العدد : ١٧١٩٣ - السبت ١٩ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ٢١ شوّال ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٩٣ - السبت ١٩ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ٢١ شوّال ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

قطاع الصحة البحريني في مسار التنمية المستدامة

مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية

الجمعة ١٨ أبريل ٢٠٢٥ - 02:00

أن‭ ‬يحيا‭ ‬الإنسان‭ ‬حياة‭ ‬مديدة‭ ‬منعمًا‭ ‬فيها‭ ‬بالصحة‭ ‬الجيدة،‭ ‬ذلك‭ ‬هو‭ ‬العمود‭ ‬الأول‭ ‬في‭ ‬المقياس‭ ‬الأممي‭ ‬للتنمية‭ ‬البشرية،‭ ‬ومن‭ ‬دونه‭ ‬لا‭ ‬تستقيم‭ ‬الأعمدة‭ ‬الأخرى‭: ‬‮«‬التعليم،‭ ‬واكتساب‭ ‬الدخل‮»‬،‭ ‬ويُعزى‭ ‬تصنيف‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ضمن‭ ‬الدول‭ ‬ذات‭ ‬التنمية‭ ‬البشرية‭ ‬المرتفعة‭ ‬جدًا‭ ‬‭ ‬منذ‭ ‬صدور‭ ‬المؤشر‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬التسعينيات‭ ‬وحتى‭ ‬اليوم‭ ‬إلى‭ ‬التقدم‭ ‬الملحوظ‭ ‬الذي‭ ‬أحرزته‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الصحي‭.‬

وقد‭ ‬كان‭ ‬القطاع‭ ‬الصحي‭ ‬من‭ ‬أوائل‭ ‬القطاعات‭ ‬التي‭ ‬أولتها‭ ‬الحكومة‭ ‬البحرينية‭ ‬اهتمامًا‭ ‬بالغًا،‭ ‬حتى‭ ‬قبل‭ ‬الاستقلال،‭ ‬حيث‭ ‬عملت‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬المجانية‭ ‬لكل‭ ‬من‭ ‬يعيش‭ ‬على‭ ‬أرضها‭. ‬وتشير‭ ‬بيانات‭ ‬‮«‬الأمم‭ ‬المتحدة‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬معدل‭ ‬الوفيات‭ ‬بها‭ ‬انخفض‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1970‭ ‬إلى‭ ‬8‭.‬7‭ ‬لكل‭ ‬ألف‭ ‬من‭ ‬السكان،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬21.6‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1955،‭ ‬كما‭ ‬تراجع‭ ‬معدل‭ ‬وفيات‭ ‬الأطفال‭ ‬لكل‭ ‬ألف‭ ‬إلى‭ ‬74،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬183‭. ‬وبعد‭ ‬الاستقلال،‭ ‬توسعت‭ ‬الحكومة‭ ‬في‭ ‬إنشاء‭ ‬المراكز‭ ‬الصحية،‭ ‬فشهد‭ ‬عقد‭ ‬السبعينيات‭ ‬افتتاح‭ ‬مركز‭ ‬ابن‭ ‬سينا‭ ‬الصحي،‭ ‬ومركز‭ ‬السلمانية‭ ‬الصحي،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬تدشين‭ ‬برنامج‭ ‬طبيب‭ ‬العائلة،‭ ‬والتوسع‭ ‬في‭ ‬برامج‭ ‬الصحة‭ ‬الوقائية،‭ ‬وتنمية‭ ‬الوعي‭ ‬الصحي؛‭ ‬ما‭ ‬أسهم‭ ‬في‭ ‬خفض‭ ‬معدل‭ ‬الوفيات‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬1980‭ ‬إلى‭ ‬4.8‭ ‬لكل‭ ‬ألف،‭ ‬ومعدل‭ ‬وفيات‭ ‬الأطفال‭ ‬إلى‭ ‬33‭.‬

وفي‭ ‬العقد‭ ‬التالي،‭ ‬واصلت‭ ‬البحرين‭ ‬جهودها‭ ‬الصحية،‭ ‬فانخفض‭ ‬معدل‭ ‬الوفيات‭ ‬إلى‭ ‬3‭.‬6‭ ‬لكل‭ ‬ألف،‭ ‬ومعدل‭ ‬وفيات‭ ‬الأطفال‭ ‬إلى‭ ‬16،‭ ‬وارتفع‭ ‬متوسط‭ ‬العمر‭ ‬المتوقع‭ ‬عند‭ ‬الولادة‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬70‭ ‬عامًا‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كان‭ ‬58‭ ‬عامًا‭ ‬في‭ ‬أوائل‭ ‬الستينيات‭. ‬وفي‭ ‬التسعينيات،‭ ‬تحول‭ ‬مركز‭ ‬السلمانية‭ ‬إلى‭ ‬مجمع‭ ‬صحي‭ ‬شامل،‭ ‬وارتفع‭ ‬عدد‭ ‬المستشفيات‭ ‬الحكومية‭ ‬إلى‭ ‬9،‭ ‬والمراكز‭ ‬الصحية‭ ‬إلى‭ ‬19‭. ‬كما‭ ‬بدأ‭ ‬التعليم‭ ‬الطبي‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬الكلية‭ ‬الملكية‭ ‬للجراحين‭ ‬في‭ ‬إيرلندا،‭ ‬ما‭ ‬واكبه‭ ‬انخفاض‭ ‬في‭ ‬معدل‭ ‬الوفيات‭ ‬إلى‭ ‬3‭.‬2‭ ‬لكل‭ ‬ألف‭ ‬من‭ ‬السكان،‭ ‬ومعدل‭ ‬وفيات‭ ‬الأطفال‭ ‬إلى‭ ‬11‭. ‬واستمرت‭ ‬وتيرة‭ ‬التطور،‭ ‬فشهد‭ ‬العِقد‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬الألفية‭ ‬الجديدة‭ ‬تدشين‭ ‬الجامعة‭ ‬الطبية‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2004،‭ ‬ما‭ ‬أضاف‭ ‬دفعة‭ ‬قوية‭ ‬لمنظومة‭ ‬التعليم‭ ‬والرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬في‭ ‬البلاد‭.‬

ومنذ‭ ‬توليه‭ ‬المسؤولية‭ ‬عام‭ ‬1999،‭ ‬احتل‭ ‬الاهتمام‭ ‬بالرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬مكان‭ ‬الأولوية‭ ‬في‭ ‬رؤية‭ ‬جلالة‭ ‬الملك،‭ ‬فعمل‭ ‬على‭ ‬تنفيذ‭ ‬رؤيته،‭ ‬التي‭ ‬توسعت‭ ‬في‭ ‬مضمون‭ ‬حق‭ ‬الإنسان‭ ‬في‭ ‬الصحة،‭ ‬بحيث‭ ‬لا‭ ‬يقتصر‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الرؤية‭ ‬على‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية‭ ‬المستمرة،‭ ‬بل‭ ‬يمتد‭ ‬إلى‭ ‬سلامة‭ ‬الفرد‭ ‬البدنية‭ ‬والعقلية‭ ‬والاجتماعية،‭ ‬وحصوله‭ ‬على‭ ‬الماء‭ ‬النظيف،‭ ‬والسكن‭ ‬الصحي‭ ‬الملائم،‭ ‬والغذاء‭ ‬الصحي‭ ‬الكافي،‭ ‬والبقاء‭ ‬في‭ ‬ظروف‭ ‬آمنة‭ ‬صحية،‭ ‬وبيئة‭ ‬سليمة،‭ ‬وجاء‭ ‬الميثاق‭ ‬الوطني‭ ‬ودستور‭ ‬المملكة‭ ‬ليقنن‭ ‬هذا‭ ‬الحق‭. ‬

وفي‭ ‬ضوء‭ ‬هذه‭ ‬الرؤية،‭ ‬دشن‭ ‬‮«‬جلالة‭ ‬الملك‮»‬،‭ ‬‮«‬الاستراتيجية‭ ‬الصحية‭ ‬الجديدة‭ ‬2002‭ ‬‭ ‬2010‮»‬،‭ ‬ووفر‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬الميزانية‭ ‬العامة‭ ‬المخصصات‭ ‬المالية‭ ‬اللازمة،‭ ‬ومع‭ ‬التقدم‭ ‬المحرز‭ ‬في‭ ‬الرعاية‭ ‬الصحية،‭ ‬أخذت‭ ‬المملكة‭ ‬تتوجه‭ ‬كي‭ ‬تكون‭ ‬مركزًا‭ ‬إقليميًا‭ ‬للسياحة‭ ‬العلاجية،‭ ‬وتطور‭ ‬مفهوم‭ ‬طبيب‭ ‬العائلة،‭ ‬وصدر‭ ‬نظام‭ ‬جديد‭ ‬للتأمين‭ ‬الصحي،‭ ‬يعتمد‭ ‬المنافسة‭ ‬والتعاون‭ ‬بين‭ ‬القطاعين‭ ‬العام‭ ‬والخاص،‭ ‬وتطوير‭ ‬التعليم‭ ‬الطبي،‭ ‬وإنشاء‭ ‬مركز‭ ‬طوارئ‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬محافظة‭.‬

وشهد‭ ‬العِقد‭ ‬الأول‭ ‬للألفية‭ ‬طفرة‭ ‬للخدمات‭ ‬الصحية،‭ ‬فارتفعت‭ ‬ميزانية‭ ‬‮«‬وزارة‭ ‬الصحة‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬196‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭ ‬في‭ ‬2010،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كانت‭ ‬76‭ ‬مليون‭ ‬دينار‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2000،‭ ‬وارتفع‭ ‬عدد‭ ‬المستشفيات‭ ‬الحكومية‭ ‬الخاصة،‭ ‬والمراكز‭ ‬الصحية‭ ‬والعيادات‭ ‬الحكومية‭ ‬إلى‭ ‬48،‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬كانت‭ ‬34،‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬تدشين‭ ‬مشروع‭ ‬الواحة‭ ‬الصحية،‭ ‬ونواته‭ ‬جامعة‭ ‬البحرين‭ ‬الطبية،‭ ‬ومستشفى‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬الجامعي،‭ ‬ومجمع‭ ‬البحرين‭ ‬الصحي‭ ‬الصحراوي،‭ ‬ومشروع‭ ‬المدارس‭ ‬المعززة‭ ‬للصحة،‭ ‬وبناء‭ ‬واحدة‭ ‬من‭ ‬كبرى‭ ‬مستشفيات‭ ‬علاج‭ ‬السكري‭ ‬في‭ ‬الخليج،‭ ‬وأول‭ ‬مركز‭ ‬طبي‭ ‬لجراحة‭ ‬المناظير،‭ ‬وأول‭ ‬مصنع‭ ‬للأدوية،‭ ‬وارتفع‭ ‬عدد‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬الحقل‭ ‬الطبي‭ ‬من‭ ‬6632‭ ‬في‭ ‬1999‭ ‬إلى‭ ‬7996‭ ‬في‭ ‬2010؛‭ ‬ونتيجة‭ ‬لذلك،‭ ‬ارتفع‭ ‬العمر‭ ‬المتوقع‭ ‬عند‭ ‬الولادة‭ ‬إلى‭ ‬74‭.‬8‭ ‬عاما‭ ‬في‭ ‬2010،‭ ‬وانخفض‭ ‬معدل‭ ‬الوفيات‭ ‬إلى‭ ‬3‭ ‬لكل‭ ‬ألف‭ ‬ووفيات‭ ‬الأطفال‭ ‬إلى‭ ‬12‭.‬

‮ ‬وفي‭ ‬إطار‭ ‬‮«‬رؤية‭ ‬البحرين‭ ‬الاقتصادية‭ ‬2030‮»‬،‭ ‬دشن‭ ‬‮«‬جلالة‭ ‬الملك‮»‬،‭ ‬‮«‬استراتيجية‭ ‬تحسين‭ ‬الصحة‭ ‬2011‭ ‬‭ ‬2014‮»‬،‭ ‬وبإنجازها،‭ ‬انخفض‭ ‬معدل‭ ‬الوفيات‭ ‬إلى‭ ‬2‭.‬1‭ ‬لكل‭ ‬ألف‭ ‬من‭ ‬السكان،‭ ‬ووفيات‭ ‬الأطفال‭ ‬إلى‭ ‬11.4،‭ ‬وارتفع‭ ‬متوسط‭ ‬توقع‭ ‬الحياة‭ ‬إلى‭ ‬76‭.‬5‭ ‬عاما،‭ ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬هذه‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬جرى‭ ‬إنشاء‭ ‬مركز‭ ‬‮«‬عبد‭ ‬الرحمن‭ ‬كانو‮»‬‭ ‬الصحي‭ ‬للغسيل‭ ‬الكلوي،‭ ‬ومركز‭ ‬أمراض‭ ‬الدم‭ ‬الوراثية‭.‬

بعد‭ ‬ذلك،‭ ‬أطلق‭ ‬‮«‬جلالة‭ ‬الملك‮»‬،‭ ‬‮«‬استراتيجية‭ ‬تحسين‭ ‬الصحة‭ ‬2015‭ ‬‭ ‬2018‮»‬،‭ ‬وفي‭ ‬ضوئها‭ ‬وضعت‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬خطتها‭ ‬الخاصة‭ ‬التي‭ ‬امتدت‭ ‬حتى‭ ‬عام‭ ‬2022،‭ ‬مستهدفة‭ ‬تطبيق‭ ‬نظام‭ ‬الضمان‭ ‬الصحي‭ ‬الشامل،‭ ‬وتغطيته‭ ‬لجميع‭ ‬من‭ ‬في‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬مواطنين‭ ‬ومقيمين،‭ ‬والوصول‭ ‬إلى‭ ‬معدل‭ ‬مركز‭ ‬صحي‭ ‬لكل‭ ‬20‭ ‬ألفا‭ ‬من‭ ‬السكان،‭ ‬والتوسع‭ ‬في‭ ‬إنشاء‭ ‬العيادات‭ ‬المركزية‭ ‬المتخصصة،‭ ‬واستراتيجية‭ ‬التعاون‭ ‬مع‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص،‭ ‬ليسجل‭ ‬متوسط‭ ‬العمر‭ ‬المتوقع‭ ‬عند‭ ‬الولادة‭ ‬78‭.‬6‭ ‬عاما‭ ‬في‭ ‬2015،‭ ‬ومع‭ ‬قيام‭ ‬‮«‬المجلس‭ ‬الأعلى‭ ‬للصحة‮»‬‭ ‬في‭ ‬2013،‭ ‬دشن‭ ‬الخطة‭ ‬الوطنية‭ ‬الصحية‭ ‬2016‭ ‬‭ ‬2025،‭ ‬وهي‭ ‬الجارية‭ ‬حاليًا‭.‬

وفي‭ ‬أثناء‭ ‬تنفيذ‭ ‬هذه‭ ‬الخطة،‭ ‬واجهت‭ ‬‮«‬المملكة‮»‬،‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا‭ ‬بروح‭ ‬ونظام‭ ‬الفريق‭ ‬الواحد،‭ ‬بقيادة‭ ‬سمو‭ ‬ولي‭ ‬العهد‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الأمير‭ ‬‮«‬سلمان‭ ‬بن‭ ‬حمد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‮»‬‭. ‬وبرغم‭ ‬ارتفاع‭ ‬المديونية،‭ ‬وعجز‭ ‬الميزانية،‭ ‬وانخفاض‭ ‬أسعار‭ ‬النفط؛‭ ‬فقد‭ ‬وفر‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬لمواجهتها‭ ‬حزمة‭ ‬اقتصادية‭ ‬بقيمة‭ ‬4.3‭ ‬مليارات‭ ‬دينار،‭ ‬وقدمت‭ ‬البحرين‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬هذه‭ ‬الجائحة‭ ‬‮«‬نموذجًا‭ ‬إنسانيًا‮»‬،‭ ‬أشادت‭ ‬به‭ ‬‮«‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‮»‬،‭ ‬ووثقته‭ ‬في‭ ‬تقريرها،‭ ‬وفرت‭ ‬فيه‭ ‬الإجراءات‭ ‬الوقائية‭ ‬والعلاجية‭ ‬لكل‭ ‬الموجودين‭ ‬على‭ ‬أرضها،‭ ‬حتى‭ ‬احتلت‭ ‬المركز‭ ‬الأول‭ ‬عالميًا‭ ‬وفق‭ ‬تقرير‭ ‬مؤشر‭ ‬‮«‬نيكاي‮»‬‭ ‬الياباني‭ ‬للتعافي‭ ‬من‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬لشهر‭ ‬نوفمبر‭ ‬2021،‭ ‬لتبدأ‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬إنشاء‭ ‬قاعدة‭ ‬بيانات‭ ‬وطنية‭ ‬صحية‭ ‬شاملة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مشروع‭ ‬‮«‬مركز‭ ‬الجينوم‭ ‬الوطني‮»‬،‭ ‬لحصر‭ ‬ومعالجة‭ ‬الأمراض،‭ ‬بعد‭ ‬نجاح‭ ‬المسح‭ ‬الصحي‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬2018،‭ ‬والذي‭ ‬تكرر‭ ‬في‭ ‬2024،‭ ‬وتبدأ‭ ‬تطبيق‭ ‬نظام‭ ‬الضمان‭ ‬الصحي‭ ‬في‭ ‬مطلع‭ ‬2023‭ ‬للمواطنين‭ ‬وغير‭ ‬المواطنين‭.‬

ومع‭ ‬خروجها‭ ‬من‭ ‬الجائحة،‭ ‬وضعت‭ ‬البحرين‭ ‬خطتها‭ ‬للتعافي‭ ‬الاقتصادي‭ ‬حتى‭ ‬2026،‭ ‬وشملت‭ ‬مشروعاتها،‭ ‬مشروع‭ ‬مدينة‭ ‬الملك‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬الطبية،‭ ‬ومجمع‭ ‬دلمونيا‭ ‬للخدمات‭ ‬الصحية،‭ ‬ومستشفى‭ ‬الملك‭ ‬حمد،‭ ‬وجرى‭ ‬تضمين‭ ‬هذه‭ ‬المشروعات‭ ‬في‭ ‬برنامج‭ ‬عمل‭ ‬الحكومة‭ ‬والميزانية‭ ‬العامة‭ (‬2023‭ ‬و2024،‭ ‬و2025،‭ ‬و2026‭)‬،‭ ‬لينخفض‭ ‬معدل‭ ‬الوفيات‭ ‬إلى‭ ‬1‭ ‬لكل‭ ‬ألف‭ ‬من‭ ‬السكان،‭ ‬فيما‭ ‬تأتي‭ ‬البحرين‭ ‬الثالثة‭ ‬عربيًا‭ ‬في‭ ‬أقل‭ ‬نسبة‭ ‬معدل‭ ‬وفيات‭ ‬أطفال‭ ‬وهي‭ ‬0‭.‬7%،‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬الثالثة‭ ‬عربيًا‭ ‬في‭ ‬معدل‭ ‬العمر‭ ‬المتوقع‭ ‬عند‭ ‬الولادة‭ ‬الذي‭ ‬بلغ‭ ‬79‭.‬2‭ ‬عاما‭.‬

علاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬وفرت‭ ‬المملكة‭ ‬نسبة‭ ‬تغطية‭ ‬مياه‭ ‬الشرب‭ ‬النقية‭ ‬الآمنة‭ ‬بنسبة‭ ‬100%‭ ‬والصرف‭ ‬الصحي‭ ‬المستدام‭ ‬بذات‭ ‬النسبة،‭ ‬وتتواصل‭ ‬المشروعات‭ ‬الإسكانية‭ ‬لتوفير‭ ‬السكن‭ ‬الصحي‭ ‬الملائم‭ ‬لكل‭ ‬مواطن‭ ‬بحريني،‭ ‬مستهدفة‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬الخدمة‭ ‬الإسكانية‭ ‬الفورية‭ ‬مع‭ ‬تنفيذ‭ ‬مبادرة‭ ‬جلالة‭ ‬الملك،‭ ‬الجديدة‭ ‬50‭ ‬ألف‭ ‬وحدة‭ ‬سكنية‭ ‬جديدة،‭ ‬وكما‭ ‬حققت‭ ‬الأهداف‭ ‬الأممية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬قبل‭ ‬موعدها‭ ‬في‭ ‬2015؛‭ ‬فإنها‭ ‬تتجه‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬التنمية‭ ‬المستدامة‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الصحي‭ ‬قبل‭ ‬موعدها‭ ‬أيضًا‭ ‬في‭ ‬2030‭.‬

في‭ ‬إطار‭ ‬التطور‭ ‬المستمر‭ ‬الذي‭ ‬يشهده‭ ‬القطاع‭ ‬الصحي،‭ ‬أصبحت‭ ‬الخدمات‭ ‬الصحية‭ ‬تقدم‭ ‬لكل‭ ‬إنسان‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬مسكنه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬28‭ ‬مركزا‭ ‬صحيا‭ ‬موزعة‭ ‬على‭ ‬المحافظات،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬9‭ ‬مستشفيات‭ ‬حكومية،‭ ‬و9‭ ‬مستشفيات‭ ‬ولادة‭ ‬حكومية،‭ ‬و24‭ ‬مستشفى‭ ‬خاصا‭ ‬و389‭ ‬عيادة،‭ ‬فيما‭ ‬بلغت‭ ‬نسبة‭ ‬البحرنة‭ ‬في‭ ‬الكادر‭ ‬الطبي‭ ‬بالمستشفيات‭ ‬والمراكز‭ ‬الصحية‭ ‬الحكومية‭ ‬82%‭.‬

ويعد‭ ‬قطاع‭ ‬الصحة‭ ‬من‭ ‬أولى‭ ‬القطاعات‭ ‬التي‭ ‬أقبلت‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬به‭ ‬جنبًا‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭ ‬قطاع‭ ‬التعليم،‭ ‬فكان‭ ‬تعيين‭ ‬أول‭ ‬ممرضة‭ ‬بحرينية‭ ‬مؤهلة‭ ‬في‭ ‬1941،‭ ‬وفي‭ ‬1959‭ ‬كان‭ ‬افتتاح‭ ‬أول‭ ‬مدرسة‭ ‬للتمريض‭ ‬تولت‭ ‬إدارتها‭ ‬السيدة‭ ‬‮«‬أمينة‭ ‬قربي‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬ابتعاث‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬النساء‭ ‬لدراسة‭ ‬التمريض‭ ‬في‭ ‬الخارج،‭ ‬ويعد‭ ‬هذا‭ ‬القطاع‭ ‬أيضًا‭ ‬من‭ ‬القطاعات‭ ‬التي‭ ‬أثبتت‭ ‬المرأة‭ ‬جدارتها‭ ‬في‭ ‬قيادتها،‭ ‬حيث‭ ‬تولت‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة،‭ ‬الدكتورة‭ ‬‮«‬جليلة‭ ‬السيد‮»‬،‭ ‬والتي‭ ‬نالت‭ ‬جائزة‭ ‬المرأة‭ ‬المتميزة‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الصحي‭ ‬العربي‭ ‬في‭ ‬2024‭.‬

وفي‭ ‬الوقت‭ ‬الحالي،‭ ‬غدت‭ ‬المرأة‭ ‬البحرينية‭ ‬تشكل‭ ‬71%‭ ‬من‭ ‬إجمالي‭ ‬القوى‭ ‬العاملة‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الصحي،‭ ‬وبلغت‭ ‬نسبة‭ ‬الطبيبات‭ ‬نحو‭ ‬60%‭ ‬مع‭ ‬اهتمام‭ ‬حكومي‭ ‬ومجتمعي‭ ‬بصحة‭ ‬المرأة‭ ‬والطفل،‭ ‬عبرت‭ ‬عنه‭ ‬وزيرة‭ ‬الصحة‭ ‬لدى‭ ‬احتفال‭ ‬الوزارة‭ ‬بيوم‭ ‬الصحة‭ ‬العالمي‭ ‬في‭ ‬7‭ ‬أبريل‭ ‬تحت‭ ‬شعار‭ ‬‮«‬بداية‭ ‬صحية‭ ‬لمستقبل‭ ‬واعد‮»‬،‭ ‬أكدت‭ ‬فيه‭ ‬أن‭ ‬‮«‬بناء‭ ‬المستقبل‭ ‬الصحي‭ ‬المستدام‭ ‬يأتي‭ ‬من‭ ‬صحة‭ ‬المرأة‭ ‬والطفل،‭ ‬التي‭ ‬تعد‭ ‬جزءًا‭ ‬محوريًا‭ ‬في‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬الوطنية‭ ‬الصحية‮»‬‭.‬

ولدى‭ ‬احتفال‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بهذا‭ ‬اليوم،‭ ‬سلطت‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬سجل‭ ‬حافل‭ ‬من‭ ‬الإنجازات‭ ‬في‭ ‬القطاع‭ ‬الصحي‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬25‭ ‬عامًا،‭ ‬تعكس‭ ‬التزامها‭ ‬بتقديم‭ ‬رعاية‭ ‬صحية‭ ‬شاملة‭ ‬وعالية‭ ‬الجودة‭ ‬للمواطنين‭ ‬والمقيمين،‭ ‬تُقدَّم‭ ‬مجانًا‭ ‬وعلى‭ ‬مدار‭ ‬الساعة،‭ ‬وفي‭ ‬متناول‭ ‬من‭ ‬يحتاجها‭. ‬ويأتي‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬شراكة‭ ‬استراتيجية‭ ‬فعالة‭ ‬بين‭ ‬القطاعين‭ ‬العام‭ ‬والخاص،‭ ‬حيث‭ ‬تجاوز‭ ‬عدد‭ ‬المؤسسات‭ ‬الصحية‭ ‬الخاصة‭ ‬المرخصة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬800‭ ‬مؤسسة‭. ‬فيما‭ ‬تستمر‭ ‬في‭ ‬تنفيذ‭ ‬مشروعات‭ ‬التوسع‭ ‬والتطوير‭ ‬لكل‭ ‬المنشآت‭ ‬الصحية،‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬مجمع‭ ‬السليمانية‭ ‬الطبي،‭ ‬ومستشفى‭ ‬قوة‭ ‬دفاع‭ ‬البحرين،‭ ‬ومستشفى‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬الجامعي،‭ ‬ومركز‭ ‬الأورام‭ ‬التابع‭ ‬له،‭ ‬ومشروع‭ ‬مدينة‭ ‬الملك‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬الطبية،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬شبكة‭ ‬متكاملة‭ ‬من‭ ‬الخدمات‭ ‬الصحية‭ ‬في‭ ‬المدن‭ ‬الإسكانية‭ ‬الحديثة‭.‬

كما‭ ‬تشمل‭ ‬المشروعات‭ ‬الرائدة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬‮«‬مستشفى‭ ‬الملك‭ ‬حمد‭ ‬الإرسالية‭ ‬الأمريكية‮»‬،‭ ‬كأحدث‭ ‬منشأة‭ ‬صحية‭ ‬في‭ ‬المملكة،‭ ‬و«مركز‭ ‬محمد‭ ‬بن‭ ‬خليفة‭ ‬التخصصي‭ ‬للقلب‮»‬،‭ ‬و«مركز‭ ‬سمو‭ ‬الشيخ‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬بن‭ ‬خالد‭ ‬آل‭ ‬خليفة‭ ‬لأمراض‭ ‬الكلى‮»‬،‭ ‬و«مشروع‭ ‬الجينوم‭ ‬الوطني‮»‬،‭ ‬الذي‭ ‬يُعد‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬المشاريع‭ ‬العالمية‭ ‬التي‭ ‬تبنّتها‭ ‬البحرين؛‭ ‬بهدف‭ ‬رسم‭ ‬خريطة‭ ‬جينية‭ ‬متكاملة‭ ‬للحمض‭ ‬النووي‭ ‬الخاص‭ ‬بالمجتمع‭ ‬البحريني‭. ‬كما‭ ‬تم‭ ‬أيضًا‭ ‬افتتاح‭ ‬مكتب‭ ‬‮«‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‮»‬،‭ ‬في‭ ‬المنامة،‭ ‬وجرى‭ ‬تعزيز‭ ‬خدمات‭ ‬الرعاية‭ ‬المنزلية‭ ‬للمسنين‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الوحدات‭ ‬المتنقلة‭. ‬ويخدم‭ ‬المستشفيات‭ ‬والمراكز‭ ‬الصحية‭ ‬والعيادات‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬400‭ ‬صيدلية‭ ‬منتشرة‭ ‬في‭ ‬أنحاء‭ ‬البلاد‭.‬

‮ ‬ومع‭ ‬التوجه‭ ‬نحو‭ ‬التحول‭ ‬الرقمي‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬الخدمات‭ ‬الصحية،‭ ‬أصبحت‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬الدول‭ ‬أمانًا‭ ‬للعيش،‭ ‬كما‭ ‬تم‭ ‬اعتمادها‭ ‬دوليًا،‭ ‬كإحدى‭ ‬أوائل‭ ‬الدول‭ ‬الخالية‭ ‬من‭ ‬شلل‭ ‬الأطفال‭ ‬والدفتريا‭ ‬والتيتانوس‭ ‬لأكثر‭ ‬من‭ ‬عقدين،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬كونها‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬السباقة‭ ‬في‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬أمراض‭ ‬معدية‭ ‬كالحصبة‭ ‬والحصبة‭ ‬الألمانية،‭ ‬وفي‭ ‬التصدي‭ ‬للأمراض‭ ‬السارية‭.‬

على‭ ‬العموم،‭ ‬جهود‭ ‬متواصلة‭ ‬بدأتها‭ ‬المملكة‭ ‬منذ‭ ‬وقت‭ ‬مبكر،‭ ‬إيمانًا‭ ‬من‭ ‬قادتها‭ ‬أن‭ ‬الإنسان‭ ‬أغلى‭ ‬ثرواتها،‭ ‬وأن‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬صحته‭ ‬هو‭ ‬استثمار‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬المملكة‭ ‬وتحقيق‭ ‬تقدمها،‭ ‬ووفرت‭ ‬لهذا‭ ‬الاستثمار‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬السنوات‭ ‬والعقود‭ ‬الماضية‭ ‬ما‭ ‬يحتاجه‭ ‬من‭ ‬تمويل،‭ ‬ولم‭ ‬يمنعها‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭ ‬انخفاض‭ ‬أسعار‭ ‬النفط،‭ ‬أو‭ ‬عجز‭ ‬الميزانية،‭ ‬أو‭ ‬ارتفاع‭ ‬المديونية،‭ ‬ما‭ ‬يبرز‭ ‬الوجه‭ ‬الإنساني‭ ‬لمسار‭ ‬التنمية‭ ‬البحريني‭ ‬بكل‭ ‬أبعاده‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا