«المنذر» أكد قدرات وكفاءات مهندسي الفضاء البحرينيين
أكد أعضاء الفريق الهندسي المسؤول عن تصميم وتطوير وتشغيل القمر الصناعي (المنذر) فخرهم بهذا الإنجاز الوطني، مشيرين إلى الجهود الكبيرة التي بُذلت في سبيل تحقيقه، وتجاوز التحديات التي واجهتهم خلال مختلف مراحل المشروع.
وقال الدكتور محمد ابراهيم العسيري، الرئيس التنفيذي للهيئة والمشرف على المشروع، إن هذا المشروع خطوة مهمة في مسيرة الهيئة لتحقيق رؤية حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة، لتتبوأ مملكة البحرين موقعاً ريادياً في قطاع الفضاء، وتنفيذا لتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة رئيس مجلس الوزراء، فقد حظي هذا المشروع بالمتابعة والإشراف المستمر من قبل سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، مستشار الأمن الوطني، قائد الحرس الملكي، الأمين العام لمجلس الدفاع الأعلى، طوال مراحل تنفيذه، حيث كان المشروع فكرة تبناها ودعمها وحرص سموه على متابعة مختلف مراحلها والتأكد من تذليل كافة التحديات وتوفير الدعم اللازم للهيئة لاستكمال كافة المتطلبات وفق الفترة الزمنية المتاحة لإتمام هذا المشروع، فكل الشكر والتقدير لسموه على ما قدمه للهيئة من دعم.
وثمن د. العسيري جهود أعضاء الفريق الهندسي للقمر الصناعي «المنذر»، مقدراً حجم الجهود التي بُذلت، والتحديات التي تم التغلب عليها لإنجاح هذا المشروع الوطني الطموح، بدءا من التخطيط والتصميم إلى الاختبار والتشغيل ومتابعة تحويل البيانات إلى قيمة مضافة تلبي الاحتياجات الوطنية. لقد كان للعمل الجماعي والتفاني في البحث والتطوير دور بارز في إنجاح هذا المشروع وتحقيق هذا الإنجاز الوطني المشرف والذي يبرز اسم مملكة البحرين كدولة رائدة في قطاع الفضاء والتقنيات المتقدمة.
المهندسة عائشة الحرم، مديرة مشروع القمر الصناعي «المنذر»، تقدمت بجزيل الشكر والامتنان لكل من ساهم في نجاح إطلاق القمر الصناعي «المنذر»، وقالت إن هذا الإنجاز الوطني المشرف يعكس قدرات وكفاءة الشباب البحريني في قطاع الفضاء، وخصت بالشكر أفراد الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء كافة، على رأسها الدكتور محمد إبراهيم العسيري، الرئيس التنفيذي للهيئة، على دعمهم اللامحدود وثقتهم الراسخة في الكفاءات الوطنية، والتي كانت حجر الأساس في تحقيق هذا الحلم، فلقد كان المشروع بمثابة تحدٍ كبير، لكنه حمل في طياته الكثير من الفرص لتطوير قدرات المهندسين البحرينيين وصقل مهاراتهم في تصميم وتطوير الأنظمة الفضائية المتقدمة، حيث عمل الجميع على تحقيق هدف بناء قمر صناعي بحريني يتضمن تقنيات مبتكرة، ويُظهر كفاءة المهندسين البحرينيين وقدرتهم على إدارة مشاريع فضائية متقدمة، وقد مر المشروع بعدة مراحل، من التخطيط والتصميم إلى الاختبار والتجميع، وكل مرحلة كانت تفرض تحديات جديدة تتطلب تفكيرًا إبداعيًا وحلولًا مبتكرة.
وقالت المهندسة الحرم إن فريق العمل كان على مستوى المسؤولية، حيث عمل ساعات طويلة لضمان تحقيق الأهداف وفق الجدول الزمني المخطط له، فإطلاق «المنذر» هو إعلان عن دخول مملكة البحرين عصر الفضاء بخطى ثابتة، حيث إنه يمثل نقطة تحول نحو توطين تقنيات الفضاء في المملكة، واليوم، بعد أن وصل القمر الصناعي إلى مداره، نشعر بالفخر الشديد، ونؤكد أن هذه مجرد بداية لمسيرة حافلة بالإنجازات وتحقيق ريادة مملكة البحرين في قطاع الفضاء.
من جانبه قال المهندس يعقوب القصاب، مسؤول هندسة الأنظمة بالقمر الصناعي «المنذر» إن تصميم الأنظمة الفضائية للقمر الصناعي «المنذر» كان تجربة مليئة بالتحديات، حيث تطلّب تحقيق تكامل دقيق بين مختلف الأنظمة لضمان استقرار القمر الصناعي في مداره وأدائه للمهام الموكلة إليه بكفاءة عالية. فقد كان علينا العمل على تصميم وتنفيذ أنظمة متكاملة تشمل الطاقة، التحكم، الاتصالات، والاستشعار، مع ضمان أن جميع هذه الأنظمة تعمل بتناغم تام ودون أي خلل يؤثر على أداء المهمة. وتم تصميم القمر الصناعي وفق أحدث المعايير التقنية، ويضم أنظمة متكاملة تشمل نظام الطاقة، الذي يتألف من البطارية والألواح الشمسية لتوفير الطاقة اللازمة لتشغيل الأجهزة، إضافة إلى النظام الميكانيكي الذي يضم هيكل القمر الصناعي لضمان صلابته في مواجهة الظروف الفضائية القاسية.
وبين القصاب الالتزام بجميع الإجراءات والارشادات الدولية المتعلقة بالتخفيف من الحطام الفضائي وضمان استدامة الأنشطة الفضائية، ووصف رؤية «المنذر» وهو ينطلق إلى الفضاء بلحظة فخر كبيرة بالنسبة لنا جميعًا، لكنها في الوقت ذاته لحظة مسؤولية جديدة. فالعمل لا ينتهي عند الإطلاق، بل يستمر في مرحلة التشغيل والمتابعة لضمان أن القمر يؤدي وظيفته بكفاءة ويحقق الأهداف العلمية والتقنية المرجوة. وقال: «نحن فخورون بما وصلنا إليه حتى الآن، ونتطلع إلى تتويج هذه الجهود بنجاح المهمة وتحقيق الأهداف الاستراتيجية لهذا المشروع الوطني الطموح».
أما المهندسة أمينة البلوشي، مسؤولة إدارة المخاطر والجودة للقمر الصناعي «المنذر»، فقالت إن إدارة المخاطر تعد عنصرًا أساسيًا لضمان نجاح أي مشروع فضائي، حيث إن الأقمار الصناعية تواجه العديد من التحديات التقنية والبيئية بدءًا من مرحلة التصميم، ومرورًا بعملية الإطلاق، وصولًا إلى التشغيل في المدار. فبالنسبة لـ«المنذر»، كانت مهمتنا هي تحليل جميع المخاطر المحتملة، ووضع خطط للتعامل معها بفعالية، وتقليل تأثيرها لضمان نجاح المهمة. منذ المراحل الأولى للمشروع، قمنا بوضع نظام شامل لتقييم المخاطر، حيث حددنا جميع السيناريوهات التي قد تؤثر على أداء القمر الصناعي، سواء أثناء التصنيع، أو خلال عملية الإطلاق، أو خلال التشغيل في الفضاء. وقمنا بتحليل تأثير الاهتزازات الشديدة أثناء الإطلاق، والتغيرات الحرارية التي سيتعرض لها القمر أثناء دورانه حول الأرض، واحتمالية تأثر الاتصالات بسبب التداخل الإشعاعي أو العوامل المدارية. أحد التحديات الكبيرة التي واجهناها كان ضمان توافق جميع الأنظمة الميكانيكية والكهربائية والإلكترونية مع المتطلبات التشغيلية للقمر، وهو أمر يتطلب دقة عالية في التصميم، والتنسيق المستمر بين جميع الفرق الهندسية.
كما كان علينا التأكد من أن جميع الاختبارات التي أجريت على القمر الصناعي تحاكي الظروف الحقيقية التي سيواجهها في المدار، وذلك لضمان استقراره التشغيلي في الفضاء. ومن خلال تنفيذ استراتيجية صارمة لإدارة المخاطر، فـ«المنذر» مستعد تمامًا للعمل في بيئة الفضاء القاسية، مما يزيد من فرص نجاح المهمة.
إلى ذلك أوضح المهندس علي آل محمود، مسؤول تطوير برمجيات القمر الصناعي أنه في ظل الثورة الرقمية التي نشهدها اليوم، أصبح من الضروري تزويد كافة الأجهزة التقنية التي نستخدمها بأعلى مستويات الأمان، وذلك لمكافحة الهجمات السيبرانية المتطورة التي تهدد الأجهزة والأنظمة التقنية. فهذه الهجمات السيبرانية لا تقتصر على الأجهزة والأنظمة الأرضية، بل تمتد لتشمل الأصول الفضائية، منها الأقمار الصناعية، حيث تعد هذه الهجمات من أبرز الأسباب المهددة لسلامة الأقمار الصناعية ونجاح تشغيل المهمات الفضائية.
وتحسبا لذلك تم تطوير أنظمة أمن سيبراني على متن القمر الصناعي المنذر، ليوظف النظام تقنيات التوثيق والتشفير لبيانات حمولة القمر، إذ يهدف التوثيق إلى ضمان أن العمليات التي تتم على القمر الصناعي تتم من قبل الأشخاص أو الأنظمة المعتمدة فقط، مما يقلل من احتمالية وجود تدخل غير مصرح به في النظام. كما أن التشفير يحول دون اختراق البيانات أو الوصول غير المرخص إليها، مما يحمي المعلومات الحساسة من أي هجوم سيبراني أو محاولة تجسس.
وبين المهندس آل محمود أن التحدي الرئيسي الذي واجههم خلال تطوير برمجيات الأمن السيبراني هو التوفيق بين متطلبات الحماية الأمنية والقيود التقنية التي تفرضها بيئة الفضاء، مثل القدرة الحاسوبية المحدودة للقمر الصناعي وحجم البيانات المتاحة للإرسال، وأوضح تطوير خوارزميات متخصصة تتيح تشفير البيانات بكفاءة عالية من دون التأثير على الأداء العام لأنظمة القمر، وقال: «اليوم، ومع وصول «المنذر» إلى مداره، نشعر بالفخر لأننا وضعنا بصمتنا في حماية بيانات البحرين الفضائية، وساهمنا في تعزيز قدرتها على تنفيذ المهام الفضائية بأمان واستقلالية».
أما المهندسة ريم سنان، مسؤولة أنظمة الاتصالات، فقالت إن تطوير نظام تشغيل بحريني لإدارة القمر والحمولات الفضائية من أهم الانجازات التي حققها فريق العمل، مما يسهم في توطين هذه التقنيات، ويعزز استقلالية البحرين في تشغيل أقمارها الصناعية، إذ يتيح هذا النظام للقمر الصناعي أداء المهام المحددة له، مثل جمع البيانات ومعالجتها وإرسالها إلى الأرض، ويضمن أن القمر الصناعي يمكنه تنفيذ أهداف مهمته بكفاءة وفعالية، حيث يشمل ذلك إدارة الحمولات المختلفة على متن القمر.
وقالت: «إن المحطة الأرضية التي تم إنشاؤها لمتابعة تشغيل «المنذر» ستمكننا من إدارة هذا القمر بكفاءة عالية، ودعم مهام فضائية مستقبلية، وربما حتى استقبال بيانات من أقمار صناعية مجانية أخرى تعمل على الترددات نفسها، فنجاح القمر الصناعي في الاتصال الأولي مع المحطة الأرضية بعد الإطلاق يمثل لحظة حاسمة، حيث سيثبت أن جميع أنظمة الاتصال تعمل كما هو مخطط لها، وسيمكننا من بدء العمليات العلمية بشكل تدريجي وبخطى ثابتة».
وفي السياق ذاته قال المهندس علي القرعان، مسؤول نظام الطاقة، إن انطلاقة المشروع أتت بشكل مباشر بعد الانتهاء من مشروع القمر الصناعي «ضوء-1»، الأمر الذي يؤكد حرص الهيئة على الاستمرار نحو تنمية معارف ومهارات منتسبيها، حيث يمثل مشروع القمر الصناعي «المنذر» خطوة متقدمة في مسيرة بناء القدرات الوطنية ومواكبة أحدث التقنيات في قطاع الفضاء. في «ضوء-1»، ركز الفريق على تصميم وتنفيذ حمولة علمية متخصصة لدراسة أشعة جاما في الغلاف الجوي، وهي تجربة أتاحت لنا فهماً عميقاً لعمليات التكامل بين الأنظمة المختلفة وإجراءات الإطلاق والتشغيل في المدار. أما في «المنذر» فقد تطور الفريق ليخوض تحديات جديدة، من بينها التصميم المتكامل للحمولة الفضائية داخل القمر الصناعي، وإدارة البيانات عبر أنظمة معالجة متقدمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى تطبيق خوارزميات التشفير والأمن السيبراني لضمان حماية البيانات الفضائية، ويتميز مشروع «المنذر» بكونه أكثر تعقيدًا من «ضوء-1»، حيث يتطلب تطوير أنظمة إلكترونية متكاملة داخل بيئة فضائية صغيرة الحجم، مما استدعى اكتساب معارف ومهارات جديدة في تصميم لوحات الدوائر المطبوعة (PCB) الخاصة بالفضاء، وتحليل الأداء الحراري والميكانيكي لضمان عمل النظام بكفاءة في المدار، كما عزز هذا المشروع من قدراتنا في عمليات التكامل والاختبار الوظيفي، حيث تم تطبيق إجراءات تحقق صارمة لضمان استيفاء متطلبات الإطلاق والتشغيل كافة، وإن الانتقال من «ضوء-1» إلى «المنذر» لم يكن مجرد خطوة نحو مشروع جديد، بل كان قفزة نوعية نحو استقلالية أكبر في تصميم وتطوير الأنظمة الفضائية، ما يمهد الطريق لمهام فضائية أكثر تعقيدًا وأكبر حجما في المستقبل، ويدعم توجه البحرين نحو اقتصاد معرفي يعتمد على الابتكار والتكنولوجيا المتقدمة».
من جانبه قال المهندس أحمد بوشليبي، مسؤول تخطيط المهمة وتحليل الأداء المداري، إن تحليل المدار والتخطيط لتشغيل القمر الصناعي «المنذر» هو أحد الجوانب الحاسمة التي تحدد نجاح المهمة، فقد كان علينا دراسة العديد من العوامل مثل أوقات المرور فوق المحطة الأرضية، وأوقات التغطية، وزمن إعادة الزيارة، لضمان تحقيق أقصى استفادة من البيانات التي سيتم جمعها. عملنا على تحديد المدار الأنسب الذي يتيح للقمر أداء مهامه بكفاءة، مع الأخذ بعين الاعتبار مدى تأثير العوامل المدارية على استهلاك الطاقة، وسرعة نقل البيانات، وعمر المهمة؛ فبعد الإطلاق والتأكد من جاهزية مكونات القمر للتشغيل الكامل، سنقوم بمتابعة مسار القمر الصناعي وضبط استراتيجيات التشغيل بناءً على تحليل البيانات الواردة؛ فقد كان التحدي الرئيسي هو ضمان أن القمر الصناعي يتمتع بفترات اتصال كافية مع المحطة الأرضية، مما يتيح إرسال الأوامر إليه واستقبال البيانات بشكل فعال. واليوم، مع وصول «المنذر» إلى مداره، تبدأ مرحلة جديدة تتمثل في تشغيل الأنظمة ومراقبة أدائها، ونحن فخورون بأن نكون جزءًا من هذا الإنجاز الوطني المهم.
أيضا قال المهندس أشرف خاطر، مسؤول النظام الميكانيكي للقمر الصناعي «المنذر» إن النظام الميكانيكي للقمر الصناعي أحد أهم العوامل التي تضمن نجاح المهمة، فهو المسؤول عن حماية المكونات الداخلية من الظروف القاسية التي يمر بها القمر الصناعي، سواء أثناء الإطلاق أو أثناء وجوده في الفضاء. فقد كان عليهم التأكد من أن هيكل القمر قادر على تحمل بيئة الفضاء القاسية ومراعاة معايير الاستدامة الفضائية، مما يضمن تقليل الحطام الفضائي وزيادة كفاءة استخدام الموارد. خلال مرحلة التصميم، كان التحدي الأكبر هو تحقيق توازن مثالي بين الوزن، والصلابة، والحجم، بحيث يتمكن القمر من استيعاب جميع الحمولات العلمية والأنظمة الإلكترونية من دون التأثير على أدائه في الفضاء.
وقال: «أجرينا سلسلة من التحليلات الميكانيكية والمحاكاة الدقيقة باستخدام برمجيات متقدمة ومعقدة، لضمان أن جميع المكونات في أماكنها الصحيحة وقادرة على العمل تحت الظروف الفضائية القاسية، ورؤية «المنذر» وهو ينجح في الوصول إلى مداره المحدد، تعني أن كل جهد بذلناه في تصميم الهيكل كان في الاتجاه الصحيح. وأنا فخور بكوني جزءا من الفريق الهندسي الذي عمل لخدمة البحرين بتحقيق حلم الريادة في هذا المشروع الوطني المهم».
أما المهندسة منيرة المالكي، مسؤولة تطوير حمولة الكاميرا الفضائية، فأوضحت أن تطوير حمولة الكاميرا الفضائية للقمر الصناعي «المنذر» تطلب مستوى عاليا من الدقة في التصميم والتجميع والمعايرة، لضمان قدرتها على التقاط صور واضحة وعالية الجودة في بيئة الفضاء القاسية، فكان عليهم دراسة جميع العوامل التي يمكن أن تؤثر على أداء الكاميرا، من الاهتزازات الناتجة عن الإطلاق، إلى التعرض للإشعاعات الكونية، ودرجات الحرارة القياسية سريعة التغير.
وقالت: «إن إحدى الميزات المهمة التي عملنا عليها معالجة الصور الملتقطة، بحيث يتم تحسين دقتها وتحليل بياناتها قبل إرسالها إلى الأرض. هذه الميزة ستتيح لنا الاستفادة القصوى من البيانات التي يتم جمعها، وتقليل الحاجة إلى إرسال كميات ضخمة من البيانات غير الضرورية مع حفظ الطاقة للقمر الصناعي. رؤية الكاميرا التي عملنا على تطويرها وهي تعمل في الفضاء ستكون لحظة رائعة بالنسبة لنا جميعًا، لأنها تمثل نجاح جهودنا وإصرارنا على تحقيق أعلى المعايير في مجال تقنيات التصوير الفضائي».
المهندس يوسف القطان، مسؤول التكامل والاختبار، أوضح أن إجراء الاختبارات النهائية للقمر الصناعي «المنذر» كان من أكثر المراحل حساسية وأهمية في المشروع، حيث خضع القمر لسلسلة مكثفة من الاختبارات البيئية والميكانيكية لضمان جاهزيته للعمل في المدار الفضائي. شملت هذه الاختبارات قياسات تتعلق بالجهوزية للاهتزازات والصدمة الميكانيكية، والتي تحاكي الظروف القاسية التي يتعرض لها القمر الصناعي أثناء عملية الإطلاق للفضاء. كما تم اختبار مقاومة القمر لظروف الفراغ الحراري، حيث يتعرض القمر لدرجات حرارة متطرفة تتراوح بين حرارة الشمس العالية والبرد القارس في ظل انعدام الغلاف الجوي. كان هدفنا الأساسي من هذه الاختبارات هو ضمان استقرار القمر الصناعي في بيئة الفضاء، وضمان عدم حدوث أي أعطال قد تؤثر على أدائه بعد الإطلاق، فنجاح القمر في اجتياز جميع هذه الاختبارات يعكس مدى دقة التصميم والتخطيط الذي اتبعه الفريق طوال مراحل التطوير.
وأخيرًا قال المهندس مروان المير، مسؤول تسجيل الترددات وعضو فريق المحطة الأرضية، إن تنظيم وتسجيل ترددات القمر الصناعي لضمان قدرته على الاتصال من دون تداخل مع الأقمار الصناعية الأخرى، يعدّ عملية تتطلب تنسيقًا مع الجهات المختصة محليًا ودوليًا، وقال: «كنت جزءًا من الفريق الذي عمل على إنشاء أول محطة أرضية بحرينية متكاملة للتواصل مع الأقمار الصناعية، والتي ستمثل نقلة نوعية في قدرة البحرين على تشغيل وإدارة مهامها الفضائية ذاتيا. وهذه المحطة ليست فقط للمنذر، بل ستخدم مستقبلاً مشاريع أخرى وستفتح الباب أمام مزيد من التعاون الدولي في تشغيل المهمات الفضائية من البحرين، وقد مثل هذا الانجاز نجاح مملكة البحرين التي تمتلك اليوم بنية تحتية فضائية يمكنها أن تدعم المزيد من المشاريع في المستقبل، مما يعزز مكانة المملكة في قطاع الفضاء».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك