سيئول - (أ ف ب): أطلقت كوريا الشمالية صواريخ بالستية بحسب ما أعلنت كوريا الجنوبية أمس الإثنين تزامنا مع بدء سيئول وواشنطن مناورات «درع الحرية» العسكرية السنوية. وأفادت هيئة الأركان المشتركة الكورية الجنوبية بأن قواتها رصدت «قرابة الساعة 13:15 (4:50 بتوقيت جرينتش) عددا من الصواريخ البالستية غير المحددة أطلقت من مقاطعة هوانغهاي (في كوريا الشمالية) باتجاه بحر الغرب» وهي التسمية الكورية للبحر الأصفر.
وأضاف البيان أن «قواتنا ستعزز المراقبة وتبقى على جاهزية تامة بالتعاون الوثيق مع الولايات المتحدة». وتنشر الولايات المتحدة عشرات الآلاف من جنودها في كوريا الجنوبية، ويجري البلدان الحليفان مناورات عسكرية مشتركة بشكل دوري، مع تأكيدهما أن هذه التدريبات هي ذات طابع دفاعي. الا أن هذه المناورات دائما ما تقابل بتنديد من كوريا الشمالية التي ترى فيها تدريبات على هجوم محتمل يستهدف أراضيها. وغالبا ما ترد بيونغ يانغ على هذه التدريبات باختبارات عسكرية خاصة بها، وخصوصا إطلاق الصواريخ.
وكانت كوريا الشمالية دانت في وقت سابق أمس الإثنين تدريبات «درع الحرية 2025» باعتبارها «استفزازا»، محذرة من خطر اندلاع حرب «بطلقة عرضية واحدة». ونقلت وسائل الإعلام الرسمية عن وزارة الخارجية في بيونج يانج قولها إن «هذا عمل استفزازي خطير من شأنه أن يؤدي إلى تصعيد الوضع في شبه الجزيرة الكورية وقد يؤدي إلى اندلاع صراع بين الجانبين من خلال طلقة عرضية واحدة».
وتشمل مناورات درع الحرية 2025 «تدريبات حية وافتراضية وميدانية». ومن المقرر أن تستمر المناورات المشتركة 11 يوما، بحسب وكالة يونهاب الرسمية في كوريا الجنوبية. وتأتي المناورات بعد أيام من إلقاء طائرتين مقاتلين تابعتين للقوات المسلحة الكورية ثماني قنابل عن طريق الخطأ على قرية أثناء تدريبات مشتركة مع القوات الأمريكية. ووقع الحادث في السادس من مارس، وأسفر عن إصابة 31 شخصا بجروح، بينهم عسكريون ومدنيون، بحسب الجيش الكوري.
والعلاقات بين شطري شبه الجزيرة الكورية هي في أدنى مستوياتها منذ أعوام، مع اتهام الجنوب للشمال بإرسال جنود للقتال الى جانب القوات الروسية في حرب أوكرانيا. ولا تزال الكوريتان في حالة حرب رسميا منذ أن انتهت الأعمال الحربية بينهما بين عامي 1950 و1953 بهدنة وليس بمعاهدة سلام. ومناورات «درع الحرية» هي من أكبر المناورات المشتركة السنوية بين الدولتين الحليفتين.
ورأت بيونج يانج في بيانها أمس الإثنين أن مناورات هذه السنة هي «تدريب حربي عدائي وتصادمي». وكانت كوريا الشمالية نددت الأسبوع الماضي بـ«استفزازات سياسية وعسكرية» تمارسها الولايات المتحدة بعد رسو حاملة طائرات تابعة للبحرية الأمريكية في ميناء بوسان الكوري الجنوبي. وأعلنت بيونج يانج في أواخر فبراير الماضي، أنها أجرت اختبارات «إطلاق صواريخ كروز استراتيجية» في البحر الأصفر، مشيرة إلى أنّ عمليات الإطلاق هذه هدفت إلى إظهار أداء «الردع النووي» للبلاد.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك