العدد : ١٧١٩٦ - الثلاثاء ٢٢ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٤ شوّال ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٩٦ - الثلاثاء ٢٢ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٤ شوّال ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

استراتيجيات خليجية نحو تحقيق أمن مائي مستدام

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الثلاثاء ٢٢ أبريل ٢٠٢٥ - 02:00

يتعلق‭ ‬الهدف‭ ‬السادس‭ ‬من‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة،‭ ‬بتحقيق‭ ‬الوصول‭ ‬الشامل‭ ‬والعادل‭ ‬إلى‭ ‬مياه‭ ‬شرب‭ ‬آمنة،‭ ‬وبأسعار‭ ‬ملائمة‭ ‬للجميع‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2030،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬تحسين‭ ‬كفاءة‭ ‬استخدام‭ ‬المياه‭ ‬لضمان‭ ‬استدامة‭ ‬طويلة‭ ‬الأمد‭ ‬لهذا‭ ‬المورد‭ ‬الطبيعي‭ ‬الحيوي‭. ‬ومع‭ ‬بقاء‭ ‬خمس‭ ‬سنوات‭ ‬فقط‭ ‬لتحقيق‭ ‬هذه‭ ‬الأهداف،‭ ‬فإن‭ ‬17%‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬تسير‭ ‬على‭ ‬الطريق‭ ‬الصحيح‭. ‬وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالأمن‭ ‬المائي،‭ ‬تُظهر‭ ‬أحدث‭ ‬أرقام‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المُتحدة‭ ‬للطفولة،‭ ‬اليونيسف،‭ ‬أن‭ ‬2‭.‬2‭ ‬مليار‭ ‬شخص‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬مازالوا‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬نقص‭ ‬في‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬مياه‭ ‬شرب‭ ‬آمنة‭. ‬

ومع‭ ‬تقدير‭ ‬أن‭ ‬نصف‭ ‬سكان‭ ‬العالم‭ ‬تقريبًا‭ ‬سيعانون‭ ‬من‭ ‬ندرة‭ ‬شديدة‭ ‬في‭ ‬المياه‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬ما‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬الحالي؛‭ ‬فمن‭ ‬المُرجح‭ ‬أن‭ ‬يزداد‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬الموارد‭ ‬الحالية‭ ‬سوءًا‭. ‬ويشير‭ ‬معهد‭ ‬الموارد‭ ‬العالمية‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬مع‭ ‬استمرار‭ ‬نمو‭ ‬سكان‭ ‬العالم،‭ ‬ستكون‭ ‬هناك‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬إنتاج‭ ‬56%‭ ‬من‭ ‬السعرات‭ ‬الحرارية‭ ‬الغذائية‭ ‬الإضافية‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2050؛‭ ‬لإطعام‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬10‭ ‬مليارات‭ ‬شخص‭ ‬إضافي‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الأرض‭.‬

وتُسجل‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وشمال‭ ‬إفريقيا،‭ ‬كأحد‭ ‬أكثر‭ ‬مناطق‭ ‬العالم‭ ‬معاناة‭ ‬من‭ ‬الإجهاد‭ ‬المائي،‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬الأكثر،‭ ‬حيث‭ ‬يتأثر‭ ‬83%‭ ‬من‭ ‬السكان‭ ‬بمحدودية‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬المورد‭ ‬الضروري‭. ‬وفي‭ ‬تقييم‭ ‬ناتاشا‭ ‬هول،‭ ‬من‭ ‬مركز‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية،‭ ‬فإن‭ ‬المنطقة‭ ‬تقف‭ ‬الآن‭ ‬عند‭ ‬نقطة‭ ‬تحول،‭ ‬إذ‭ ‬نضبت‭ ‬المياه‭ ‬الجوفية،‭ ‬أو‭ ‬أصبحت‭ ‬ملوثة،‭ ‬وتضاعف‭ ‬عدد‭ ‬السكان‭ ‬بشكل‭ ‬كبير،‭ ‬وأصبحت‭ ‬الحدود‭ ‬أكثر‭ ‬صرامة‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬مضى،‭ ‬مما‭ ‬يجعل‭ ‬إعادة‭ ‬توطين‭ ‬الأفراد‭ ‬أمرًا‭ ‬مستحيلًا،‭ ‬ويجعل‭ ‬من‭ ‬التوصل‭ ‬إلى‭ ‬اتفاقيات‭ ‬دبلوماسية‭ ‬بشأن‭ ‬تقاسم‭ ‬الموارد‭ ‬أمرًا‭ ‬بالغ‭ ‬الصعوبة‭. ‬وفيما‭ ‬أعربت‭ ‬هول،‭ ‬عن‭ ‬أسفها‭ ‬لأن‭ ‬الحوارات‭ ‬والجهود‭ ‬السابقة‭ ‬للتعاون،‭ ‬قد‭ ‬أولت‭ ‬الاستقرار‭ ‬قصير‭ ‬الأمد‭ ‬أولوية،‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬الاستدامة‭ ‬طويلة‭ ‬المدى؛‭ ‬فإن‭ ‬الانحسار‭ ‬المتسارع‭ ‬في‭ ‬مصادر‭ ‬المياه‭ ‬العذبة‭ ‬الطبيعية،‭ ‬عزز‭ ‬بدوره‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬تعاون‭ ‬أعمق،‭ ‬وتبني‭ ‬أفكار‭ ‬وتقنيات‭ ‬مبتكرة‭ ‬لتلبية‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الراهنة‭ ‬والمستقبلية‭.‬

وباعتبارها‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬دول‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬ثراءً،‭ ‬فليس‭ ‬من‭ ‬المستغرب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬في‭ ‬موقع‭ ‬أفضل‭ ‬لمواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬المتزايدة‭ ‬لانعدام‭ ‬الأمن‭ ‬المائي‭. ‬وفي‭ ‬حالة‭ ‬السعودية‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬الخصوص،‭ ‬كتب‭ ‬جون‭ ‬كالابريس،‭ ‬من‭ ‬معهد‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربية،‭ ‬أن‭ ‬الابتكار‭ ‬المستمر،‭ ‬والتنسيق‭ ‬المؤسسي‭ ‬الفعال،‭ ‬وتعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬الدولي؛‭ ‬ستكون‭ ‬عناصر‭ ‬حاسمة‭ ‬لضمان‭ ‬استمرار‭ ‬قوة‭ ‬الأمن‭ ‬المائي‭ ‬للمملكة‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬المتغيرات‭.‬

وسجلت‭ ‬شركة‭ ‬رين‭ ‬نتوورك‭ ‬لاستشارات‭ ‬المخاطر،‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬تفاقم‭ ‬أزمة‭ ‬المياه،‭ ‬سيجعل‭ ‬الماء‭ ‬موردًا‭ ‬متنازعًا‭ ‬عليه‭ ‬بشكل‭ ‬متزايد؛‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يضاعف‭ ‬من‭ ‬خطر‭ ‬الاضطرابات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والعنف‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الجماعات‭ ‬المسلحة‭ ‬غير‭ ‬الحكومية،‭ ‬والصراعات‭ ‬بين‭ ‬الدول‭. ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬التحليل‭ ‬اللاحق‭ ‬لهذه‭ ‬المنظمة،‭ ‬لديناميكيات‭ ‬الأمن‭ ‬المائي‭ ‬في‭ ‬المنطقة،‭ ‬قد‭ ‬ركز‭ ‬على‭ ‬بؤر‭ ‬التوتر‭ ‬المعروفة،‭ ‬مثل‭ ‬نهري‭ ‬دجلة‭ ‬والفرات،‭ ‬والنزاع‭ ‬بين‭ ‬مصر‭ ‬وإثيوبيا‭ ‬بشأن‭ ‬تأثير‭ ‬سد‭ ‬النهضة‭ ‬الإثيوبي‭ ‬على‭ ‬تدفق‭ ‬مياه‭ ‬نهر‭ ‬النيل؛‭ ‬فإن‭ ‬المثال‭ ‬الأبرز‭ ‬على‭ ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬لصعوبة‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬المياه‭ ‬أن‭ ‬تفاقم‭ ‬المعاناة‭ ‬الإنسانية‭ ‬وتخنق‭ ‬التنمية؛‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬القيود‭ ‬التي‭ ‬تفرضها‭ ‬إسرائيل‭ ‬على‭ ‬وصول‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬إلى‭ ‬المياه‭ ‬العذبة‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬والضفة‭ ‬الغربية‭.‬

وفي‭ ‬غزة،‭ ‬أبدت‭ ‬باولا‭ ‬نافارو،‭ ‬من‭ ‬منظمة‭ ‬أطباء‭ ‬بلا‭ ‬حدود،‭ ‬أسفها‭ ‬لاستخدام‭ ‬إسرائيل‭ ‬للمياه‭ ‬كسلاح‭ ‬حرب،‭ ‬ضد‭ ‬السكان‭ ‬المدنيين‭ ‬الفلسطينيين،‭ ‬حيث‭ ‬أدى‭ ‬قصف‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬المدنية،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬مرافق‭ ‬تحلية‭ ‬المياه‭ ‬والصرف‭ ‬الصحي،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬الحصار‭ ‬المفروض‭ ‬على‭ ‬وصول‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية،‭ ‬إلى‭ ‬إجبار‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الأشخاص‭ ‬على‭ ‬شرب‭ ‬مياه‭ ‬غير‭ ‬آمنة،‭ ‬بينما‭ ‬لا‭ ‬يحصل‭ ‬آخرون‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬يكفي‭. ‬

وعلى‭ ‬نطاق‭ ‬أوسع،‭ ‬أقرت‭ ‬هول،‭ ‬بكيفية‭ ‬تقييد‭ ‬إسرائيل‭ ‬لقدرة‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة‭ ‬على‭ ‬زراعة‭ ‬أراضيهم،‭ ‬والوصول‭ ‬إلى‭ ‬موارد‭ ‬المياه‭ ‬العذبة‭ ‬لعقود‭. ‬ووثق‭ ‬مكتب‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬لتنسيق‭ ‬الشؤون‭ ‬الإنسانية،‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬عن‭ ‬180‭ ‬مجتمعًا‭ ‬فلسطينيًا‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬وحدها‭ ‬لا‭ ‬يحصلون‭ ‬على‭ ‬المياه‭ ‬الجارية؛‭ ‬بسبب‭ ‬قطع‭ ‬إسرائيل‭ ‬المتعمد‭ ‬للمياه،‭ ‬مشيرة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الأحداث‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬والأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المحتلة‭ ‬تُعدّ‭ ‬مثالاً‭ ‬صارخاً،‭ ‬لما‭ ‬يحدث‭ ‬عندما‭ ‬تعجز‭ ‬الحكومات‭ ‬والجماعات‭ ‬والوسطاء‭ ‬عن‭ ‬حل‭ ‬التحديات‭ ‬السياسية‭ ‬التي‭ ‬تواجه‭ ‬الأمن‭ ‬المائي،‭ ‬مؤكدة‭ ‬أن‭ ‬قضية‭ ‬استدامة‭ ‬المياه‭ ‬والأمن،‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬تأجيلها‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬حيث‭ ‬إن‭ ‬محاولات‭ ‬التكيف‭ ‬مع‭ ‬الوضع‭ ‬الحالي‭ ‬تصل‭ ‬إلى‭ ‬نقطة‭ ‬الانهيار‭.‬

من‭ ‬جانبه،‭ ‬أقر‭ ‬كالابريس،‭ ‬بكيفية‭ ‬مواجهة‭ ‬دول‭ ‬مجلس‭ ‬التعاون‭ ‬الخليجي‭ ‬بعضًا‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬تحديات‭ ‬المياه‭ ‬حدة‭ ‬والناجمة‭ ‬عن‭ ‬آثار‭ ‬التمدد‭ ‬الحضري‭ ‬السريع،‭ ‬والتوسع‭ ‬الصناعي‭ ‬والزراعي،‭ ‬فضلًا‭ ‬عن‭ ‬الضغوط‭ ‬البيئية؛‭ ‬وأنه‭ ‬بسبب‭ ‬احتياطيات‭ ‬المياه‭ ‬السطحية‭ ‬والجوفية‭ ‬المحدودة،‭ ‬فإنهم‭ ‬يعتمدون‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬على‭ ‬الحلول‭ ‬كثيفة‭ ‬الطاقة‭ ‬مثل‭ ‬تحلية‭ ‬المياه‭. ‬

ومع‭ ‬استمرار‭ ‬نمو‭ ‬سكان‭ ‬المنطقة‭ -‬والمتوقع‭ ‬أن‭ ‬يتراوح‭ ‬من‭ ‬35‭ ‬مليونًا‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬40‭ ‬مليونًا‭ ‬بحلول‭ ‬نهاية‭ ‬العِقد‭ ‬الحالي‭ ‬في‭ ‬السعودية،‭ ‬فليس‭ ‬من‭ ‬المستغرب‭ ‬أن‭ ‬يُظهر‭ ‬المسح‭ ‬الذي‭ ‬أجرته‭ ‬شركة‭ ‬إيكولاب،‭ ‬قلقًا‭ ‬متزايدًا‭ ‬بنفس‭ ‬القدر‭ ‬بشأن‭ ‬إدارة‭ ‬الموارد،‭ ‬حيث‭ ‬يشعر‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬نصف‭ ‬السعوديين‭ (‬45%‭) ‬بالقلق‭ ‬الشديد‭ ‬بشأن‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬المياه‭ ‬خلال‭ ‬السنوات‭ ‬الخمس‭ ‬المقبلة،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬سكان‭ ‬الإمارات‭ ‬قلقون‭ ‬بشأن‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬المياه‭ ‬اليوم‭ (‬31‭ ‬%‭)‬،‭ ‬و‭(‬38‭ ‬%‭) ‬في‭ ‬غضون‭ ‬السنوات‭ ‬الخمس‭ ‬المُقبلة‭.‬

وعلى‭ ‬المستوى‭ ‬التقني،‭ ‬وبالنظر‭ ‬إلى‭ ‬محدودية‭ ‬موارد‭ ‬المياه‭ ‬العذبة‭ ‬الطبيعية‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج؛‭ ‬أصبحت‭ ‬تحلية‭ ‬المياه،‭ ‬عنصرًا‭ ‬أساسيًا،‭ ‬في‭ ‬استراتيجيات‭ ‬الأمن‭ ‬المائي‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭. ‬ولذلك،‭ ‬اكتسبت‭ ‬التطورات‭ ‬التكنولوجية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬أهمية‭ ‬خاصة،‭ ‬لاسيما‭ ‬تلك‭ ‬التي‭ ‬تهدف‭ ‬إلى‭ ‬تحسين‭ ‬الكفاءة‭.‬

وعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬يركّز‭ ‬برنامج‭ ‬رؤية‭ ‬السعودية‭ ‬2030،‭ ‬على‭ ‬التحول‭ ‬نحو‭ ‬إدارة‭ ‬أكثر‭ ‬كفاءة‭ ‬للمياه‭. ‬وتسعى‭ ‬وزارة‭ ‬البيئة‭ ‬والمياه‭ ‬والزراعة،‭ ‬بالمملكة‭ ‬إلى‭ ‬تلبية‭ ‬90%‭ ‬من‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬المياه‭ ‬بها‭ ‬عبر‭ ‬تحلية‭ ‬المياه‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2030‭. ‬ويعني‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الراهن،‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬سد‭ ‬عجز‭ ‬يبلغ‭ ‬4‭.‬5‭ ‬ملايين‭ ‬متر‭ ‬مكعب‭ ‬يوميًا‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬أشار‭ ‬كالابريس،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬حجم‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬محطات‭ ‬تحلية‭ ‬المياه‭ ‬مذهل،‭ ‬حيث‭ ‬خصصت‭ ‬الرياض‭ ‬80‭ ‬مليار‭ ‬دولار‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬3300‭ ‬مشروع‭ ‬مائي‭ ‬في‭ ‬أنحاء‭ ‬المملكة‭.‬

ورغم‭ ‬الأهمية‭ ‬المتزايدة‭ ‬لتحلية‭ ‬المياه،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬التحديات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالاعتماد‭ ‬الطويل‭ ‬الأمد‭ ‬عليها‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬قائمة،‭ ‬وتشمل‭ (‬ارتفاع‭ ‬التكاليف،‭ ‬والاستهلاك‭ ‬الكبير‭ ‬للطاقة‭). ‬وأكد‭ ‬كالابريس،‭ ‬على‭ ‬الدور‭ ‬المحوري‭ ‬للقطاع‭ ‬الخاص‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬التكنولوجيا،‭ ‬والبنية‭ ‬التحتية‭ ‬لهذه‭ ‬المحطات‭. ‬وتُعد‭ ‬محطة‭ ‬الشقيق3،‭ ‬التابعة‭ ‬لشركة‭ ‬أكوا‭ ‬باور‭ ‬جنوب‭ ‬غرب‭ ‬المملكة‭ ‬نموذجًا‭ ‬ناجحًا،‭ ‬حيث‭ ‬تستخدم‭ ‬مزيجًا‭ ‬من‭ ‬تقنية‭ ‬التناضح‭ ‬العكسي‭ ‬والطاقة‭ ‬الشمسية؛‭ ‬ما‭ ‬يُبرز‭ ‬إمكانات‭ ‬الدمج‭ ‬بين‭ ‬الطاقة‭ ‬المتجددة‭ ‬وإنتاج‭ ‬المياه‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬محطة‭ ‬رابغ3،‭ ‬تُظهر‭ ‬كيف‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يُحسّن‭ ‬التناضح‭ ‬العكسي‭ ‬كفاءة‭ ‬تحلية‭ ‬مياه‭ ‬البحر‭.‬

وبالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬تُعد‭ ‬تحسينات‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬عاملًا‭ ‬حيويًا‭ ‬في‭ ‬دعم‭ ‬جهود‭ ‬إعادة‭ ‬استخدام‭ ‬المياه‭. ‬وقدّرت‭ ‬شركة‭ ‬جلف‭ ‬إستيت‭ ‬أناليتكس،‭ ‬سوق‭ ‬إعادة‭ ‬استخدام‭ ‬المياه‭ ‬في‭ ‬السعودية‭ ‬بـ4‭.‬69‭ ‬مليارات‭ ‬دولار؛‭ ‬ما‭ ‬يجعلها‭ ‬ثالث‭ ‬أكبر‭ ‬سوق‭ ‬عالميًا‭ ‬بعد‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والصين‭. ‬وتسعى‭ ‬الرياض‭ ‬إلى‭ ‬إعادة‭ ‬استخدام‭ ‬100%‭ ‬من‭ ‬مياه‭ ‬الصرف‭ ‬الصحي‭ ‬المعالجة‭ ‬في‭ ‬المناطق‭ ‬الحضرية‭ ‬بحلول‭ ‬نهاية‭ ‬عام‭ ‬2025‭. ‬وأشار‭ ‬كالابريس،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬محطات‭ ‬تحلية‭ ‬المياه‭ ‬تعمل‭ ‬بشكل‭ ‬متزايد‭ ‬بالطاقة‭ ‬المتجددة،‭ ‬حيث‭ ‬تُعد‭ ‬محطة‭ ‬الخفجي،‭ ‬على‭ ‬الساحل‭ ‬الشرقي‭ ‬للسعودية‭ ‬أكبر‭ ‬منشأة‭ ‬لتحلية‭ ‬المياه‭ ‬تعمل‭ ‬بالطاقة‭ ‬الشمسية‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬مما‭ ‬يجعلها‭ ‬عنصرًا‭ ‬أساسيًا‭ ‬في‭ ‬استراتيجيتها‭ ‬المائية‭ ‬واستدامتها‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الطويل‭.‬

وفيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالاستدامة،‭ ‬أكدت‭ ‬إدارة‭ ‬التجارة‭ ‬الدولية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬أن‭ ‬أهداف‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الوطنية‭ ‬السعودية‭ ‬للمياه،‭ ‬تتركز‭ ‬حول‭ ‬ضمان‭ ‬الوصول‭ ‬المستمر‭ ‬إلى‭ ‬كميات‭ ‬كافية‭ ‬من‭ ‬المياه‭ ‬الصالحة‭ ‬للشرب‭ ‬في‭ ‬الظروف‭ ‬العادية،‭ ‬وأثناء‭ ‬حالات‭ ‬الطوارئ،‭ ‬وتعزيز‭ ‬إدارة‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬المياه،‭ ‬وتقديم‭ ‬خدمات‭ ‬مياه‭ ‬وصرف‭ ‬صحي‭ ‬فعالة‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الكلفة‭ ‬وعالية‭ ‬الجودة،‭ ‬وحماية‭ ‬موارد‭ ‬المياه،‭ ‬وتحسين‭ ‬استخدامها،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬البيئة‭ ‬المحلية‭ ‬لما‭ ‬فيه‭ ‬المصلحة‭ ‬العامة‭ ‬للمجتمع‭ ‬السعودي‭. ‬

ولأداء‭ ‬هذه‭ ‬المهمة،‭ ‬أبرز‭ ‬كالابريس،‭ ‬أهمية‭ ‬دور‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬مركز‭ ‬الابتكار‭ ‬السعودي‭ ‬لتقنيات‭ ‬المياه،‭ ‬ومعهد‭ ‬ابتكار‭ ‬تقنيات‭ ‬المياه‭ ‬والأبحاث‭ ‬المتقدمة؛‭ ‬في‭ ‬تشجيع‭ ‬الابتكار،‭ ‬ودعم‭ ‬الحلول‭ ‬المحلية،‭ ‬التي‭ ‬تعزز‭ ‬استدامة‭ ‬المياه‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج‭. ‬كما‭ ‬أشار‭ ‬إلى‭ ‬عامل‭ ‬آخر‭ ‬لا‭ ‬يقل‭ ‬أهمية،‭ ‬وهو‭ ‬تشجيع‭ ‬السعودية‭ ‬المتزايد‭ ‬لمشاركة‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬تحلية‭ ‬المياه،‭ ‬بهدف‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬مشاركة‭ ‬كاملة‭ ‬لهذا‭ ‬القطاع‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2030‭. ‬

إلى‭ ‬جانب‭ ‬ذلك،‭ ‬يُعد‭ ‬رفع‭ ‬الوعي‭ ‬العام‭ ‬بأهمية‭ ‬ترشيد‭ ‬استهلاك‭ ‬المياه‭ ‬أمرًا‭ ‬محوريًا‭. ‬وبحسب‭ ‬استطلاع‭ ‬أجرته‭ ‬شركة‭ ‬إيكولاب؛‭ ‬أظهر60%‭ ‬من‭ ‬المستهلكين‭ ‬السعوديين‭ ‬أنهم‭ ‬توقفوا‭ ‬عن‭ ‬استخدام،‭ ‬أو‭ ‬شراء‭ ‬منتجات‭ ‬تستهلك‭ ‬كميات‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬المياه‭ ‬في‭ ‬تصنيعها،‭ ‬بينما‭ ‬أعرب‭ ‬76%‭ ‬عن‭ ‬استعدادهم‭ ‬لدفع‭ ‬مبالغ‭ ‬إضافية‭ ‬لضمان‭ ‬استدامة‭ ‬أفضل‭. ‬أما‭ ‬في‭ ‬الإمارات،‭ ‬فالنسبة‭ ‬ترتفع‭ ‬إلى‭ ‬70%،‭ ‬و89%‭ ‬على‭ ‬التوالي‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالتوقف‭ ‬عن‭ ‬استخدام‭ ‬هذه‭ ‬المنتجات‭.‬

وبالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬تحسين‭ ‬التكنولوجيا،‭ ‬ووضع‭ ‬استراتيجيات‭ ‬وطنية‭ ‬متماسكة‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص،‭ ‬باتت‭ ‬دول‭ ‬الخليج،‭ ‬محركًا‭ ‬رئيسيًا،‭ ‬للجهود‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الدولية،‭ ‬لتعزيز‭ ‬الأمن‭ ‬المائي‭ ‬عالميًا‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬الإطار،‭ ‬أشار‭ ‬كالابريس،‭ ‬إلى‭ ‬بروز‭ ‬السعودية،‭ ‬كقائد‭ ‬عالمي‭ ‬في‭ ‬دبلوماسية‭ ‬المياه،‭ ‬مستثمرة‭ ‬خبراتها‭ ‬ومواردها‭ ‬لمعالجة‭ ‬تحديات‭ ‬ندرة‭ ‬المياه‭ ‬محليًا‭ ‬ودوليًا‭.‬

وخلال‭ ‬رئاستها‭ ‬لمجموعة‭ ‬العشرين‭ ‬عام‭ ‬2020،‭ ‬شددت‭ ‬السعودية‭ ‬على‭ ‬قضية‭ ‬الأمن‭ ‬المائي‭ ‬العالمي،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إطلاق‭ ‬حوار‭ ‬المياه،‭ ‬واستضافة‭ ‬قمة‭ ‬جمعت‭ ‬مسؤولين‭ ‬وممثلين‭ ‬عن‭ ‬القطاع‭ ‬الزراعي‭ ‬من‭ ‬مختلف‭ ‬دول‭ ‬العالم؛‭ ‬لمناقشة‭ ‬خطوات‭ ‬عملية‭ ‬لتحسين‭ ‬الأمنين‭ ‬المائي‭ ‬والغذائي‭. ‬وتبع‭ ‬ذلك‭ ‬إنشاء‭ ‬المنظمة‭ ‬العالمية‭ ‬للمياه،‭ ‬ومقرها‭ ‬الرياض‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬والتي‭ ‬ذكرت‭ ‬مجلة‭ ‬فوربس،‭ ‬أنها‭ ‬خصصت‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬6‭ ‬مليارات‭ ‬دولار‭ ‬لمشاريع‭ ‬المياه‭ ‬والصرف‭ ‬الصحي‭ ‬عالميًا‭. ‬وفي‭ ‬أكتوبر‭ ‬2024،‭ ‬وقّع‭ ‬الصندوق‭ ‬السعودي‭ ‬للتنمية،‭ ‬مذكرة‭ ‬تعاون‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬المنظمة؛‭ ‬لوضع‭ ‬إطار‭ ‬تمويلي‭ ‬لاستدامة‭ ‬المياه‭ ‬عالميًا‭.‬

وفي‭ ‬أبريل‭ ‬2025،‭ ‬استضافت‭ ‬الرياض،‭ ‬الاجتماع‭ ‬الأول‭ ‬للمنتدى‭ ‬العالمي‭ ‬الحادي‭ ‬عشر‭ ‬للمياه،‭ ‬الذي‭ ‬جمع‭ ‬كبار‭ ‬العلماء‭ ‬والخبراء‭ ‬وصانعي‭ ‬السياسات‭. ‬وخلال‭ ‬المنتدى،‭ ‬أكد‭ ‬لويك‭ ‬فوشون،‭ ‬رئيس‭ ‬المجلس‭ ‬العالمي‭ ‬للمياه،‭ ‬أنه‭ ‬بعد‭ ‬وضع‭ ‬إطار‭ ‬عمل‭ ‬شامل‭ ‬لإدارة‭ ‬المياه،‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬الطريق‭ ‬طويلًا،‭ ‬لكننا‭ ‬واثقون‭ ‬من‭ ‬أننا‭ ‬نسير‭ ‬في‭ ‬الاتجاه‭ ‬الصحيح‭ ‬نحو‭ ‬حلول‭ ‬حقيقية،‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬تغيير‭ ‬حياة‭ ‬الناس‭.‬

وفي‭ ‬ضوء‭ ‬هذا‭ ‬الدور‭ ‬الرائد‭ ‬للسعودية،‭ ‬سواء‭ ‬كقائد‭ ‬دبلوماسي،‭ ‬أو‭ ‬محرّك‭ ‬للتقدم‭ ‬التكنولوجي،‭ ‬أو‭ ‬مبتكر‭ ‬لاستراتيجية‭ ‬وطنية‭ ‬متكاملة‭ ‬لاستدامة‭ ‬المياه؛‭ ‬خلص‭ ‬كالابريس،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬النهج‭ ‬السعودي‭ ‬يمهد‭ ‬الطريق‭ ‬لتحسين‭ ‬الأمن‭ ‬المائي‭ ‬في‭ ‬العقود‭ ‬المقبلة،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الخليج،‭ ‬بل‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬العالم،‭ ‬مع‭ ‬تركيزها‭ ‬على‭ ‬الابتكار‭ ‬المستمر،‭ ‬وتعزيز‭ ‬التعاون‭ ‬الدولي؛‭ ‬ما‭ ‬يُعد‭ ‬أمرًا‭ ‬حاسمًا‭ ‬لضمان‭ ‬أمنها‭ ‬المائي‭ ‬طويل‭ ‬الأمد‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬التحديات‭ ‬المتطورة‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬وكما‭ ‬أشارت‭ ‬هول،‭ ‬فإن‭ ‬عامل‭ ‬الوقت‭ ‬يظل‭ ‬حاسمًا‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬حيث‭ ‬يصبح‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬الدفع‭ ‬نحو‭ ‬التغيير‭ ‬بين‭ ‬الجهات‭ ‬المستفيدة‭ ‬من‭ ‬الوضع‭ ‬الراهن‭ ‬غير‭ ‬القابل‭ ‬للاستمرار‭. ‬ولتحقيق‭ ‬ذلك،‭ ‬ينبغي‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬أن‭ ‬تحشد‭ ‬المسؤولين‭ ‬الحكوميين‭ ‬والخبراء،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬المانحين‭ ‬وأصحاب‭ ‬المصلحة‭ ‬الدوليين،‭ ‬لإيجاد‭ ‬الحلول‭ ‬المناسبة‭ ‬في‭ ‬أسرع‭ ‬وقت‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا