84% من الأسر البحرينية تعاني مشكلة ارتفاع المصاريف.. والبعض يضطر إلى الاقتراض!
أرباب أسر: ارتفاع مصاريف الأكل 100%.. وآخرون: السفرة «العامرة» تسعد الصائمين!
الضغط على «الطوارئ» يتضاعف بعد الإفطار بسبب «التخمة»!
تحقيق: محمد الساعي - ياسمين العقيدات
أظهر استطلاع للرأي أعدته «أخبار الخليج» وشمل (110) أسر بحرينية أن 84% من الأسر ترتفع لديها مصاريف الأكل خلال شهر رمضان المبارك. وفيما لا تتجاوز نسبة الزيادة 50% لدى 39% من الأسر، فإن هذه الزيادة تتراوح بين 50% و100% لدى 36% من الأسر البحرينية. وأكد 9% من أرباب الأسر التي شملها الاستطلاع ان نسبة الزيادة تتجاوز 100%.
وفي المقابل أكد 16% فقط أن تكاليف الأكل لا ترتفع خلال شهر رمضان المبارك.
وحول ما إذا كانت هذه الزيادة تمثل ضغطا ماليا ونفسيا على الأسر، أكد 61% انهم يعانون من ضغوطات كبيرة بسبب ارتفاع مصاريف الأكل خلال شهر الصوم، فيما أشار 39% الى أن هذه الزيادة لا تمثل عبئا عليهم.
والسؤال هنا: لماذا يجب ان ترتفع تكاليف الأكل في شهر يفترض فيه تخفيف الوجبات وتقليص المصروفات؟
من المهم ان نستشهد هنا بما طرحناه الأسبوع الماضي من تأكيد الاستشاريين ان اعداد المرضى تتزايد في شهر رمضان بسبب العادات الغذائية الخاطئة!
ارتفاع الاستهلاك
وفقا لرئيس لجنة الثروة الغذائية بغرفة تجارة وصناعة البحرين، خالد علي الأمين، فإن نسبة الارتفاع في الاستهلاك الغذائي بالبحرين خلال شهر رمضان تصل إلى 50%. والمواد الغذائية الأكثر استهلاكا والتي تشهد زيادة ملحوظة هي اللحوم الطازجة والمجمدة، الحبوب والبقوليات، الزيوت، والتوابل.
ويؤكد الأمين هنا أن هناك اسرافا في عملية الشراء والتخزين أكثر مما يكفي للاستهلاك اليومي.
هدر كبير
الرئيس التنفيذي لجمعية حفظ النعمة أحمد الكويتي لفت إلى أن هناك تحسنا نوعا ما في الاستهلاك بالنسبة إلى المنازل مقارنة بالسنوات السابقة، حيث إن عدد الاتصالات بعد الإفطار أقل، لكن اجمالا تبقى المشكلة قائمة ومركزة في الفنادق والخيم الرمضانية.
وتشير إحصائيات الجمعية إلى أنه حتى منتصف شهر رمضان هذا العام، تم جمع 16.833 طنا من المأكولات بعد وجبة الإفطار من الفنادق والمناسبات، وهوما يعادل 18.282 وجبة.
وفي شهر رمضان الماضي (2024)، تمكنت الجمعية من جمع 75,332 كيلوجراما من الاكل وحفظ 73.9 ألف وجبة ومنتج كان مصيرها الهدر. وتقدر قيمتها بمليون دينار. ما يؤكد أنها مشكلة قائمة ومستمرة ومتكررة كل عام.
عبء مالي ونفسي
هل تعاني بيوتاتنا من اسراف وهدر في شهر رمضان؟ وهل يسبب ذلك ضغطا نفسيا وماديا على الأسرة؟ سؤال طرحناه على عدد من المواطنين.
محمد خليل أكد لنا أن معدل الإنفاق على الأطعمة والمشروبات خلال شهر رمضان يرتفع بنسبة تتراوح بين 30% و50% مقارنة بالأشهر العادية، وقد تصل النسبة إلى 70% في بعض الحالات، وخصوصًا في الأسبوع الأول من الشهر الفضيل، ويعود السبب في ذلك إلى عدة عوامل، منها التنوع الكبير في وجبات الإفطار والسحور، حيث تسعى العائلات إلى إعداد أطباق متعددة على المائدة الرمضانية، كما أن الخوف من نقص بعض المنتجات أو استغلال التجار للطلب المتزايد يدفع الأسر إلى تخزين المزيد من السلع الأساسية.
وأضاف محمد أن مما يرفع هذا الانفاق هو التوجه إلى شراء الحلويات والعصائر الرمضانية والمشروبات التقليدية والتي عادةً لا تكون ضمن الإنفاق الشهري المعتاد، بالإضافة إلى العزائم والتجمعات العائلية.
ويقر محمد بأن هناك مبالغة ملحوظة في الإنفاق خلال شهر رمضان، وهو ما يتنافى مع جوهر الشهر الكريم الذي يدعو إلى التوازن والاعتدال. لافتا إلى أن ارتفاع النفقات يعدّ عبئًا ماديًا على العديد من الأسر البحرينية، وخصوصًا من ذوي الدخل المتوسط والمنخفض. بل يجد البعض أنفسهم مضطرين إلى الاقتراض أو تقليص ميزانيات أخرى لتعويض الزيادة في المصاريف. فضلا عن الجوانب النفسية نتيجة الضغط المالي الذي يولد توترًا لدى بعض الأسر بسبب الإنفاق الزائد الذي قد يؤدي إلى أزمات مالية لاحقًا.
مصدر سعادة
وهذا ما يؤيده يعقوب القطان الذي يلفت الى أن ارتفاع نسبة المصروفات وشراء المأكولات في شهر رمضان يعود لعدة أسباب، منها العادات الرمضانية مثل طهي بعض المأكولات المخصصة للشهر الفضيل وتبادل جزء من الطعام مع الجيران.
وقال: المصاريف الرمضانية تمثل عبئًا ماديا كبيرا على الاسر، ولكن في اعتقادي الشخصي يجب ألا يمثل عبئا نفسيا لأن السفرة الرمضانية (العامرة) مصدر لسعادة الصائم.
إلا أن المشكلة تكمن في الهدر، فتنوع الأصناف الرمضانية يجعل الكثير من المأكولات عرضة للهدر، لذلك في الوقت الذي ترغب الاسر في تنوع الأصناف، فإنه يجب تحديد كميات الأكل المطبوخ بشكل صحيح وتوزيع الاكل الزائد على المحتاجين. وفي نفس الوقت الحرص على تخفيف التكلفة مثل التركيز على العروض والتخفيضات.
الأزمات.. بعد رمضان
من جانبها تشير فاطمة الشروقي إلى أنه من الطبيعي أن تكون المصروفات أكبر في شهر رمضان إذا لم تكن هناك موازنة لدى المستهلك في الإنفاق مع الارتفاع في معدلات الاستهلاك للمستلزمات الرمضانية وخلط بين الاحتياجات الضرورية والكماليات، وهذا بالطبع يؤثر على اقتصاد العائلة.
وتشير الشروقي إلى أن الإسراف من العادات السيئة التي يمارسها الكثير من الناس وخاصة خلال شهر رمضان الذي من المفترض أن يتخلى المسلمون فيه عن السلبيات. ومثل هذه العادات قد نهانا عنها ديننا الحنيف، ولكننا نجد أنه بسبب هذا الإسراف والتبذير يواجه الكثير من الناس أزمات مالية خاصة بعد رمضان نتيجة الإنفاق المفرط، وأحيانًا يضطر البعض إلى الاستدانة من أجل تغطية التكاليف. لذا يتوجب أن يقتصر الشراء على الاحتياجات الفعلية وعدم الانجرار خلف العروض الترويجية التي تدفع إلى شراء السلع غير الضرورية.
وأضافت: مع الاستخدام الخاطئ لمنصات التواصل الاجتماعي أصبح الناس يميلون إلى قضاء أوقات طويلة في تصفح العروض والمنتجات والطلب عن بعد، مما يجعل المسوقين يستغلون الفرص لعرض منتجاتهم مما يؤدي إلى زيادة في المصاريف غير الضرورية، فضلا عن ان شهر رمضان يتميز بالتواصل والتجمعات وخاصة العائلية، ومع كثرة العزائم والزيارات تتزايد النفقات بشكل ملحوظ.
تحضير مسبق
بدورها تؤكد خديجة محمد أن المصروفات الغذائية ترتفع خلال شهر رمضان بنسبة تتراوح بين 25% و50% مقارنة بالأشهر الأخرى، ويعود ذلك إلى زيادة شراء المواد لإعداد وجبات الإفطار والسحور، إضافة إلى الاهتمام بتقديم أطباق متنوعة ومميزة لضيافة العائلة والأصدقاء، مضيفة أن الكثير من الاسر تعتمد غالبًا على وضع ميزانية مسبقة لتحديد الأولويات وتجنب الإسراف، كما يستفيد الكثيرون من العروض الرمضانية التوفيرية في الأسواق، بالإضافة إلى التحضير المسبق لبعض الأطعمة لتخفيف النفقات.
ولكن تبقى المصاريف في شهر رمضان تمثل عبئًا ماديًا وخاصة على الأسر ذات الدخل المحدود، وفي الوقت نفسه هو ضغط نفسي لتلبية التوقعات الاجتماعية، فالشعور بالمسؤولية والالتزام قد يكون مرهقًا للبعض.
أما بخصوص العروض والتخفيضات الرمضانية، فأشارت خديجة الى انها قد تكون جاذبة للبعض كما تسهم في تقليل جزء من النفقات، لكنها قد تشجع آخرين على شراء ما يفوق حاجتهم. لذا، ينبغي التعامل معها بحكمة.
عملية تصحيح
الوجهة التي يكثر فيها الانفاق بشكل ملحوظ في شهر رمضان هي محلات السوبرماركت التي تكتظ بالزبائن والطوابير وخاصة في بدايات الشهر الفضيل. ومن هذه المحلات التي تشهد إقبالا كبيرا سوبرماركت الحلي. هناك التقينا المدير الإداري للتسويق رضا الحلي لنسأله عن نسبة الزيادة في الاستهلاك وبيع المواد الغذائية بالبحرين اجمالا. وهذا ما أجاب عنه بقوله:
الارتفاع الحقيقي في التسوق يكون قبل شهر رمضان وخاصة الأسبوع الأخير من شعبان، ويستمر حتى الأيام الأولى في الشهر، حيث نشهد زيادة ملحوظة في مبيعات المنتجات التي لها علاقة بالشهر الفضيل مثل الهريس والطحين والمنتجات التي لها علاقة بالحلويات مثل القيمر والحليب المحلى والمهلبية وغيرها من السلع التي قد لا تكون متداولة في الأيام العادية. أضف الى ذلك اللحوم الطازجة التي يتضاعف عليها الطلب بشكل كبير، وغالبا ما ينفد المعروض بشكل يومي.
ولكن تدريجيا يعود معدل المبيعات الى وضعه الطبيعي، وكأنها عملية تصحيحية. والأمر الآخر انه في بداية الشهر يرتفع الطلب والاقبال على محلات السوبرماركت ويقل الطلب على المطاعم. ولكن تدريجيا يعود الوضع لطبيعته إلى حد ما.
لذلك تكون الزيادة في المبيعات قبل رمضان وخلال الأيام الأولى عالية وتصل إلى 30%، ولكن إجمالا يمكن القول ان النسبة العامة للزيادة خلال الشهر بأكمله تبلغ في المتوسط 15%.
علما بأن هذا الارتفاع يقابله انخفاض الطلب على سلع أخرى مثل المواد التي لها علاقة بالمدارس مثل البسكويت والعصائر والأجبان والوجبات الخفيفة، وكذلك مواد التنظيف بأنواعها، ولعل السبب يكمن في أن تركيز الزبون ينصب على المواد الغذائية، فضلا عن أن اغلب الزبائن لديهم ميزانية محددة، وبالتالي يتجه للأولويات.
* ألا تعتقد أن هناك إسرافا ومبالغة من قبل الأسر البحرينية في الشراء؟ وخاصة أننا نتحدث عن شهر يفترض ان تقل فيه مصروفات الاكل؟
** قد يكون هناك مبالغة، ولكن علينا ان نشير الى جانب مهم، هو ان الاعتماد على المطاعم في شهر رمضان يقل بشكل ملحوظ، وبالتالي يقابل ذلك زيادة في الطبخ واعداد الطعام بالمنازل، ومن ثم من الطبيعي ان تزيد الكميات التي يتم شراؤها حتى لو كان عدد الوجبات أقل في شهر رمضان.
وحتى لو كانت هناك مبالغة في كميات الطعام التي توضع على وجبة الإفطار، فإن ذلك في الغالب يكون في الأيام الأولى من الشهر، وتدريجيا تتقلص. كما أن هناك تغيرا في الثقافة والوعي. فمثلا قبل سنوات كان أغلب الزبائن يملؤون عربتين او ثلاثا، في حيث ان هذه الصورة تقلصت كثيرا في السنوات الأخيرة. وصار هناك اعتماد على التسوق الأسبوعي بشكل أكبر من تكديس سلع غير ضرورية.
* ربما لأن القدرة الشرائية تقلصت هي الأخرى؟
** نعم، هذا جزء واقعي، ولكن الثقافة تغيرت الى حد ما لدى الكثيرين، وهذا ما نلمسه فعلا.
* هل تعتمد محلات السوبرماركت خططا واستعدادات خاصة خلال شهر رمضان مقارنة بباقي المواسم؟
** بالتأكيد، هناك استعدادات مسبقة قبل رمضان بشهرين على الأقل، وقد تصل الاستعدادات إلى ستة أشهر وخاصة إذا تعلق الامر بمنتجات خارجية. كما تشمل الاستعدادات وضع خطة عمل وترتيب المكان وتوفير السلع المطلوبة بشكل أكبر. وبالتالي تمثل هذه الفترة حالة استعداد خاصة للمحلات.
* البعض يحمل أصحاب المحلات التجارية مسؤولية هذا الإسراف من خلال العروض الترويجية التي تشجع على الشراء بكميات أكبر، كيف ترى ذلك؟
** في سوبرماركت الحلي، لدينا طوال العام عروض ترويجية وتخفيضات بمعدل 25 يوما في الشهر. وبالتالي العروض لا تقتصر على الشهر الفضيل. نعم قد تتركز على المنتجات المتعلقة بشهر رمضان. ولا تنسى هنا ان لشهر رمضان تقاليد وعادات اجتماعية منها اللقاءات والتجمعات وما يصاحبها من تقديم وجبات وحلويات وغيرها. وهذا ما يزيد من الاقبال على الشراء بشكل أكبر. وبالتالي هل من المنطقي ان نقدم العروض طوال العام ونوقفها او نقللها في شهر رمضان؟
أضف إلى ذلك أن القدرة الشرائية تتقلص بسبب التضخم وارتفاع الأسعار، وبالتالي من الضروري تقديم مثل هذه العروض والتخفيضات قدر الإمكان.
شهر المخالفات الشرعية
سؤال أخير نطرحه في موضوعنا هذا.. هل ما يحدث من ارتفاع في الاستهلاك يعتبر في نظر الشرع إسرافا ينبذه الدين؟
يجيبنا فضيلة الشيخ فاضل فتيل: الكثير من الافراد ينقضون الغرض من الصيام وهو الصحة البدنية والنفسية والأجر والثواب، من ذلك الاسراف في الأكل وعدم استخدام النعم بالشكل الصحيح مثل أكل الانسان أكثر من طاقته وهدر النعم في القمامة. لذلك وكما يؤكد المختصون فإن القمامة وخاصة الأطعمة الصالحة في شهر رمضان ترتفع بشكل كبير، حتى بات هذا الشهر الفضيل وكأنه شهر المخالفات الشرعية لكثير من الأسر.
فمن جانب نجد إسرافا في الشراء، حيث نجد حالة أشبه بالطوارئ أو النفير في محلات السوبرماركت. وهم يشترون أكثر من حاجتهم. ثم يعانون من مشاكل وضغوطات مالية نتيجة السفه في التصرف بالمال.
ثم يحدث الاسراف في البيت نفسه من خلال فساد الكثير من الأطعمة الطازجة التي كدسها في البيت والتي لا تبقى صالحة لمدد طويلة. والبعض يحاول استهلاك هذه الأطعمة بأسرع وقت قبل تلفها، فيقع في محظور الإسراف في الأكل. وكأن الشخص يجعل معدته أشبه بسلة المهملات.
ومن الضروري هنا أن ننوه إلى مشكلة العادات الاجتماعية التي قد تكون في بعض الأحيان غير سليمة، من ذلك الاكثار من الطعام كما ونوعا.
لذلك بات هذا الشهر للأسف مشكلة اجتماعية ومالية ضاغطة على الكثير من الأسر. وهنا نرجع الى الجانب الديني. فالله سبحانه وتعالى جعل رمضان فرصة للأجر والثواب والمغفرة والصحة وتزكية النفس. ولكن هذه السلوكيات كفيلة بإضاعة كل هذه الفرص.
ثم نأتي للجانب البدني، فمن خلال هذا الإسراف في الاكل، لم يتحقق «صوموا تصحوا» أبدا. بل ترى البعض منذ الإفطار يبدا بتكديس الطعام في معدته وحتى السحور. أحد العاملين في الحقل الطبي أكد لي أن الضغط في طوارئ السلمانية يتضاعف بعد الإفطار بسبب حالات التخمة وتكدس الطعام في المعدة، ويصل الأمر الى اللجوء لغسيل المعدة!. فأي اسراف أكثر من هذا؟
وأمام ذلك لم يحقق الكثير من الأفراد أي فائدة صحية أو مادية أو دينية خلال الشهر الفضيل. لذلك ننصح الصائمين بالاعتدال بدءا من عملية التسوق التي يجب ألا تختلف عن باقي الأشهر عدا بعض السلع المرتبطة بالشهر، ولكن بكميات معقولة. والأسوأ ان البعض قد يضطر الى الاقتراض لشراء هذه الكميات وكأن محلات السوبرماركت ستغلق أبوابها باقي الشهر!
وكذلك يجب الاعتدال في الأكل. فالله عز وجل يقول: «كلوا واشربوا ولا تسرفوا». فالله لا تنفد خزائنه ولكنه لا يريد للإنسان ان يقع في مشكلات دينية او جسدية او اقتصادية.
والأمر الثالث هو أن هذا الإسراف في الأكل يقلل من خشوع الإنسان وقدرته على التوجه العبادة، وهو عكس المفترض في شهر رمضان. وكلما قلل الانسان من الطعام، صار عنده توجه أكبر. وهذا ما يلخصه الامام علي عليه السلام بقوله: «من كثرت بطنته قلت فطنته».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك