العدد : ١٧١٩٥ - الاثنين ٢١ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٣ شوّال ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٩٥ - الاثنين ٢١ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ٢٣ شوّال ١٤٤٦هـ

مقالات

استراتيجيات لتوطين صناعة الأدوية وتنويع الاقتصاد

بقلم: رجل الأعمال المهندس إسماعيل الصراف

الأحد ٢٠ أبريل ٢٠٢٥ - 02:00

في‭ ‬ظل‭ ‬المتغيرات‭ ‬العالمية‭ ‬المتسارعة،‭ ‬بات‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬أن‭ ‬تتبنى‭ ‬البحرين‭ ‬استراتيجيات‭ ‬استباقية‭ ‬تضمن‭ ‬أمنها‭ ‬الدوائي‭ ‬وتعزز‭ ‬استدامة‭ ‬اقتصادها‭ ‬عبر‭ ‬تطوير‭ ‬قطاع‭ ‬صناعة‭ ‬الأدوية‭ ‬محليًا‭. ‬هذه‭ ‬الخطوة‭ ‬لا‭ ‬تندرج‭ ‬فقط‭ ‬ضمن‭ ‬مساعي‭ ‬تنويع‭ ‬مصادر‭ ‬الدخل،‭ ‬بل‭ ‬تمثل‭ ‬محورًا‭ ‬استراتيجيًا‭ ‬يمس‭ ‬الأمن‭ ‬الصحي،‭ ‬ويعزز‭ ‬المكانة‭ ‬الإقليمية‭ ‬والدولية‭ ‬للمملكة‭ ‬في‭ ‬مجالات‭ ‬البحث‭ ‬والتطوير،‭ ‬والتصنيع‭ ‬الدوائي‭ ‬الحديث‭.‬

البدء‭ ‬في‭ ‬تصنيع‭ ‬الأدوية‭ ‬داخل‭ ‬البحرين‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬تقليل‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬الاستيراد،‭ ‬ما‭ ‬ينعكس‭ ‬إيجابًا‭ ‬على‭ ‬الميزانية‭ ‬العامة‭ ‬ويخفف‭ ‬من‭ ‬تقلبات‭ ‬التكاليف‭ ‬المرتبطة‭ ‬بأسعار‭ ‬الشحن‭ ‬والإمداد‭ ‬العالمي‭. ‬هذا‭ ‬التوجه‭ ‬لا‭ ‬يعزز‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬الاستدامة‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬بل‭ ‬يخلق‭ ‬دورة‭ ‬اقتصادية‭ ‬محلية‭ ‬نشطة‭ ‬تشمل‭ ‬التصنيع،‭ ‬والتوزيع،‭ ‬والتصدير،‭ ‬ما‭ ‬يدعم‭ ‬الناتج‭ ‬المحلي‭ ‬ويوفر‭ ‬فرصًا‭ ‬جديدة‭ ‬للنمو‭.‬

ومن‭ ‬أهم‭ ‬الآثار‭ ‬المباشرة‭ ‬لهذا‭ ‬التوجه‭ ‬هو‭ ‬توفير‭ ‬فرص‭ ‬عمل‭ ‬نوعية‭ ‬للبحرينيين،‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬خطوط‭ ‬الإنتاج‭ ‬أو‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬البحث‭ ‬الصيدلي،‭ ‬أو‭ ‬إدارة‭ ‬سلاسل‭ ‬الإمداد‭ ‬والتوزيع‭. ‬وإلى‭ ‬جانب‭ ‬ذلك،‭ ‬يمكن‭ ‬للبحرين‭ ‬أن‭ ‬تفتح‭ ‬آفاقًا‭ ‬جديدة‭ ‬أمام‭ ‬المختبرات‭ ‬الصيدلانية‭ ‬عبر‭ ‬إنشاء‭ ‬مراكز‭ ‬بحوث‭ ‬وطنية‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬تركيبات‭ ‬دوائية‭ ‬مبتكرة‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬الجامعات‭ ‬المحلية‭ ‬والخبرات‭ ‬الدولية،‭ ‬ما‭ ‬يعزز‭ ‬من‭ ‬جودة‭ ‬الابتكار‭ ‬ويمنح‭ ‬المملكة‭ ‬ريادة‭ ‬إقليمية‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭.‬

ولضمان‭ ‬تنافسية‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬اعتماد‭ ‬المعايير‭ ‬العالمية‭ ‬في‭ ‬تصميم‭ ‬وتشغيل‭ ‬المختبرات‭ ‬الصيدلانية،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬نظم‭ ‬الجودة،‭ ‬ودقة‭ ‬التحاليل،‭ ‬وسلامة‭ ‬المنتجات‭. ‬ثم‭ ‬إن‭ ‬التحول‭ ‬إلى‭ ‬استخدام‭ ‬الشريط‭ ‬الإلكتروني‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬الورقي‭ ‬على‭ ‬علب‭ ‬الأدوية‭ ‬يسهم‭ ‬في‭ ‬تعزيز‭ ‬الشفافية،‭ ‬وتوضيح‭ ‬مكونات‭ ‬الأدوية‭ ‬بشكل‭ ‬آن‭ ‬ودقيق،‭ ‬ويقلل‭ ‬من‭ ‬وزن‭ ‬وتكاليف‭ ‬الشحن‭ ‬والتوزيع،‭ ‬ما‭ ‬يمنح‭ ‬الصناعة‭ ‬المحلية‭ ‬ميزة‭ ‬تنافسية‭ ‬إضافية‭.‬

البحرين‭ ‬مؤهلة‭ ‬كذلك‭ ‬لتكون‭ ‬مركزًا‭ ‬إقليميًا‭ ‬لإدارة‭ ‬المختبرات‭ ‬وصناعة‭ ‬الأدوية،‭ ‬حيث‭ ‬يمكن‭ ‬استقطاب‭ ‬الشركات‭ ‬الدولية‭ ‬لإقامة‭ ‬شراكات‭ ‬استراتيجية،‭ ‬ونقل‭ ‬المعرفة،‭ ‬وتطوير‭ ‬الصناعات‭ ‬الحيوية‭ ‬محليًا‭. ‬هذا‭ ‬المركز‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يلعب‭ ‬دورًا‭ ‬مهمًا‭ ‬في‭ ‬تلميع‭ ‬اسم‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬المحافل‭ ‬الدولية،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬كدولة‭ ‬منتجة،‭ ‬بل‭ ‬كمحور‭ ‬للابتكار‭ ‬الدوائي‭ ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬والمنطقة‭.‬

التوسع‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬الأدوية‭ ‬يمهد‭ ‬الطريق‭ ‬أيضًا‭ ‬نحو‭ ‬أسواق‭ ‬التصدير‭ ‬الخليجية‭ ‬والدولية،‭ ‬ولا‭ ‬سيما‭ ‬إذا‭ ‬تم‭ ‬اعتماد‭ ‬شهادات‭ ‬جودة‭ ‬عالمية‭ ‬تتيح‭ ‬للمنتجات‭ ‬البحرينية‭ ‬دخول‭ ‬الأسواق‭ ‬الأوروبية‭ ‬والآسيوية‭ ‬بثقة‭ ‬ومصداقية‭. ‬كما‭ ‬أن‭ ‬تعزيز‭ ‬البيئة‭ ‬التنظيمية‭ ‬لتسجيل‭ ‬الأدوية‭ ‬وتسريع‭ ‬الموافقات‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يجعل‭ ‬البحرين‭ ‬بيئة‭ ‬مثالية‭ ‬للمصنّعين‭ ‬العالميين‭ ‬الباحثين‭ ‬عن‭ ‬قاعدة‭ ‬تشغيل‭ ‬مرنة‭ ‬ومنظمة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬

تحت‭ ‬قيادة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬المعظم،‭ ‬وبدعم‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬مجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬حفظهم‭ ‬الله‭ ‬ورعاهم،‭ ‬تستمر‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬طرح‭ ‬مشاريع‭ ‬نوعية‭ ‬تعزز‭ ‬من‭ ‬مكانتها‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والصحية‭ ‬على‭ ‬حد‭ ‬سواء‭. ‬تصنيع‭ ‬الأدوية‭ ‬محليًا‭ ‬ليس‭ ‬مجرد‭ ‬قطاع،‭ ‬بل‭ ‬استراتيجية‭ ‬وطنية‭ ‬تنسجم‭ ‬مع‭ ‬أهداف‭ ‬الاستدامة،‭ ‬وتفتح‭ ‬أبوابًا‭ ‬واسعة‭ ‬للبحرين‭ ‬لتكون‭ ‬رائدة‭ ‬في‭ ‬صناعة‭ ‬تعتمد‭ ‬على‭ ‬المعرفة‭ ‬والبحث‭ ‬والتطوير،‭ ‬في‭ ‬خدمة‭ ‬شعبها‭ ‬وشركائها‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭.‬

 

ماجستير‭ ‬تنفيذي‭ ‬بالإدارة‭ ‬من‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ (‬EMBA‭)‬

عضو‭ ‬بمعهد‭ ‬المهندسين‭ ‬والتكنولوجيا‭ ‬البريطانية‭ ‬العالمية‭ (‬MIET‭)‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا