حضر الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني وزير الخارجية في مقر الأمم المتحدة أمس اللقاء الذي نظمته المندوبية الدائمة لمملكة البحرين لدى الأمم المتحدة مع المندوبين الدائمين للدول العربية الشقيقة لدعم ترشيح المملكة للعضوية غير الدائمة في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة للفترة 2026-2027، في الانتخابات التي ستجرى في الجمعية العامة للأمم المتحدة في 3 يونيو 2025م في نيويورك.
وفي بداية اللقاء ألقى طاهر محمد السني المندوب الدائم لدولة ليبيا لدى الأمم المتحدة رئيس المجموعة العربية كلمة رحب فيها بوزير الخارجية، مؤكدا دعم الدول العربية لترشح مملكة البحرين للعضوية غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي، متمنين لها التوفيق والنجاح في تحقيق أولويات عملها في المجلس.
وقد ألقى وزير الخارجية في الاجتماع كلمة أعرب فيها عن الشكر والتقدير للمندوبين العرب على تلبية الدعوة للمشاركة في هذا اللقاء، في إطار حملة ترشح مملكة البحرين لعضوية مجلس الأمن للفترة 2026-2027.
كما أعرب وزير الخارجية عن التقدير لالتزامهم بالدبلوماسية المتعددة الأطراف والسعي نحو تحقيق السلم والأمن في العالم، وهي قيم جوهرية لتقدمنا الجماعي، مشيدا بالجهود الحثيثة التي تبذلها الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية الشقيقة في الدفاع عن القضايا العربية في مجلس الأمن، مؤكدا أن مملكة البحرين ستواصل البناء على الجهود التي قامت بها الدول العربية الشقيقة خلال عضويتها سلفاً في المجلس، معربا عن الثقة بأنه بفضل الجهود المشتركة، فإن دول العالم ستتمكن من العمل معاً لتعزيز الأمن والتنمية العالمية، والحفاظ على عالم يسوده السلام والاستقرار والازدهار لجميع شعوب العالم.
وقال وزير الخارجية إن مملكة البحرين، تحت القيادة الحكيمة لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وبفضل العمل المتفاني للحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، تواصل جهودها لدعم رؤية شرق أوسط آمن ومستقر ومترابط. مؤكدا أن هذه الرؤية ليست مجرد طموح، بل شرط أساسي لاستقرار وازدهار جميع دول المنطقة وتقدم شعوبها، وتحتم علينا العمل الجماعي ليكون لدينا صوت عربي موحد وحازم يعكس تطلعات دولنا وشعوبنا ويدفع نحو إيجاد حلول حقيقية مستدامة في المنطقة.
وأضاف أن «قمة البحرين» التي عقدت في مايو الماضي، برئاسة حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم، جسدت حرص المملكة على العمل العربي المشترك وإدراكها لحجم المسؤولية المتزايدة في ظل الظروف الراهنة، وأكدت الموقف الثابت للدول العربية في الدعوة إلى السلام العادل المستدام في المنطقة، إيماناً منها بالقيم الإنسانية، والداعية إلى التسامح والتعايش الإنساني، والحوار والتفاهم بين الأديان والثقافات والحضارات، وتعزيز السلم والاستقرار العالمي.
وأشار إلى أن مملكة البحرين تعتبر عضويتها في مجلس الأمن فرصة محورية للتعاون مع الدول الصديقة في المجلس لتعزيز الأمن والاستقرار الدوليين، وأن المملكة ستعطي الأولوية في المجلس إلى قضايا منطقتنا العربية التي ستحظى باهتمام خاص، في مقدمتها القضية الفلسطينية، مؤكدا أن مملكة البحرين ستدفع نحو اضطلاع مجلس الأمن بمسؤولياته والعمل من أجل إيجاد حلول سياسية لكافة الصراعات والأزمات التي تواجه المنطقة العربية، التزاما من المملكة بتعزيز الحوار الشامل الذي يتماشى مع مبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.
وأضاف: إن مملكة البحرين تدرك أهمية التصدي للتهديدات التقليدية والناشئة التي تواجه السلم والأمن الدوليين، ولذلك فإن أولويات عمل المملكة في المجلس تشمل تعزيز التعاون الدولي لمكافحة الجرائم السيبرانية لحماية البنية التحتية الحيوية، والعمل على ترسيخ الأمن البحري لما له من أهمية حيوية في حماية طرق التجارة ومكافحة القرصنة، ومكافحة الإرهاب وتنظيماته المتطرفة، باعتباره تهديداً خطيراً، يتطلب معالجة الأسباب الجذرية للإرهاب وتفكيك مصادر تمويله.
وأكد وزير الخارجية استعداد مملكة البحرين للقيام بدور هادف وإيجابي كعضو غير دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والتزامها بالحوار والتعاون واستعدادها للمساهمة في السلام والاستقرار الدوليين.
وأكد المندوبون العرب لدى الأمم المتحدة في مداخلاتهم خلال اللقاء ترحيبهم بوزير الخارجية، مؤكدين استعدادهم لدعم جهود مملكة البحرين خلال عضويتها في مجلس الأمن وتمثيلها للدول العربية في المجلس، في إطار العلاقات الأخوية التاريخية الوطيدة التي تربط الدول والشعوب العربية، لدعم القضايا العربية العادلة والدفاع عن المصالح والأهداف العربية.
حضر اللقاء، السفير الشيخ عبدالله بن علي آل خليفة القائم بأعمال وكيل الوزارة للشؤون السياسية، مدير عام العلاقات الثنائية، والسفير جمال فارس الرويعي المندوب الدائم لمملكة البحرين لدى الأمم المتحدة في نيويورك، والسفير طلال عبدالسلام الأنصاري مدير عام شؤون وزارة الخارجية، والسفير سعيد عبدالخالق سعيد رئيس قطاع التنسيق والمتابعة، والسيد حاتم عبدالحميد حاتم رئيس قطاع المنظمات، وعدد من الدبلوماسيين العاملين في المندوبية.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك