العدد : ١٧٢٠٠ - السبت ٢٦ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٨ شوّال ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧٢٠٠ - السبت ٢٦ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٨ شوّال ١٤٤٦هـ

الصفحة الأخيرة

يزيد خطره 14 ضعفا.. اكتشاف سبب جديد للتوحد!

الخميس ٢٤ أبريل ٢٠٢٥ - 02:00

يتزايد‭ ‬اهتمام‭ ‬الخبراء‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬بفهم‭ ‬الأسباب‭ ‬الجينية‭ ‬والعصبية‭ ‬الكامنة‭ ‬وراء‭ ‬اضطراب‭ ‬طيف‭ ‬التوحد،‭ ‬أحد‭ ‬أكثر‭ ‬الاضطرابات‭ ‬تعقيدا‭ ‬وانتشارا‭ ‬في‭ ‬العصر‭ ‬الحديث‭.‬

ومع‭ ‬تطور‭ ‬أدوات‭ ‬البحث‭ ‬في‭ ‬مجالي‭ ‬الوراثة‭ ‬وعلم‭ ‬الأعصاب‭ ‬بدأت‭ ‬الدراسات‭ ‬تركز‭ ‬على‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬التوحد‭ ‬وبعض‭ ‬الحالات‭ ‬الوراثية‭ ‬النادرة،‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬لفك‭ ‬ألغاز‭ ‬هذا‭ ‬الاضطراب‭ ‬وتحديد‭ ‬العوامل‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تسهم‭ ‬في‭ ‬ظهوره‭ ‬خلال‭ ‬مراحل‭ ‬النمو‭ ‬المبكرة‭.‬

وبهذا‭ ‬الصدد‭ ‬كشف‭ ‬فريق‭ ‬من‭ ‬العلماء‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬نيفادا‭ ‬لاس‭ ‬فيغاس‭ (‬UNLV‭) ‬أن‭ ‬التوحد‭ ‬قد‭ ‬يرتبط‭ ‬بحالة‭ ‬وراثية‭ ‬نادرة،‭ ‬تعرف‭ ‬باسم‭ ‬الضمور‭ ‬العضلي‭ ‬التوتري‭ ‬من‭ ‬النوع‭ ‬الأول‭ (‬DM1‭)‬،‭ ‬وهو‭ ‬اضطراب‭ ‬موروث‭ ‬يسبب‭ ‬ضعفا‭ ‬عضليا‭ ‬تدريجيا‭ ‬ومجموعة‭ ‬من‭ ‬المشكلات‭ ‬الإدراكية‭ ‬والسلوكية‭. ‬ووجد‭ ‬الفريق‭ ‬أن‭ ‬الأطفال‭ ‬المصابين‭ ‬بـDM1 أكثر‭ ‬عرضة‭ ‬للإصابة‭ ‬باضطراب‭ ‬طيف‭ ‬التوحد‭ ‬بمقدار‭ ‬14‭ ‬مرة‭ ‬مقارنة‭ ‬بغيرهم‭. ‬ويُعتقد‭ ‬أن‭ ‬DM1‭ ‬لا‭ ‬يؤثر‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬العضلات،‭ ‬بل‭ ‬يمتد‭ ‬تأثيره‭ ‬إلى‭ ‬نمو‭ ‬الدماغ‭ ‬في‭ ‬المراحل‭ ‬المبكرة‭ ‬من‭ ‬الحياة،‭ ‬ما‭ ‬يغيّر‭ ‬من‭ ‬المسارات‭ ‬العصبية‭ ‬المسؤولة‭ ‬عن‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬والسلوك،‭ ‬وهي‭ ‬السمات‭ ‬الأساسية‭ ‬للتوحد‭. ‬ويحدث‭ ‬DM1‭ ‬نتيجة‭ ‬خلل‭ ‬في‭ ‬جين‭ ‬يسمى‭ ‬DMPK،‭ ‬حيث‭ ‬تتكرر‭ ‬سلاسل‭ ‬من‭ ‬الحمض‭ ‬النووي‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬طبيعي‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬تسمى‭ ‬توسعات‭ ‬التكرار‭ ‬الترادفي‭ (‬TREs‭)‬،‭ ‬ما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬إنتاج‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الحمض‭ ‬النووي‭ ‬الريبي‭ ‬السام‭ (‬toxic RNA‭)‬،‭ ‬يعرقل‭ ‬الوظائف‭ ‬الجينية‭ ‬ويسبب‭ ‬اختلالا‭ ‬في‭ ‬البروتينات‭ ‬التي‭ ‬يحتاج‭ ‬إليها‭ ‬الجسم،‭ ‬وخصوصا‭ ‬في‭ ‬الدماغ‭. ‬وقال‭ ‬الدكتور‭ ‬رايان‭ ‬يوين‭ ‬كبير‭ ‬العلماء‭ ‬في‭ ‬الدراسة‭: ‬‮«‬نتائجنا‭ ‬تمثل‭ ‬مسارا‭ ‬جديدا‭ ‬لفهم‭ ‬التطور‭ ‬الجيني‭ ‬للتوحد،‭ ‬وتمهّد‭ ‬الطريق‭ ‬نحو‭ ‬علاجات‭ ‬جينية‭ ‬دقيقة‭ ‬تستهدف‭ ‬الخلل‭ ‬من‭ ‬منبعه‮»‬‭.‬

وأشار‭ ‬فريق‭ ‬الدراسة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬التوحد‭ ‬وDM1‭ ‬لا‭ ‬تعني‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬مصاب‭ ‬بالمرض‭ ‬سيصاب‭ ‬بالتوحد،‭ ‬فـDM1 نادر‭ ‬نسبيا‭ ‬ويشخّص‭ ‬لدى‭ ‬نحو‭ ‬140‭ ‬ألف‭ ‬شخص‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬بينما‭ ‬يقدّر‭ ‬عدد‭ ‬المصابين‭ ‬بالتوحد‭ ‬بنحو‭ ‬7‭ ‬ملايين‭.‬

وأكد‭ ‬العلماء‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬البحث‭ ‬لفهم‭ ‬الروابط‭ ‬الجينية‭ ‬المعقدة‭ ‬بين‭ ‬التوحد‭ ‬وDM1،‭ ‬واستكشاف‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬الطفرات‭ ‬الجينية‭ ‬نفسها‭ ‬تحدث‭ ‬في‭ ‬حالات‭ ‬توحد‭ ‬أخرى‭ ‬غير‭ ‬مرتبطة‭ ‬بـDM1‭. ‬وبالتوازي‭ ‬مع‭ ‬ذلك،‭ ‬كشفت‭ ‬دراسة‭ ‬صينية‭ ‬حديثة‭ ‬عن‭ ‬علاج‭ ‬غير‭ ‬جراحي‭ ‬يسمى‭ ‬تحفيز‭ ‬التيار‭ ‬النبضي‭ ‬عبر‭ ‬الجمجمة‭ (‬tPCS‭)‬،‭ ‬حيث‭ ‬تُرسل‭ ‬نبضات‭ ‬كهربائية‭ ‬عبر‭ ‬فروة‭ ‬الرأس‭ ‬لتحفيز‭ ‬مناطق‭ ‬معينة‭ ‬في‭ ‬الدماغ،‭ ‬وقد‭ ‬أظهرت‭ ‬التجارب‭ ‬تحسّنا‭ ‬ملحوظا‭ ‬لدى‭ ‬الأطفال‭ ‬الذين‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬التوحد،‭ ‬وخاصة‭ ‬في‭ ‬مشاكل‭ ‬النوم‭ ‬واللغة‭ ‬والتفاعل‭ ‬الاجتماعي‭.‬

وتلقى‭ ‬الأطفال،‭ ‬الذين‭ ‬تراوحت‭ ‬أعمارهم‭ ‬بين‭ ‬3‭ ‬و14‭ ‬عاما،‭ ‬20‭ ‬جلسة‭ ‬علاجية‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬4‭ ‬أسابيع،‭ ‬وحققوا‭ ‬نتائج‭ ‬إيجابية‭ ‬في‭ ‬مؤشرات‭ ‬التواصل‭ ‬والسلوك‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا