واشنطن – الوكالات: اعتبر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس أنّ نظيره الروسي فلاديمير بوتين أدلى بتصريح «واعد للغاية» لكن «غير مكتمل» بشأن وقف محتمل لإطلاق النار في أوكرانيا.
وكان بوتين قد قال في وقت سابق إنّ بلاده «تؤيّد» الهدنة التي اقترحتها واشنطن لكن هناك «خلافات دقيقة» و«أسئلة جدية» مازالت عالقة وتحتاج إلى تواصل مع الأمريكيين، وربما ترامب نفسه.
وردا على سؤال بشأن موقف بوتين قال الرئيس الأمريكي أثناء استقباله الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته إنّ بوتين «أدلى بتصريح واعد للغاية لكنه غير مكتمل»، مضيفا: «يسعدني أنّ ألتقيه أو أتحدّث إليه. لكن علينا الانتهاء من هذا الأمر سريعا».
ووصل مبعوث ترامب الخاص ستيف ويتكوف إلى روسيا أمس حيث من المقرر أن يلتقي مسؤولين، لبحث مقترح أمريكي حظي بموافقة أوكرانيا، من أجل إرساء هدنة مدتها 30 يوما في الحرب.
وحذّر الرئيس الأمريكي من أن رفض روسيا مقترح الهدنة سيكون «لحظة تثير خيبة أمل العالم للغاية».
وقال ترامب: «تمّ البحث في العديد من التفاصيل في الاتفاق النهائي. الآن سنرى إذا كانت روسيا حاضرة (موافقة)، وفي حال لم تكن ستكون تلك تثير خيبة أمل العالم للغاية».
وألمح الرئيس الأمريكي إلى ما ستكون عليه المفاوضات من أجل سلام طويل الأمد في أوكرانيا، بما في ذلك الأراضي التي يجب على كييف التنازل عنها لموسكو التي شنّت الحرب مطلع عام 2022.
وقال ترامب: «لم نكن نعمل في الخفاء. كنّا نبحث مع أوكرانيا الأراضي والمساحات التي سيحتفظون بها أو يخسرونها»، مضيفا: «ثمة محطة كبيرة للطاقة، من سيحصل على تلك المحطة؟».
ولم يحدّد ترامب مقصده، لكن يرجح أنه كان يعني محطة زابوريجيا النووية، وهي الأكبر في أوروبا. وتسيطر روسيا حاليا على هذه المحطة الواقعة في واحدة من أربع مناطق أوكرانية أعلنت موسكو ضمّها عقب بدء الحرب، وإن كانت لا تستحوذ عليها بالكامل ميدانيا.
وأضاف: «تمّ بحث الكثير من التفاصيل بشأن الاتفاق النهائي»، مشددا على أن «المرحلة الأولى هي وقف إطلاق النار».
وقبل تصريحات بوتين انتقد المستشار الدبلوماسي للرئيس الروسي أمس المقترح الأمريكي الأوكراني لوقف إطلاق النار، قائلا إنه سيوفر «متنفسا» للجيش الأوكراني.
وقال يوري أوشاكوف لوسائل إعلام رسمية بعد أن تحدث هاتفيا مع مستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتز: «لن يكون ذلك أكثر من مجرد متنفس مؤقت للجيش الأوكراني».
ولفت إلى أن مكالمته مع والتز أتاحت «تبادل وجهات النظر» في جو «هادئ».
كما أشار أوشاكوف إلى أن روسيا تسعى إلى «تسوية سلمية طويلة الأمد» من شأنها أن تضمن «المصالح المشروعة» لروسيا، مشددا: «هذا ما نسعى إليه».
كما اعتبرت روسيا أمس أن البلدان التي تنتشر قوات لحفظ السلام في أوكرانيا ستنخرط في «نزاع مسلح مباشر» مع موسكو، مؤكدة أنها سترد على ذلك «بكل الوسائل المتاحة».
وطلبت أوكرانيا من حلفائها الأوروبيين نشر «وحدات» على أراضيها فور انتهاء النزاع الذي بدأ قبل ثلاث سنوات، لحمايتها من أي هجمات روسية مستقبلا.
وأبدت كل من فرنسا وبريطانيا استعدادها لنشر قوات لحفظ السلام، لكن موسكو عارضت الفكرة سواء في إطار وقف إطلاق النار أو كضمانة أمنية بعيدة الأمد لأوكرانيا.
وقالت الناطقة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا: «إنه أمر غير مقبول إطلاقا بالنسبة إلينا أن تتمركز وحدات من جيوش دول أخرى في أوكرانيا تحت أي راية كانت».
وأضافت: «سواء كانت وحدة أجنبية أو قاعدة عسكرية.. سيعني ذلك كله مشاركة لهذه البلدان في نزاع مسلح مباشر ضد بلدنا».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك