العدد : ١٧١٧٥ - الثلاثاء ٠١ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٣ شوّال ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٧٥ - الثلاثاء ٠١ أبريل ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٣ شوّال ١٤٤٦هـ

عربية ودولية

عيد الفطر في قطاع غزة تحول «يوم حداد»

الاثنين ٣١ مارس ٢٠٢٥ - 02:00

غزة‭ ‬‭ (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭): ‬بات‭ ‬عيد‭ ‬الفطر‭ ‬في‭ ‬غزة‭ ‬‮«‬يوما‭ ‬للوداع‭ ‬والجنازات‮»‬‭ ‬على‭ ‬وقع‭ ‬العدوان‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬المستمر،‭ ‬على‭ ‬قول‭ ‬ربة‭ ‬العائلة‭ ‬نهلة‭ ‬أبو‭ ‬مطر‭ ‬التي‭ ‬تقيم‭ ‬في‭ ‬خيمة‭ ‬بخان‭ ‬يونس‭. ‬

وتضيف‭ ‬أبو‭ ‬مطر‭ (‬28‭ ‬عاما‭) ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭: ‬‮«‬العيد‭ ‬كان‭ ‬دائمًا‭ ‬بالنسبة‭ ‬إلينا‭ ‬يوم‭ ‬فرح،‭ ‬اشتقت‭ ‬إلى‭ ‬رائحة‭ ‬حلويات‭ ‬الكعك‭ ‬والمعمول‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬تملأ‭ ‬المكان‭. ‬لقد‭ ‬حلت‭ ‬محلها‭ ‬رائحة‭ ‬الموت‭ ‬والبارود‮»‬‭. ‬

وتتابع‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬مختلف‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬العيد‭: ‬‮«‬لا‭ ‬فرح‭ ‬ولا‭ ‬طقوس،‭ ‬لا‭ ‬منازل‭ ‬ولا‭ ‬مساجد‭ ‬نصلي‭ ‬فيها،‭ ‬الساحات‭ ‬التي‭ ‬كنا‭ ‬نجتمع‭ ‬فيها‭ ‬أصبحت‭ ‬مليئة‭ ‬بالأنقاض‭ ‬والأشلاء‮»‬‭. ‬

واستشهد‭ ‬ثمانية‭ ‬فلسطينيين‭ ‬في‭ ‬غارة‭ ‬جوية‭ ‬إسرائيلية‭ ‬استهدفت‭ ‬خيمة‭ ‬ومنزلا‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬القطاع‭ ‬فجر‭ ‬أمس،‭ ‬وفق‭ ‬الناطق‭ ‬باسم‭ ‬الدفاع‭ ‬المدني‭ ‬محمود‭ ‬بصل‭. ‬

ومع‭ ‬شروق‭ ‬الشمس‭ ‬خرج‭ ‬آلاف‭ ‬المواطنين‭ ‬يصطحبون‭ ‬أطفالهم‭ ‬والنساء‭ ‬لأداء‭ ‬صلاة‭ ‬العيد،‭ ‬التي‭ ‬أقيمت‭ ‬في‭ ‬خيام‭ ‬أو‭ ‬فوق‭ ‬أنقاض‭ ‬مساجد‭ ‬ومنازل‭ ‬مدمرة‭. ‬

وافترش‭ ‬العديد‭ ‬منهم‭ ‬الأرض‭ ‬وهم‭ ‬يرددون‭ ‬تكبيرات‭ ‬الصلاة‭. ‬

وأثناء‭ ‬الصلاة‭ ‬سمعت‭ ‬أصوات‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الانفجارات‭ ‬إثر‭ ‬قصف‭ ‬مدفعي‭ ‬إسرائيلي،‭ ‬بينما‭ ‬سمع‭ ‬هدير‭ ‬الطائرات‭ ‬المسيرة‭ ‬التي‭ ‬تملأ‭ ‬أجواء‭ ‬القطاع‭. ‬

وغابت‭ ‬أجواء‭ ‬الاحتفال‭ ‬بالعيد‭ ‬التي‭ ‬اعتادها‭ ‬الغزاويون،‭ ‬فلا‭ ‬حدائق‭ ‬ولا‭ ‬ألعاب‭ ‬للأطفال،‭ ‬مع‭ ‬مواصلة‭ ‬إسرائيل‭ ‬قصفها‭ ‬الجوي‭ ‬والمدفعي‭ ‬وعملياتها‭ ‬العسكرية‭. ‬

وتقول‭ ‬أماني‭ ‬القاضي‭ ‬إنها‭ ‬استيقظت‭ ‬في‭ ‬ساعة‭ ‬مبكرة‭ ‬صباح‭ ‬يوم‭ ‬العيد‭ ‬لتكتشف‭ ‬أن‭ ‬حريقا‭ ‬شب‭ ‬في‭ ‬خيمتها‭ ‬إثر‭ ‬الغارة‭ ‬الجوية‭ ‬التي‭ ‬استهدفت‭ ‬خيمة‭ ‬نازحين‭ ‬مجاورة‭ ‬حيث‭ ‬استشهد‭ ‬ثمانية‭ ‬مواطنين‭ ‬بينهم‭ ‬خمسة‭ ‬أطفال،‭ ‬وعدد‭ ‬منهم‭ ‬من‭ ‬أقاربها‭. ‬

وتورد‭ ‬المرأة‭ ‬الأربعينية‭: ‬‮«‬استيقظت‭ ‬من‭ ‬نومي‭ ‬على‭ ‬صوت‭ ‬الانفجار‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬صباح،‭ ‬شهداء‭ ‬أطفال‭ ‬ونساء‭ ‬ورجال،‭ ‬أشلاء‭ ‬وصراخ‭ ‬وبكاء‭ ‬في‭ ‬أول‭ ‬ساعة‭ ‬في‭ ‬العيد‮»‬‭. ‬وتتابع‭ ‬‮«‬الأطفال‭ ‬هنا‭ ‬يلفون‭ ‬بأكفان‭ ‬ممزقة،‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يلبس‭ ‬أطفالنا‭ ‬ملابس‭ ‬جديدة‭ ‬للاحتفال‭ ‬في‭ ‬العيد‮»‬‭.‬

وبسبب‭ ‬القصف،‭ ‬لم‭ ‬يتمكن‭ ‬الغزويون‭ ‬من‭ ‬تبادل‭ ‬الزيارات‭ ‬على‭ ‬جاري‭ ‬عادتهم‭. ‬

وتقول‭ ‬بسيون‭ ‬الحلبي‭ ‬إنها‭ ‬فقدت‭ ‬نصف‭ ‬أفراد‭ ‬عائلتها‭ ‬في‭ ‬العدوان،‭ ‬وتضيف‭ ‬‮«‬قضيت‭ ‬الأعياد‭ ‬بكل‭ ‬حزن،‭ ‬كيف‭ ‬أحتفل‭ ‬بالعيد‭ ‬وأنا‭ ‬لم‭ ‬أحتفل‭ ‬معهم‮»‬‭. ‬

وتشير‭ ‬سيرين‭ ‬الوحيدي‭ (‬33‭ ‬عاما‭) ‬وهي‭ ‬نازحة‭ ‬في‭ ‬خان‭ ‬يونس‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الوضع‭ ‬مأسوي،‭ ‬تعبنا‭ ‬من‭ ‬النزوح،‭ ‬تعبنا‭ ‬من‭ ‬الحياة‭ ‬في‭ ‬الخيام‭ ‬والجوع‭ ‬والغلاء‭ ‬وعدم‭ ‬توافر‭ ‬الماء‭ ‬والطعام‭ ‬والأدوية،‭ ‬تعبنا‭ ‬من‭ ‬الخوف‭ ‬والإحباط‮»‬‭. ‬

وتتساءل‭: ‬‮«‬هل‭ ‬يعقل‭ ‬أن‭ ‬يحصل‭ ‬قصف‭ ‬ويسقط‭ ‬شهداء‭ ‬ودماء‭ ‬في‭ ‬صباح‭ ‬أول‭ ‬يوم‭ ‬في‭ ‬العيد؟‭ ‬الناس‭ ‬يؤدون‭ ‬صلاة‭ ‬الجنائز‭ ‬على‭ ‬الشهداء‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬صلاة‭ ‬العيد‭ ‬والفرح‮»‬‭. ‬

وفي‭ ‬حي‭ ‬الرمال‭ ‬غرب‭ ‬مدينة‭ ‬غزة،‭ ‬بدا‭ ‬الطفل‭ ‬سمير‭ ‬ديب‭ (‬10‭ ‬سنوات‭) ‬حزينا‭ ‬وهو‭ ‬يجلس‭ ‬أمام‭ ‬خيمته‭. ‬

ونزحت‭ ‬عائلة‭ ‬الطفل‭ ‬ديب‭ ‬أخر‭ ‬مرة‭ ‬عندما‭ ‬استأنفت‭ ‬إسرائيل‭ ‬القصف‭ ‬الجوي‭ ‬قبل‭ ‬عدة‭ ‬أسابيع‭ ‬بعدما‭ ‬دمر‭ ‬منزلها‭ ‬في‭ ‬بلدة‭ ‬بيت‭ ‬لاهيا‭ ‬شمال‭ ‬القطاع‭. ‬

ويستذكر‭ ‬ديب‭: ‬‮«‬العدوان‭ ‬سرق‭ ‬مني‭ ‬أغلى‭ ‬ما‭ ‬أملك،‭ ‬سرق‭ ‬مني‭ ‬أمي‭ ‬التي‭ ‬استشهدت‭ ‬في‭ ‬2‭/‬1‭/‬2024‮»‬‭. ‬ويضيف‭ ‬‮«‬بعد‭ ‬هذا‭ ‬التاريخ‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬لدي‭ ‬فرحة‭ ‬ولا‭ ‬عيد،‭ ‬كانت‭ ‬أمي‭ ‬تشتري‭ ‬لي‭ ‬ملابس‭ ‬وحلويات‭ ‬العيد،‭ ‬وكنت‭ ‬أذهب‭ ‬معها‭ ‬لصلاة‭ ‬العيد‮»‬‭. ‬

وقبل‭ ‬العدوان‭ ‬الغاشم‭ ‬اعتاد‭ ‬الفلسطينيون‭ ‬على‭ ‬الصلاة‭ ‬في‭ ‬الساحات‭ ‬العامة‭ ‬والمساجد‭. ‬

وديع‭ ‬هلال‭ ‬أدى‭ ‬صلاة‭ ‬العيد‭ ‬في‭ ‬خيمة‭ ‬أقيمت‭ ‬فوق‭ ‬أنقاض‭ ‬المسجد‭ ‬العمري‭ ‬وهو‭ ‬أكبر‭ ‬وأقدم‭ ‬مساجد‭ ‬القطاع‭ ‬في‭ ‬البلدة‭ ‬القديمة‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬غزة،‭ ‬وقال‭ ‬‮«‬هذا‭ ‬العيد‭ ‬ليس‭ ‬مثل‭ ‬أي‭ ‬عيد‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬كله‭ ‬موت‭ ‬وحزن‭ ‬بسبب‭ ‬قصف‭ ‬الاحتلال‭. ‬لا‭ ‬فرح‭ ‬في‭ ‬غزة‮»‬‭. ‬

وعبر‭ ‬عن‭ ‬أمله‭ ‬بنهاية‭ ‬العدوان‭ ‬‮«‬لنستعيد‭ ‬الحياة‭ ‬والفرح‮»‬‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا