العدد : ١٧٢٠١ - الأحد ٢٧ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٩ شوّال ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢٠١ - الأحد ٢٧ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٩ شوّال ١٤٤٦هـ

أخبار البحرين

البحرين تستذكر الزيارة التاريخية التي قام بها قداسة البابا فرنسيس للمملكة

الأحد ٢٧ أبريل ٢٠٢٥ - 02:00

ودع‭ ‬العالم‭ ‬أمس‭ (‬السبت‭) ‬قداسة‭ ‬البابا‭ ‬فرنسيس،‭ ‬بابا‭ ‬الفاتيكان‭ ‬حيث‭ ‬فقد‭ ‬العالم‭ ‬رمزًا‭ ‬دينيًا‭ ‬كبيرًا،‭ ‬وشخصية‭ ‬عرفت‭ ‬بالعطاء‭ ‬وخدمة‭ ‬الإنسانية‭ ‬والسلام،‭ ‬وبالدور‭ ‬البارز‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬قيم‭ ‬التسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬بين‭ ‬الأديان،‭ ‬ونشر‭ ‬رسالة‭ ‬المحبة‭ ‬والسلام‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬وتستذكر‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المناسبة‭ ‬الحزينة‭ ‬الزيارة‭ ‬التاريخية‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬بها‭ ‬قداسة‭ ‬البابا‭ ‬فرانسيس‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬2022،‭ ‬حيث‭ ‬التقى‭ ‬بحضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم‭ ‬وشارك‭ ‬في‭ ‬‮«‬منتدى‭ ‬البحرين‭ ‬للحوار‭: ‬الشرق‭ ‬والغرب‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تعايش‭ ‬إنساني‮»‬‭.‬

وكانت‭ ‬هذه‭ ‬الزيارة‭ ‬موضع‭ ‬إجلال‭ ‬وتقدير‭ ‬من‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬كونها‭ ‬تلامس‭ ‬جوانب‭ ‬مهمة‭ ‬من‭ ‬اهتمامات‭ ‬ومبادئ‭ ‬وقيم‭ ‬يؤمن‭ ‬بها‭ ‬جلالته،‭ ‬ويتبادلها‭ ‬معه‭ ‬البابا‭ ‬فرانسيس‭ ‬والتي‭ ‬تتمثل‭ ‬في‭ ‬السلام‭ ‬الإنساني‭ ‬والتعايش‭ ‬الحضاري‭ ‬وقد‭ ‬عبر‭ ‬جلالته‭ ‬عن‭ ‬هذا‭ ‬الجانب‭ ‬في‭ ‬كلمته‭ ‬الترحيبية‭ ‬بقداسة‭ ‬البابا‭ ‬فرانسيس‭: (‬إننا‭ ‬على‭ ‬ثقة‭ ‬بأن‭ ‬زيارتكم‭ ‬هذه،‭ ‬التي‭ ‬تعني‭ ‬لنا‭ ‬الكثير،‭ ‬لما‭ ‬لكم‭ ‬من‭ ‬مكانة‭ ‬رفيعة‭ ‬وتقدير‭ ‬عظيم‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬أجمع‭ ‬ومساع‭ ‬مباركة‭ ‬ومقدرة‭ ‬تحظى‭ ‬بالقبول‭ ‬والرضا‭ ‬على‭ ‬الدوام،‭ ‬ستترك‭ ‬أثرًا‭ ‬معنويًا‭ ‬وروحيًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬على‭ ‬نفوس‭ ‬محبيكم‭ ‬في‭ ‬منطقتنا‭ ‬الخليجية‭ ‬والعربية،‭ ‬فقداستكم‭ ‬تتمتعون‭ ‬بخصال‭ ‬شخصية‭ ‬كريمة‭ ‬وفريدة،‭ ‬وسمات‭ ‬قيادية‭ ‬رفيعة،‭ ‬وإيمان‭ ‬جلي،‭ ‬نشارككم‭ ‬إياه،‭ ‬بدور‭ ‬الحوار‭ ‬والتواصل‭ ‬بين‭ ‬أهل‭ ‬الأديان‭ ‬السماوية‭ ‬الذين‭ ‬تجمعهم‭ ‬رسالة‭ ‬التوحيد‭ ‬وإعلاء‭ ‬كلمة‭ ‬الحق‭ ‬والعزم‭ ‬على‭ ‬الإصلاح‭).‬

وتركت‭ ‬هذه‭ ‬الزيارة‭ ‬أثرًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬قداسة‭ ‬البابا‭ ‬فرنسيس‭ ‬إذ‭ ‬وصف‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بأنها‭ ‬حاضنة‭ ‬للرابطة‭ ‬الإنسانية‭ ‬والعائلة‭ ‬الواحدة‭ ‬التي‭ ‬تربط‭ ‬الشعوب‭ ‬البعيدة‭ ‬حيث‭ ‬يقول‭ ‬قداسته‭ ‬في‭ ‬الكلمة‭ ‬الختامية‭ ‬لمنتدى‭ ‬البحرين‭ ‬للحوار‭: ‬الشرق‭ ‬والغرب‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تعايش‭ ‬إنساني‭: (‬يتخذ‭ ‬هذا‭ ‬البلد‭ ‬اسمه‭ ‬من‭ ‬المياه‭ ‬المحيطة‭ ‬به‭: ‬في‭ ‬الواقع،‭ ‬كلمة‭ ‬‮«‬البحرين‮»‬‭ ‬تذكر‭ ‬بـ«بحرين‮»‬‭ ‬اثنين،‭ ‬لنفكر‭ ‬في‭ ‬مياه‭ ‬البحر،‭ ‬التي‭ ‬تربط‭ ‬بين‭ ‬الأراضي‭ ‬وتوصل‭ ‬الناس‭ ‬بعضهم‭ ‬ببعض،‭ ‬وتربط‭ ‬بين‭ ‬الشعوب‭ ‬البعيدة‭. ‬يقول‭ ‬المثل‭ ‬القديم‭ ‬‮«‬ما‭ ‬تقسمه‭ ‬الأرض،‭ ‬يوحده‭ ‬البحر‮»‬،‭ ‬وكوكبنا‭ ‬الأرض،‭ ‬إذا‭ ‬نظرنا‭ ‬إليه‭ ‬من‭ ‬عل،‭ ‬يبدو‭ ‬وكأنه‭ ‬بحر‭ ‬أزرق‭ ‬واسع،‭ ‬يربط‭ ‬بين‭ ‬شواطئ‭ ‬مختلفة،‭ ‬من‭ ‬السماء،‭ ‬يبدو‭ ‬أنها‭ ‬تذكرنا‭ ‬بأننا‭ ‬عائلة‭ ‬واحدة‭: ‬لسنا‭ ‬جزرًا،‭ ‬بل‭ ‬نحن‭ ‬مجموعة‭ ‬واحدة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الجزر،‭ ‬هكذا‭ ‬يريدنا‭ ‬الإله‭ ‬العلي،‭ ‬وهذا‭ ‬البلد،‭ ‬مجموعة‭ ‬جزر‭ ‬مكونة‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ثلاثين‭ ‬جزيرة،‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬رمزًا‭ ‬لهذه‭ ‬الإرادة‭ ‬الإلهية‭).‬

كما‭ ‬وجدت‭ ‬مبادرات‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬التسامح‭ ‬الديني‭ ‬والحوار،‭ ‬التقدير‭ ‬الوافر‭ ‬من‭ ‬البابا‭ ‬فرنسيس‭ ‬وإعجابه‭ ‬بالمناخ‭ ‬الذي‭ ‬تتمتع‭ ‬به‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬حرية‭ ‬ممارسة‭ ‬الشعائر‭ ‬الدينية،‭ ‬احتضانها‭ ‬لجميع‭ ‬الأديان‭ ‬كنموذج‭ ‬في‭ ‬احترام‭ ‬التعددية‭ ‬الدينية‭ ‬وصون‭ ‬حقوق‭ ‬المعتقدات،‭ ‬واستضافتها‭ ‬لمؤتمرات‭ ‬الحوار‭ ‬الإسلامي‭ ‬المسيحي‭ ‬ومنتديات‭ ‬الوسطية‭ ‬والتعايش،‭ ‬بما‭ ‬يعكس‭ ‬التزام‭ ‬المملكة‭ ‬بنشر‭ ‬قيم‭ ‬التسامح‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬العالمي‭.‬

وتتسم‭ ‬العلاقات‭ ‬البحرينية‭ ‬مع‭ ‬حاضرة‭ ‬الفاتيكان‭ ‬بالاحترام‭ ‬المتبادل‭ ‬والتعاون‭ ‬البنّاء‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬الحوار‭ ‬الديني‭ ‬وخدمة‭ ‬الإنسانية،‭ ‬حيث‭ ‬بدأت‭ ‬العلاقات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الرسمية‭ ‬بين‭ ‬البحرين‭ ‬والفاتيكان‭ ‬في‭ ‬12‭ ‬يناير‭ ‬2000،‭ ‬وتتميز‭ ‬منذ‭ ‬ذلك‭ ‬الحين‭ ‬بالتعاون‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬عدة،‭ ‬وخاصة‭ ‬ما‭ ‬يتصل‭ ‬بتعزيز‭ ‬الحوار‭ ‬بين‭ ‬الأديان‭ ‬وخدمة‭ ‬القضايا‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وتوثيق‭ ‬الروابط‭ ‬التاريخية‭ ‬وتعميق‭ ‬التعاون‭ ‬بينهما،‭ ‬كما‭ ‬يتبادلان‭ ‬الرسائل‭ ‬والزيارات‭ ‬الرسمية‭ ‬لتقوية‭ ‬العلاقات‭ ‬الثنائية،‭ ‬ومنها‭ ‬الزيارة‭ ‬التي‭ ‬قام‭ ‬بها‭  ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم‭ ‬إلى‭ ‬الفاتيكان‭ ‬في‭ ‬مايو‭ ‬2014‭ ‬بدعوة‭ ‬من‭ ‬البابا‭ ‬فرنسيس،‭ ‬ثم‭  ‬زيارة‭ ‬وزير‭ ‬خارجية‭ ‬الفاتيكان‭ ‬الكاردينال‭ ‬بيترو‭ ‬بارولين‭ ‬إلى‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬19‭ ‬مايو‭  ‬2014،‭ ‬وزيارة‭ ‬قداسة‭ ‬البابا‭ ‬لمملكة‭ ‬لبحرين‭ ‬في‭ ‬نوفمبر‭ ‬2022،‭ ‬وزيارة‭ ‬جلالته‭  ‬للفاتيكان‭ ‬في‭ ‬16‭ ‬أكتوبر‭ ‬2023،‭  ‬ومنها‭ ‬أيضًا‭ ‬الزيارة‭ ‬التي‭  ‬قام‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬فبراير‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬2020،‭ ‬وزيارة‭ ‬السفير‭ ‬المطران‭ ‬فرانسيسكو‭ ‬مونتيسيليو‭ ‬باديليا،‭ ‬سفير‭ ‬الكرسي‭ ‬الرسولي‭ ‬لدى‭ ‬الفاتيكان،‭ ‬المعتمد‭ ‬لمملكة‭ ‬البحرين‭ ‬والمقيم‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬الكويت‭ ‬إلى‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين،‭ ‬في‭ ‬ديسمبر‭ ‬2016‭.‬

وستبقى‭ ‬شخصية‭ ‬قداسة‭ ‬البابا‭ ‬فرنسيس،‭ ‬خالدة‭ ‬في‭ ‬وجدان‭ ‬التاريخ‭ ‬بما‭ ‬قدمته‭ ‬من‭ ‬عطاء‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬الإنسانية‭ ‬والسلام‭ ‬وتعزيز‭ ‬قيم‭ ‬التسامح‭ ‬والتعايش‭ ‬بين‭ ‬الأديان،‭ ‬ونشر‭ ‬رسالة‭ ‬المحبة‭ ‬والسلام‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬واهتمامه‭ ‬بقضايا‭ ‬العدالة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والفقراء،‭ ‬وسيظل‭ ‬العالم‭ ‬يستذكر‭ ‬إيمانه‭ ‬الراسخ‭ ‬بثقافة‭ ‬التلاقي‭ ‬والسلام‭ ‬ونبذ‭ ‬الانقسام‭ ‬والخلافات،‭ ‬ودوره‭ ‬في‭ ‬تسليط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬قضايا‭ ‬محورية‭ ‬كحماية‭ ‬البيئة،‭ ‬والموارد‭ ‬الطبيعية‭ ‬ومواقفه‭ ‬الداعمة‭ ‬للسلام‭ ‬ووقف‭ ‬الحروب‭ ‬والنزاعات‭ ‬وتضامنه‭ ‬مع‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬وحقه‭ ‬في‭ ‬العيش‭ ‬بسلام‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا