العدد : ١٧٢٠٢ - الاثنين ٢٨ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ٣٠ شوّال ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢٠٢ - الاثنين ٢٨ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ٣٠ شوّال ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

الشراكة الاستراتيجية بين الهند ودول الخليج العربي

بقلم: د. أشرف محمد كشك {

الاثنين ٢٨ أبريل ٢٠٢٥ - 02:00

أولت‭ ‬الهند‭ ‬ما‭ ‬أسمته‭ ‬‮«‬الاتجاه‭ ‬غربا‮»‬‭ ‬أي‭ ‬نحو‭  ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬اهتماما‭ ‬كبيرا‭ ‬وخاصة‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬العشر‭ ‬الأخيرة‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2014‭ ‬،‭ ‬ذلك‭ ‬الاهتمام‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬وتيرته‭ ‬بطيئة‭ ‬في‭ ‬بدايتها‭ ‬منذ‭ ‬أن‭ ‬أسس‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2005‭ ‬مانموهان‭ ‬سينغ‭(‬رئيس‭ ‬وزراء‭ ‬الهند‭ ‬آنذاك‭) ‬ولكن‭ ‬تلك‭ ‬السياسة‭ ‬الآن‭ ‬أضحت‭ ‬تقترب‭ ‬من‭ ‬مستوى‭ ‬اهتمام‭ ‬الهند‭ ‬ذاته‭ ‬بعلاقاتها‭ ‬بشرق‭ ‬آسيا‭ ‬،‭ ‬وربما‭ ‬أن‭ ‬عقد‭ ‬من‭ ‬الزمان‭ ‬أو‭ ‬أكثر‭ ‬ليس‭ ‬كافياً‭ ‬لتقييم‭ ‬تلك‭ ‬العلاقة‭ ‬ولكن‭ ‬الأمر‭ ‬المؤكد‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬مؤشرات‭ ‬مهمة‭ ‬لتطور‭ ‬الشراكة‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬بين‭ ‬الهند‭ ‬ودول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬ومن‭ ‬ذلك‭ ‬أنها‭ ‬تسير‭ ‬في‭ ‬اتجاهين‭ ‬متوازيين‭ ‬الأول‭: ‬بشكل‭ ‬جماعي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭ ‬والهند‭ ‬ومن‭ ‬ذلك‭ ‬انعقاد‭ ‬الحوار‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬الأول‭ ‬بين‭ ‬الجانبين‭ ‬في‭ ‬سبتمبر‭ ‬2024‭ ‬،‭ ‬والثاني‭: ‬بشكل‭ ‬ثنائي‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حرص‭ ‬الجانبين‭ ‬على‭ ‬استمرار‭ ‬الزيارات‭ ‬رفيعة‭ ‬المستوى‭ ‬وكان‭ ‬آخرها‭ ‬الزيارة‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الهندي‭ ‬ناريندرا‭ ‬مودي‭ ‬للمملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬ولقائه‭ ‬سمو‭ ‬الأمير‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬سلمان‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬السعودي‭ ‬في‭ ‬22‭ ‬أبريل‭ ‬2025‭  ‬وتعد‭ ‬الزيارة‭ ‬الثالثة‭ ‬لرئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الهندي‭ ‬للمملكة‭ ‬خلال‭ ‬9‭ ‬سنوات‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬الزيارتان‭ ‬السابقتان‭ ‬عامي‭ ‬2016‭ ‬و2019،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬الزيارات‭ ‬المتبادلة‭ ‬بين‭ ‬مسؤولي‭ ‬الهند‭ ‬ونظرائهم‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬خلال‭ ‬العقد‭ ‬الأخير‭ ‬والتي‭ ‬أسفرت‭ ‬عن‭ ‬توقيع‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬مذكرات‭ ‬التفاهم‭ ‬والاتفاقيات‭ ‬الثنائية‭ ‬في‭ ‬عديد‭ ‬من‭ ‬مجالات‭ ‬التعاون‭ ‬المشترك‭ ‬بين‭ ‬الجانبين‭.‬

ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬الشراكات‭ ‬الناجحة‭ ‬لا‭ ‬تأتي‭ ‬من‭ ‬فراغ‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬منطلقات‭ ‬تاريخية‭ ‬واعتبارات‭ ‬مصلحية‭ ‬وآفاق‭ ‬مستقبلية،‭ ‬فإذا‭ ‬عدنا‭ ‬إلى‭ ‬التاريخ‭ ‬سريعا‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬منطقة‭ ‬المحيط‭ ‬الهندي‭ ‬كانت‭ ‬نموذجا‭ ‬لتبادل‭ ‬تجاري‭ ‬بين‭ ‬شعوب‭ ‬مختلفة،‭ ‬إذ‭ ‬اتسمت‭ ‬بقوة‭ ‬وتنوع‭ ‬اقتصادها‭ ‬حيث‭ ‬لعب‭ ‬المحيط‭ ‬الهندي‭ ‬دوراً‭ ‬رئيسياً‭ ‬في‭ ‬مرور‭ ‬السلع‭ ‬إلى‭ ‬أوروبا‭ ‬وكذلك‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تضمنه‭ ‬أحد‭ ‬المؤلفات‭ ‬المهمة‭ ‬‮«‬كتاب‭ ‬تجارة‭ ‬المحيط‭ ‬الهندي‭ ‬في‭ ‬عصر‭ ‬السيادة‭ ‬الإسلامية‭ ‬للدكتور‭ ‬شوقي‭ ‬عبد‭ ‬القوي‭ ‬عثمان‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬عالم‭ ‬المعرفة‭ ‬بدولة‭ ‬الكويت‭ ‬عام‭ ‬1990‮»‬‭ ‬إذ‭ ‬يقول‭ ‬أيضاً‭ ‬في‭ ‬مؤلفه‭: ‬‮«‬‭ ‬كانت‭ ‬الرحلات‭  ‬العربية‭ ‬إلى‭ ‬الهند‭ ‬ممكنة‭ ‬مرتين‭ ‬أو‭ ‬أكثر‭ ‬خلال‭ ‬العام،‭ ‬وقد‭ ‬لعب‭ ‬المحيط‭ ‬الهندي‭ ‬دورا‭ ‬رئيسياً‭ ‬في‭ ‬مرور‭ ‬السلع‭ ‬إلى‭ ‬أوروبا‭ ‬وكذلك‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬وبالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الموقع‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬للهند‭ ‬على‭ ‬طرق‭ ‬التجارة‭ ‬في‭ ‬المحيط‭ ‬الهندي‭ ‬فكانت‭ ‬سياسة‭ ‬حسن‭ ‬معاملة‭ ‬الهند‭ ‬للتجار‭ ‬من‭ ‬أسباب‭ ‬الازدهار‭ ‬التجاري‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة‮»‬،‭ ‬وهي‭ ‬كلمات‭ ‬ذو‭ ‬دلالة‭ ‬وتعكس‭ ‬أهمية‭ ‬التجارة‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬التعايش‭ ‬بين‭ ‬الشعوب‭ ‬وتقدم‭ ‬علاقات‭ ‬الهند‭ ‬ودول‭ ‬الخليج‭ ‬نموذجاً‭ ‬مهماً‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن،‭ ‬أما‭ ‬الاعتبارات‭ ‬المصلحية‭ ‬وهي‭ ‬عديدة‭ ‬ولكن‭ ‬يمكن‭ ‬تحديد‭ ‬ثلاث‭ ‬أولويات‭ ‬للهند‭ ‬كانت‭ ‬محددات‭ ‬لتلك‭ ‬السياسة‭ ‬أولها‭: ‬قضية‭ ‬أمن‭ ‬الطاقة‭ ‬وحرص‭ ‬الهند‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬شراكاتها‭ ‬مع‭  ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬حيث‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬ومن‭ ‬بينها‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬لتأمين‭ ‬ثلثي‭ ‬احتياجاتها‭ ‬من‭ ‬الطاقة‭ ‬ولعل‭ ‬الأمر‭ ‬اللافت‭ ‬للانتباه‭ ‬هو‭ ‬استمرار‭ ‬زيادة‭ ‬معدلات‭ ‬استهلاك‭ ‬الهند‭ ‬للطاقة‭ ‬وكان‭ ‬آخرها‭ ‬خلال‭ ‬الأشهر‭ ‬المنقضية‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬الحالي‭ ‬2025،‭ ‬وثانيها‭: ‬أن‭ ‬الهند‭ ‬هي‭ ‬إحدى‭ ‬القوى‭ ‬الصاعدة‭ ‬في‭ ‬النظام‭ ‬العالمي‭ ‬ومنطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬كانت‭ ‬دوماً‭ ‬محلاً‭ ‬لتنافس‭ ‬تلك‭ ‬القوى‭ ‬والتي‭ ‬أعلنت‭ ‬مبادرات‭ ‬عديدة‭ ‬كانت‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬جزءا‭ ‬منها‭ ‬مبادرة‭ ‬الصين‭ ‬‮«‬الحزام‭ ‬والطريق‭ ‬عام‭ ‬2013‮»‬‭ ‬ومشروع‭ ‬‮«‬الممر‭ ‬الاقتصادي‭ ‬بين‭ ‬الهند‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وأوروبا‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬إعلان‭ ‬خلال‭ ‬قمة‭ ‬مجمـوعة‭ ‬العشـرين‭ ‬في‭ ‬نيودلهي‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬وثالثها‭: ‬المصالح‭ ‬الحيوية‭ ‬للهند‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬والتي‭ ‬تستضيف‭ ‬جالية‭ ‬هندية‭ ‬تتجاوز‭ ‬9‭ ‬ملايين‭ ‬عامل‭ ‬تقترب‭ ‬تحويلاتهم‭ ‬السنوية‭ ‬من‭ ‬90‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬وتعد‭ ‬مصدراً‭ ‬مهماً‭ ‬من‭ ‬مصادر‭ ‬الدخل‭ ‬القومي‭ ‬للهند‭.‬

ومع‭ ‬أهمية‭ ‬أسس‭ ‬ومضامين‭ ‬تلك‭ ‬الشراكة‭ ‬وأن‭ ‬‮«‬تعاون‭ ‬الجانبين‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬الاقتصادية‭ ‬العالمية،‭ ‬مثل‭ ‬الأزمات‭ ‬المناخية‭ ‬والأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬سيكون‭ ‬أساساً‭ ‬لتحقيق‭ ‬استدامة‭ ‬اقتصادية‭ ‬واجتماعية‭ ‬في‭ ‬المستقبل‮»‬‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬وصف‭ ‬السيد‭ ‬جاسم‭ ‬محمد‭ ‬البديوي،‭ ‬الأمين‭ ‬العام‭ ‬لمجلس‭ ‬التعاون‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية‭ ‬خلال‭ ‬افتتاح‭ ‬حوار‭ ‬كوتشي‭ ‬2025،‭ ‬والذي‭ ‬كان‭ ‬بعنوان‭ ‬‮«‬سياسة‭ ‬الهند‭ ‬نحو‭ ‬غرب‭ ‬آسيا،‭ ‬الشعب‭ ‬والازدهار‮»‬‭ ‬في‭ ‬السادس‭ ‬عشر‭ ‬من‭ ‬يناير‭ ‬2025‭ ‬فإن‭ ‬هناك‭ ‬أهمية‭ ‬لتحديد‭ ‬أولويات‭ ‬خلال‭ ‬مسار‭ ‬تلك‭ ‬الشراكة‭ ‬أخذاً‭ ‬في‭ ‬الاعتبار‭ ‬التنافس‭ ‬الدولي‭ ‬تجاه‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬وفي‭ ‬تقديري‭ ‬أن‭ ‬الأولوية‭ ‬الأولى‭ ‬هي‭ ‬مواجهة‭ ‬تهديدات‭ ‬الأمن‭ ‬البحري‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬لكون‭ ‬الممرات‭ ‬المائية‭ ‬هي‭ ‬شرايين‭ ‬التجارة‭ ‬العالمية‭ ‬ولكنها‭ ‬وسيلة‭ ‬نقل‭ ‬الطاقة‭ ‬من‭ ‬مناطق‭ ‬الإنتاج‭ ‬إلى‭ ‬مستهلكيها‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬آسيا‭ ‬وفي‭ ‬مقدمتهم‭ ‬الهند،‭ ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬الهند‭ ‬قد‭ ‬أولت‭ ‬اهتماماً‭ ‬كبيراً‭ ‬بتلك‭ ‬القضية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تكرار‭ ‬زيارات‭ ‬السفن‭ ‬الهندية‭ ‬لموانئ‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي،‭ ‬وإجراء‭ ‬بعض‭ ‬تمارين‭ ‬مشتركة‭ ‬بين‭ ‬القوات‭ ‬البحرية‭ ‬الهندية‭ ‬ونظيرتها‭ ‬الخليجية‭ ‬فإن‭ ‬ثمة‭ ‬تحديات‭ ‬أخرى‭ ‬يمكن‭ ‬التعاون‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬بين‭ ‬الهند‭ ‬ودول‭ ‬الخليج‭ ‬وهي‭ ‬كيفية‭ ‬توظيف‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬لمواجهة‭ ‬تهديدات‭ ‬الأمن‭ ‬البحري،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬التمرينات‭ ‬المشتركة‭ ‬بشأن‭ ‬مواجهة‭ ‬الكوارث‭ ‬البحرية‭ ‬وللهند‭ ‬تجربة‭ ‬مهمة‭ ‬في‭ ‬مكافحة‭ ‬القرصنة‭ ‬في‭ ‬بحر‭ ‬العرب‭ ‬وكذلك‭ ‬قبالة‭ ‬سواحل‭ ‬الصومال‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬القيام‭ ‬بحوالي‭ ‬250‭ ‬عملية‭ ‬تفتيش‭ ‬للسفن‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المنطقة،‭ ‬بينما‭ ‬تتمثل‭ ‬الأولوية‭ ‬الثانية‭ ‬في‭ ‬قضية‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي‭ ‬والتغير‭ ‬المناخي،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬الهند‭ ‬هي‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أكبر‭ ‬ثلاثة‭ ‬منتجين‭ ‬للقمح‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬،‭ ‬وأخيراً‭ ‬تعزيز‭ ‬الاستثمارات‭ ‬المتبادلة‭ ‬وتذليل‭ ‬العقبات‭ ‬أمام‭ ‬المستثمرين‭ ‬في‭ ‬الجانبين‭ ‬بالنظر‭ ‬لأهمية‭ ‬الاستثمارات‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلى‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬بتنفيذ‭ ‬خطط‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬وجوهرها‭ ‬تنويع‭ ‬مصادر‭ ‬الدخل‭ ‬وهو‭ ‬هدف‭ ‬استراتيجي‭ ‬للهند‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬ذاته‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬يعزز‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬مفاوضات‭ ‬التجارة‭ ‬الحرة‭ ‬بين‭ ‬الهند‭ ‬ودول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن‭.  ‬

‭ ‬وفي‭ ‬تقديري‭ ‬أن‭ ‬الشراكات‭ ‬الناجحة‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تتضمن‭ ‬مسارات‭ ‬رسمية‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬للقوة‭ ‬الناعمة‭ ‬دورها‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬العلاقات‭ ‬الثقافية‭ ‬والتعليمية‭ ‬التي‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬التواصل‭ ‬المجتمعي‭ ‬لترجمة‭ ‬الأبعاد‭ ‬التاريخية‭ ‬والجغرافية‭ ‬إلى‭ ‬واقع‭ ‬ملموس،‭ ‬ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬مأسسة‭ ‬تلك‭ ‬الشراكة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حوار‭ ‬منتظم‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬تحديد‭ ‬الأولويات‭ ‬والتي‭ ‬تؤسس‭ ‬على‭ ‬احتياجات‭ ‬الطرفين‭ ‬بل‭ ‬ووضع‭ ‬أطر‭ ‬زمنية‭ ‬لتنفيذ‭ ‬تلك‭ ‬الأهداف‭.‬

إن‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬والتي‭ ‬استطاعت‭ ‬تأسيس‭ ‬عدة‭ ‬شراكات‭ ‬دولية‭ ‬ذات‭ ‬مضامين‭ ‬مختلفة‭ ‬ترى‭ ‬في‭ ‬الهند‭ ‬شريكاً‭ ‬مهماً‭ ‬على‭ ‬الصعد‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والتجارية‭ ‬انطلاقاً‭ ‬من‭ ‬عوامل‭ ‬عديدة‭ ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬حالة‭ ‬التنافس‭ ‬الدولي‭ ‬تجاه‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬بالنظر‭ ‬لاستمرار‭ ‬أهميتها‭ ‬النفطية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬موقعها‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬المهم‭ ‬فإنها‭ ‬تسعى‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬مفهوم‭ ‬‮«‬القيمة‭ ‬المضافة‮»‬‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الشراكات‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تغير‭ ‬مفهوم‭ ‬الأمن،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬تحقيق‭ ‬المصالح‭ ‬الخليجية‭ ‬الجماعية‭. ‬

 

{ مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬بمركز‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا