400 طالب مثلوا البحرين عالميا.. وكلهم أنجزوا
نرحب بأفكار الطلبة.. ونتطلع إلى تطبيقها ضمن الإمكانات
أكد الدكتور الشيخ صقر بن سلمان آل خليفة رئيس الاتحاد البحريني الرياضي للمدارس والجامعات أن إحراز لاعبي ولاعبات المملكة في دورة الألعاب المدرسية الدولية 66 ميدالية ملونة ليس هو الانجاز الذي نعتز به، وقال إن التركيز على الخطط طويلة المدى هي ما يركز عليها الاتحاد من خلال الفئات العمرية بشكل أكبر؛ لأن الرياضة البحرينية يتم صرف مبالغ ضخمة عليها عن طريق الفريق الأول، مضيفًا أن أنديتنا تتعاقد مع محترفين بمبالغ طائلة تستهلك ميزانياتها من دون أن تحظى فرق الفئات العمرية بمخصصات تدعم تكوينها وتأسيسها بالشكل الصحيح، منوهًا إلى أن ذلك من الأخطاء الجسيمة بحسب وجهة نظر الخبراء الرياضيين.
وأوضح الشيخ صقر أن الاتحاد يركز على الاستقرار المالي والإداري والخطط الاستراتيجية.
ويعتقد الشيخ صقر أن أهمية الاتحاد تكمن في صعوبة تقديم الأندية خدمات للمجتمع باحتواء الناشئة، ويضيف: الاتحاد هو القادر على الوصول إلى كل الصغار في المراحل الدنيا من سنوات الدراسة.
الميداليات ليست هي الهدف الأسمى، بل إن التأسيس الصحيح وانتظام الصغار في الأنشطة الرياضية يصنع مجتمعًا بعيدًا عن الممارسات الخاطئة أو أقل نسبة من غيره عندما يتم تسليم الأمر إلى الاتحاد الرياضي البحريني للمدارس والجامعات ويكون هو المسؤول عن ذلك بحسب أنظمة ولوائح الهيئة العامة للرياضة واللجنة الأولمبية البحرينية.
مفهوم خاطئ عن الميداليات
ويشير الشيخ صقر إلى أن البعض لديه مفهوم خاطئ عن الميداليات، وأكثر من يعملون في الحقل الرياضي لا يدركون أهمية الميدالية، فإن كانت الميدالية في الكرة الطائرة فهذا يعني أن الأنظمة الفنية والإدارية هي الأفضل لدى الدولة عند تحقيق ميدالية ذهبية، لذا فإننا ينبغي أن نتحرك على الأنظمة التي تسيّر العمل في الأندية والاتحادات.
وإذا كانت الميدالية أولمبية برونزية فهذا بمثابة اعتراف بأن نظامك ثالث أفضل أنظمة العالم فنيًا وإداريًا وماليًا.
الرياضة للتنمية في جميع المجالات
وتطرق الشيخ صقر إلى ما يتم تداوله في الاتحاد الدولي للرياضة المدرسية عما إذا كان الأفضل أن نأخذ الرياضة المدرسية للتنافس فقط أم أنها مُتاحة لجميع الطلبة، وقال إنه تم الاتفاق على أن تكون للجميع وستكون جدواها أكبر، فالميدالية تجعل الإدارات تتجه إلى الاهتمام باللاعب المبدع الموهوب للفوز، ولكن بسند علمي فإن الرياضة تدفع الطالب الى الانجاز والانتصارات، وهو أمر ثابت لدى العلماء، وعلينا العمل على تطبيق آراء الخبراء حتى تتحقق أفضل النتائج.
فبحسب آراء العلماء نجد أن اللاعب حتى وإن لم يُحرز الميدالية، وكانت خلفيته الرياضية قوية فسيهتم بصحته وبدنه وعقله، ونكون قد زرعنا في نفسه كيف يضع له استراتيجيات ناجحة في تأسيس شركة تستقطب بعض الموظفين ويؤثر في الاقتصاد من بوابة الرياضة بعد تدريب ميداني للطالب منذ الصغر يسير عليه في مراحله الدراسية والعمل وفي مشاريعه وكل مجالات حياته لنحقق أهداف التنمية.
التخطيط الاستراتيجي
وفي الجامعات الأمريكية يتعلم الطلاب التخطيط الاستراتيجي، إذ ثبت أن الطالب الرياضي متفوق في دراسته أكثر من غيره، ويتم تدريبه على التنظيم منذ الصغر، ويكتسب المهارات من الميدان وليس عن طريق مقاعد الدراسة فقط مثل إدارة الوقت والخطط بعيدة المدى.
وأهمية الاتحاد الرياضي البحريني للمدارس والجامعات أكبر من مجرد الحصول على ميدالية، فالأهم هو الإسهام في التنمية الاقتصادية، فقد قال سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة إنه أحد أهم الاتحادات، فالتنمية الاقتصادية هدف جميع دول العالم الساعية لأن تكون غنية؛ لأن ذلك له مردوده على المواطنين، والوصول الى ذلك يكون عن طريق العنصر البشري الذي تقول عنه قيادتنا إنه أغلى ما تمتلكه المملكة.
ويواصل الشيخ صقر حديثه: كيف يزيل العنصر البشري الأعباء عن الدولة ويكون منتجًا، وهنا نقول ينبغي أن يكون غالبية المواطنين منتجين أقوياء بصبرهم بمواصفات عالية، وأفضل الوسائل لبناء ذلك هو الابتعاد عن الأمراض وبناء الاستراتيجيات وأن يكون منهم أصحاب أعمال ومن ذوي الشهرة، لذلك فإن الرياضة إحدى وسائل التنمية لتحقيق ذلك.
لا نركز على أصحاب الميداليات فقط
وعندما نركز على الميداليات فإننا نركز على نسبة لا تتعدى الواحد في المائة، ورغم ذلك نتطلع الى أن يكون صاحب الميدالية ذا تأثير على باقي الطلبة، إذ أن الخبرات المُكتسبة من الفشل تكون أكبر من النجاح، ومن لم يحقق الفوز لا يعني أنه لم يُنجِز، فبمحاولاته واجتهاداته وإعادته المحاولات يعني أنه حقق نسبة من النجاح، ويقول النبي الأكرم (الماهِرُ بالقرآنِ مع السفرَةِ الكرامِ البرَرَةِ، والذي يقرؤُهُ ويتَعْتَعُ فيهِ وهو عليه شاقٌّ لَهُ أجران)، وهذا يعني أن من يقرأ القرآن بصعوبة فله أجران.
وإدارة الاتحاد هي فلسفة ربط بالاقتصاد والمجتمع والتربية الإسلامية والتنمية كأي مؤسسة ترتبط بأهداف الدولة العليا.
ويعتقد الشيخ صقر أن 400 طالب ممن شاركوا منتخبات البحرين في بطولة العالم المدرسية كلهم أنجزوا لأن جميعهم حاولوا ودافعوا عن شعار المملكة ويستحقون الإشادة.
نحتاج إلى نظام يقوي الاتحاد
وعن عدم توسيع قاعدة الألعاب في بطولات المدارس، قال الشيخ صقر: نحتاج أولًا إلى قاعدة تنظم العمل مبنية على لائحة تعطينا الحق في تنظيم مسابقات تستهوي الطلاب وتمنحنا قوة إدارية ومالية لتنفيذ المشاريع الفنية.
وكل اتحاد لديه أصحاب مصلحة، وبالنسبة لنا فإن منهم وزارة التربية والتعليم، الأندية، الاتحادات، المدارس، الجامعات، أولياء الأمور، اللجنة الأولمبية والهيئة العامة للرياضة.
والنظام لم يوصلنا إلى أصحاب المصلحة، وهو ما يجعل مسألة تنظيم دوريات جديدة من الأمور المؤجلة.
وأبدى الشيخ صقر ارتياحه من تنظيم الدوريات، إلا أن اللائحة تعيق تحركاته في جميع الاتجاهات، مضيفًا أن بعض الاتحادات رفعت حجم التعاون مع الاتحاد وطلبت بدء التعاون، وأقترح أن يخصص كل اتحاد رياضي جزءا بسيطا من ميزانيته لنشر رياضته في المدارس من خلال الاتحاد.
ويعتز الشيخ صقر بالإنجازات في نمو الرياضات الجامعية ويسعى إلى المحافظة على نسبة ارتياح الجامعات، وقال إنه انجاز يرى بداية ثمراته، ويقوم الاتحاد بتصحيح مساره كل موسم بتقليل الأخطاء؛ لأن الجامعات آمنت بأهمية العمل مع الاتحاد.
وبالنسبة الى المدارس، قال الشيخ صقر إن المشاركة المستمرة في بطولات الاتحاد والبطولات الخارجية يوضح أن الحركة إيجابية لدى المدارس والطلاب من حيث تفاعلهم، إذ أن نهائيات المدارس ناجحة في نسختها الأولى وستفرز نجاحات أخرى لكثرة المسابقات في ألعاب متعددة بمشاركة مجموعة كبيرة من المدارس والطلاب والطالبات، وهذا سيصنع لنا إعلاميين من المدارس.
ويؤمن الشيخ صقر بأهمية طرح فكرة إنشاء اتحاد خليجي للرياضات المدرسية والجامعية؛ لأن الرياضة جزء من التعليم، وهي داعم للعملية التعليمية.
وأشاد الشيخ صقر بمجلس الطلبة الجامعي وعمله مع الاتحاد في تنظيم بعض المسابقات، منوهًا إلى أن المحاسب المالي للاتحاد من خريجي دوري الجامعات ولعب في صفوف الجامعة الخليجية ثم الجامعة الأهلية في فريق كرة القدم، وبالنسبة لي فإني أفضّل أن يكون رئيس الاتحاد مستقبلًا من بين رياضيي دوري المدارس والجامعات.
وأبدى الشيخ صقر ارتياحه من تبادل الجامعات في تحقيق بطولات الدوريات، وقال إن ذلك من الأمور الطبيعية، وإن الاتحاد في طور تأسيس الرياضة الجامعية وصياغة الأنظمة لمراعاة ظروف الجامعات ويسعى إلى منع المشاكل التي تحدث في الأندية عن الظهور في مسابقات الجامعات، ونسعى إلى العدالة في الدوريات ونبحث عن الحل العادل لتطبيقه.
وعن مشاركة اللاعبين الأجانب، قال الشيخ صقر: لا نعارض مشاركتهم ونعاملهم كما نريد أن يتم التعامل مع طلابنا في الخارج، وشارك الكثير من الطلاب الأجانب في دوريات المدارس، والجامعات بدرجة أقل.
ولا يعارض الشيخ صقر تطبيق أفكار الطلاب لتطوير مسابقات الاتحاد، مؤكدًا أنه يتلقى الكثير منها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لكن العناصر البشرية والموارد المالية تؤجل تنفيذ بعض المقترحات حاليًا.
وأشار الشيخ صقر إلى أنه مع انتشار لعبة البادل فإن الاتحاد سينظم دوري الجامعات مع بداية شهر مايو المقبل، ثم سيتعاون الاتحاد مع وزارة التربية والتعليم بالنسبة الى دوري البادل على أن تتوسع قاعدة الألعاب فيما بعد.
ورحب الشيخ صقر بذوي الهمم في الاتحاد وقال إنه في حال وجود فئة ترغب في اللعب سيقوم الاتحاد بتنظيم مسابقات خاصة بهم، مشيرًا إلى أن الاتحاد طلب من الجامعات ذلك، إلا أن عدم وجود ما يكفي منهم للعب تم تأجيل الفكرة، مبديًا سعادته باستضافة بعضهم في المنصة الرئيسية لإحدى مناسبات الاتحاد.
وقال الشيخ صقر إن ما يُتداول في دوريات الجامعات يقارب مليون دينار سنويًا، واستفاد منه الكثير من الكوادر العاملة في الدوريات وهو من الأمور الجيدة.
تجربتا الكويت وصربيا
وتطرق الشيخ صقر إلى نظريتين فيما يتعلق برياضة الجامعات موضحًا أنه في الكويت قالوا إذا تم ربط رياضة المدارس بالمنظومة الرياضية فإن ذلك يتطلب أن يكون لدينا أعضاء مجلس إدارة مع قوتهم الفكرية والمادية والإدارية للاتحاد الرياضي للمدارس والجامعات، أما إذا اعتمدنا على شخص واحد فإن ذلك يُضعِف العمل والمخرجات والاتحاد، وربط الاتحاد بالمنظومة الرياضية هو الأصح.
وفي كرواتيا كانت وزارة التربية والتعليم مسؤولة عن الرياضة المدرسية، وعندما تكون المسؤولية عند الوزارة فهي تضم كفاءات، لكن ذلك سيمنع ظهور عناصر من الأندية والاتحادات، لذلك لجأت كرواتيا إلى فصل الرياضة المدرسية عن وزارة التربية والتعليم.
ومن عناصر جميع الرياضات الحكام، فلماذا لا يكون الاتحاد شريكا في عملية تزويد الاتحادات بالحكام بعد استكشافهم في المدارس والجامعات؟
وللإجابة عن ذلك، قال الشيخ صقر إنه يؤمن بمقولة اليد المخفية، ولا يستطيع الاتحاد توجيه البوصلة إلى أي شخص، والحرية متروكة له، لكننا على استعداد لتقديم المشورة، وسنكون عونًا للطالب، وما نأمله وسنسعى إليه أن يكون حكام مسابقاتنا من الطلاب.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك