سرطان القولون هو أكثر أنواع السرطانات شيوعا، ولكن سرطان القولون يمكن الوقاية منه عن طريق الفحص الدوري. في المقال الآتي يوضح الدكتور يوسف برهوم استشاري الجراحة العامة وجراحة الجهاز الهضمي العلوي وجراحة الأورام بالمركز الطبي الجامعي – مدينة الملك عبدالله دور الكشف الدوري في الكشف عن سرطان القولون.
تزامنا مع شهر التوعية لأمراض القولون نشارك مجتمعنا الغالي هذه النصائح راجين التكامل في الخدمة الصحية لمرضى القولون وحرصا على التقليل من اكتشاف اورام في مراحله المتقدمة كما هو ملاحظ اثناء معاينة بعض المرضى.
حتى لا تخسر الوقت ولا يخسرك من يحبك
إن الالتزام بفحص المنظار الدوري للفئة من المجتمع التي تحمل درجة خطورة عالية لأمراض سرطان القولون والمعرفة لأسباب جينية أو التهابات مزمنة أمر يجب التشديد عليه للاعتبارات الآتية:
1. سهولة التعامل مع المراحل الأولى من سرطان القولون.
2. إمكانية التكامل العلاجي المتعدد.
3. عدم الوصول إلى العلاجات التلطيفية.
4. تجنب العلاجات الأكثر تعقيدا من الجراحات المعقدة أو العلاجات الكيميائية المطولة.
5. تباطؤ تسارع الانتشار للمرض.
6. التنعم بجودة حياة أفضل وإن كنت ممن يحمل أمراضا جينية ويعاني من أمراض القولون المزمنة.
7. التمكن من القيام بالأدوار الاجتماعية من غير عوائق صحية تتبع تأخر التشخيص.
كل هذه الفوائد يمكن التنعم بها وخصوصا لمن هم من فئة الأمراض الجينية أو أمراض التهابات القولون المزمنة.
إن أهمية إجراء منظار القولون الدوري الذي يتبع المعايير الدولية المشاد بها والمعتمدة من الجمعيات الطبية المتخصصة امر يلزم مقدم الخدمة الطبية ومن يقدم له الخدمة الطبية كما يأتي:
أولا: وعي المريض بأهمية فحص المنظار الدوري، ويتم ذلك عن طريق الاطلاع الحر بعد توجيه الطبيب في جلسات متفرقة اثناء المعاينات الطبية.
الاطلاع الحر يمكن توجيهه عن طريق Adcocacy Group (مجموعات المناصرة) وهي البيئة الأقرب إلى نمط تفكير المريض. فإن كانت تجمعات محلية نابعة من نفس المجتمع المدني كان تأثيرها اقوى في دعم الفكرة المرجوة من منظار القولون الدوري.
زيادة وعي المريض ممكن عن طريق انشاء الندوات المتكررة التي تشمل اعضاء من advocacy group وتنوع طرق العرض الاعلامي في مناطق التجمعات مثل الأسواق والمجمعات على مدار العام.
ثانيا: التزام المريض ببرنامج المنظار الدوري المخصص للفئات المعنية. وهذا سلوك لا يمكن ضمانه فقط بنشر الوعي، ولكن يمكن تعزيزه بتوفير أو توجيه المتابعة إلى أقرب شخص من المريض. ونشر الوعي بالتركيز على المريض قد لا يصاحبه التزام عملي. وبناء عليه عند طرح البرنامج على المريض يفضل ان يكون بوجود الشخص الاقرب إلى المريض من أفراد العائلة؛ فالزيارات للعيادات يجب ان تكون بصحبة القريب الراعي والمتابع لحالة المريض من الاهل أو الاصحاب.
ثالثا: عند تشخيص المريض بأنه يحمل جينات وراثية أو احتمالية التهاب القولون المزمن فإن المؤسسة الطبية تتحمل جانب التنسيق المستمر والمتتابع لإجراء فحص منظار القولون الدوري عن طريق لجان التنسيق. هذه اللجان تساعد في تعزيز ثقة المريض وحثه على عمل منظار الفحص الدوري. وهذا النوع من اللجان هو عصب فكرة الوقاية من التشخيص المتأخر.
التزام المريض ببرامج المنظار الدوري هو أهم خطوة مما ذكر سابقا؛ ففي بعض الاحيان نواجه تراخيا أو ترددا غير مبرر من المريض اثناء زيارة العيادات؛ فالتردد يشكل حالة من القلق وعدم اليقين الناجم عن شح المعلومات أو الشك في مصداقيتها، كما قد يكون ذلك نابعاً من قصور في أداء الطبيب المعالج أو المنسق الطبي لحسم القرار النابع من المريض.
إن وضع الفوائد المذكورة أعلاه في عين الاعتبار وتوفير المعلومات بالطرق المذكورة وتوفر لجان التنسيق والافراد المتابعين يزيد من ثقة المريض وأخذه القرار الصحيح وتقليل التردد غير المبرر.
هذا العرض لجذور مشكلة التردد غير المبرر من بعض مرضى سرطان القولون يعزز من تكامل صورة الجهود المبذولة من قبل المؤسسات الصحية في مملكتنا الغالية ويحث المرضى على الالتزام بالبرامج المقدمة لهم لحمايتهم من عواقب تأخر التشخيص لمرض سرطان القولون.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك