لنجاح أي مشروع تجاري أو استثماري، من المهم توفير مساحات خارجية كافية لتكون مواقف سيارات تابعة للمشاريع التجارية بشكل عام.
لطالما كانت ولا تزال المنطقة الدبلوماسية بالمنامة تعاني من أزمة المواقف بسبب زيادة إنشاء المباني، ورغم توفير مبنى مجمع مواقف السيارات المتعدد، فإنه حل المشكلة نوعا ما للمباني المحيطة به فقط.
المشكلة أن هذه الأزمة تكررت في مناطق أخرى حديثة نوعا ما، مثل منطقة ضاحية السيف التي باتت تتأسى بالمنطقة الدبلوماسية، ناهيك عن المباني الجديدة الواقعة على ساحل كرباباد والتي ستشهد نسخا مكررة من الأزمة، وأيضا في منطقة خليج البحرين المتميزة بمنظرها الجمالي وبالأشجار والنباتات الخلابة، ولكن معضلة مواقف السيارات بدأت تلوح في الأفق.
وكل هذه المناطق تواجه إشكالية المواقف، ناهيك عن اضطرار الكثيرين الى ارتكاب مخالفات مرورية كالوقوف على الأرصفة وسد مداخل ومخارج المباني والتسبب بإرباك في الحركة المرورية.
كل ذلك يؤكد ضرورة ان يكون هناك توجه جاد لإنشاء مبان متعددة الطوابق في مختلف المناطق تحتوي على مساحات واسعة لتكون مواقف سيارات عامة، وتكون مؤجرة أو قابلة للاستثمار من خلال تأجير أراضيها بمبالغ تنافسية للمستثمرين، وهذا ما يعني أيضا توفير مواقف بأسعار مناسبة. وبالتأكيد فإن توفير مثل هذه الخدمات ينعكس على سلاسة ويسر الحركة التجارية في مختلف المناطق خاصة الاستثمارية. فالتجارب تثبت أن العقارات التي تتوافر لها مساحة كافية للمواقف تكون أكثر نجاحا واستقرارا من العقار الذي يفتقد مثل هذه المساحات حتى لو كان موقعه متميزا. إذ يواجه هذا الأخير صعوبة أكبر في التأجير، بمعنى أن غياب المواقف الكافية سبب كاف لعزوف الزبائن.
من المهم إعادة دراسة مستوى خدمات البنية التحتية الجانبية للمباني في مختلف مناطق المملكة، بما في ذلك توفير مواقف لسيارات الزوار ومستخدمين العقار، مع التركيز على الجانب الجمالي لهذه المواقف مثل وضع لمسات التجميل بالأشجار والنباتات وغيرها من الجوانب التي أصبحت من التفاصيل المهمة في فن العمارة الحديثة وعوامل مؤثرة في بروز ونجاح المشاريع التجارية والعقارية.
مشروع تأجير الأراضي الحكومية على المستثمرين في المناطق الحيوية مثل ضاحية السيف وخليج البحرين والمنطقة الدبلوماسية وغيرها بأسعار خاصة وليس بأسعار تجارية، يساعد على النهوض بالعقارات في المناطق المكتبية والخدمية بل حتى الأحياء السكنية خاصة بالمنامة مثل منطقة الحورة ومنطقة المخارقة وأيضا مشروع طريق اللؤلؤ بالمحرق والذي كان يفتقر لمواقف السيارات. لذلك كان الزوار الذين يحرصون على حضور مهرجان (ليالي المحرق) الناجح بكل اركانه، يضطرون الى وضع سياراتهم على سواحل بحر قلعة أبوماهر وعلى الأرصفة وبين البيوت. وهذا ما يؤكد ضرورة توفير ساحات مفتوحة لكل مشروع حيوي يحظى بإقبال بشري، وذلك ضمن دراسة مرورية شاملة. وانجح نموذج لمثل هذه الدراسة هو ما يحدث في الحدث الكبير (الفومولا1)، حيث يتم التركيز على أدق التفاصيل بما في ذلك المداخل والمخارج والمساحات الكافية لمواقف السيارات.
لا ننكر ان توفير مواقف السيارات يمثل تحديا كبيرا، ولكن تبقى المباني متعددة الطوابق هي الخيار الأمثل، ولنا في مبنى مواقف الدبلوماسية نموذج حيوي، وهو المشروع الذي يشكر عليه صاحب الفكرة المتميزة الشيخ رشيد بن عيسى بن عبدالله آل خليفة.
الرئيس التنفيذي لمجموعة الفاتح
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك