الشباب هم السواعد التي يعوّل عليها لبناء المستقبل، والأمل الذي يُراهن عليه لغدٍ أفضل، وخير استثمار رابح يستثمر فيه، وهم شركاء في المجتمع على جميع الأصعدة وفي كل المجالات، لذلك تولي مملكة البحرين اهتمامًا خاصًا بشبابها باعتبارهم ركيزة أساسية من ركائز نماء الوطن، وذلك ما أكده صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم في مضامين كلمته بمناسبة يوم الشباب البحريني، إذ أقتبس عن خطاب جلالته قوله: «شبابنا هم مصدر للفخر ومنبع للأمل وهم الثروة الوطنية الحقيقية».
ومن هذا المنطلق تنبثق الإستراتيجية التي تتبناها الحكومة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، والتي تتبنى تمكين وتأهيل الشباب البحريني ضمن الأولويات الوطنية، كما تعنى بالاستثمار بمواهبهم بما يعزز قدراتهم وإمكانياتهم ويحقق طموحاتهم في مختلف المجالات؛ بما ينعكس إيجابًا على حاضر ومستقبل المملكة. وتجسيدًا للرؤى الملكية الداعمة للشباب، وتنفيذًا للإستراتيجية التي تتبناها الحكومة، وتأكيداَ للدور الريادي الذي يضطلع به شباب الوطن في مختلف المجالات، وعلى إمكانياتهم المتميزة في كل القطاعات، وتماشياً مع الإستراتيجية الحكومية التي تدعو إلى التحول الرقمي بشكل كلي في كل القطاعات، وبهدف مواكبة التطور التكنولوجي وتحسين الأداء المؤسسي وتعزيز الكفاءة التشغيلية؛ بما يطور ويعزز جهود التحول الرقمي في العمل البرلماني، أعلن مجلس الشورى مسابقة للابتكار الرقمي في العمل البرلماني لفئة الشباب بالتعاون مع وزارة شؤون الشباب وكلية البحرين التقنية (بوليتكنك البحرين)، وذلك بهدف تحفيز الشباب على تقديم مشاريع رقمية مبتكرة أو دراسات تقنية، وذلك تعزيزًا لروح الإبداع والابتكار في مجال العلوم والتقنيات الحديثة في إطار تحقيق تنمية مستدامة.
حيث باشر المجلس باستقبال المشاركات في المسابقة منذ يوم 25 مارس، ومازال المجال مفتوحًا لمشاركات الشباب من الجنسين بشكل فردي أو كفريق لا يتجاوز الـ 3 مشاركين؛ حتى يوم 30 يونيو من العام الجاري، ومن المزمع أن تشمل المسابقة مراحل لاختيار المشاركات النوعية ذات التأثير الرقمي، هذا وقد خصص المجلس جوائز نقدية لأفضل 3 مشاريع.
لا شك أن الابتكار الرقمي يعد أحد مجالات العصر المتفرعة من التحول الرقمي؛ بما يتيحه من إمكانيات لاستخدام التقنيات والاستراتيجيات الرقمية كإنترنيت الأشياء وحلول التكنولوجيا المالية وتطبيقات الذكاء الاصطناعي وغيرها، وذلك بهدف إنتاج أفكار ومشاريع جديدة توفر حلولا لأداء المهام بكفاءة وسرعة بما ينشئ تغيراً محسوسًا في آلية العمل المؤسسي. إذ تبنت المملكة منذ سنوات إستراتيجية رقمية طموحة سخرت خلالها كل الإمكانات في القطاع التقني؛ لتحقيق قفزة نوعية في نمو وتطوير العمل الحكومي من خلال دمج الحلول الرقمية بين القطاعين العام والخاص، بما يعزز مكانة البحرين كمركز رائد ورقمي في المنطقة، حيث تلتزم بتبني المبادرات والمشاريع التي تدعم نمو الرقمنة والتي تسهم في تطوير البنية الرقمية الحكومية، وما هذه المسابقة إلا امتداد لذلك، حيث تهدف إلى إتاحة المجال للمهتمين والموهوبين من الشباب لإبراز مواهبهم المتميزة وقدراتهم الفريدة، الأمر الذي من المتوقع أن يتيح لهم العديد من الفرص النوعية الواعدة والمهمة.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك