وقت مستقطع

علي ميرزا
احذروا الانهزاميين
} ليس كل من يصرح أو يردد، سواء كان لاعبا أو مدربا، بأنه يكره الخسارة يؤخذ كلامه على محمل الجد، ونصدقه من الوهلة الأولى، إذ هناك كثير ممن يرددون هذا القول، غير أنهم في واقع الأمر يحملون بداخلهم روحا انهزامية، وشخصياتهم تكشف عن ذلك من خلال تصرفاتهم، وردود أفعالهم أثناء المباريات، ففاقد الشيء لا يمكن أن يعطيه، ومن لا يمتلك عقلية الانتصار فلن يستطيع أن يترجم ذلك على أرض الواقع.
} هناك أشخاص قد تزيد أو تنقص، نعرف معظمهم بأشكالهم، يتابعون منافسات الكرة الطائرة المحلية بشغف، خصوصا فرقهم المفضلة، هم أناس عاديون وبسطاء، قد يكافح بعضهم بطريقة أو بأخرى ليكسب قوت يومه وقوت عياله، ورغم ذلك لا يترددون في التضحية بوقتهم وجهدهم وحتى بلقمة عيشهم من أجل دعم أنديتهم، تجدهم حاضرين في المدرجات بكل وفاء، يشجعون ويؤازرون، وفي المقابل يصدمهم أداء بعض اللاعبين الذين يفتقرون لأدنى درجات المسؤولية، دون أن يحاسبوا أو يواجهوا من قبل المسؤولين في أنديتهم، وكأن ما يحدث لا يعني أحدا.
} رغم خسارة الأهلي لمباراة النهائي الثالث من دوري عيسى بن راشد للكرة الطائرة، إلا أن بعض الجماهير القليلة التي أستطلع رأيها بعد المباراة أبدت ارتياحها من الأداء الذي قدمه لاعبو الفريق، وجددت الثقة فيهم، وهذه بطبيعة الحال ردة فعل إيجابية وتنم عن وعي بطبيعة المنافسات الرياضية، ومن شأن هذه التصريحات أنها تشحن بطارية اللاعبين، وتجعلهم أكثر مسؤولية خلال المناسبات التنافسية القادمة.
وبعد تتويج لاعبي الأهلي بميداليات المركز الثاني، قابلهم جمهور المحرق بالتحية والتصفيق (برافو) قمة الوعي والروح الرياضية، فإذا كان لاعبو الفريقين قد أطربوا في الملعب، فجماهيرهما لم تكن أقل درجة، فقد أطربوا هم الآخرون في المدرجات بأخلاقهم والتزامهم قبل أهازيجهم، وكانوا أحد نجوم النهائيات الثلاثة.
} قمة المأساة أن تقف بعض المجالس الإدارية في الأندية موقف المتفرج، عاجزة عن تكريم فرقها التي اجتهدت وكافحت وحققت إنجازات وألقابا مستحقة، والسبب المؤلم يعود إلى ضيق ذات اليد وضعف الإمكانات، العين بصيرة واليد قصيرة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك