يُعدّ سرطان القولون والمستقيم من أكثر أنواع السرطان شيوعًا، لكنه من أكثرها قابلية للوقاية عند الكشف المبكر. في السنوات الأخيرة، ازدادت حالات الإصابة بين الشباب، مما يبرز أهمية التوعية والفحص المبكر. في الحوار التالي مع الدكتور علي البقالي استشاري الأمراض الباطنية والجهاز الهضمي والكبد والمناظير بمستشفى الكندي يفصح عن كل ما يجب معرفته عن سرطان القولون والمستقيم مع تسليط الضوء على الإصابة المبكرة لدى الشباب.
ما هو سرطان القولون والمستقيم؟
سرطان القولون والمستقيم هو ورم خبيث يصيب الأمعاء الغليظة أو المستقيم، وغالبًا ما يبدأ كنمو غير طبيعي يُعرف باسم السلائل (البوليبات)، والتي قد تتحول إلى سرطان مع مرور الوقت.
لماذا يعتبر الفحص المبكر مهمًا؟
• يؤدي الكشف المبكر إلى تشخيص المرض في مراحله الأولى، مما يزيد من فرص الشفاء بنسبة تصل إلى 90%.
• يساعد الفحص في اكتشاف وإزالة السلائل قبل أن تتحول إلى سرطان.
• يقلل الفحص من الوفيات المرتبطة بسرطان القولون والمستقيم.
من هم الأشخاص الذين يحتاجون إلى الفحص؟
- الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 45 عامًا أو أكثر (حتى لو لم يكن لديهم أعراض).
- الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بسرطان القولون أو السلائل.
-الأشخاص المصابون بأمراض التهابية مزمنة في الأمعاء (مثل التهاب القولون التقرحي أو داء كرون).
-الأشخاص الذين يعانون من أعراض مقلقة (مثل الدم في البراز، فقدان الوزن غير المبرر، تغيرات في عادات الإخراج، أو آلام مستمرة في البطن).
- الشباب الذين يعانون من أعراض مستمرة، حيث ازدادت نسبة الإصابة بسرطان القولون المبكر بشكل ملحوظ.
هل هناك ارتفاع في الإصابة بسرطان القولون والمستقيم المبكر عند الشباب؟ ولماذا؟
في السنوات الأخيرة، لوحظ ارتفاع في حالات سرطان القولون والمستقيم بين الأشخاص تحت سن 50، على الرغم من أن المرض كان يُعتبر أكثر شيوعًا لدى كبار السن، فإن نسبة 10-15% من الحالات الجديدة تحدث لدى الشباب.
لا يزال السبب الدقيق غير واضح، لكن بعض العوامل المحتملة تشمل:
• عوامل وراثية: وجود تاريخ عائلي يزيد من خطر الإصابة.
• نمط الحياة: قلة النشاط البدني، واتباع نظام غذائي غير صحي، والتدخين.
• السمنة: تلعب دورًا في زيادة خطر الإصابة.
• التغيرات في الميكرو بيوم المعوي وتأثير العوامل البيئية.
ما هي الأعراض التحذيرية لدى الشباب؟
• نزيف في البراز أو وجود دم غامق اللون.
• ألم مستمر في البطن لا يزول مع الوقت.
• تغيرات غير مبررة في عادات الإخراج (إسهال أو إمساك مزمن).
• الشعور بالإرهاق الشديد أو فقدان الوزن غير المبرر.
• الإحساس بعدم التفريغ الكامل للأمعاء بعد الإخراج.
لا يجب تجاهل هذه الأعراض، حتى لو كنت في سن الشباب، حيث يؤدي التأخير في التشخيص إلى تدهور الحالة.
ما هي طرق التشخيص؟
هناك عدة طرق للفحص، يتم اختيارها حسب العمر والتاريخ الصحي:
1 - تنظير القولون:
• يتم إدخال أنبوب مرن مزود بكاميرا لفحص القولون والمستقيم.
• يمكن إزالة السلائل أثناء الفحص.
2 - اختبار الدم الخفي في البراز (FIT أو FOBT):
• يكشف عن وجود دم غير مرئي في البراز.
• يتم إجراؤه سنوياً، وإذا كان إيجابيًا، يتطلب تنظير القولون.
3 - تنظير القولون الافتراضي (التصوير المقطعي المحوسب للقولون):
• يستخدم الأشعة المقطعية لإنتاج صور مفصلة للقولون.
• يوصى به كل 5 سنوات.
4 - اختبار الحمض النووي في البراز (مثل Cologuard):
• يكشف عن التغيرات الجينية في الخلايا السرطانية أو محتوى الدم في البراز.
• يوصى به كل 3 سنوات.
هل الفحص مؤلم؟
• تنظير القولون قد يكون غير مريح، لكنه يتم تحت تخدير خفيف لجعل التجربة أكثر راحة.
• اختبارات البراز سهلة وغير مؤلمة ويمكن إجراؤها في المنزل.
هل يمكن الوقاية من سرطان القولون والمستقيم؟
نعم، يمكن تقليل خطر الإصابة باتباع هذه النصائح:
اتباع نظام غذائي صحي:
• تناول الألياف من الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة.
• تقليل اللحوم الحمراء والمصنعة.
ممارسة النشاط البدني بانتظام:
• المشي أو ممارسة الرياضة على الأقل 150 دقيقة أسبوعيًا.
الإقلاع عن التدخين وتجنب الكحول:
• التدخين يزيد من خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.
المحافظة على وزن صحي:
• السمنة تزيد من خطر الإصابة، لذا يوصى بالحفاظ على مؤشر كتلة الجسم (BMI) ضمن النطاق الصحى.
إجراء الفحوصات الدورية:
• لا تتردد في إجراء الفحص إذا كنت في الفئة المعرضة للخطر.
ماذا أفعل إذا كانت نتيجة الفحص غير طبيعية؟
إذا كانت نتيجة الفحص إيجابية، فهذا لا يعني بالضرورة أنك مصاب بالسرطان، لكنه يتطلب إجراء فحوصات إضافية، مثل تنظير القولون، لتحديد السبب واتخاذ الإجراء المناسب.
الخلاصة
- سرطان القولون والمستقيم يمكن الوقاية منه إذا تم الكشف المبكر عن التغيرات السرطانية.
- لا يقتصر المرض على كبار السن، بل يمكن أن يصيب الشباب أيضًا، لذا يجب عدم تجاهل الأعراض.
- الفحص المنتظم والتغييرات الصحية في نمط الحياة يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بالمرض.
-إذا كنت تعاني من أي أعراض مقلقة أو لديك عوامل خطر، تحدث مع طبيبك اليوم لمعرفة الفحص المناسب لك.
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك