العدد : ١٧٢٠٠ - السبت ٢٦ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٨ شوّال ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢٠٠ - السبت ٢٦ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٨ شوّال ١٤٤٦هـ

الرياضة

قراءة فنية في الدور نصف النهائي لكأس الاتحاد البحريني لكرة اليد
نصف نهائي مثير يُشعل الطريق نحو لقب كأس الاتحاد

كتب: أحمد توفيق

السبت ٢٦ أبريل ٢٠٢٥ - 02:00

شهد‭ ‬الدور‭ ‬نصف‭ ‬النهائي‭ ‬من‭ ‬كأس‭ ‬الاتحاد‭ ‬البحريني‭ ‬لكرة‭ ‬اليد‭ ‬مواجهتين‭ ‬من‭ ‬العيار‭ ‬الثقيل،‭ ‬اتسمتا‭ ‬بالإثارة‭ ‬والندية‭ ‬حتى‭ ‬اللحظات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬وأسفرتا‭ ‬عن‭ ‬تأهل‭ ‬فريقي‭ ‬الأهلي‭ ‬والشباب‭ ‬إلى‭ ‬المباراة‭ ‬النهائية،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تخطيا‭ ‬بنجاح‭ ‬عقبة‭ ‬التضامن‭ ‬والنجمة‭ ‬على‭ ‬التوالي‭.‬

في‭ ‬المواجهة‭ ‬الأولى،‭ ‬قدّم‭ ‬الأهلي‭ ‬عرضًا‭ ‬قتاليًا‭ ‬أمام‭ ‬التضامن‭ ‬في‭ ‬مباراة‭ ‬استمرت‭ ‬حتى‭ ‬رميات‭ ‬الجزاء،‭ ‬وانتهت‭ ‬بفوزه‭ ‬بنتيجة‭ (‬35-34‭). ‬المباراة‭ ‬حفلت‭ ‬بالتقلبات،‭ ‬حيث‭ ‬تفوق‭ ‬التضامن‭ ‬في‭ ‬الشوط‭ ‬الأول،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يعود‭ ‬الأهلي‭ ‬في‭ ‬الشوط‭ ‬الثاني،‭ ‬ليُحسم‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬بعد‭ ‬وقت‭ ‬إضافي‭ ‬ورميات‭ ‬ترجيحية‭. ‬أما‭ ‬المواجهة‭ ‬الثانية،‭ ‬فكانت‭ ‬أكثر‭ ‬انغلاقًا‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬الدفاعية،‭ ‬إذ‭ ‬نجح‭ ‬الشباب‭ ‬في‭ ‬إقصاء‭ ‬النجمة‭ ‬حامل‭ ‬اللقب‭ ‬بنتيجة‭ (‬20-19‭) ‬في‭ ‬مباراة‭ ‬اتسمت‭ ‬بالحذر‭ ‬والانضباط‭ ‬التكتيكي،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬الشوط‭ ‬الثاني‭ ‬الذي‭ ‬شهد‭ ‬تفوّق‭ ‬الحارسين‭ ‬والاعتماد‭ ‬على‭ ‬الهجمات‭ ‬المرتدة‭ ‬واللعب‭ ‬الحاسم‭ ‬في‭ ‬اللحظات‭ ‬الأخيرة‭.‬

الأهلي‮…‬‭ ‬انتصار‭ ‬بشق‭ ‬الأنفس

رغم‭ ‬تأهله‭ ‬إلى‭ ‬النهائي،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الأهلي‭ ‬واجه‭ ‬صعوبات‭ ‬كبيرة‭ ‬أمام‭ ‬التضامن،‭ ‬حيث‭ ‬بدا‭ ‬الفريق‭ ‬بعيدًا‭ ‬عن‭ ‬مستواه‭ ‬المعتاد‭ ‬في‭ ‬الجانب‭ ‬الهجومي،‭ ‬حيث‭ ‬مفاتيح‭ ‬اللعب‭ ‬لم‭ ‬تظهر‭ ‬بالصورة‭ ‬المطلوبة،‭ ‬وتنوّع‭ ‬الحلول‭ ‬الهجومية‭ ‬كان‭ ‬محدودًا‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬أعطى‭ ‬الأفضلية‭ ‬للتضامن‭ ‬في‭ ‬فترات‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬اللقاء‭. ‬ورغم‭ ‬تلك‭ ‬المعاناة،‭ ‬فإن‭ ‬الأهلي‭ ‬أظهر‭ ‬شخصية‭ ‬الفريق‭ ‬الخبير،‭ ‬ونجح‭ ‬في‭ ‬البقاء‭ ‬داخل‭ ‬أجواء‭ ‬المباراة‭ ‬بفضل‭ ‬ثباته‭ ‬الذهني‭ ‬وخبرة‭ ‬لاعبيه،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسهم‭ ‬الحارس‭ ‬صلاح‭ ‬عبدالجليل،‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬العلامة‭ ‬الفارقة‭ ‬في‭ ‬اللقاء،‭ ‬بتصدياته‭ ‬الحاسمة،‭ ‬خصوصًا‭ ‬في‭ ‬رميات‭ ‬الجزاء،‭ ‬والتي‭ ‬منحت‭ ‬الأهلي‭ ‬بطاقة‭ ‬العبور‭ ‬إلى‭ ‬النهائي‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬افتقد‭ ‬فيه‭ ‬الفريق‭ ‬للفاعلية‭ ‬الهجومية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬إضاعة‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الرميات‭ ‬الحرة‭.‬

الشباب‮…‬‭ ‬فوز‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬حامل‭ ‬اللقب

نجح‭ ‬فريق‭ ‬الشباب‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬مبارياته‭ ‬هذا‭ ‬الموسم،‭ ‬وتمكن‭ ‬من‭ ‬إقصاء‭ ‬النجمة‭ ‬‮«‬حامل‭ ‬اللقب‮»‬‭ ‬في‭ ‬نتيجة‭ ‬تُعد‭ ‬إنجازًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬للفريق‭ ‬من‭ ‬الناحيتين‭ ‬الفنية‭ ‬والمعنوية‭.‬

ما‭ ‬ميّز‭ ‬الشباب‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬فقط‭ ‬الفوز،‭ ‬بل‭ ‬الطريقة‭ ‬التي‭ ‬تحقّق‭ ‬بها،‭ ‬إذ‭ ‬لعب‭ ‬الفريق‭ ‬بانضباط‭ ‬دفاعي‭ ‬عالي‭ ‬المستوى،‭ ‬ونجح‭ ‬في‭ ‬تضييق‭ ‬المساحات‭ ‬أمام‭ ‬مفاتيح‭ ‬لعب‭ ‬النجمة،‭ ‬مع‭ ‬تنظيم‭ ‬دفاعي‭ ‬متقدّم‭ ‬أجبر‭ ‬الخصم‭ ‬على‭ ‬خيارات‭ ‬محدودة‭.‬

ويُحسب‭ ‬هذا‭ ‬الأداء‭ ‬إلى‭ ‬القراءة‭ ‬الفنية‭ ‬الدقيقة‭ ‬التي‭ ‬قدّمها‭ ‬المدرب‭ ‬أحمد‭ ‬المدوب،‭ ‬الذي‭ ‬أدار‭ ‬المباراة‭ ‬بذكاء،‭ ‬ونجح‭ ‬في‭ ‬توظيف‭ ‬لاعبيه‭ ‬بشكل‭ ‬متوازن‭ ‬بين‭ ‬الدفاع‭ ‬والمرتدات،‭ ‬مع‭ ‬تدخلات‭ ‬تكتيكية‭ ‬واضحة‭ ‬ساهمت‭ ‬في‭ ‬ترجيح‭ ‬كفة‭ ‬فريقه،‭ ‬وقيادته‭ ‬إلى‭ ‬النهائي‭ ‬عن‭ ‬جدارة‭.‬

سقوط‭ ‬النجمة‮…‬‭ ‬مفاجأة‭ ‬ثقيلة

خروج‭ ‬النجمة‭ ‬‮«‬حامل‭ ‬اللقب‮»‬‭ ‬من‭ ‬الدور‭ ‬نصف‭ ‬النهائي‭ ‬شكّل‭ ‬مفاجأة‭ ‬كبيرة‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬البطولة،‭ ‬نظرًا‭ ‬لتاريخ‭ ‬الفريق‭ ‬وخبرته‭ ‬في‭ ‬الأدوار‭ ‬النهائية،‭ ‬إذ‭ ‬النجمة‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬في‭ ‬أفضل‭ ‬حالاته،‭ ‬لا‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الانسجام‭ ‬ولا‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الجاهزية‭ ‬البدنية،‭ ‬ويعزى‭ ‬ذلك‭ ‬جزئيًا‭ ‬إلى‭ ‬الغيابات‭ ‬المؤثرة‭ ‬بسبب‭ ‬الإصابات‭ ‬التي‭ ‬أضعفت‭ ‬دكته،‭ ‬وأثرت‭ ‬على‭ ‬قدرته‭ ‬في‭ ‬الحسم‭ ‬خلال‭ ‬الأوقات‭ ‬الصعبة‭. ‬ورغم‭ ‬أن‭ ‬الفريق‭ ‬قدّم‭ ‬شوطًا‭ ‬أول‭ ‬متوازنًا،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬افتقاده‭ ‬للحلول‭ ‬البديلة‭ ‬تحت‭ ‬الضغط،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬الشوط‭ ‬الثاني،‭ ‬ساهم‭ ‬في‭ ‬خروجه‭ ‬المفاجئ‭ ‬أمام‭ ‬فريق‭ ‬منظم‭ ‬كالشباب،‭ ‬الذي‭ ‬عرف‭ ‬كيف‭ ‬يستغل‭ ‬الفرص‭ ‬القليلة‭ ‬المتاحة‭ ‬ويخطف‭ ‬بطاقة‭ ‬النهائي‭.‬

التضامن‮…‬‭ ‬يخرج‭ ‬مرفوع‭ ‬الرأس

أما‭ ‬فريق‭ ‬التضامن،‭ ‬فقد‭ ‬ترك‭ ‬بصمة‭ ‬قوية‭ ‬رغم‭ ‬الخروج،‭ ‬وقدم‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أفضل‭ ‬مبارياته‭ ‬هذا‭ ‬الموسم‭ ‬أمام‭ ‬الأهلي‭. ‬بقيادة‭ ‬المدرب‭ ‬أمين‭ ‬القلاف،‭ ‬بدا‭ ‬الفريق‭ ‬منظمًا‭ ‬ومركزًا،‭ ‬حيث‭ ‬نجح‭ ‬في‭ ‬قراءة‭ ‬نقاط‭ ‬قوة‭ ‬الأهلي‭ ‬وتعطيل‭ ‬مفاتيحه،‭ ‬مما‭ ‬جعل‭ ‬المباراة‭ ‬تسير‭ ‬في‭ ‬غاية‭ ‬الصعوبة‭ ‬على‭ ‬القلعة‭ ‬الصفراء‭.‬

التضامن‭ ‬تقدّم‭ ‬في‭ ‬معظم‭ ‬فترات‭ ‬اللقاء،‭ ‬وكان‭ ‬قريبًا‭ ‬جدًا‭ ‬من‭ ‬التأهل،‭ ‬لكن‭ ‬رميات‭ ‬الجزاء‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬في‭ ‬صالحه،‭ ‬ومع‭ ‬ذلك‭ ‬فإن‭ ‬ما‭ ‬قدمه‭ ‬الفريق‭ ‬من‭ ‬انضباط‭ ‬تكتيكي‭ ‬وروح‭ ‬قتالية،‭ ‬يجعله‭ ‬أحد‭ ‬الأسماء‭ ‬المرشحة‭ ‬للذهاب‭ ‬بعيدًا‭ ‬في‭ ‬البطولات‭ ‬القادمة‭.‬

تألق‭ ‬الحراسة

لا‭ ‬يمكن‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬الدور‭ ‬نصف‭ ‬النهائي‭ ‬دون‭ ‬الإشادة‭ ‬بالدور‭ ‬البارز‭ ‬الذي‭ ‬لعبه‭ ‬حراس‭ ‬المرمى‭ ‬في‭ ‬ترجيح‭ ‬كفة‭ ‬الفوز‭.‬

ففي‭ ‬مباراة‭ ‬الأهلي‭ ‬والتضامن،‭ ‬تألق‭ ‬الحارسان‭ ‬صلاح‭ ‬عبدالجليل‭ (‬الأهلي‭) ‬وتيسير‭ ‬محسن‭ (‬التضامن‭) ‬بشكل‭ ‬لافت،‭ ‬لكن‭ ‬الكلمة‭ ‬الأخيرة‭ ‬كانت‭ ‬لعبدالجليل،‭ ‬الذي‭ ‬تصدى‭ ‬لثلاث‭ ‬رميات‭ ‬جزائية‭ ‬حاسمة،‭ ‬ليقود‭ ‬فريقه‭ ‬إلى‭ ‬النهائي‭ ‬في‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬أفضل‭ ‬مبارياته‭ ‬هذا‭ ‬الموسم‭.‬

أما‭ ‬في‭ ‬اللقاء‭ ‬الثاني،‭ ‬فكان‭ ‬الحارس‭ ‬قاسم‭ ‬الشويخ‭ ‬نجم‭ ‬المشهد،‭ ‬بعدما‭ ‬تصدى‭ ‬ببراعة‭ ‬لمحاولات‭ ‬النجمة،‭ ‬أبرزها‭ ‬تصدي‭ ‬حاسم‭ ‬لانفراد‭ ‬من‭ ‬مهدي‭ ‬سعد‭ ‬في‭ ‬اللحظات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬ليمنح‭ ‬فريقه‭ ‬بطاقة‭ ‬العبور‭ ‬إلى‭ ‬النهائي‭.‬

الهداف‭ ‬الأبرز

رغم‭ ‬خروج‭ ‬فريقه‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬النهائي‭ ‬وحصوله‭ ‬على‭ ‬البطاقة‭ ‬الحمراء،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬لاعب‭ ‬التضامن‭ ‬علي‭ ‬رضا‭ ‬قدم‭ ‬أداءً‭ ‬تهديفيًا‭ ‬لافتًا،‭ ‬وتمكن‭ ‬من‭ ‬تسجيل‭ (‬10‭ ‬أهداف‭) ‬في‭ ‬مرمى‭ ‬الأهلي،‭ ‬ليكون‭ ‬الهداف‭ ‬الأبرز‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الدور‭. ‬كما‭ ‬يستحق‭ ‬محمد‭ ‬حميد‭ ‬من‭ ‬الأهلي‭ ‬الإشادة‭ ‬بتسجيله‭ (‬9‭ ‬أهداف‭)‬،‭ ‬مساهماً‭ ‬بقوة‭ ‬في‭ ‬بلوغ‭ ‬فريقه‭ ‬النهائي‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا