عالم يتغير

فوزية رشيد
قلب الإنسان وصدمة الاكتشاف!
{ قال الله تعالى في محكم كتابه «أفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ» سورة الحج الآية 46.
هذه الآية وكثير من الآيات الأخرى تؤكد أهمية القلب كمركز للتعقل والتفكير والبصيرة منذ 1400 عام! وكان كثير من المسلمين يعتقدون أنه توصيف مجازي، وهم يقارنون كلام الله ببعض «النظريات العلمية» غير المكتملة لتكون حقائق علمية، حتى جاء العلم نفسه مؤخرًا بما يؤكد كلام القرآن!
{ فقد توصل العلماء في عام 1991 إلى اكتشاف صدم «المجتمع الطبي» بالتأكيد والمجتمع العلمي بشكل عام! (ما وجدوه كان شبكة عصبية داخل قلب الإنسان، اكتشفوا حوالي 40000 خلية متخصصة)!
تُسمى هذه الخلايا «الأعصاب الحسية» وهي تشبه الخلايا العصبية في الدماغ، لكنها ليست في الدماغ بل في القلب! تفكر بشكل مستقل عن الدماغ البشري، تشعر بشكل مستقل عن الدماغ البشري، تستشعر وتتذكر بشكل مستقل عن الدماغ البشري!
التفكير والذاكرة مستقلان في القلب! للقلب لغة مختلفة تمامًا! لا تعمل دائمًا بالكلمات لكن الدماغ يتلقى تعليمات تخبره بما يجب عليه فعله من القلب! القلب يُرسل تلك التعليمات بناء على طريقة شعورنا تجاه العالم من حولنا، وهذه الإدراكات تمرّ من خلال فلترة تجاربنا الشخصية! فجأة يصبح القلب مركز الاهتمام، لأننا نعلم الآن أن القلب يخبر الدماغ بكيفية تنظيم الجسم، هذا أولاً. وثانيًا: القلب وهذه الشبكة العصبية هي المفتاح فيما نطلق عليه «ذكاء القلب»، لأن الحقيقة أن القلب لديه ذاكرة مستقلة عن «الدماغ القحفي»، يشعر ويتذكر ويفكر ويستشعر بشكل مستقل عن الدماغ، والآن عندما نفكر في أنفسنا ونحن هنا نسير على هذه الأرض، ونتنقل بين هذين العالمين كل يوم في حياتنا، ولا نفكر في الأمر، لأن معظمنا بارعون جدًا في ذلك! نحن باستمرار نقوم بهذه الرقصة بين ما يحدث في الشبكة العصبية للقلب والشبكة العصبية في الدماغ).
جاء ذلك في تعليق علمي على الاكتشاف الجديد!
{ الموقنون بعلم الله وكتابه المحكم يدركون تمامًا أن لا تناقض بين القرآن و«الحقائق» العلمية الثابتة، وليس من تلك الحقائق «النظريات العلمية» الداخلة في حيزّ الافتراض والاحتمال وليس الحقائق، أو في «الوهم العلمي» بل وربما «الزيف العلمي» لأغراض تخص محتكري بعض العلوم! منها «العلوم الكونية» التي تُشرف عليها «ناسا» حول حقيقة الكون وبداية تشكله وماهيته وشكله! وحقيقة الأرض باعتبارها كوكبًا في السماء، رغم أن كل العلوم القديمة والتأكيدات القرآنية تؤكد أن الأرض هي المركز! وفي هذا علوم قديمة كثيرة تم دثرها، وفيها آيات واضحة، ولكن «الوهم العلمي» لأغراض خاصة بمنتجي هذا الوهم، روجوّا النظريات باعتبارها حقائق علمية، وحيث هناك لغط كبير لا يزال يدور في المجتمع العلمي حول ذلك وحول الخديعة الكبرى في تلك العلوم، وربما خلال السنوات أو العقود القادمة ستتكشف الحقائق، التي بدورها ستؤكد ما جاء في القرآن حول الكون، وحقيقة الخلق، وأن هناك أرضا وسماوات، بما يتنافى حاليًا مع النظريات وليس الحقائق العلمية! ولنا حول ذلك ربما وقفة أخرى أكثر تفصيلاً!
{ حين يؤكد الله أن القلب هو «المركز» وأنه مستقل تمامًا عن العقل، وأن الرهان هو دائمًا على القلب (إلا من أتى الله بقلب سليم)! فإن العلم لم يكتشف ذلك إلا في عام 1991! فيما المؤمنون يدركون تلك الحقيقة منذ قديم الأزمان، ويوّلون في معارفهم الروحية للكون وللحياة وللإنسان على تلك «المعارف القلبية»، ومنهم من تعمق كثيرًا في ذلك، ليكونوا من الراسخين في العلم والمقصود هنا العلم الإلهي!
{ الحياة والإنسان والاعجاز في الخلق هي من الأمور التي لا تزال مُلغزة وحيرة لأصحاب «العلم التجريبي»، ولكنها بمثابة الحقائق المعرفية لمن يوقن بالله وكلامه وما فصله في كتاب المحكم! لتكون المعارف الروحية مفتاحًا متاحًا لحلّ الكثير من الألغاز العلمية، لو تفكرّ أصحابها بقلوبهم، وأدركوا أن «العلوم المادية» لا تملك كل الإجابات، رغم أهميتها في التطور البشري في مجالات مختلفة! وأن العقل بإمكانه أن يقع في خديعة كبرى!
{ كثيرًا ما يتردد في حديث العارفين والمتأملين في حكمة الخلق والحياة والإنسان مقولة (اتبع قلبك)! لأن القلب هو المركز الذي ليس فقط يُملي على العقل كيفية تنظيم الجسد كما تم الاكتشاف، وإنما تنظيم الروح والمعارف الروحية، التي تجمع بين العقل والقلب والشبكة العصبية في كل منهما بما تم إدراجه في «ذكاء القلب»!
والقلب هو وسيلة الصلة أيضًا بين عالم المادة وعالم الغيب، وبين عالم الفكر وعالم الروح، وبين الفيزيقي والميتافيزيقي، أو عالم ما وراء الطبيعة، وما وراء عالم المادة! فالقلب هو مفتاح الروح!
إنه القلب الذي كان يظن «العلم التجريبي» أو المادي أنه مجرد مضخة للدم وغيره، فإذا به في العقود الأخيرة فقط، وباكتشاف علمي، يدرك أن للقلب أبعادًا كثيرة! لم يتم اكتشافها بشكل كامل بعد! ولنا في كلام الله ما يَجُبُّ كل ما عداه!
إقرأ أيضا لـ"فوزية رشيد"
aak_news

هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك