العدد : ١٧١٧٤ - الاثنين ٣١ مارس ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٢ شوّال ١٤٤٦هـ

العدد : ١٧١٧٤ - الاثنين ٣١ مارس ٢٠٢٥ م، الموافق ٠٢ شوّال ١٤٤٦هـ

قضايا و آراء

قطاع غزة من مشاريع أوسلو إلى صفقة ترامب

بقلم: د. جيمس زغبي

الأربعاء ٢٦ مارس ٢٠٢٥ - 02:00

عندما‭ ‬علمت‭ ‬للمرة‭ ‬الأولى‭ ‬بخطة‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب‭ ‬الممثلة‭ ‬في‭ ‬مشروع‭ ‬تحويل‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬المدمر‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬ريفييرا‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‮»‬،‭ ‬أعاد‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬ذهني‭ ‬ذكريات‭ ‬الآمال‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬لدى‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬قبل‭ ‬ثلاثة‭ ‬عقود‭ ‬في‭ ‬ذروة‭ ‬أوج‭ ‬اتفاقيات‭ ‬أوسلو‭ ‬عام‭ ‬1993‭.‬

في‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬كنت‭ ‬أشغل‭ ‬منصب‭ ‬الرئيس‭ ‬المشارك‭ ‬في‭ ‬مشروع‭ ‬‮«‬بناة‭ ‬السلام‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬المشروع‭ ‬الذي‭ ‬أطلقه‭ ‬نائب‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬آنذاك‭ ‬آل‭ ‬جور‭ ‬لتشجيع‭ ‬الشركات‭ ‬الأمريكية‭ ‬على‭ ‬الاستثمار‭ ‬في‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الفلسطيني‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬دعم‭ ‬عملية‭ ‬السلام‭ ‬الناشئة‭.‬

وخلال‭ ‬فترة‭ ‬عملنا‭ ‬في‭ ‬منظمة‭ ‬‮«‬بناة‭ ‬السلام‮»‬‭ ‬التي‭ ‬استمرت‭ ‬ثلاث‭ ‬سنوات‭ ‬ترأسنا‭ ‬عددًا‭ ‬من‭ ‬وفود‭ ‬الأعمال‭ ‬الأمريكية‭ ‬إلى‭ ‬الأراضي‭ ‬الفلسطينية‭ ‬المحتلة،‭ ‬ورافقنا‭ ‬آل‭ ‬جور‭ ‬نفسه‭ ‬ووزير‭ ‬التجارة‭ ‬آنذاك‭ ‬رون‭ ‬براون‭ ‬في‭ ‬زيارات‭ ‬أخرى،‭ ‬وقد‭ ‬لاقت‭ ‬تلك‭ ‬الزيارات‭ ‬ترحيبًا‭ ‬حارًا‭ ‬من‭ ‬قادة‭ ‬الأعمال‭ ‬الأمريكيين‭ ‬والفلسطينيين‭.‬

وخلال‭ ‬تلك‭ ‬الزيارات‭ ‬المتتالية‭ ‬تم‭ ‬مناقشة‭ ‬خطط‭ ‬لتطوير‭ ‬عدة‭ ‬مصانع‭ ‬في‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬لتجميع‭ ‬الأمتعة‭ ‬والأثاث‭ ‬للتصدير‭ ‬إلى‭ ‬أوروبا‭ ‬الشرقية؛‭ ‬وفتح‭ ‬فروع‭ ‬لشركات‭ ‬أمريكية‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭.‬

وبالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬تم‭ ‬مناقشة‭ ‬مشاريع‭ ‬تنقية‭ ‬المياه‭ ‬وإعادة‭ ‬تدوير‭ ‬النفايات‭ ‬في‭ ‬غزة،‭ ‬ومشروع‭ ‬بناء‭ ‬مجمع‭ ‬سكني‭ ‬جديد‭ ‬بأسعار‭ ‬معقولة‭ ‬في‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬وقد‭ ‬حظيت‭ ‬هذه‭ ‬المشاريع‭ ‬بدعم‭ ‬كلٍّ‭ ‬من‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬ونائبه،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الدعم‭ ‬الحماسي‭ ‬من‭ ‬الوزير‭ ‬رون‭ ‬براون‭.‬

ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فقد‭ ‬انهارت‭ ‬جميع‭ ‬تلك‭ ‬المشاريع‭ ‬لأسباب‭ ‬عديدة‭. ‬يكفي‭ ‬ذكر‭ ‬بعض‭ ‬الأمثلة‭: ‬لن‭ ‬تضمن‭ ‬إسرائيل‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬ولا‭ ‬لشركائهم‭ ‬الأمريكيين‭ ‬المقصودين‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬استيراد‭ ‬المواد‭ ‬الخام‭ ‬أو‭ ‬تصدير‭ ‬المنتجات‭ ‬النهائية‭ ‬بحرية‭ ‬إلا‭ ‬بوجود‭ ‬وسيط‭ ‬إسرائيلي‭ ‬كشريك‭. ‬وبسبب‭ ‬التكاليف‭ ‬المرتفعة‭ ‬التي‭ ‬ستترتب‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬فقد‭ ‬المستثمرون‭ ‬الأمريكيون‭ ‬المحتملون‭ ‬اهتمامهم‭ ‬بتلك‭ ‬المشاريع‭.‬

كذلك‭ ‬كانت‭ ‬القيود‭ ‬المفروضة‭ ‬على‭ ‬حركة‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬والتجارة‭ ‬بين‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬وقطاع‭ ‬غزة‭ ‬وداخل‭ ‬الضفة‭ ‬الغربية‭ ‬نفسها‭ ‬عاملاً‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬العوامل‭ ‬التي‭ ‬أدت‭ ‬إلى‭ ‬تثبيط‭ ‬الاستثمار‭ ‬الأجنبي‭.‬

وهذا‭ ‬يعني‭ ‬أن‭ ‬المؤسسات‭ ‬الفلسطينية‭ ‬لن‭ ‬تتمكن‭ ‬من‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬اقتصادات‭ ‬من‭ ‬الحجم‭ ‬الكبير‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تأتي‭ ‬من‭ ‬تطوير‭ ‬السوق‭ ‬الداخلي،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬ستظل‭ ‬معتمدة‭ ‬على‭ ‬الواردات‭ ‬من‭ ‬إسرائيل‭.‬

كما‭ ‬تبين‭ ‬أيضا‭ ‬أن‭ ‬الجانب‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬مصمم‭ ‬على‭ ‬ألا‭ ‬يسمح‭ ‬أبدا‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬بفتح‭ ‬أعمال‭ ‬تجارية‭ ‬أو‭ ‬إنشاء‭ ‬فروع‭ ‬لشركات‭ ‬أمريكية‭ ‬من‭ ‬شأنها‭ ‬أن‭ ‬تنافس‭ ‬الشركات‭ ‬الإسرائيلية‭.‬

وقد‭ ‬تناول‭ ‬رون‭ ‬براون‭ ‬هذه‭ ‬المسألة‭ ‬الأخيرة،‭ ‬فذكّر‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬مراراً‭ ‬وتكراراً‭ ‬بأنهم‭ ‬لا‭ ‬يستطيعون‭ ‬منع‭ ‬الشركات‭ ‬الأمريكية‭ ‬من‭ ‬إنشاء‭ ‬مشاريع‭ ‬تجارية‭ ‬مع‭ ‬شركاء‭ ‬فلسطينيين‭ ‬لأن‭ ‬الأراضي‭ ‬المحتلة‭ ‬فلسطينية‭ ‬وليست‭ ‬إسرائيلية‭.‬

وخلال‭ ‬زياراتنا‭ ‬لهذه‭ ‬الأراضي،‭ ‬لاحظت‭ ‬وفودنا‭ ‬من‭ ‬منظمة‭ ‬‮«‬بناة‭ ‬السلام‮»‬‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬المشاكل،‭ ‬وفي‭ ‬زيارتنا‭ ‬الرسمية‭ ‬الأولى‭ ‬سعينا‭ ‬للدخول‭ ‬عبر‭ ‬جسر‭ ‬اللنبي‭ ‬من‭ ‬الأردن‭.‬

في‭ ‬ذلك‭ ‬اليوم،‭ ‬نجح‭ ‬قادة‭ ‬الأعمال‭ ‬اليهود‭ ‬الأمريكيون‭ ‬وغيرهم‭ ‬في‭ ‬المرور‭ ‬وإتمام‭ ‬الإجراءات‭ ‬بكل‭ ‬يسر‭ ‬وسهولة،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬تم‭ ‬فصل‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬هم‭ ‬من‭ ‬أصل‭ ‬عربي‭ ‬عن‭ ‬المجموعة‭ ‬وإجبارهم‭ ‬على‭ ‬الخضوع‭ ‬للتفتيش‭ ‬وتدقيق‭ ‬الهوية،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬كان‭ ‬بمثابة‭ ‬تجربة‭ ‬مهينة‭.‬

لقد‭ ‬عقدنا‭ ‬جلسة‭ ‬في‭ ‬القدس‭ ‬ليتسنى‭ ‬للفلسطينيين‭ ‬لقاء‭ ‬الأمريكيين‭ ‬المهتمين‭ ‬بفرص‭ ‬الاستثمار‭. ‬لقد‭ ‬اكتشفنا‭ ‬أنه‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬دخول‭ ‬مدينة‭ ‬القدس،‭ ‬كان‭ ‬على‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬تصريح‭ ‬من‭ ‬سلطة‭ ‬الاحتلال‭ ‬الاسرائيلية‭.‬

وبما‭ ‬أن‭ ‬التصاريح‭ ‬لم‭ ‬تسمح‭ ‬لهم‭ ‬سوى‭ ‬ببضع‭ ‬ساعات‭ ‬في‭ ‬المدينة،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬خصصوه‭ ‬لنقاشاتنا‭ ‬محدودًا،‭ ‬كما‭ ‬كان‭ ‬الدخول‭ ‬إلى‭ ‬غزة‭ ‬والخروج‭ ‬منها‭ ‬بنفس‭ ‬القدر‭ ‬من‭ ‬الصعوبة‭ ‬والتعقيد‭. ‬

لا‭ ‬يزال‭ ‬مشهد‭ ‬مغادرة‭ ‬غزة‭ ‬عالقًا‭ ‬في‭ ‬ذهني‭.‬

فقد‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬ما‭ ‬لا‭ ‬أستطيع‭ ‬وصفه‭ ‬إلا‭ ‬بعبارة‭ ‬‮«‬حظائر‭ ‬الماشية‭ ‬المليئة‮»‬‭ ‬بمئات‭ ‬الرجال‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬الذين‭ ‬ينتظرون‭ ‬تحت‭ ‬الشمس‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬إذن‭ ‬لدخول‭ ‬إسرائيل‭ ‬للعمل‭.‬

كان‭ ‬جنود‭ ‬إسرائيليون‭ ‬شباب‭ ‬يصعدون‭ ‬فوق‭ ‬المظلات،‭ ‬ويصرخون‭ ‬على‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬في‭ ‬الأسفل،‭ ‬ويأمرونهم‭ ‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬الأسفل‭ ‬ورفع‭ ‬بطاقاتهم‭ ‬فوق‭ ‬رؤوسهم‭. ‬لقد‭ ‬كان‭ ‬الأمر‭ ‬مزعجا‭ ‬ومهينا‭ ‬للغاية‭.‬

ورغم‭ ‬تلك‭ ‬المشاكل،‭ ‬ظلّ‭ ‬الأملُ‭ ‬الدائمُ‭ ‬لدى‭ ‬رجال‭ ‬الأعمال‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬الذين‭ ‬كنا‭ ‬نعمل‭ ‬معهم‭ ‬يمثل‭ ‬دافعًا‭ ‬يحفزنا‭ ‬رغم‭ ‬العراقيل‭. ‬وفي‭ ‬الذكرى‭ ‬الأولى‭ ‬لتوقيع‭ ‬اتفاقيات‭ ‬أوسلو،‭ ‬عقد‭ ‬السيد‭ ‬آل‭ ‬جور‭ ‬مؤتمرًا‭ ‬صحفيًا‭ ‬لتقديم‭ ‬تقريرٍ‭ ‬عن‭ ‬التقدم‭ ‬الذي‭ ‬أمكن‭ ‬تحقيقه؛‭ ‬فقد‭ ‬أعلن‭ ‬يومها‭ ‬عددا‭ ‬من‭ ‬مشاريع‭ ‬الشراكة‭ ‬الأمريكية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬التي‭ ‬ساعدت‭ ‬منظمة‭ ‬‮«‬بناة‭ ‬السلام‮»‬‭ ‬في‭ ‬الترتيب‭ ‬لها‭.‬

وكان‭ ‬أحد‭ ‬المشاريع‭ ‬الواعدة‭ ‬بصورة‭ ‬كبيرة‭ ‬هو‭ ‬الاقتراح‭ ‬الذي‭ ‬تقدمت‭ ‬به‭ ‬شركة‭ ‬فلسطينية‭ ‬أمريكية‭ ‬مقرها‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬فرجينيا‭ ‬بالولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لبناء‭ ‬منتجع‭ ‬ماريوت‭ ‬على‭ ‬شاطئ‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭.‬

وكان‭ ‬من‭ ‬المقرر‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الفندق‭ ‬منتجعاً‭ ‬ومركزاً‭ ‬للأعمال‭ ‬مكوناً‭ ‬من‭ ‬275‭ ‬غرفة،‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬المتصور‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬بمثابة‭ ‬عامل‭ ‬جذب‭ ‬يساعد‭ ‬في‭ ‬استقطاب‭ ‬الشركات‭ ‬الأخرى‭ ‬إلى‭ ‬غزة‭.‬

لقد‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬شأن‭ ‬ذلك‭ ‬المشروع،‭ ‬كما‭ ‬صُمم،‭ ‬أن‭ ‬يوظف‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ألف‭ ‬فلسطيني‭ ‬في‭ ‬بنائه،‭ ‬ومئات‭ ‬آخرين‭ ‬عند‭ ‬اكتماله،‭ ‬وقد‭ ‬حظي‭ ‬المشروع‭ ‬بتأييد‭ ‬الوزير‭ ‬براون،‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬أحد‭ ‬أبرز‭ ‬داعمي‭ ‬مبادرة‭ ‬السلام‭ ‬الأمريكية،‭ ‬كما‭ ‬حظي‭ ‬المشروع‭ ‬بدعم‭ ‬رئيس‭ ‬منظمة‭ ‬التحرير‭ ‬الفلسطينية‭ ‬ياسر‭ ‬عرفات،‭ ‬حيث‭ ‬اعتبر‭ ‬كلاهما‭ ‬أن‭ ‬الفندق‭ ‬بمثابة‭ ‬حجر‭ ‬الأساس‭ ‬للنمو‭ ‬الاقتصادي‭ ‬المستقبلي‭.‬

بعد‭ ‬تأمين‭ ‬الاستثمار‭ ‬الأولي‭ ‬بدأت‭ ‬الشركة‭ ‬الراعية‭ ‬أعمال‭ ‬البناء،‭ ‬بدءًا‭ ‬من‭ ‬الأساسات‭ ‬ومرآب‭ ‬سيارات‭ ‬ضخم‭. ‬ونظرًا‭ ‬إلى‭ ‬المخاطر‭ ‬التي‭ ‬ينطوي‭ ‬عليها‭ ‬المشروع،‭ ‬سعت‭ ‬الشركة‭ ‬للحصول‭ ‬على‭ ‬تأمين‭ ‬ضد‭ ‬المخاطر‭ ‬من‭ ‬مؤسسة‭ (‬OPIC‭)‬،‭ ‬وهي‭ ‬وكالة‭ ‬أمريكية‭ ‬أُنشئت‭ ‬لضمان‭ ‬تأمين‭ ‬الاستثمار‭ ‬ضد‭ ‬المخاطر‭.‬

في‭ ‬النهاية،‭ ‬تبيّن‭ ‬أن‭ ‬العراقيل‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬أمام‭ ‬التنمية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تجاوزها‭ ‬أو‭ ‬التغلب‭ ‬عليها‭. ‬ونتيجة‭ ‬لذلك،‭ ‬تم‭ ‬صرف‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬تلك‭ ‬الشراكات‭ ‬المقترحة،‭ ‬ومعها‭ ‬تعثر‭ ‬حلم‭ ‬الاقتصاد‭ ‬الفلسطيني‭ ‬المستقل‭ ‬وعملية‭ ‬السلام‭.‬

وفي‭ ‬مثل‭ ‬تلك‭ ‬البيئة‭ ‬المشحونة‭ ‬بالعراقيل‭ ‬والصعوبات‭ ‬لم‭ ‬يتمكن‭ ‬مشروع‭ ‬ماريوت‭ ‬من‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬التأمين‭ ‬اللازم‭ ‬ضد‭ ‬المخاطر،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬تطلب‭ ‬الأمر‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬استثمار‭ ‬جديد‭. ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬ما‭ ‬لبث‭ ‬المشروع‭ ‬هو‭ ‬الآخر‭ ‬أن‭ ‬انتهى‭ ‬وتلاشى‭.‬

لذلك،‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬المؤلم‭ ‬في‭ ‬الأسابيع‭ ‬الأخيرة‭ ‬أن‭ ‬نسمع‭ ‬بخطة‭ ‬الرئيس‭ ‬ترامب‭ ‬المهينة‭ ‬لبناء‭ ‬ريفييرا‭ ‬غزة‭ ‬المملوكة‭ ‬أمريكيًا‭. ‬لقد‭ ‬ذكّرتني‭ ‬هذه‭ ‬الخطة‭ ‬بما‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬يكون،‭ ‬ولكنه‭ ‬يُناقش‭ ‬الآن،‭ ‬بعد‭ ‬ثلاثة‭ ‬عقود،‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬يستفيد‭ ‬أي‭ ‬فلسطيني‭ ‬من‭ ‬تطوير‭ ‬ذلك‭.‬

 

{‭ ‬رئيس‭ ‬المعهد‭ ‬العربي‭ ‬الأمريكي‭.‬

كلمات دالة

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟

لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك

الاسم:
النص:
تبقى لديك (600حرف

aak_news



الموافقة على استخدام ملفات تعريف الارتباط

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط أو تقنيات مشابهة ، لتحسين تجربة التصفح وتقديم توصيات مخصصة. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على سياسة الخصوصية الخاصة بنا