القولون هو المتر الأخير من الجهاز الهضمي في جسم الإنسان، وتعرف السرطانات التي تصيب هذا الجزء بسرطان القولون، ويمكن لأي جزء من القولون ان يصاب ويتأثر بالسرطان. مدى خطورة سرطان القولون وطرق الوقاية والعلاج سنتعرف عليها في اللقاء التالي مع الدكتورة نجاح راشد الزياني استشاري امراض الباطنية والجهاز الهضمي والكبد بمستشفى البحرين التخصصي.
ما أسباب انتشار سرطان القولون؟ وهل هناك سبب لزيادة عدد الحالات؟
تشهد أنحاء العالم ازديادا في حالات الإصابة بسرطان القولون إلا في الدول التي بدأت الفحص المبكر والمسح الدوري، فقد قلّ فيها عدد الحالات.
طبقا لأحدث الإحصائيات في دول الخليج نشهد ازديادا مطردا لسرطان القولون ليحتل المرتبة الأولى بالنسبة الى الرجال في السعودية، المرتبة الثانية في الرجال والنساء في البحرين، بينما في السنوات العشر الماضية كان رقم اربعة او خمسة بين السرطانات ويرجع ذلك الى عدة اسباب اولها اتباع نظام غذائي سيئ مع قلة الحركة والسمنة، وتقدم معدل عمر الأفراد.
الغريب في الأمر أظهرت الإحصائيات المتوافرة لدينا أن سرطان القولون في الخليج يحدث في عمر أبكر من الغرب بعشر سنوات تقريبا.
كذلك هناك عامل مهم جدا وهو ان العوامل الوراثية تؤثر في 25% من حالات سرطان القولون في منطقة الخليج العربي، بسبب العامل الوراثي أو تغير في الجينات يؤدي إلى سرطان القولون، بينما يشكل العامل الوراثي 5% فقط في الغرب.
سرطان القولون تسبقه لحميات تتطور على مدى 10 إلى 15 سنة إلى سرطان.
20% من الاشخاص الذين تتواجد فيهم تم تشخيصهم في مركزنا
وسرطان القولون لا يبدأ فجأة، بل تسبقه لحميات القولون التي يمكن الكشف عنها وازالتها مبكرا بالمنظار تفاديا لتحولها إلى سرطان.
هل أعراض سرطان القولون تختلف حسب مراحله؟
نعم، عادة ما يؤدي سرطان القولون في الجزء الأيمن إلى فقر الدم نظرا لنزف بطيء في الورم، بينما الأورام التي تظهر في الجزء الأيسر تعطي أعراض ألم أو انسدادا في القولون ونزف دم في البراز او تغير في الخروج مثل اسهال أو امساك.
إصابة الرجال بنقص الحديد وفقر الدم أو النساء في عمر بعد انقطاع الدورة الشهرية يعتبر مؤشرا خطرا، قد يدل على الإصابة بسرطان القولون، ورأينا العديد من الحالات التي تعاني من فقر الدم تشخص وتعالج بحديد وبدون فحص عن سبب نقص الحديد وهو يعتبر أحد أهم الاعراض الدالة على وجود نزيف داخلي في الأمعاء أو سرطان القولون.
هل هناك أنواع من سرطان القولون؟
نعم، هناك انواع بحسب الدرجة إذا كان من النوع الحاد أو البطيء كما يختلف سرطان القولون من شخص إلى آخر، وفي بعض الحالات مع الاستئصال يتم التخلص من الورم تماما والبعض الآخر يعود الورم في الظهور مرة ثانية.
كما يختلف بحسب المكان، اذا كان في الطبقات الداخلية للقولون فيمكن للمريض أن يشفى منه تماما، واذا وصل إلى العمق والطبقة العضلية أو الغدد الليمفاوية او وصل الى الكبد فتصبح مرحلة متقدمة.
كيف يتم التشخيص الصحيح؟
أفضل طرق التشخيص هي تنظير القولون، الدول التي اعتمدت على منظار القولون بشكل دوري والمتابعة انخفضت لديها حالات الإصابة.
في البحرين اتخذت الحكومة إجراءFIT TEST) ) وهو للكشف عن وجود دم في عينة الخروج، فينبه الدكتور ان هناك نزيفا داخليا ويجب عمل فحص بالمنظار اذا اتضح ذلك.
ونسبة نجاح هذا الاختبار 70-90%.
وتحث المراكز الصحية المرضى على عمل فحص القولون دوريا لما له من دور مهما للكشف المبكر، ولكن اللحميات الصغيرة لا تظهر في فحص الخروج.
ما العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون؟
السمنة فالنسبة عالية جدا في دول الخليج، عدم الحركة، الاكل غير الصحي الذي لا يحتوي على نسبة كافية من الخضراوات، التدخين. ومن أهم طرق الوقاية نمط الحياة الصحي لجميع أفراد الأسرة، وممارسة الرياضة منذ الصغر، مع ضرورة الفحص المبكر لرفع فرص الشفاء.
ماذا عن فرص الشفاء؟
نسب الشفاء عالية جدا في مراحله الاولية، فبعد الاستئصال يشفى المريض تماما.
حسب الإحصائيات في البحرين أن أكثر من 60% من الحالات تكتشف في مرحلة متقدمة لذلك تقل نسب الشفاء. في حالة وصول الورم إلى الكبد تصل نسبة نجاة المريض إلى أقل من 5% وعند وصوله إلى الغدد الليمفاوية مع العلاج الكيماوي يمنح المريض فرصة أكبر للشفاء.
ما أحدث طرق العلاج؟
أول الخطوات تكمن في إزالة اللحميات بالمنظار وتكون سهلة جدا. في المراحل المتقدمة تطلب الجراحة لاستئصال الورم والبحرين تمتلك كفاءات طبية كبيرة من الجراحين.
يتم استئصال الورم وما يحيطه من غدد ليمفاوية للاطمئنان على الاستئصال الكامل للورم.
وقبلها يفحص باقي القولون جيدا للتخلص من اللحميات. ويتابع المريض بشكل دوري كل ستة أشهر لمدة 3 سنوات وإجراء فحص القولون بعد سنة من العملية
وعمل فحص CEA وهو مؤشر ورم القولون في الدم وفحص الأشعة المقطعية.
تزداد نسبة الإصابة في الخليج كانت 7 إلى كل 100,000 شخص ووصلت الان الى 14 لكل 100,000 شخص، الإصابات في البحرين ليست شديدة كبعض دول العالم مثل استراليا وجنوب افريقيا، ولكن للأسف نستطيع ان نقول ان العدد في ازدياد، ونسبة اللحميات تزيد ومن المتوقع لزيادة أكبر في العشر سنوات القادمة. ولحسن الحظ سرطان القولون مرض يمكن تجنبه بالفحوصات المبكرة. على الرغم من عدم وجود مسح كامل للحالات في البحرين. اتمنى ان يكون هناك تعاون بمركز تسجيل حالات بوضوح ويكون هناك حصر شامل لمعلومات المرضى.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك