العدد : ١٧١٩٧ - الأربعاء ٢٣ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٥ شوّال ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٩٧ - الأربعاء ٢٣ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٥ شوّال ١٤٤٦هـ

الرأي الثالث

محميد المحميد

malmahmeed7@gmail.com

قضية عادلة.. ومحام ناجح

ذات‭ ‬مرة‭ ‬حضرت‭ ‬جانبا‭ ‬من‭ ‬جلسات‭ ‬مجلس‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬‮«‬جنيف‮»‬‭.. ‬حينما‭ ‬عرضت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تقريرها‭ ‬الحقوقي‭ ‬هناك‭.. ‬كانت‭ ‬الأجواء‭ ‬ملبدة‭ ‬بتحركات‭ ‬غير‭ ‬صافية‭.. ‬والمنصات‭ ‬الإعلامية‭ ‬‮«‬الخائبة‮»‬‭ ‬بالخارج‭ ‬تراهن‭ ‬على‭ ‬تضليل‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬وترهيب‭ ‬الناس‭.. ‬ولكن‭ ‬ثقة‭ ‬الوفد‭ ‬البحريني‭ ‬ودبلوماسية‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬وتحركاتها‭ ‬الحكيمة‭ ‬نجحت‭ ‬في‭ ‬إبراز‭ ‬المنجزات‭ ‬الحقوقية،‭ ‬وقلبت‭ ‬الطاولة‭ ‬على‭ ‬المغرضين،‭ ‬وأزالت‭ ‬كل‭ ‬المخاوف‭ ‬والغيوم‭ ‬المصطنعة‭.. ‬وخرجت‭ ‬البحرين‭ ‬بنجاح‭ ‬باهر‭.. ‬ونالت‭ ‬الدعم‭ ‬والتأييد‭.. ‬مرفوعة‭ ‬الشأن‭ ‬والمكانة‭ ‬والسمعة‭. ‬

ومع‭ ‬تحول‭ ‬الأمور‭ ‬وانكشاف‭ ‬الحقائق‭.. ‬شهدت‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬قفزات‭ ‬إيجابية‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬الملف‭ ‬الحقوقي،‭ ‬وأطلقت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المشاريع‭ ‬والمبادرات‭ ‬والبرامج‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬المسارات،‭ ‬انطلاقا‭ ‬من‭ ‬الرؤية‭ ‬الملكية‭ ‬السامية‭ ‬والمشروع‭ ‬الإصلاحي‭ ‬لحضرة‭ ‬صاحب‭ ‬الجلالة‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬بن‭ ‬عيسى‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ملك‭ ‬البلاد‭ ‬المعظم‭ ‬حفظه‭ ‬الله‭ ‬ورعاه،‭ ‬وحصدت‭ ‬المراكز‭ ‬المتقدمة‭ ‬في‭ ‬التقارير‭ ‬الدولية‭.. ‬وتم‭ ‬تدشين‭ ‬الخطة‭ ‬الوطنية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ (‬2022-2026‭) ‬تأكيدا‭ ‬لما‭ ‬توليه‭ ‬الحكومة‭ ‬برئاسة‭ ‬صاحب‭ ‬السمو‭ ‬الملكي‭ ‬الأمير‭ ‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬حفظه‭ ‬الله،‭ ‬من‭ ‬اهتمام‭ ‬لدعم‭ ‬ورعاية‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬وحرياته‭.‬

وقامت‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬بالإشراف‭ ‬على‭ ‬تنفيذ‭ ‬الخطة‭ ‬وإعدادها،‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬كافة‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬والمجتمع‭ ‬المدني،‭ ‬وبرنامج‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الإنمائي،‭ ‬والمنسق‭ ‬المقيم‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬وعدد‭ ‬من‭ ‬المراكز‭ ‬والبعثات‭ ‬الدبلوماسية،‭ ‬والخبراء‭ ‬الوطنيين‭ ‬والأمميين‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬وتم‭ ‬تنفيذ‭ ‬معظم‭ ‬الأهداف‭ ‬والمحاور‭ ‬بشكل‭ ‬علمي‭ ‬ومعلن‭.‬

وبالأمس‭ ‬شاركت‭ ‬في‭ ‬ورشة‭ ‬عمل‭ ‬‮«‬دور‭ ‬الإعلام‭ ‬والصحافة‭ ‬وخطة‭ ‬العمل‭ ‬الوطنية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‮»‬،‭ ‬التي‭ ‬نظمتها‭ ‬وزارة‭ ‬الإعلام‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية،‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬إعداد‭ ‬الخطة‭ ‬الوطنية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ (‬2026-2030‭)‬،‭ ‬بحضور‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬المسؤولين‭ ‬والإعلاميين‭.‬

في‭ ‬محور‭ ‬‮«‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬والصحافة‮»‬‭ ‬ضمن‭ ‬الجلسة‭ ‬الثالثة‭ ‬للورشة‭ ‬التي‭ ‬حملت‭ ‬عنوان‭: ‬‮«‬ترسيخ‭ ‬حقوق‭ ‬الانسان‭ ‬كجزء‭ ‬من‭ ‬الثقافة‭ ‬العامة‭ ‬والوعي‭ ‬المجتمعي‮»‬،‭ ‬قلت‭ ‬في‭ ‬مداخلتي‭: ‬يجمع‭ ‬الإعلام‭ ‬بحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬علاقة‭ ‬عضوية،‭ ‬فبغير‭ ‬حرية‭ ‬الرأي‭ ‬والتعبير‭ ‬لا‭ ‬سبيل‭ ‬لنهوض‭ ‬إعلامي‭ ‬قوي‭ ‬ومؤثر‭.. ‬وكذلك‭ ‬فبدون‭ ‬تبني‭ ‬الإعلام‭ ‬نشر‭ ‬ثقافة‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬تظل‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬مجرد‭ ‬غايات‭ ‬نخبوية،‭ ‬ولا‭ ‬تتحول‭ ‬إلى‭ ‬مطالب‭ ‬وبرامج،‭ ‬ينشد‭ ‬الرأي‭ ‬العام‭ ‬تحقيقها‭.. ‬وأن‭ ‬الخطاب‭ ‬الإعلامي‭ ‬المسؤول‭ ‬لا‭ ‬يستطيع‭ ‬وحده‭ ‬أن‭ ‬يغرس‭ ‬ثقافة‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬ولا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬دور‭ ‬للأسرة‭ ‬والمنابر‭ ‬ومؤسسات‭ ‬المجتمع‭.. ‬وأن‭ ‬حرية‭ ‬الرأي‭ ‬والتعبير‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬مصونة‭ ‬دستوريا،‭ ‬مع‭ ‬عدم‭ ‬المساس‭ ‬بأسس‭ ‬العقيدة‭ ‬الاسلامية‭ ‬ووحدة‭ ‬الشعب،‭ ‬أو‭ ‬إثارة‭ ‬الفرقة‭ ‬أو‭ ‬الطائفية‭.‬

ولعل‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬التحديات‭ ‬التي‭ ‬يواجهها‭ ‬ملف‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬هو‭ ‬التسييس‭ ‬والازدواجية،‭ ‬التي‭ ‬تمارسها‭ ‬بعض‭ ‬المنظمات‭ ‬الحقوقية،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬اختزال‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬بحقوق‭ ‬مساجين‭ ‬ينطوي‭ ‬على‭ ‬نظرة‭ ‬قاصرة،‭ ‬تفتقد‭ ‬المصداقية‭ ‬والعدالة،‭ ‬والموضوعية‭ ‬والمساواة،‭ ‬وأن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬لديها‭ ‬قصص‭ ‬نجاح‭ ‬حقوقية‭ ‬عالمية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المجالات،‭ ‬وقد‭ ‬عملت‭ ‬وزارة‭ ‬الإعلام‭ ‬ومركز‭ ‬الاتصال‭ ‬الوطني‭ ‬والصحافة‭ ‬الوطنية‭ ‬على‭ ‬إيصالها‭ ‬وإبرازها‭ ‬للداخل‭ ‬والخارج،‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬والجهات‭ ‬المعنية‭.‬

ومع‭ ‬إعداد‭ ‬الخطة‭ ‬الوطنية‭ ‬لحقوق‭ ‬الإنسان‭ ‬فإن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تعلن‭ ‬بشكل‭ ‬لا‭ ‬لبس‭ ‬فيه‭ ‬لشعبها‭ ‬وللعالم‭ ‬أجمع‭ ‬جدول‭ ‬أعمالها‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان‭.. ‬لذلك‭ ‬كله‭ ‬ولكثير‭ ‬غيره‭.. ‬نقول‭ ‬بكل‭ ‬فخر‭ ‬واعتزاز‭.. ‬لقد‭ ‬حان‭ ‬الوقت‭ ‬لأن‭ ‬نعدل‭ ‬الميزان‭ ‬الحقوقي،‭ ‬ونشطب‭ ‬من‭ ‬قاموسنا‭ ‬الوطني‭ ‬والإعلامي‭ ‬‮«‬أن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تمتلك‭ ‬قضية‭ ‬عادلة‭ ‬ولكن‭ ‬المحامي‭ ‬فاشل‮»‬،‭ ‬ونستبدلها‭ ‬بعبارة‭ ‬‮«‬أن‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬تمتلك‭ ‬قضية‭ ‬عادلة،‭ ‬وتزخر‭ ‬بإنجازات‭ ‬ونجاحات‭ ‬حقوقية،‭ ‬حضارية‭ ‬عصرية،‭ ‬وتمتلك‭ ‬محاميا‭ ‬ناجحا‮»‬‭.‬

فشكرا‭ ‬لفريق‭ ‬البحرين‭ ‬الحقوقي‭ ‬الوطني‭.. ‬في‭ ‬كل‭ ‬موقع‭.‬

إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا