العدد : ١٧١٩٣ - السبت ١٩ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ٢١ شوّال ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٩٣ - السبت ١٩ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ٢١ شوّال ١٤٤٦هـ

وقت مستقطع

علي ميرزا

الحاسم.. طوق النجاة

في‭ ‬عالم‭ ‬الكرة‭ ‬الطائرة،‭ ‬المهارة‭ ‬الفردية‭ ‬والانضباط‭ ‬الجماعي‭ ‬وحدهما‭ ‬لا‭ ‬يكفيان‭ ‬لتحقيق‭ ‬الانتصارات،‭ ‬بل‭ ‬هناك‭ ‬عنصر‭ ‬حاسم‭ ‬يحدد‭ ‬الفارق‭ ‬بين‭ ‬فريق‭ ‬يفوز‭ ‬وآخر‭ ‬يخسر،‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬اللحظات‭ ‬المصيرية‭.‬

هذا‭ ‬العنصر‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬‮«‬اللاعب‭ ‬الحاسم‮»‬،‭ ‬ذلك‭ ‬النجم‭ ‬الذي‭ ‬يظهر‭ ‬عندما‭ ‬يختفي‭ ‬الآخرون،‭ ‬ويصنع‭ ‬الفارق‭ ‬حين‭ ‬يعجز‭ ‬الجميع‭.‬

اللاعب‭ ‬الحاسم‭ ‬لا‭ ‬يقاس‭ ‬فقط‭ ‬بعدد‭ ‬النقاط‭ ‬التي‭ ‬يسجلها،‭ ‬بل‭ ‬بقدرته‭ ‬على‭ ‬تحمل‭ ‬الضغط،‭ ‬واتخاذ‭ ‬القرار‭ ‬الصحيح‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬المناسب،‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬تطمئن‭ ‬له‭ ‬القلوب‭ ‬في‭ ‬النقاط‭ ‬الحرجة،‭ ‬والذي‭ ‬يراهن‭ ‬عليه‭ ‬المدرب‭ ‬عند‭ ‬اشتداد‭ ‬المنافسة‭ ‬وتعقد‭ ‬الأمور‭. ‬وجوده‭ ‬في‭ ‬الملعب‭ ‬يشكل‭ ‬طمأنينة‭ ‬وصماما‭ ‬للأمان‭ ‬للفريق‭ ‬ورعبا‭ ‬للمنافس‭.‬

ما‭ ‬يلفت‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬الشاكلة‭ ‬من‭ ‬اللاعبين‭ ‬ويميزهم‭ ‬عن‭ ‬غيرهم‭ ‬هو‭ ‬مزيج‭ ‬من‭ ‬الصفات‭ ‬النفسية‭ ‬والبدنية‭ ‬والفنية،‭ ‬فهم‭ ‬يتمتعون‭ ‬بثقة‭ ‬عالية‭ ‬بالنفس،‭ ‬وإيمان‭ ‬داخلي‭ ‬بقدرتهم‭ ‬على‭ ‬قلب‭ ‬الموازين،‭ ‬ذهنهم‭ ‬حاضر‭ ‬دائما،‭ ‬لا‭ ‬يهتز‭ ‬مع‭ ‬ضياع‭ ‬نقطة‭ ‬ولا‭ ‬يتأثر‭ ‬بهتافات‭ ‬الجماهير‭ ‬أو‭ ‬ضغط‭ ‬النتيجة،‭ ‬يقرأون‭ ‬المباراة‭ ‬بذكاء،‭ ‬ويعرفون‭ ‬متى‭ ‬يسددوا‭ ‬الضربة‭ ‬القاضية،‭ ‬ومتى‭ ‬يمررون‭ ‬الكرة‭ ‬ليمنحوا‭ ‬زميلا‭ ‬آخر‭ ‬فرصة‭ ‬التسجيل‭.‬

كما‭ ‬أنهم‭ ‬يتمتعون‭ ‬بقدرة‭ ‬فريدة‭ ‬على‭ ‬التحكم‭ ‬في‭ ‬إيقاع‭ ‬اللعب،‭ ‬وغالبا‭ ‬ما‭ ‬يكونون‭ ‬هم‭ ‬المحركون‭ ‬الرئيسيون‭ ‬للروح‭ ‬القتالية‭ ‬داخل‭ ‬الفريق‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬تراجع‭ ‬العطاء‭ ‬من‭ ‬بقية‭ ‬الزملاء،‭ ‬يتقدمون‭ ‬للواجهة،‭ ‬ويأخذون‭ ‬زمام‭ ‬المبادرة‭ ‬دون‭ ‬تردد‭. ‬لهذا‭ ‬السبب،‭ ‬يُعد‭ ‬اللاعب‭ ‬الحاسم‭ ‬عنصرا‭ ‬لا‭ ‬غنى‭ ‬عنه‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬فريق‭ ‬يطمح‭ ‬للبطولات،‭ ‬ومطلبا‭ ‬لكل‭ ‬مدرب‭ ‬يسعى‭ ‬للنجاح‭.‬

ولعل‭ ‬التجربة‭ ‬الرياضية‭ ‬علمتنا‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬فرقا‭ ‬لا‭ ‬يختلف‭ ‬اثنان‭ ‬على‭ ‬قوتها‭ ‬الفنية،‭ ‬لكنها‭ ‬سقطت‭ ‬في‭ ‬الأوقات‭ ‬الحاسمة‭ ‬بسبب‭ ‬غياب‭ ‬هذا‭ ‬اللاعب‭ ‬القادر‭ ‬على‭ ‬قلب‭ ‬الطاولة‭.‬

بينما‭ ‬نرى‭ ‬فرقا‭ ‬أخرى،‭ ‬رغم‭ ‬تواضع‭ ‬مستواها‭ ‬العام،‭ ‬تخرج‭ ‬فائزة‭ ‬بفضل‭ ‬لاعب‭ ‬واحد‭ ‬عرف‭ ‬كيف‭ ‬يغير‭ ‬مجريات‭ ‬الأمور‭ ‬في‭ ‬اللحظة‭ ‬المناسبة‭.‬

فاللاعب‭ ‬الحاسم‭ ‬ليس‭ ‬مجرد‭ ‬نجم،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬عقل‭ ‬الفريق‭ ‬النابض‭ ‬وروحه‭ ‬المقاتلة،‭ ‬وجوده‭ ‬يصنع‭ ‬الفارق،‭ ‬وغيابه‭ ‬يكشف‭ ‬الثغرات،‭ ‬فهل‭ ‬لدى‭ ‬فريقك‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬اللاعب؟

إقرأ أيضا لـ"علي ميرزا"

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا