جدة - (أ ف ب): تبنّت منظمة التعاون الإسلامي فجر أمس في اجتماع طارئ لوزراء الخارجية في جدّة، الخطة العربية لإعادة إعمار غزة من دون تهجير الفلسطينيين، لمواجهة مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وجاء الاجتماع الوزاري للمنظمة التي يبلغ عدد أعضائها 57 دولة، بعد ثلاثة أيام من تبني الجامعة العربية للخطة التي قدمتها مصر خلال قمة في القاهرة.
وتلحظ الخطة التي صاغتها القاهرة إعادة إعمار غزة من دون تهجير الفلسطينيين مع عودة السلطة الفلسطينية إلى حكم القطاع.
وجاء في بيان صباح أمس أنّ منظمة التعاون الإسلامي «تتبنى الخطة... بشأن التعافي المبكر وإعادة إعمار غزة». وأضافت المنظمة التي تمثّل دول العالم الإسلامي أنها «تحث المجتمع الدولي ومؤسسات التمويل الدولية والإقليمية على تقديم الدعم اللازم للخطة بسرعة».
وأثار ترامب صدمة وغضبا عندما اقترح الشهر الماضي سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة وإعادة بناء المناطق المدمّرة وتحويلها إلى «ريفييرا الشرق الأوسط» بعد ترحيل السكان البالغ عددهم 2,4 مليون إلى مكان آخر، خصوصا مصر والأردن، من دون خطة لإعادتهم.
وقال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي لوكالة فرانس برس بعد الاجتماع: «بالتأكيد إنه أمر شديد الإيجابية أن يتبنّى الاجتماع الوزاري الطارئ لمنظمة التعاون الإسلامي الخطة المصرية... التي أصبحت الآن خطة عربية إسلامية».
وأضاف أنّ الخطوة المقبلة تتمثّل في أن «تكون الخطة خطة دوليّة، من خلال تبنّي الاتحاد الأوروبي والأطراف الدولية كاليابان وروسيا والصين وغيرهم للخطة... هذا ما سنسعى إليه، ونحن لدينا تواصل مع كل الأطراف بما في ذلك الطرف الأمريكي».
وتحدث الوزير عن اتفاق بشأن كثير من المسائل الجدلية خصوصا من يتولى حكم القطاع بعد العدوان الإسرائيلي.
وقال عبد العاطي: «هناك توافق على تشكيل لجنة مؤقتة لا تنتمي الى أي فصيل تتكون من شخصيات تكنوقراط من قطاع غزة تتولى إدارة القطاع وتسيير الامور الحياتية بشكل مؤقت مدة ستة أشهر على أن يلي ذك تمكين السلطة الفلسطينية لتولي ادارة القطاع».
ونصّت الخطة التي أقرها القادة العرب في قمة القاهرة، على عودة السلطة الفلسطينية إلى القطاع الذي طردتها منه حماس في 2007، واستبعاد الحركة عمليا من إدارته.
ورفضت إسرائيل هذه الخطة.
وأكد وزير الخارجية السوداني علي يوسف الشريف أنّ «هناك اتفاقا تاما بين كل الدول المشاركة على تبني الخطة العربية». وتابع «كان هناك بعض المواقف التي تطالب بتشدّد أكثر تجاه إسرائيل، وهذا ليس اختلافا ولكنه طلب بمواقف أقوى».
ورغم الدعم العربي وما تلاه من دعم إسلامي، قالت وزارة الخارجية الأمريكية الخميس إن الخطة المصرية بشأن غزة «لا تلبّي تطلّعات» ترامب. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية تامي بروس للصحفيين إن الاتفاق المقترح «لا يلبي الشروط ولا طبيعة ما يطالب به ترامب»، مضيفة أنها «ليست على قدر التوقعات».
وفي جدة على ساحل البحر الأحمر، أكّد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه في كلمته الافتتاحية «دعم الخطة العربية». وأعلن «دعم خطة إعادة الإعمار لقطاع غزة التي اعتمدتها القمة العربية، مع التمسك بحق الشعب الفلسطيني بالبقاء في أرضه، لما تشكله من رؤية مشتركة وواقعية تستوجب من الجميع حشد الدعم المالي والسياسي اللازمين لتنفيذها، في إطار مسار سياسي واقتصادي متكامل لتحقيق رؤية حل الدولتين». وحذر طه من «خطورة الإجراءات والمحاولات الإسرائيلية المرفوضة لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين».
ودعا رئيس وزراء وزير الخارجية الفلسطيني محمد مصطفى «الأشقاء إلى تكثيف الجهود لحشد الدعم الدولي والضغط الدبلوماسي والسياسي والقانوني والاقتصادي على دولة الاحتلال».
هل ترغب بالتعليق على الموضوع؟
لا تتردد في إعطاء تعليقك ومشاركة رأيك