من المدنيين، وفقا لأرقام وزارة الصحة بغزة التي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.
وأمس، أفاد الدفاع المدني الفلسطيني بسقوط سبعة شهداء في غارات إسرائيلية، من بينهم أربعة في غارة استهدفت خيمة للنازحين في خان يونس، في جنوب القطاع.
وقالت وداد فوجو وهي تبكي وفاة أحد أقربائها «ما أريده هو أن أضع رأسي على المخدّة وأنام وليس أن أضطر إلى جمع الأشلاء» البشرية.
وأشار تقرير منظمة العفو الدولية إلى أن حوالي 1,9 مليون فلسطيني في غزة، أي نحو 90% من سكان القطاع، نزحوا منذ اندلاع الحرب، متّهما إسرائيل بالتسبب بكارثة إنسانية غير مشهودة بقصد محدّد.
وقالت هبة مرايف، مديرة مكتب منظمة العفو الدولية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، خلال إحاطة إعلامية إن «غزة اختبار للعدالة الدولية واختبار لإنسانيتنا».
والاثنين، افتتحت محكمة العدل الدولية في لاهاي أسبوعا من جلسات الاستماع المخصصة لالتزامات إسرائيل الإنسانية تجاه الفلسطينيين.
وقال الممثّل الفلسطيني إن إسرائيل تستخدم منع وصول المساعدات الإنسانية إلى الفلسطينيين في غزة «كسلاح حرب».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك