وقت مستقطع

علي ميرزا
الحاسم.. طوق النجاة
في عالم الكرة الطائرة، المهارة الفردية والانضباط الجماعي وحدهما لا يكفيان لتحقيق الانتصارات، بل هناك عنصر حاسم يحدد الفارق بين فريق يفوز وآخر يخسر، خاصة في اللحظات المصيرية.
هذا العنصر يتمثل في «اللاعب الحاسم»، ذلك النجم الذي يظهر عندما يختفي الآخرون، ويصنع الفارق حين يعجز الجميع.
اللاعب الحاسم لا يقاس فقط بعدد النقاط التي يسجلها، بل بقدرته على تحمل الضغط، واتخاذ القرار الصحيح في الوقت المناسب، هو الذي تطمئن له القلوب في النقاط الحرجة، والذي يراهن عليه المدرب عند اشتداد المنافسة وتعقد الأمور. وجوده في الملعب يشكل طمأنينة وصماما للأمان للفريق ورعبا للمنافس.
ما يلفت إلى هذه الشاكلة من اللاعبين ويميزهم عن غيرهم هو مزيج من الصفات النفسية والبدنية والفنية، فهم يتمتعون بثقة عالية بالنفس، وإيمان داخلي بقدرتهم على قلب الموازين، ذهنهم حاضر دائما، لا يهتز مع ضياع نقطة ولا يتأثر بهتافات الجماهير أو ضغط النتيجة، يقرأون المباراة بذكاء، ويعرفون متى يسددوا الضربة القاضية، ومتى يمررون الكرة ليمنحوا زميلا آخر فرصة التسجيل.
كما أنهم يتمتعون بقدرة فريدة على التحكم في إيقاع اللعب، وغالبا ما يكونون هم المحركون الرئيسيون للروح القتالية داخل الفريق في حالة تراجع العطاء من بقية الزملاء، يتقدمون للواجهة، ويأخذون زمام المبادرة دون تردد. لهذا السبب، يُعد اللاعب الحاسم عنصرا لا غنى عنه في أي فريق يطمح للبطولات، ومطلبا لكل مدرب يسعى للنجاح.
ولعل التجربة الرياضية علمتنا بأن هناك فرقا لا يختلف اثنان على قوتها الفنية، لكنها سقطت في الأوقات الحاسمة بسبب غياب هذا اللاعب القادر على قلب الطاولة.
بينما نرى فرقا أخرى، رغم تواضع مستواها العام، تخرج فائزة بفضل لاعب واحد عرف كيف يغير مجريات الأمور في اللحظة المناسبة.
فاللاعب الحاسم ليس مجرد نجم، بل هو عقل الفريق النابض وروحه المقاتلة، وجوده يصنع الفارق، وغيابه يكشف الثغرات، فهل لدى فريقك مثل هذا اللاعب؟
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك