الرأي الثالث

محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
الهوية الوطنية.. و«صور» الذكاء الاصطناعي
لدى محرك البحث «جوجل» وكذلك موقع «ويكيبيديا» وغيرها من المواقع المعلوماتية والبحثية، خاصية توفير قاعدة بيانات وفكرة عامة ومعلومات عن أي موضوع، شخصية أو بلد أو تاريخ أو جغرافيا، أو علوم ومعارف.. بعض تلك المعلومات هناك غير دقيقة، ولكن تم وضعها بسبب قيام أشخاص أو جهات أو منصات بوضع ونشر تلك المعلومات، حتى أصبحت من ضمن قاعدة البيانات في تلك المحركات والمواقع، وغدت مرجعا أساسيا لدى الكثير من الجهات.
واليوم وفي ظل تعامل واستخدام الناس للذكاء الاصطناعي ومنصاته، فإن أي معلومة يتم إنشاؤها أو نشرها، يتم إدخالها ضمن قاعدة البيانات لدى الذكاء الاصطناعي.. وخطورة الأمر هنا تتعلق بالبيانات الشخصية، وكذلك المعلومات المتعلقة بالدول، خاصة تلك التي تتناول مسألة «الهوية الوطنية».
ومن الملاحظ اليوم لجوء المنصات والمواقع والمؤسسات الإعلامية البحرينية الى استخدام الذكاء الاصطناعي، من خلال نشر الأخبار والصور والفيديوهات عن المواضيع المحلية.. والغريب والمؤسف معا، أن الكثير من الصور التي يتم نشرها لا تمت بأي صلة بالهوية الوطنية، وتكون مجرد صور تعبيرية عن الخبر، لهيئة أشخاص يرتدون «الثوب والعقال» مثلا، وليس لهم أي علاقة بالهوية الوطنية، ويكون الأمر أقرب الى الرسم «الكاريكاتيري» من الصورة التعبيرية.. وخطورة الأمر هنا تكمن في أن الذكاء الاصطناعي سيضع قاعدة بياناته عن مملكة البحرين وثقافتها وهويتها، وفقا لتلك الصور التي تم رسمها ونشرها، وهي ليست ذات علاقة بالبحرين وثقافتها وهويتها الوطنية.. وستكون تلك الصور والأشكال جزءا من المعلومات الأساسية عن المجتمع البحريني، لأي باحث أو متصفح، أو قارئ أو متابع، في المواقع المعلوماتية ومحركات البحث والذكاء الاصطناعي.
قد يستسهل البعض هذا الأمر، ولكن الموضوع ليس بالهين.. لأنه متعلق بتاريخ وهوية وطن ومجتمع، ومن الضروري أن تسهم المنصات والمواقع والمؤسسات الإعلامية في تشكيل وبناء الصورة الذهنية والإعلامية الصحيحة عن المجتمع البحريني والهوية الوطنية.
وموضوع وثقافة الهوية الوطنية يحظى باهتمام ورعاية من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم، حفظه الله ورعاه، وحرص ومتابعة من صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، حفظه الله.
وبالأمس القريب وجه سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، ممثل جلالة الملك للأعمال الإنسانية وشؤون الشباب، رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، اجتماع المجلس الأعلى للشباب والرياضة، بإنشاء «هيئة البيت العود»، وهي مبادرة تهدف إلى تعزيز الولاء والانتماء الوطني لدى الشباب البحريني من خلال برامج مخصصة لغرس القيم والوعي الوطني، وتعزيز الهوية البحرينية، وذلك لتفعيل المشاركة المجتمعية والاستثمار في الأجيال القادمة. كما كلف سموه وزارة شؤون الشباب بمواصلة تنفيذ هذه البرامج وتطويرها لبناء قاعدة شبابية واعية ومتحمسة للمشاركة الفاعلة في التطور الوطني، ما يعزز الانتماء والتكامل المجتمعي ويعمق الارتباط بالوطن.
والذكاء الاصطناعي سلاح ذو حدين.. له إيجابيات كما عليه سلبيات، وله منافع كما له مخاطر.. ومن الأهمية بمكان أن نحسن استثماره لما فيه خير وصالح المجتمع البحريني، والتنمية المستدامة، والهوية الوطنية.
ومطلوب من المؤسسات والحسابات والمواقع الإشارة إلى أن المحتوى تم توليده بالذكاء الاصطناعي كاحترام للمتابع، لأن بيننا من لا يميز بين الحقيقة والصور التي تم توليدها بالذكاء الاصطناعي، وهناك من يقوم في البحث في محركات المواقع وشبكات التواصل وغيرها، بغرض التصيد والإساءة والترويج للصور على أنها حقيقة.. وقد فرضت بعض من دول الخليج العربي إجراءات وإرشادات على المواقع والحسابات الإعلامية فيها، بعدم نشر أي صورة لا تتماشى مع هويتها الوطنية، في أي تصميم يتم توليده بالذكاء الاصطناعي، وهناك عدة طرق لضمان تلك الدقة في الإنتاج وسهلة جدا، ولكن يبدو أن الناس تستعجل وتنشر.
إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك