الرأي الثالث

محميد المحميد
malmahmeed7@gmail.com
مفاجآت في عقود العمالة المنزلية
حينما تود وترغب أن تأتي بعاملة منزلية أو سائق للمنزل أو غيرهما.. عليك أن تدفع مبلغا من المال لاستقدام العامل، بجانب رسوم الفحص الطبي وباقي الإجراءات والتأشيرات.. وبعد فترة يمكن أن يذهب هذا العامل إلى رب منزل أو عمل آخر، من دون أن يتكلف ذلك الشخص أي مبلغ.. كل ذلك وفقا للقانون.
حينما تنتهى فترة العقد مع العاملة المنزلية أو سائق المنزل أو غيرهما.. عليك أن تصرف مكافأة نهاية الخدمة، وراتب شهر إضافي، بجانب منح ساعتي راحة طوال فترة العمل الممتدة إلى سنتين.. كل ذلك وفقا للقانون.
حينما تهرب العاملة المنزلية أو السائق أو غيرهما.. بعد أن تكبدت كل المصاريف.. عليك البحث عنها ثم الإبلاغ، ثم التسفير على حسابك الخاص. وكل ذلك وفقا للقانون.
حينما تأتي العاملة المنزلية أو السائق أو غيرهما.. يشترط عليك السماح لهما بزيارة السفارة بلادها كي يشرحوا لها كل التفاصيل والحقوق التي من الواجب أن تنتزعها من رب المنزل.. وكل ذلك وفقا للقانون.
حينما تطلب السفارة من العاملة المنزلية بأن تقوم بزيارة أسبوعية لمقر السفارة للاطمئنان عليها ومتابعة شؤونها و«تنويرها» بالمسائل الواجب أن تأخذها، وعلى رب المنزل أن يعمل «سائقا» أسبوعيا لتوصيل العاملة إلى السفارة، وإلا فإن السفارة تضع رب المنزل في القائمة السوداء التي يمنع أن يعطي أي عاملة منزلية أو سائق أو غيرهما من تلك الدولة.. وكل ذلك وفقا للقانون.
حينما.. وحينما.. وحينما.. أمور كثيرة وعديدة.. أنصفت العاملة المنزلية وهضمت حق الأسرة البحرينية.. وكانت تراعي حقوق العمال على حساب حقوق رب العمل.. ونظرت لحقوق الإنسان «العامل».. وتعاملت مع رب المنزل والعمل وكأنه «الشخص الطماع الجشع».
فلو افترضنا أن هناك حالات في هذا الجانب من أصحاب العمل الذين يظلمون العمال.. فهناك مئات الآلاف من الأسرة البحرينية التي تتعامل مع العاملة المنزلية أو السائق أو غيرهما.. كأحد أفراد الأسرة.. يأكل مما يأكلون، ويشرب مما يشربون.. بل أن الكثير من الأسر تصطحب العاملة المنزلية في الرحلات الخارجية والسفرات السياحية.. فهل هذا موجود في القانون والعقود وفي توجيهات وتعليمات السفارات..؟ أم لأن الأسر البحرينية تمتلك رصيدا عريقا وأصيلا في التعامل الإنساني، انطلاقا من القيم الإسلامية والمبادئ الحضارية والوطنية.
عقود العمالة المنزلية لا بد من مراجعتها بشكل دوري.. الكثير من الأسر البحرينية، لا تكلف نفسها في فحص العقد وقراءته والتوقف عند البنود والنقاط، والشروط والتعليمات لحظة التوقيع على أوراق العقد.. عند تسلم العاملة من المكتب والذهاب بها إلى المنزل يرغب رب الأسرة لحظتها أن يعود إلى منزله سريعا مع العاملة كي يقوم بتسليمها لربة المنزل التي تقوم بالترحيب بالعاملة وتخصيص الغرفة المعيشية والأغراض والمواد وغيرها.
احتفال الاسرة بوصول العاملة المنزلية أكثر بكثير من الاهتمام ببنود العقد عند توقيعه.. وبالتالي يكتشف رب وربة المنزل أن هناك أمورا ليست في صالحهما، وأن التعامل مع العاملة يكون من منطلق إنساني و«على النية الطيبة»، فيما العاملة المنزلية لديها في تفكيرها خطط معينة لتنفيذها، سواء في الهروب أو الانتقال أو الشكوى أو البقاء ثم المطالبة بالزيادة.. وتبقى فئة أخرى من العمالة المنزلية – وللإنصاف – تعمل بكل جد وإخلاص وتفاهم ومسؤولية واحترام.
إقرأ أيضا لـ"محميد المحميد"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك