مورمانسك - (أ ف ب): طرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الجمعة فكرة «إدارة انتقالية» برعاية الأمم المتحدة في أوكرانيا، في اقتراح يتضمّن رحيل نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قبل إجراء مفاوضات بشأن اتفاق سلام بين البلدين. وجاء هذا الإعلان غداة اجتماع حلفاء كييف الأوروبيين في باريس حيث ناقشوا «ضمانات» أمنية، بينما تقدّمت المملكة المتحدة وفرنسا بمشروع نشر مستقبلي لـ«قوة طمأنة» في أوكرانيا التي تواجه اعتداء روسيا واسع النطاق منذ أكثر من ثلاث سنوات.
ومن المحتمل أن يكون هذا النزاع الذي بدأه الكرملين، قد أدى إلى مقتل مئات الآلاف من المدنيين والعسكريين. وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن وفدا فرنسيا بريطانيا سيتوجه «في الأيام المقبلة إلى أوكرانيا» ليحضّر «ما سيكون عليه شكل الجيش الأوكراني» الذي يظل «الضمان الأمني» الرئيسية لكييف. وقال بوتين خلال زيارة لمدينة مورمانسك (شمال غرب) «يمكننا بالطبع أن نبحث مع الولايات المتحدة وحتى مع الدول الأوروبية، وبالطبع مع شركائنا وأصدقائنا، برعاية الأمم المتحدة، في احتمال تشكيل إدارة انتقالية في أوكرانيا».
وهذه المرة الأولى التي يستحضر فيها بوتين فكرة «إدارة انتقالية» قال إنّها ستقوم بـ«تنظيم انتخابات رئاسية ديمقراطية من شأنها أن توصل إلى السلطة حكومة مختصة ستحوز ثقة الشعب، ومن ثمّ نبدأ مع هذه السلطات مفاوضات بشأن اتفاق سلام». ومنذ فبراير 2022، تبرّر روسيا حربها على أوكرانيا من خلال اتهام زيلينسكي بأنه رئيس غير شرعي، مشيرة إلى انقضاء ولايته البالغة مدتها خمس سنوات بعد انتخابه رئيسا في 2019. غير أنّ الأحكام العرفية المطبّقة في أوكرانيا منذ بداية النزاع، تحظر إجراء انتخابات في وقت تتعرّض البلاد لعمليات قصف بشكل يومي.
من جهة أخرى، أشار الرئيس الروسي إلى أنّ قواته تحافظ على «المبادرة الاستراتيجية» على خط المواجهة في أوكرانيا. وقال بوتين الذي يحقّق جيشه تقدّما بطيئا خصوصا في شرق أوكرانيا، رغم الخسائر التي مُني بها، «ثمة ما يدعو إلى الاعتقاد أننا سنحقّقها (الأهداف)» معتبرا أن «على الشعب الأوكراني نفسه أن يدرك ما يجري». وأضاف «نحن نتجه تدريجيا، ربما ليس بالسرعة التي نود، ولكن مع الإصرار واليقين، لتحقيق كل الأهداف المعلنة».
ولا يزال فلاديمير بوتين الذي أمر قواته في عام 2022 بمهاجمة أوكرانيا، يطالب باستسلامها والتخلّي عن تطلّعاتها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، والتخلّي عن المناطق التي تحتلّها موسكو. وتعتبر الدول الغربية وكييف أنّ هذه الشروط غير مقبولة.
وبينما يدفع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باتجاه إنهاء النزاع في أسرع وقت ممكن، في ظل تقارب بين واشنطن وموسكو منذ فبراير، على حساب الدول الأوروبية وأوكرانيا، تتهم أوكرانيا روسيا برفض وقف إطلاق النار، من أجل دفع مصلحتها العسكرية على الأرض.
بعد ممارسة ضغوط أمريكية، وافقت كييف في 11 مارس على وقف غير مشروط لإطلاق النار لمدّة 30 يوما. وبعد إصدار تحفّظات على الأمر، رفض بوتين ببساطة خلال مكالمة مع دونالد ترامب، ووافق فقط على عدم ضرب مواقع الطاقة. ومنذ الاتصال الهاتفي بين ترامب وبوتين في 18 مارس، تتبادل موسكو وكييف الاتهامات باستهداف منشآت للطاقة في كلا الجانبين، الأمر الذي يعكس هشاشة الاتفاق الذي سعت إدارة ترامب للتوصل إليه.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك