في تطور غير مسبوق بالتاريخ السياسي الأمريكي الحديث كسر ثلاثة رؤساء أمريكيين سابقين، هم بيل كلينتون وباراك أوباما وجو بايدن، قاعدة تاريخية قائمة على الاحترام المتبادل بين الرؤساء، موجّهين انتقادات مباشرة للرئيس الحالي دونالد ترامب.
هذا العرف الذي تأسس عام 1976 بين كارتر وفورد يقضي بعدم تدخل الرؤساء السابقين في شؤون الرئيس الحالي احتراماً لمبدأ وجود رئيس واحد، إلا أن الأسابيع الأخيرة شهدت هجوماً علنياً نادراً من الرؤساء الديمقراطيين ضد ترامب وسياساته.
أوباما وصف ممارسات ترامب بـ«التنمر» وحثّ الأمريكيين على المقاومة، بينما اتهمه بايدن بتقويض الضمان الاجتماعي واتباع سياسات قاسية، في حين ركّز كلينتون على الانقسام المجتمعي والتحكم في الخصوم، محذّرين جميعاً من خطر داهم على الديمقراطية.
ورغم أنهم لم يذكروا ترامب بالاسم فإن رسائلهم كانت واضحة، مشيرين إلى أن ما يجري يستدعي تحركاً غير تقليدي، ووصفوا اللحظة السياسية الحالية بأنها «استثنائية»، تستوجب كسر الأعراف من أجل حماية الديمقراطية.
على النقيض، التزم جورج دبليو بوش الصمت منذ تولي ترامب منصبه، رغم إظهار امتعاضه، ما جعله الاستثناء الوحيد بين الرؤساء السابقين، في وقت تتصاعد فيه لهجة المواجهة بين المؤسسة السياسية وترامب.
المؤرخون الأمريكيون وصفوا هذا التحرك الجماعي للرؤساء الثلاثة بأنه غير مسبوق، معتبرين أن لديهم «صلاحية أخلاقية» لتحذير الشعب إذا اعتبروا أن البلاد تنجرف نحو خطر، وخصوصاً مع سرعة هذه الانتقادات خلال المائة يوم الأولى من ولاية ترامب الثانية.
من جهته، لم يتوقف ترامب عن مهاجمة خصومه السابقين، إذ سخر مراراً من بايدن، وهاجم عائلة أوباما، واتهم كلينتون بالفساد، مستمراً في نزع الشرعية عن خصومه متمسكاً بخطابه الحاد منذ بداية صراعه السياسي معهم.
هذه المواجهة العلنية النادرة بين رؤساء أمريكا السابقين تكشف مدى عمق الانقسام السياسي في البلاد، وتؤكد أن الأعراف السياسية التي لطالما حمت توازن السلطة باتت مهددة أمام تصاعد الخطاب الشعبوي والردود غير التقليدية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك