في فعاليّة يحفّها الحب والإيمان ببلوغ الأدب البحريني آفاق مجدٍ لا تنفك عن النمو والاتساع بما يخلق حضارة فكرية وثقافية عتيدة، نظّم مركز عبد الرحمن كانو الثقافي، أمسية تدشين الكتاب المشترك «قصص من دلمون» للكاتب أحمد المؤذن الذي تصدى لإعداده مقدماً نصوصاً قصصية لأدباء بحرينيين رواد ومعاصرين سعياً لتصوير ملامح المشهد السردي البحريني المُعاصر وإيصاله إلى المتلقي العربي.
الأمسية الاحتفالية التي استضافها مقر المركز، الأحد الماضي الموافق (13 أبريل 2025)، بحضور نخبة من الأدباء والمثقفين، أدارتها باقتدار الكاتبة منار السماك، وخلال الحوار استُعرضّت نبذة عن تجربة المؤذن الأدبية، واتضحت ملامح مشروع الكتاب من حيث التبلور والمضمون، والصعوبات التي اعترضت خروجه إلى النور.
سؤال يلد الفكرة
وخلال الأمسية أكد المؤذن في معرض الإشارة إلى كيفية تبلور مشروع كتاب (قصص من دلمون)، أن فكرة المشروع جاءت من سؤال لأحد الكتاب العرب عبر محادثة على ماسينجر فيسبوك، حينما عرف بأني كاتب من البحرين، فقال لي: أخ أحمد أنت أول كاتب من البحرين اقرأ له! هنا لمعت في ذهني فكرة نقل القصة القصيرة إلى المتلقي العربي ليتعرف عليها ويتفاعل مع حضورها المعاصر.
نفق معتم
وأشار المؤذن إلى مواجهته ظروف صعبة من العمل، بجانب العديد من المعوقات خلال إنجاز مشروع الكتاب حيث وجدت نفسي وحيداً؛ فقد كان أمامي هذا الكم الكبير من القصص والتنسيق والبحث عن ناشر والميزانية المرصودة للمشروع، والجهات الرسمية التي لم تدعمني (لا حاجة لذكرها)، كنت طوال 11 شهرا أحفر نفقا طويلا من العتمة حتى تمكنت من مغادرته نحو النور!
وأوضّح المؤذن أن الكتاب لم يتضمن سير ذاتية مختصرة لكتابها؛ لإجراء إجباري له أسبابه من حيث التمويل فلم نتمكن من إرفاقها بسبب ارتفاع كلفة الورق وشّح التمويل، فالخيارات صعبة والوقت ليس في صالحنا، وكان من المهم بمكان مسك العصا من المنتصف. مبيناً أنه رغم كون وجود السير ضروريا إلا أن الكتاب عبارة عن مجموعة قصصية تختزل خلاصة المشهد السردي البحريني وتدفع به نحو القارئ العربي وهنا تكمن أهمية المشروع.
يجدر ذكره أن كتاب «قصص من دلمون» المُهدى من أحمد المؤذن إلى الكاتب والروائي البحريني الراحل (عبدالله خليفة البوفلاسة)، صدرت نسخته الإلكترونية من دار بسمة المغربية، أما نسخته الورقية فقد صدرّت من دار ديوان العرب للنشر والتوزيع في مصر. وتتكوّن هذه المجموعة من 244 صفحة تحوي قصصاً ذات أبعاد فكرية وثقافية متنوعة التوجهات، تعود لــ38 كاتباً وكاتبة رواداً ومعاصرين وهم: إبراهيم الدوسري، إيمان عبد السلام، أمين صالح، أيمن جعفر، أمينة هاشم الكوهجي، أمل عبدالوهاب، أحمد المؤذن، جعفر يعقوب، جميلة الوطني، جعفر الديري، الكاتب الراحل جعفر الهدي، حمد الشهابي، جابر خمدن، حسن بوحسن، خلف أحمد خلف، زهراء غريب، دينا بو خمسين، شيماء الوطني، صبري حمد خاطر، عبدالله خليفة البوفلاسه، علي خميس، عبدالحميد القائد، علي الستراوي، علي حسن عبدالله الحداد، عباس عبدالله، عفاف الرقراق، محمد عبدالملك، مهدي عبدالله، محمد بوحسن، معصومة المطاوعة، منيرة الفاضل، منى السيد علي أحمد، منار السماك، فريد رمضان، فخرية المخلوق، فاطمة النهام، فاطمة حسن محمد، ونعيمة السماك.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك