بيروت - (أ ف ب): أعلنت السلطات في سوريا أمس تعزيز انتشار قوات الأمن في منطقة الساحل بغرب البلاد وفرض «السيطرة» على مناطق شهدت مواجهات إثر مقتل أكثر من 500 مدني علوي على يد قوات الأمن ومجموعات رديفة لها بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان في اليومين الماضيين.
وأفاد سكّان في المنطقة الساحلية عن قتل طال مدنيين، خلال عمليات تمشيط واشتباكات مع موالين للرئيس المخلوع بشار الأسد بدأت قبل يومين، هي الأعنف منذ إطاحة الأسد في الثامن من ديسمبر.
وأورد المرصد «مقتل 532 مدنيا علويا في مناطق الساحل السوري وجبال اللاذقية على يد قوات الأمن ومجموعات رديفة لها» منذ الخميس.
وتحدث المرصد عن «عمليات تصفية على أساس طائفي ومناطقي» و«عمليات إعدام ميدانية» ترافقت مع «عمليات نهب للمنازل والممتلكات».
وارتفعت الحصيلة الاجمالية منذ بدء الاشتباكات إلى 745 قتيلا، بينهم 213 مسلحا من الطرفين، بحسب المرصد الذي أحصى 93 قتيلا من «الأفراد العسكريين في وزارتي الداخلية والدفاع»، و«120 عنصرا مسلحا» من الموالين للأسد.
من بانياس، روى سمير حيدر (67 عاما) أن «مجموعات مسلحة» بينهم «عناصر أجنبية» قتلت شقيقيه وابن أحدهما بإطلاق النار عليهم مع رجال آخرين.
وأكد الرجل اليساري الذي قضى أكثر من عقد من حياته في سجون النظام السابق أنه هرب في اللحظة الأخيرة إلى حيّ سنيّ في المدينة. وقال في اتصال مع فرانس برس: «لو تأخرت خمس دقائق لكنت في عداد الموتى لقد أُنقذنا في الدقائق الأخيرة».
وفي وقت تراجعت حدة الاشتباكات أمس، أفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية سانا بأنّ قوات الأمن عززت انتشارها لا سيما في مدن بانياس واللاذقية وجبلة بهدف «ضبط الأمن».
وأعلن المتحدّث باسم وزارة الدفاع السورية حسن عبد الغني أن قواتها «أعادت فرض السيطرة على المناطق التي شهدت اعتداءات غادرة ضد رجال الأمن العام».
ودعا في تصريح مصور لسانا «جميع الوحدات الميدانيّة الملتحقة بمواقع القتال الى الالتزام الصارم بتعليمات القادة العسكريّين والأمنيّين»، مشددا على أنه «يمنع منعا باتا الاقتراب من أي منزل أو التعرض لأي شخص داخل منزله إلا وفق الأهداف المحدّدة من قبل ضباط وزارة الدفاع».
من جهتها، طالبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بـ«احترام أرواح المدنيين» و«السماح للمسعفين والعاملين في المجال الإنساني بالوصول الآمن لتقديم المساعدة الطبية ونقل الجرحى والجثامين».
بدأ التوتر الخميس في قرية ذات غالبية علوية في ريف اللاذقية على خلفية توقيف قوات الأمن لمطلوب، وما لبث ان تطور الأمر إلى اشتباكات بعد إطلاق مسلحين علويين النار، وفق المرصد. وقالت السلطات في اليوم الأول إنها تواجه مجموعات مرتبطة بسهيل الحسن، أحد أبرز ضباط الجيش السوري السابق.
وإثر تعرض قوة تابعة لها لكمين في محيط بلدة جبلة أوقع 16 قتيلا، ارسلت قوات الأمن تعزيزات عسكرية إلى الساحل وفرضت حظر تجول.
وتصدّت قوات الأمن فجر أمس «لهجوم من قبل فلول النظام البائد» استهدف المستشفى الوطني في مدينة اللاذقية، وفق سانا.
وأعلن مصدر في وزارة الدفاع لوكالة سانا «بالتنسيق مع إدارة الأمن العام، تم إغلاق الطرق المؤدية إلى منطقة الساحل، وذلك لضبط المخالفات ومنع التجاوزات وعودة الاستقرار تدريجيا إلى المنطقة».
وقال إن الوزارة «شكلت سابقا لجنة طارئة لرصد المخالفات، وإحالة من تجاوز تعليمات القيادة خلال العملية العسكرية والأمنية الأخيرة إلى المحكمة العسكرية».
وحضّ الرئيس الانتقالي أحمد الشرع المقاتلين العلويين ليل الجمعة على تسليم أنفسهم «قبل فوات الأوان».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك