دبـــلــــومــــاســـيـة تـــعـــكــس روح الـــبــحــريـــن
دبلوماسيون عرب وأجانب: «ضيافة» ليس مجرد تدريب بل تجربة إنسانية متكاملة
أكدت الدكتورة الشيخة منيرة بنت خليفة آل خليفة، المدير العام لأكاديمية محمد بن مبارك آل خليفة للدراسات الدبلوماسية أن النسخة الخامسة من برنامج «ضيافة» حققت نجاحًا باهرًا، مشيرة إلى أن البرنامج لم يكن مجرد نشاط تدريبي، بل تجربة إنسانية ودبلوماسية متكاملة جمعت بين الماضي والحاضر واستشرفت المستقبل.
وأوضحت خلال الحفل الختامي للبرنامج أن الدبلوماسيين عاشوا تجربة ثرية في البحرين، شملت زيارات ميدانية لمواقع تاريخية ومؤسسات سياسية وثقافية، تعرفوا خلالها على هوية البحرين، ونهجها القائم على الحوار، والكرامة، والاستدامة.
وأضافت أن البرنامج جسد جوهر الدبلوماسية الحقيقية التي تنبع من التفاهم الإنساني والصداقة، مؤكدة أن العلاقات التي نشأت بين المشاركين تمثل أعظم إنجاز تحقق، مؤكدة أن البحرين ستبقى وطنًا ثانيًا لكل من شارك فيه.
وأضافت الدكتورة الشيخة منيرة بنت خليفة آل خليفة، المدير العام لأكاديمية محمد بن مبارك آل خليفة للدراسات الدبلوماسية، أن برنامج الدبلوماسيين الدوليين «ضيافة» يعد نموذجاً واعداً ومهماً يقوم على مبادئ جميلة، ويهدف إلى مد الجسور مع الدبلوماسيين المعتمدين لدى مملكة البحرين خصوصا أولئك الذين لم يسبق لهم زيارتها.
وأوضحت أن البرنامج يمثل فرصة لبناء شراكات وعلاقات دبلوماسية وترويج صورة البحرين إلى جانب إيصال رسالتها الدبلوماسية إلى العالم الخارجي، سواء للبعثات الدبلوماسية الموجودة في المملكة أو خارجها.
وبينت أن الأكاديمية عاما بعد عام تواصل تنويع مشاريع البرنامج وإضافة محطات جديدة حيث شمل في هذه النسخة التعريف بتاريخ البحرين، إلى جانب زيارة سباق الفورمولا 1 بروح بحرينية مميزة، وزيارة وزارة الخارجية للاطلاع على أهم المبادئ التي ترتكز عليها السياسة الخارجية البحرينية، والمبنية على احترام حقوق الإنسان، السلام، والتنمية المستدامة.
وأشارت الشيخة منيرة إلى أن النسخة الخامسة من البرنامج تضم 23 دبلوماسياً، في حين بلغ عدد خريجي البرنامج منذ انطلاقته أكثر من 113 دبلوماسياً من مختلف أنحاء العالم، من دول بعيدة مثل كولومبيا والبرازيل واليابان، إلى جانب الدول القريبة والصديقة.
وأكدت أن البرنامج لا يقتصر فقط على تعريف المشاركين بالبحرين، بل يسهم أيضاً في بناء جسور بين الدبلوماسيين أنفسهم، إذ يتيح لهم تكوين علاقات من بداية مسيرتهم الدبلوماسية مشيرة إلى أن جمال البرنامج يتجلى في نهايته عندما يلتقي المشاركون لاحقا في محافل دولية مثل الأمم المتحدة.
كما نوهت بأن وزارة الخارجية بصفتها المظلة الرسمية للأكاديمية، تسعى من خلال هذا البرنامج إلى بناء جسور دبلوماسية لتعريف المشاركين بتاريخ البحرين، وتقديم صورة مشرفة عنها بطريقة غير تقليدية، حيث يعيش الدبلوماسي الأجنبي في البحرين مدة أسبوعين، يتجول خلالها في المنامة وسوق المحرق، ويحضر فعاليات مثل الفورمولا 1 ويتفاعل مع المواطنين، ليشعر بجوهر البحرين ويعيشها، بدلاً من الاكتفاء بقراءتها ضمن ملفات السياسة الخارجية.
وفيما يتعلق بآلية اختيار المشاركين، أوضحت الشيخة منيرة أن هناك معايير محددة، أبرزها مبدأ المعاملة بالمثل حيث تُوجه الدعوات إلى الدول التي تدعو البحرين بشكل مستمر، سواء القريبة أو الشقيقة أو حتى الدول البعيدة التي لا توجد بها سفارات بحرينية. ويُمنح الأولوية للدبلوماسيين الذين لم يسبق لهم زيارة البحرين، ويغطّون المملكة في عملهم اليومي، مؤكدةً أن البرنامج نجح في تكوين سمعة طيبة، ما يجعله محل إقبال متزايد من المتقدمين عاما بعد عام.
اهتمام البحرينيين بالتبادل الثقافي
ومن جانب آخر أعربت الدبلوماسية اليابانية يوري عن شكرها لحكومة مملكة البحرين ووزارة الخارجية، مشيدة بفترة التدريب ضمن برنامج «ضيافة» الذي وصفته بالممتاز في تعزيز العلاقات بين مملكة البحرين ودول العالم.
وأوضحت يوري أن تجربتها الدبلوماسية خلال البرنامج كشفت عن اهتمام واضح من الشعب البحريني بالثقافة المحلية، مشيرةً إلى أن العديد من البحرينيين يبذلون جهوداً ملموسة للتعرف على العادات اليابانية، مما يعكس رغبتهم في تعزيز العلاقات مع اليابان.
وأضافت أن اليابانيين بدورهم يجب أن يتعرفوا على جمال مملكة البحرين، مؤكدة أنها كانت تحب البحرين قبل مشاركتها في البرنامج، لكن هذه المشاركة زادت من محبتها لها.
واختتمت تصريحها بالقول إن البرنامج رائع، لا سيما في ما يتعلق بالترحيب مؤكدةً أن مشاعرها يصعب التعبير عنها بالكلمات، واصفة المبادرة بأنها وسيلة ممتازة لتعزيز التعاون بين الدول.
نموذج فعال لنشر الثقافة وتعزيز الثقة بالشباب
أشادت الدبلوماسية المغربية فرح قرموح بالدبلوماسية البحرينية ووصفتها بأنها دبلوماسية فعالة تأخذ بعين الاعتبار مختلف المتغيرات والتحولات، وقادرة على دمجها في برامج نوعية مثل برنامج «ضيافة»، الذي اعتبرته خير مثال على قدرة البحرين في توظيف المواهب والطاقات لنشر قيمها والتعريف بثقافتها بأفضل صورة.
وأوضحت أن البرنامج أتاح لها فرصة التعرف على مملكة البحرين من قرب، حيث أُعجبت بالثقة التي يتحلى بها الشباب البحريني لتحقيق أهدافهم، إلى جانب الدعم والتشجيع الذي توفره الحكومة البحرينية لهم، مشيدة بالثقة الكبيرة التي توليها الدولة لفئة الشباب.
وأضافت أن أكثر ما لفت انتباهها خلال مشاركتها هو كرم الضيافة البحريني، والحرص الكبير من طاقم البرنامج على توفير أفضل تجربة للمشاركين، مشيرةً إلى أن هذه المبادرة تمثل مصدر إلهام لها في التفكير بكيفية تطبيق ما تعلمته من التجربة البحرينية عند عودتها إلى المغرب، مؤكدة أنها ستنقل الكثير من هذه التجربة إلى بلدها.
البحرين تبرز قوتها الناعمة في الدبلوماسية
أكدت الدبلوماسية الكندية فريدة أن أكثر ما لفت نظرها في برنامج «ضيافة» هو تنوع المحاور والبرامج التي شملها، والتي غطت مختلف المجالات الدبلوماسية بشكل يعكس أولويات مملكة البحرين بطريقة عملية ومباشرة.
وأشادت بكرم الضيافة الذي أبدته حكومة البحرين، معتبرة أنه يجسد الثقافة البحرينية الأصيلة، ويظهر بوضوح ما تمتلكه المملكة من «قوى ناعمة» يمكن أن تكون فعالة للغاية في المجال الدبلوماسي.
كما شددت على أهمية العلاقات الإنسانية في العمل الدبلوماسي، مشيرة إلى أنها تمكنت من بناء علاقات مميزة خلال وجودها في البحرين، متمنية أن تبقى العلاقات بين كندا ومملكة البحرين قوية ومستمرة.
الدبلوماسية البحرينية متجذرة في التاريخ
وأعرب محمد من وزارة الخارجية في تركمانستان عن شكره لحكومة مملكة البحرين على تنظيم برنامج «ضيافة» مشيدًا بمستوى التنظيم العالي الذي أتاح للمشاركين فرصة التعرف على ثقافة المملكة وسياستها، إلى جانب الاطلاع على جولات داخل الوزارة.
وأكد أن البرنامج سيسهم في تعزيز وتطوير التعاون مع الدول الشقيقة ودول متعددة، من خلال تقوية العلاقات الدبلوماسية، مشيرًا إلى أن مثل هذه المبادرات تلعب دورًا مهما في هذا المجال. واعتبر محمد أن الدبلوماسية البحرينية تتسم بالوحدة وتقوم على الحلول السلمية والمناقشة الإيجابية، مؤكدًا أنها دبلوماسية تاريخية متجذرة تعود جذورها إلى أعماق التاريخ.
وأشار إلى أن البرنامج قدّم له الكثير من الفوائد، من بينها تعلم أساليب التعامل مع الدول الشقيقة والدول المختلفة، مؤكدًا أنه سيطبّق ما اكتسبه من معرفة خلال عمله في وزارة الخارجية، من خلال تبادل الخبرات مع زملائه الدبلوماسيين.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك