العدد : ١٧١٨٣ - الأربعاء ٠٩ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ١١ شوّال ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٨٣ - الأربعاء ٠٩ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ١١ شوّال ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

هل يمكن استهداف المنشآت النووية الإيرانية؟

بقلم: د. أشرف محمد كشك

الاثنين ٠٧ أبريل ٢٠٢٥ - 02:00

‮«‬إذا‭ ‬لم‭ ‬يتوصَّلوا‭ ‬إلى‭ ‬اتفاق،‭ ‬فسيكون‭ ‬هناك‭ ‬قصف‭ ‬لم‭ ‬يروا‭ ‬مثيله‭ ‬من‭ ‬قبل‮»‬‭ ‬تصريح‭ ‬لافت‭ ‬أدلى‭ ‬به‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬لإحدى‭ ‬القنوات‭ ‬التليفزيونية‭ ‬الأمريكية‭ ‬مؤكداً‭ ‬فيه‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬بديل‭ ‬عدم‭ ‬إبرام‭ ‬اتفاق‭ ‬نووي‭ ‬جديد‭ ‬مع‭ ‬إيران‭ ‬هو‭ ‬مواجهة‭ ‬قصف‭ ‬عسكري‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬لمنشآتها‭ ‬النووية،‭ ‬بينما‭ ‬جاء‭ ‬الرد‭ ‬الإيراني‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬المرشد‭ ‬الأعلى‭ ‬علي‭ ‬خامنئي‭ ‬بالقول‭ ‬‮«‬بأن‭ ‬أي‭ ‬هجوم‭ ‬أميركي‭ ‬أو‭ ‬إسرائيلي‭ ‬سيُواجه‭ ‬بضربة‭ ‬انتقامية‭ ‬قاسية‮»‬،‭ ‬وواقع‭ ‬الأمر‭ ‬أنها‭ ‬ليست‭ ‬المرة‭ ‬الأولى‭ ‬التي‭ ‬نشهد‭ ‬فيها‭ ‬خطاباً‭ ‬حاداً‭ ‬بين‭ ‬مسؤولي‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬ونظرائهم‭ ‬من‭ ‬إيران،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬الجديد‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬يتمثل‭ ‬في‭ ‬متغيرين‭ ‬مهمين‭ ‬للغاية‭ ‬أولهما‭: ‬تزامناً‭ ‬مع‭ ‬الخطاب‭ ‬الأمريكي‭ ‬الحاد‭ ‬تجاه‭ ‬إيران‭ ‬تم‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬إرسال‭ ‬حاملة‭ ‬طائرات‭  ‬أمريكية‭ ‬للمنطقة‭ ‬لتضاف‭ ‬إلى‭ ‬أخرى‭ ‬موجودة‭ ‬بالفعل،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬6‭ ‬قاذفات‭ ‬بي‭ ‬2‭ ‬لديها‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬حمل‭ ‬قنابل‭ ‬تزن‭ ‬30‭ ‬ألف‭ ‬رطل‭ ‬مخصصة‭ ‬لاستهداف‭ ‬الأهداف‭ ‬التي‭ ‬تقع‭ ‬في‭ ‬أعماق‭ ‬كبيرة،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬الوجود‭ ‬العسكري‭ ‬التقليدي‭ ‬الأمريكي‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭  ‬سواء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬القواعد‭ ‬العسكرية‭ ‬أو‭ ‬إجمالي‭ ‬عدد‭ ‬الجنود‭ ‬الأمريكيين‭  ‬في‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬والقرن‭ ‬الإفريقي‭ ‬الذي‭ ‬يبلغ‭ ‬43‭ ‬ألفا‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬القوات‭ ‬الاحتياطية،‭ ‬وعلى‭ ‬الجانب‭ ‬الإيراني‭ ‬بالطبع‭ ‬إيران‭ ‬لديها‭ ‬صواريخ‭ ‬بعيدة‭ ‬المدى‭ ‬وطائرات‭ ‬بدون‭ ‬طيار‭ ‬‮«‬الدرونز‮»‬‭ ‬متقدمة‭ ‬للغاية‭ ‬،‭ ‬أما‭ ‬المتغير‭ ‬الثاني‭ ‬فهو‭ ‬تأثير‭ ‬التطورات‭ ‬الإقليمية‭ ‬وهي‭ ‬أحداث‭ ‬غزة‭ ‬والتطورات‭ ‬في‭ ‬سوريا‭ ‬واستهداف‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬والحوثيين‭ ‬على‭ ‬النفوذ‭ ‬الإقليمي‭ ‬لإيران‭ ‬بما‭ ‬يراه‭ ‬البعض‭ ‬فرصة‭ ‬سانحة‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لإجبار‭ ‬إيران‭ ‬على‭ ‬التفاوض‭ ‬للتوصل‭ ‬لاتفاق‭ ‬بشأن‭ ‬البرامج‭ ‬النووية‭ ‬الإيرانية‭.‬

ولست‭ ‬هنا‭ ‬بصدد‭ ‬المقارنة‭ ‬العسكرية‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تستند‭ ‬ليس‭ ‬إلى‭ ‬تقديرات‭ ‬رقمية‭  ‬بحتة‭ ‬بل‭ ‬طريقة‭ ‬الحرب‭ ‬ذاتها‭ ‬ورد‭ ‬إيران‭ ‬المتوقع‭ ‬حال‭ ‬استهداف‭ ‬منشآتها‭ ‬النووية‭ ‬والتي‭ ‬لن‭ ‬تكون‭ ‬ردوداً‭ ‬تقليدية‭ ‬،ولكن‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬طبيعة‭ ‬الأزمة‭ ‬و‭ ‬بمفهوم‭ ‬الأزمات‭ ‬نحن‭ ‬لانزال‭ ‬أمام‭ ‬‮«‬أزمة‭ ‬التلاعب‮»‬‭ ‬والتي‭ ‬يختبر‭ ‬فيها‭ ‬كل‭ ‬طرف‭ ‬قدرات‭ ‬الآخر‭ ‬ولم‭ ‬نشهد‭ ‬بعد‭ ‬تطورات‭ ‬ذلك‭ ‬الوضع‭ ‬نحو‭ ‬مراحل‭ ‬متقدمة‭ ‬وهي‭ ‬التوريط‭ ‬وحافة‭ ‬الهاوية‭ ‬والانفلات،‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬منظور‭ ‬واقعي‭ ‬فإن‭ ‬المفاوضات‭ ‬النووية‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬إن‭ ‬حدثت‭ ‬ستكون‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬ظروف‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬الضغوط‭ ‬ما‭ ‬يفوق‭ ‬الفرص،‭ ‬فلن‭ ‬يكون‭ ‬بمقدور‭ ‬إيران‭ ‬انتهاج‭ ‬استراتيجية‭ ‬شراء‭ ‬الوقت‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬عليه‭ ‬الحال‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬تلك‭ ‬الحشود‭ ‬العسكرية،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬فاعلية‭ ‬الدور‭ ‬الأوروبي‭ ‬حالياً‭ ‬إذ‭ ‬تشهد‭ ‬علاقات‭ ‬أوروبا‭ ‬مع‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬توتراً‭  ‬ملحوظاً،‭ ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬شراكات‭ ‬إيران‭ ‬مع‭ ‬الصين‭ ‬وروسيا‭ ‬مهمة‭ ‬،ففي‭ ‬تصريح‭ ‬للمتحدث‭ ‬باسم‭ ‬الخارجية‭ ‬الصينية‭ ‬طالبت‭ ‬الصين‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬‮«‬بالعودة‭ ‬إلى‭ ‬طاولة‭ ‬المفاوضات‭ ‬وإظهار‭ ‬النوايا‭ ‬الحسنة‮»‬‭ ‬وأن‭ ‬‮«‬سياسة‭ ‬العقوبات‭ ‬والتهديدات‭ ‬العسكرية‭ ‬لن‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬حل‮»‬،‭ ‬أما‭ ‬مسؤول‭ ‬الأمن‭ ‬الاستراتيجي‭ ‬بوزارة‭ ‬الخارجية‭ ‬الروسية‭ ‬فقد‭ ‬قال‭ ‬‮«‬أن‭ ‬روسيا‭ ‬ضد‭ ‬الحلول‭ ‬القسرية،‭ ‬وضد‭ ‬العدوان،‭ ‬وضد‭ ‬الضربات‭ ‬و‭ ‬أن‭ ‬الهجمات‭ ‬على‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬النووية‭ ‬الإيرانية‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬كارثية‭ ‬على‭ ‬المنطقة‭ ‬بأكملها‮»‬،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬التساؤل‭ ‬عن‭ ‬مدى‭ ‬الدعم‭ ‬العسكري‭ ‬الذي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تقدمه‭ ‬روسيا‭ ‬لإيران‭ ‬حال‭ ‬تعرض‭ ‬منشآتها‭ ‬النووية‭ ‬لهجوم؟‭ ‬وواقع‭ ‬الأمر‭ ‬أن‭ ‬التاريخ‭ ‬وانخراط‭ ‬روسيا‭ ‬حالياً‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬الأوكرانية‭ ‬والمصالح‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬لروسيا‭ ‬تعني‭ ‬أنها‭ ‬لن‭ ‬تخوض‭ ‬حرباً‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إيران،‭ ‬وكذلك‭ ‬الصين‭ ‬التي‭ ‬تحافظ‭ ‬على‭ ‬توازن‭ ‬دقيق‭ ‬في‭ ‬علاقاتها‭ ‬الدولية‭.‬

وعود‭ ‬على‭ ‬ذي‭ ‬بدء‭ ‬فإن‭ ‬التساؤل‭ ‬المهم‭ ‬حول‭ ‬طبيعة‭ ‬ومتطلبات‭ ‬الضربة‭ - ‬إن‭ ‬حدثت‭- ‬وتداعياتها‭ ‬الإقليمية؟‭  ‬وهو‭ ‬تساؤل‭ ‬يعني‭ ‬الخبراء‭ ‬العسكريين‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأولى‭ ‬ولكن‭ ‬مجمله‭ ‬هو‭ ‬هل‭ ‬تعرف‭ ‬الاستخبارات‭ ‬الأمريكية‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬التحديد‭ ‬أماكن‭ ‬وجود‭ ‬المنشآت‭ ‬النووية‭ ‬الإيرانية؟‭ ‬فقبيل‭ ‬إبرام‭ ‬إدارة‭ ‬الرئيس‭ ‬أوباما‭ ‬الاتفاق‭ ‬النووي‭ ‬مع‭ ‬إيران‭ ‬تعالت‭ ‬أصوات‭ ‬في‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬آنذاك‭ ‬مطالبة‭ ‬بتوجيه‭ ‬ضربة‭ ‬عسكرية‭ ‬للمنشآت‭ ‬النووية‭ ‬الإيرانية‭ ‬فطلب‭ ‬الرئيس‭ ‬تقريراً‭ ‬لمواقع‭ ‬تلك‭ ‬المنشآت‭ ‬فكانت‭ ‬النتيجة‭ ‬تقديم‭ ‬16‭ ‬موقعا‭ ‬مفترضا؟‭ ‬بما‭ ‬يعنيه‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الضربة‭ ‬العسكرية‭ ‬إن‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬وفق‭ ‬تقديرات‭ ‬استخباراتية‭ ‬دقيقة‭ ‬لن‭ ‬تكون‭ ‬ذي‭ ‬فائدة‭ ‬ملموسة‭ ‬للقضاء‭ ‬على‭ ‬طموح‭ ‬إيران‭ ‬النووي،‭ ‬ومن‭ ‬ناحية‭ ‬ثانية‭ ‬فإن‭ ‬الطائرات‭ ‬التي‭ ‬سوف‭ ‬تقوم‭ ‬بتلك‭ ‬الضربة‭ ‬ربما‭ ‬تحتاج‭ ‬لإذن‭ ‬مرور‭ ‬إما‭ ‬من‭ ‬العراق‭ ‬أو‭ ‬تركيا،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬معارضة‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬غير‭ ‬ذي‭ ‬مرة‭ ‬العمل‭ ‬العسكري‭ ‬ضد‭ ‬إيران،‭ ‬بل‭ ‬أنها‭ ‬أدانت‭ ‬الهجوم‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬على‭ ‬إيران‭ ‬في‭ ‬أكتوبر‭ ‬2024‭ ‬على‭ ‬خلفية‭ ‬أحداث‭ ‬غزة،‭ ‬ومن‭ ‬ناحية‭ ‬ثالثة‭ ‬تثار‭ ‬التساؤلات‭ ‬حول‭ ‬الهدف‭ ‬من‭ ‬تلك‭ ‬الضربات‭ ‬هل‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬البرامج‭ ‬النووية‭ ‬الإيرانية‭ ‬أم‭ ‬تأجيلها؟‭ ‬فالبرامج‭ ‬النووية‭ ‬الإيرانية‭ ‬ليست‭ ‬منشآت‭ ‬نووية‭ ‬فحسب‭ ‬بل‭ ‬علماء‭ ‬وكميات‭ ‬من‭ ‬اليورانيوم‭ ‬المخصب‭ ‬ومختبرات،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬ما‭ ‬هي‭ ‬الضمانات‭ ‬أن‭ ‬تؤدي‭ ‬تلك‭ ‬الضربة‭ ‬للقضاء‭ ‬على‭ ‬مكونات‭ ‬تلك‭ ‬البرامج‭ ‬النووية‭ ‬جميعها؟‭ ‬فليس‭ ‬من‭ ‬المعقول‭ ‬أن‭ ‬إيران‭ ‬لم‭ ‬تستفيد‭ ‬من‭ ‬تجربة‭ ‬الإطاحة‭ ‬بالنظام‭ ‬العراقي‭ ‬عام‭ ‬2003‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬إجراءات‭ ‬احترازية‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬تأمين‭ ‬منشآتها‭ ‬النووية‭ ‬فوفقاً‭ ‬لخبراء‭ ‬أنها‭ ‬مزودة‭ ‬بصواريخ‭ ‬بعيدة‭ ‬المدى‭ ‬ذاتية‭ ‬الإطلاق‭ ‬حال‭ ‬تعرضها‭ ‬لهجوم،‭ ‬ومن‭ ‬ناحية‭ ‬رابعة‭ ‬فإن‭ ‬الطبيعة‭ ‬الجغرافية‭ ‬لإيران‭ ‬ومساحتها‭ ‬الشاسعة‭ ‬تتيح‭ ‬لها‭ ‬قدراً‭ ‬كبيراً‭ ‬من‭ ‬المناورة‭ ‬على‭ ‬عكس‭ ‬القوات‭ ‬المعادية‭.‬

ويبقى‭ ‬التساؤل‭ ‬حول‭ ‬طبيعة‭ ‬الرد‭ ‬الإيراني،‭ ‬فإذا‭ ‬عدنا‭ ‬للتاريخ‭ ‬نجد‭ ‬أن‭ ‬إيران‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬الصراعات‭ ‬التي‭ ‬خاضتها‭ ‬تحتفظ‭ ‬بقواتها‭ ‬للحظة‭ ‬الأخيرة‭ ‬وتثار‭ ‬توقعات‭ ‬منها‭ ‬إمكانية‭ ‬استهداف‭ ‬القواعد‭  ‬العسكرية‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬والتي‭ ‬تبلغ‭ ‬وفق‭ ‬تصريح‭ ‬مسؤول‭ ‬بالحرس‭ ‬الثوري‭ ‬الإيراني‭ ‬10‭ ‬قواعد‭ ‬و50‭ ‬ألف‭ ‬جندي،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬إمكانية‭ ‬زيادة‭ ‬وتيرة‭ ‬تهديد‭ ‬الملاحة‭ ‬البحرية‭ ‬سواء‭ ‬في‭ ‬مضيق‭ ‬هرمز‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الحرس‭ ‬الثوري‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مضيق‭ ‬باب‭ ‬المندب‭ ‬عبر‭ ‬الحوثيين،‭ ‬صحيح‭ ‬أن‭ ‬إيران‭ ‬لن‭ ‬تقدم‭ ‬على‭ ‬إغلاق‭ ‬مضيق‭ ‬هرمز‭ ‬فلم‭ ‬تقم‭ ‬بذلك‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬ذروة‭ ‬الحرب‭ ‬العراقية‭- ‬الإيرانية‭ ‬في‭ ‬الثمانينيات‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تكون‭ ‬في‭ ‬عداء‭ ‬مع‭ ‬العالم‭ ‬بأسره‭ ‬ولكن‭ ‬هناك‭ ‬سبل‭ ‬أخرى‭ ‬،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬دعم‭ ‬إيران‭ ‬للجماعات‭ ‬المسلحة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬للحوثيين‭ ‬أمر‭ ‬ذو‭ ‬دلالة‭ ‬في‭ ‬خضم‭ ‬ذلك‭ ‬الصراع‭.‬

ولا‭ ‬شك‭ ‬أن‭ ‬المصالح‭ ‬الحيوية‭ ‬لدول‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬ستكون‭ ‬محل‭ ‬تهديد‭ ‬وخاصة‭ ‬محطات‭ ‬تحلية‭ ‬المياه‭ ‬على‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬والمنشآت‭ ‬الحيوية‭ ‬الأخرى‭ ‬مما‭ ‬يتطلب‭ ‬اتخاذ‭ ‬إجراءات‭ ‬احترازية‭ ‬بل‭ ‬ومساعي‭ ‬حميدة‭ ‬لنزع‭ ‬فتيل‭ ‬ذلك‭ ‬الصراع‭. ‬

وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬نبرة‭ ‬الحديث‭ ‬الحادة‭ ‬المتبادلة‭ ‬بين‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وإيران‭ ‬لاتزال‭ ‬هناك‭ ‬فرص‭ ‬لجهود‭ ‬الوساطة‭ ‬إذ‭ ‬توجد‭ ‬لدى‭ ‬الطرفين‭ ‬النية‭ ‬لتوقيع‭ ‬اتفاق‭ ‬نووي‭ ‬جديد،‭ ‬ولكن‭ ‬المعضلة‭ ‬ليست‭ ‬في‭ ‬الاتفاق‭ ‬من‭ ‬عدمه‭ ‬ولكن‭ ‬في‭ ‬آليات‭ ‬التفتيش‭ ‬الدولية‭ ‬على‭ ‬البرامج‭ ‬النووية‭ ‬عموماً‭ ‬ومجمل‭ ‬ملفات‭ ‬الوضع‭ ‬الإقليمي‭ ‬التي‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬تسوية‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬خيار‭ ‬المواجهات‭ ‬المسلحة‭ ‬والتحالفات‭ ‬العسكرية‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬بها‭ ‬ما‭ ‬يكفي‭ ‬من‭ ‬تحديات‭ ‬أمنية‭ ‬غير‭ ‬مسبوقة‭. ‬

 

{ مدير‭ ‬برنامج‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ ‬بمركز‭ ‬‮«‬دراسات‮»‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا